شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة

شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة حيثُ إنّ القرآن الكريم هو ركيزة المسلمين الأولى، وجاءت السّنّة الشريفة موضّحةً لآيات القرآن الكريم ومعلّمةً للمسلمين على أمور دينهم كلّها، فقد اكتمل الدّين يوم بُعث خاتم النّبيين محمّد صلوات الله عليه وعلّم المسلمين أمور دين الإسلام وهداهم إلى طريق الحقّ وأبعدهم عن طريق الضّلالة باتباع سنّته التي أمر بها الله تعالى، وعبر هذا المقال ضمن موقع المرجع سوف نوضّح لكم معنى الحديث الشّريف من سنّ في الإسلام سنّة حسنة. 

شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة

عن جرير بن عبد الله رضي الله عنهم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها ، لا يَنقُصُ مِن أجورِهِم شيئًا ومن سنَّ سنَّةً سيِّئةً فعملَ بِها ، كانَ عليهِ وزرُها وَوِزْرُ مَن عملَ بِها من بعده لا ينقصُ من أوزارِهِم شيئًا”[1]، والمقصود من الحديث الشّريف هو إحياء السّنّة النّبويّة الشّريفة ليس تشريع وإحداث سنّةً جديدة، وهذا الشّرح صحيح بالنّسبة للشّق الأوّل من الحديث الشّريف وهو إحياء أو تحديث السّنّة الحسنة والعمل بها، أمّا بالنّسبة للشّق الثّاني فلا يمكن القول إحياء السّنّة السّيّئة لأنّ الإسلام لم يأتي بشيءٍ سيءٍ إطلاقًا، وإنّما المقصود هنا البدعة وهي إحداث شيء لا أصل له في دين الإسلام، لأنّ الإسلام جاء بالهُدى والخير للمسلمين وليس هُناك أيّ أنواع الشّر فيه.[2]

شاهد أيضًا: شرح حديث من قام مع الامام حتى ينصرف

صحة ومعنى حديث من سن في الإسلام سنة حسنة

إنّ حديث “مَن سَنَّ سُنَّةً حَسنةً فعمِلَ بِها ، كانَ لَهُ أجرُها وَمِثْلُ أجرِ مَن عملَ بِها” هو حديثٌ صحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويحثُّ المسلمين على إحياء سنن رسول الله والعمل بها والابتعاد عن البدع، ومعنى هذا الحديث هو أنّ من أحيا سنّة أي (أظهرها للنّاس كي يعملوا بها)، لا أن يشرّع البدع التي تمّ اختراعها من قبل النّاس، فإنّ من يفعل ذلك ينال أجر العمل بتلك السّنّة وأجر كلّ من يعمل بها، كمن يُحيي سنّة تعليم القرآن في بلاد ليس فيها تعليم للقرآن أو السّنّة الشّريفة، وكذلك صلاة اللّيل وصيام النّوافل، أمّا من يدعو إلى إحياء البدع التي لا أصل لها في الدّين الإسلامي فهذا أمرٌ سيّء ولا يجوز له ذلك، قال صلّى الله عليه وسلّم: “وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة”[3]، فالسّنّة إحياء شريعة الله تعالى وسنّة الرّسول الكريم لا ابتداع البدع والعمل بها.[4]

شاهد أيضًا: شرح حديث كل عمل ابن له الا الصيام

حديث من سن في الإسلام سنة حسنة شرح وتوضيح

إنّ المقصود من هذا الحديث الشّريف هو إحياء وتجديد السّنن التي تُركت وهُجرت، مع كتابة أجر من أحياها وأجر من عمل بها بعد إحيائها، وهي نوعان: سنّة مشروعة تمّ العمل بها مسبقًا لكنّها نسيت وقام على تجديدها، كما جرى في عهد في عهد عمر بن الخطّاب في إحياء سنّة الإمام لقيام رمضان، وهناك أيضًا سنّة حسنة يُبادر بها الإنسان كمن بادر بتقديم الصّدقة ومن ثمّ أتبعه النّاس، وترك السّنن السّيئة والمبتكرة كالبدع التي أحدثت دون وجود مرجعٍ لها في الشّريعة الإسلاميّة، فإنّ من يعمل بها يحمل وِزْرها ووزر من يعمل بها تقيّدًا به حتّى يوم القيامة.[5]

شاهد أيضًا: شرح حديث ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي وضّحنا فيه شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث صحّة ومعنى الحديث الشّريف، إضافةً إلى شرح وتوضيح حديث من سنّ سنّة في الإسلام سنّة حسنة.