اذا اتتك مذمتي من ناقص من القائل

يتساءَل كَثيرون اذا اتتك مذمتي من ناقص من القائل حيثُ أنّ هذا الشّطر من البيت الشّعريّ يُعتبر حكمة ومَثَل عربي يُقال بين الأشّخاص، وأنّ هُناك الكثير من الشّعراء والأدباء الّذين أصبحت أبياتهم الشّعريّة مضرباً للأمثال والأقوال، ومن خلال موقع المرجع سنعرّفكم على من هو القائل إذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشّهادة لي بأنّي كاملُ.

اذا اتتك مذمتي من ناقص من القائل

إنّ قائل هذا الشّطر من البيت الشّعري إذا أتتك مذمّتي من ناقص هو أبو الطّيّب المتنبّي، وتكملة هذا البيت الشّعريّ هي:

  • إذا أتتكَ مذمّتي من ناقصٍ       فهي الشّهادةُ لي بأنّي كاملُ.

معنى اذا اتتك مذمتي من ناقص

والمقصود هنا من قَول أبو الطّيب المتنبّي في هذا البيت الشّعريّ (إذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ فهي الشّهادة لي بأنّي كاملُ)، بأنّه إذا جاء أحدهم وتحدّث عنّي أمامك بكلام يذمّني فيه، وبدأ يُظهر لكَ النّواقص الموجودةٌ عندي، فاعلم بأنّ هذا الشّخص يقصد بأنّي من الأفاضل بلّ يعطيني شهادةً بذلك، لأنّ من لديه النّقص يجد صعوبةً في تقبّل الأفاضل لما هُنالك من فرق بينهما.

شاهد أيضاً: انا الذي نظر الاعمى الى ادبي من القائل

قصيدة اذا اتتك مذمتي من ناقص

تميّز أبو الطّيّب المتنبّي (شاعر العرب) بأنّه نادرة زمانه وأعجوبة عصره، وما زال شعره مرجع للشّعراء والأدباء حتّى الآن، وفيما يلي قصيدة إذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ كاملةً وهي كالآتي:

لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ               أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ

يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما                  أَولاكُما يُبكى عَلَيهِ العاقِلُ

وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ               فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ

تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ                 مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ

اللّاءِ أَفتَكُها الجَّبانُ بِمُهجَتي                 وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ

الرّامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ                        وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ

كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها               فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ

مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ                 وَمِنَ الرِّماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ

وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها            مِن أَنَّها عَمَلَ السُّيوفِ عَوامِلُ

كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما              غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ

دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي              نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ

إِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ                        أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ

ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما             رَوقُ الشَّبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ

لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها                            قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ

جَمَحَ الزَّمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ                مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ

حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ            يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ

مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها                 مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ

مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ                 تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ

لِلشَّمسِ فيهِ وَلِلرِّياحِ وَلِلسَّحا             بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ

وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا                دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ

لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ              لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ

يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ                مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ

وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً                      أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ

كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ                  كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ

هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها                حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ

وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى               أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ

عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي                   لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ

لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ                 وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ

لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ                   لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ

لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً           هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَّلامِ مَشاعِلُ

سَتَروا النَّدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ          فَبَدا وَهَل يَخفى الرَّبابُ الهاطِلُ

جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم            شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ

مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم            وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ

يا إِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ                مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ

وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما                 عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ

أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي             قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ

لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا              بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ

ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم                 شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ                فَهِيَ الشَّهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ

مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي           أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ

وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ               لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ

الطّيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ                وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ

ما دارَ في الحَنَكِ اللِّسانُ وَقَلَّبَت          قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ

نبذة عن حياة المتنبي

هو أبو الطّيّب المتنبّي، أحمد بن الحُسين بن الحَسن بن عبد الصّمد الجعفيّ الكوفيّ الكنديّ، وُلدَ عام 303هـ – 915م في مدينة الكُوفة في العراق، ولكنّه أمضى معظم حياته في مدينة حلب في عهد سيف الدّولة الحمداني، وقد كان شديد الذّكاء واشتهر بأبياته الشّعريّة المميّزة، حيثُ أنّه كتب الشّعر منذ الصّغر في عمر التّسع سنوات، وكانت معظم قصائده في مدح الملوك، وما زال شعره مرجعٌ للأدباء والشّعراء حتّى وقتنا الحالي، وقد عُرف بتمكّنه من قواعد اللّغة العربيّة ومفرداتها، مما جعلهم يُطْلقون عليه لقبْ شاعر العرب، وتوفّي أبو الطّيّب المُتنبّي في عام 354هـ – 965م.

إلى هُنا نَكون قد وصلنا معكم إلى نِهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن اذا اتتك مذمتي من ناقص من القائل، ومن ثمّ تناولنا ضمن تلك السّطور في الحَديث عن معنى ذلك البيت الشّعريّ مع كتابة القصيدة الكاملة له، لنختتم بنبذة عن حياة المتنبّي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *