كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان
جدول المحتويات
كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان، شهرُ رمضانَ ذو فضل وشأن عظيّم، فيّه تفتحُ أبواب الجنّة، وتُغلقُ أبواب النار، وتُصفد الشياطيّن، وفيّه مَغفرة للذنوبِ، ومُضاعفةٌ للأجور، وفيّه تنزل القرآن الكريّم في ليلة القدر، وأفضل أوقات رمضانَ العشر الأواخرِ فيّه، وعلى المُسلم أنْ يكثرْ فيّها الطاعات والصلوات والأعمال الصالحة، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على كم ركعه صلاة القيام في العشر الاواخر وكيفية صلاة القيام في رمضان.
صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان
اختصتْ العشر الأواخرِ من شهرِ رمضان المُباركَ عنْ غيّرها منْ الأزمانِ، لما فيّها من عباداتِ الليلِ، من صلاةِ القيّامِ، ومنّها صلاةَ التراويّح، إذ أنّ لقيامِ الليلِ فضلٌ عظيّم، وأجرٌ كبيّر، ونُجاةٌ مُحققة، فقدْ وردَ في صحيحِ مُسلم عن أبيْ هريرة -رضيْ الله عنّهُ- أن رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)[1].
شاهد أيضًا: متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان
كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان
ليس لصلاةِ القيّام أو صلاة التراويحَ عددُّ مُحدد من الركعات، لأنّ النص جاءَ من عندِ الله -سُبحانّهُ وتعالى- بصيغة أعْم، لقولهِ -سبحانهُ-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[2]، فاللهُ لم يُحدد لها عددٌ ثابت، ولا يجوزُ تقييدها بعدد ثابتْ، أما ما ورد عنْ السيدة عائشة -رضي الله عنّها- بأنّ نبي الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة فهو محمول على الغالب من صلاته، فقد ورد عنها أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّي عددًا آخر غير الإحدى عشرة ركعة، وذلك في قولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْس)[3].
شاهد أيضًا: صلاة التراويح في العشر الاواخر كم ركعه
فضل صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان
تترتّب الكثير من الفضائل والأُجور على قيام الليل، بيان البعض منها فيما يأتي:
- تُعد صلاة القيّام من أفضلِ الصلواتِ بعد الصلاةِ المفروضة على العبادِ، لقولهِ -صلى الله عليّه وسلم-: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).
- تُعدُّ صلاة القيام سببًا في مغفرةِ الذنوب، ومضاعفة الأجور، وقبول العبادات، ونيل رضا الله -سبحانهُ وتعالى- ورحمته.
- يّعد عصمة من الفتنِ، والوقوع في الآثام والمعاصي، لما جاءَ عن أم سلمة أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ وهو يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ، كَمْ مِن كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَومَ القِيَامَةِ).[4]
- تُعدُّ سببًا في دخول الجنّة، والنجاةِ من النار، لقولهِ -سبحانهُ وتعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[5]
- تّعد سببًا يعين المسلم على أمورِ الدُنيا والآخرة، وسببًا لتحقيقها، لقولهِ -صلى الله عليّه وسلم-: (إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ).[6]
شاهد أيضًا: صفة صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان
كيفية صلاة قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان
تُصلى قيّام الليل أو التراويحِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ كغيّرها من بقيّة أيامهَ الفضيّلة، مثنى مثنى، أيْ ركعتيّن ركعتيّن، والوترَ بركعة في آخرِها، لما جاءَ عن نبيّ الله مُحمد -عليه الصلاة والسلام- عندما سأله رجل عن كيفية قيام الليل، فقال له: (مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى)، وتجدرُ الإشارةَ إلى أنّ كُلُ نافلة بعد صلاةِ العشاء تُسمى قيّام، وقد ثبتت سُنيّة صلاة القيام في السنة النبويّة، وبإجماعِ أهل العلم، فمن السنة قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)، وقد نُقِل الإجماع عن عدد من العُلماء، ومنهم: الإمام النووي، وابن حجر، وابن عبد البرّ، على سُنّية قيام الليل في حقّ الأُمّة.
أهمية قيام الليل في العشر الاواخر من رمضان
كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يزيد من فعل الطّاعات بالعشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك لِما روته السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنه- فقالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)، ويكون إحياء ليل رمضان بالإكثار من التهجّد والصّلاة، فصلاةُ النوافلِ من أفضلِ الأعمال التي تُقربُ المسلم إلى الله -سبحانهُ وتعالى-، وصلاةُ القيّام علامة من علاماتِ الإيمانِ، حيثُ قال الله -سبحانهُ وتعالى-: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُحافظ عليها ولا يتركها في حضرٍ ولا في سفرٍ.
إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان، حيثُ تعرفنا على مدى أهمية صلاة القيام، وكيفيتها، وفضلها، والتزام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بِها.
التعليقات