كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة

كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة سؤالٌ هامٌّ يخطر على بال الكثير من المسلمين، وهو من الأمور التي يجب عليهم معرفتها، فالقرآن الكريم هو كلام الله -سبحانه وتعالى- ووحيه المنزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كتاب المسلمين الأوّل ومصدر التشريع الإسلامي مع السّنة النّبوية الشّريفة، وهو أكثر الكتب بلاغةً وفصاحة، وميّزه الله بخصائص وميّزات خصّه بها دون الكتب السّماوية الأخرى، وفي هذ المقال سيقوم موقع المرجع بالإجابة على كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة.

كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة

ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- طيلة حياته في المدينة المنورة وهي مدّة تبلغ عشر سنين، فقد هاجر  الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- إلى المدينة المنوّرة في السّنة الثّالثة عشرة من نبوّته وبعد نزول الوحي، وقد استمرّ نزول الوحي عليه وهو في المدينة عشر سنواتٍ كاملة، وهي المدّة التي عاشها في المدينة المنوّرة، وهي فترة نزول القرآن الكريم بالوحي عليه ذاتها، حيث أنّ القرآن ظلّ ينزل حتّى وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كانت الآية الكريمة بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}.[1] هي آخر ما نزل من القرآن وهو القول الرّاجح عند أهل العلم،  وقيل أن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- قد عاش بعدها تسع ليالٍ ثمّ مات، وقد كان يوم وفاته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول والله أعلم، يعدّ القرآن الكريم آخر الكتب السّماوية التي نزلت على الأرضن وهو معجزةٌ خالدة فقد حفظه الله من التّحريف والتّزوير والضياع، وجعله مصدر تشريع الدّين الإسلامي، ودستور المسلمين وكتابهم الأول بتلاوته يتعبدّون وعلى نهجه يسيرون.[2]

شاهد أيضًا: ما هي أطول كلمة في القرآن الكريم

مدة نزول القرآن الكريم

بعد التّعرّف على كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة سيتمّ التّعرف على مدة نزول القرآن الكريم كاملةً، فإن القرآن الكريم بدأ بالنّزول على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بعد أربعين سنة مضت من عمره، وهذا باتّفاق أهل العلم، وقد استمرّ نزوله حتّى وفاته، وقد اكتمل نزوله قبل وفاته بعديد الأيّام، وتقدّر المدّة الكاملة لنزول الوحي بثلاثٍ وعشرين سنةٍ كاملة، وتُقسم بين مدّة مكوثه في مكّة المكرّمة وحياته في المدينة المنوّرة، حيث عاش في مكّة المكرّمة بعد مبعثه حوالي ثلاث عشرة سنة وعاش في المدينة حتّى وفاته حوالي عشر سنين، اكتمل بهذه المدّة نزول القرآن بكلّ سوره وآياته.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه

كيف نزل القرآن الكريم

قد تمّ التّعرف في إجابة كم سنة ظل القران الكريم ينزل في المدينة بعد الهجرة، أنّه ظلّ ينزل لمدّة عشر سنوات في المدينة المنوّرة وقبله حوالي ثلاث عشرة سنة في مكّة المكرّمة، فالقرآن الكريم كلام الله ووحيه على رسوله الكريم، وقد نزل على قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على فتراتٍ متقطّعة ولم يكن نزوله على دفعةٍ واحدة، وذلك لحكمةٍ من الله -عزّ وجل-  فقد قال سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا}.[4] وقد كان ينزل القرآن على حسب الحاجة أو بحسب الواقعة التي نزل من أجلها، فلم يكن له قدرٌ محدّد من الآيات في النّزول، وقد كان يأتي الوحي كصلصة الجرس وهو أشدّ ما يكون على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد يأتيه على صورة رجلٍ يُلقي إليه كلام الله، وقد يأتيه بطريق كلام الله في اليقظة، وجبريل -عليه السّلام- كان رسول الوحي المكلّف بإنزال كلام الله -عزّ وجل- إلى رسوله الكريم وهذا يبيّن كيف نزل القرآن الكريم.[5]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم

الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقاً

إنّ معرفة كم سنة ظل القران  الكريم ينزل في المدينة بعد الهجرة يدفع المسلم للتّفكّر بالحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقاً، فالقرآن الكريم كما ورد عن أهل العلم أنّه نزل على  النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بمدّةٍ استغرقت أكثر من عشرين سنة، وذلك لعديد المقاصد والحكمة البالغة من الله -سبحانه وتعالى- ومن الحِكم من نزوله متفرّقاً سيتمّ ذكر ما يأتي:[6]

• نزل القرآن الكريم متفرّقاً تثبيتاً لقلب النّبي -عليه الصّلاة والسلام-  ومواساته، والتّخفيف عنه ممّا كان يُلاقيه من مشقّة تبليغ الرّسالة.
• نزل القرآن مفرّقاً للرّد على شبه المشركين أوّلاً بأوّل ودحض حججهم وإحقاقاً للحقّ وإبطالاً للباطل.
• ومن الحكمة أنّه نزل متفرّقاً لتيسير حفظه على النّبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى الصّحابة الكرام، فبذلك يكون أدعى لفهم السّامع وأسهل عليه لحفظه وتعلّمه.
• كذلك التّدرّج بالأحكام والدّين، فليس من السّهل أن يبدل المرئ ما ورثه من عادات وعقائد، فكان نزول القرآن مفرّقاً حتّى تتهيّئ نفوس المسلمين على التّخلص من العادات والعقائد الجاهليّة.
• وكان نزول القرآن متفرّقاً لمسايرة الحوادث المستجدّة وبيان أحكامها، فالكثير من الآيات نزلت بسبب.
• ونزول القرآن متفرّقاً من الإعجاز البياني التّشريعي للقرآن الكريم، وهو دلسلٌ على أنّه ليس كلام بشر، لأنّه وبالرّغم من الفترات الطّويلة لنزوله إلّا أنّه كان على نظامٍ ونسقٍ واحد ولا خلل فيه.

أول ما نزل من القرآن

إنّ أول ما نزل من القرآن على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو ما نزل عليه عند أوّل بعثته، وقد بلغ من عمره أربعين عاماً، حين نزل عليه جبريل -عليه السّلام- في غار حراء، وكانت أوّل الآيات نزولاً، وقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في أوّل ما نزل من القرآن الكريم حين قالت: “أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ جَاءَهُ المَلَكُ، فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنْسَانَ مِن عَلَقٍ، اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ}”.[7] وهذا ما اتّفق عليه أهل العلم، وفي هذه الآيات اشتمالٌ على مقاصد القرآن وقد اشتملت على الأمر بالقرآءة والكتابة، والبدء فيها كان ببسم الله الرّحمن الرّحيم، أمّا ما نزل من السّور فالقول أنّها سورة الإسراء والكهف ومريم وطه، وأمّا آخر ما نزل من القرآن فهي آية رقم واحدٍ وثمانون ومائتان من سورة البقرة والتي سبق ذكرها في المقال، ومن الجدير بالذّكر أنّ ما ورد من أخبارٍ وروايات حول أوّل ما نزل من القرآن الكريم وآخر ما نزل كانت كثيرة ولم يثبت أغلبها والأصحّ هو ما تمّ ذكره والله ورسوله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: ما هي السورة المكية الاقصر في عدد آياتها؟

وهنا تكون نهاية هذا المقال الذي تمّ توضيح كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة ، وبيان مدّة نزول القرآن كاملاً، وكيف أنّه نزل متفرّقاً، ثمّ وضّح المقال الحكمة من نزول القرآن متفرّقاً، وختم ببيان أوّل ما نزل من القرآن الكريم.