معلومات عن الجن

معلومات عن الجن من الأمور التي تثير الفضول كثيرًا لدى النّاس، بالرّغم من عدم طرق هذا الباب والتبحّر به كثيرًا، وذلك إمّا خوفًا منه أو جهلًا وقلّة معرفة، أو تحسّبًا للعواقب الناتجة عن أيّ خطأ يمكن حدوثه عند التّعامل مع هذا العالم الغريب، وقد يحسب النّاس أنّه من الجيد عدم المعرفة كثيرًا حول هذا الأمر وأنّ الجهل فيه أفضل، لكنّه علمٌ كباقي العلوم فهو كما التاريخ والجغرافيا وغيرها، وقد تحدّث أفضل الكتب عن الجنّ وهو القرآن الكريم، وقد تمّ ذكرهم في الكثير من الآيات وفيه سورةٌ كاملة باسم سورة الجن، ولأهميّة هذا الموضوع فإنّ موقع المرجع يقدّم لنا في هذا المقال معلومات وحقائق عن الجنّ وعالمهم الغامض.

التعريف بالجن

إنّه من المهم للاطلاع على معلومات عن الجن أن يتمّ التعريف بالجن، فالجنّ لغةً يُعرف بكسر الجيم، وهو جمع كلمة جنّي الذي أصله اجتن والذي يعني اختفى واستتر، وقد أُطلق عليهم اسم الجنّ لأنّهم يختفون ويستترون عن البشر، فلا يستطيع البشر رؤيتهم على هيئتهم الحقيقيّة، وهم بعكس الإنس تمامًا فقد سمّي الإنسي بهذا الاسم لأنّه بالإمكان أنسه ورؤيته.

والجنّ اصطلاحًا هم أقوامٌ وخلقٌ آخرون غير البشر مخلوقين من نار، وهم الأرواح العاقلة المريدة والمكلّفة بالعبادة كتكليف الإنسان، ولكنّهم مجرّدون من المادة وبعيدون عن الإحساس، يملكون القدرة على التشكل والأكل والشرب والتّكاثر، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في الكثير من المواطن، وكذلك ذكرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة النبوية وهذا يدلّ على أهميّة هذا المخلوق في الحياة.[1]

شاهد أيضًا: علامات ظهور الجن على الانسان

معلومات عن الجن

عند البحث عن معلومات عن الجنّ فإنّ الباحث سيجد أنّ القرآن الكريم والسنّة النبوية قد أفاضا في الحديث عن الجنّ وعن أحوالهم، حيث ذُكر الجنّ في القرآن الكريم في حوالي أربعين موضعًا وسورةٌ كاملة فيه تتحدّث عن الجن، الذي جاء قوله تعالى في مطلعها: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}. [2] ولأنّ القرآن منقولٌ بالتواتر فلا مجال لإنكار وجودهم، وإنكارهم جهلٌ وتكذيب لآيات الله.

أمّا في السّنة النبوية فقد ذُكروا في الكثير من الأحاديث التي تبيّن أحوالهم، من حيث خلقهم وطعامهم وشرابهم وتناسلهم، كذلك تكليفهم وحسابهم في الآخرة، وكذلك بيان إمكانية رؤيتهم بصورٍ مختلفة من التي يتشكلون بها، وهي أحاديث كثيرة لا تُحصى، وهي في أغلبها أحاديثٌ صحيحة رواها الرجال الثّقات من الصحابة والتابعين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ولا مجال لتكذيبها أو تأويلها بما لا يصلح، فالمكذب بأحاديث رسول الله يكون مكذبًا لكتاب الله، واستنادًا على ما ورد في القرآن الكريمة والسنة النبوية الشريفة سيتمّ التّعرف على أبرز المعلومات عن الجن وعالمهم. [3]

الفرق بين الشيطان والجن

إنّ الفرق بين الشيطان والجن يعدّ من أكثر معلومات عن الجن بحثًا عنها من طرف الناس، فكما ورد أنّ  الجنّ هم العالم الخفيّ الذي خلقه الله من النار، ولكن بعضهم آمن بالله وبعضهم كفر به، فمن أطاع الله وآمن به ولم يعصه سمّي جنًّا، أمّا من عصى الله وكفر به سمّي شيطانًا، فالشيطان هو الاسم الذي يُطلق على الكافر من الجن، وهو اسمٌ يدلّ على البعد عن الصحّة والصواب والاستقامة، وبه يُسمّى المتمرّدون من الجن والإنس على حدٍّ سواء، فالجن والشيطان اسمان لصنفٍ واحد والله أعلم. [4]

أنواع الجن من حيث الخلقة والقوة

إنّ الجنّ من حيث الخلقة مختلفون في الأصل، فمنهم من يُشبه الحيّات والكلاب ومنهم من يطير في الهواء ومنهم من يقيم ويرتحل، فهم صورٌ شتّى لكنّها لا تخرج على أنّهم جميعًا مخلوقون من نار، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “الجنُّ على ثلاثةِ أثلاثٍ: فثلثٌ لهم أجنحةٌ يطيرون في الهواءِ، وثلثٌ حياتٌ وكلابٌ، وثلثٌ يحلُّون ويَظعنونَ”. [5] وقد أُطلقت بعض الأوصاف على الجنّ منها: [6]

• العفاريت: وهم النافذون في الأمر المبالغين فيه مع الخبث والدّهاء، والعفريت من المبالغة، وقيل هو الخبيث الشرير الداهي، كما ورد في قصة سلميان عندما عرض عليه عفريتٌ من الجنّ أن يأتي بعرش بلقيس، وهو يدل على الأقوياء من الجن.
• الخبل: وهم الجنّ الذين يخبلون الناس ويؤونهم، ويثال للرج مخبل إن أصابه مسٌّ من الجن.
• الغول: والغول هو الساحر من الجن، وأطلق عليه الغول لأنّه يتغوّل أي يتصوّر بكثرة، فمرةً يكون امرأةً جميلة، ومرّةً امرأةً قبيحة، ويقال غاله الدّهر أي غير حاله،

لغة الجن

إنّ الوارد في معلومات عن الجن أنّ الجنّ يتحدثون لغاتٍ متعددة مثل البشر تمامًا، ففيهم العربي وفيهم الإنجليزي وفيهم الفرنسي وغير ذلك، فهم أقوامٌ وأجناس، وهم أقسامٌ وفرق، فيهم الخبيث وفيهم الطّيب، ويعتقد الكثير من الناس أنّ الجنّ يتكلّمون لغةً خاصّةً بهم يستطيعون من خلالها أن يتفاهموا فيما بينهم، ولكنّ هذا الأمر لا يمنع أنّهم يعرفون لغات البشر، ويُقال إن اللغة السومرية لغة الجن الأساسية وهي لغة سيدنا سليمان -عليه السلام- والتي كان يستعملها مع الجن، وهي اللغة التي يستخدمها السحرة اليوم والله أعلم. [7]

شاهد أيضًا: لماذا اخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن

عالم الجن المخيف

بعد ما تمّ ذكره من معلومات عن الجن فإنّ الإنسان يُدرك أنّ عالم الجنّ المخيف هو عالمٌ موجود، عالمٌ آخر بين عالم البشر بأقوامٍ ومخلوقاتٍ أخرى لا يمكن رؤيتها إلا متشكّلة، فعالم الجنّ والشياطين من العوالم الغيبية التي لا يمكن رؤيتها ولا سمعها، وبالرّغم من ذلك إلا أنّ الكثير من النّاس صوّروا هذا العالم بأنّه عالم الرّعب والأهوال، وقام آخرون بجحده وأنكروا وجوده، ولم يخالف أحدٌ من طوائف المسلمين ومذاهبهم وجود الجنّ، فهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة ومأمورون ومنهيّون.

طعام الجن

اختلف أهل العلم في أن الجنّ يأكلون  ويشربون أم لا، وفي هذه المسألة ثلاثة أقوال، القول الأول أنهم جميعًا يأكلون ويشربون، والقول الثاني أنّهم جميعًا لا يأكلون ولا يشربون، والقول الثالث أنّ قسمًا منهم يأكل ويشرب وقسمًا آخر لا يأكل ولا يشرب، وقد ورد في السّنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تدلّ على أنّ من طعامهم الأساسي العظام، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “لكم كلُّ عظمٍ ذُكرَ اسمُ اللهِ عليه يقعُ في أيدِيكم أوفرَ ما يكونُ لحمًا، وكل بَعْرةِ علَفٍ لدوابِّكم، فلا تستنْجُوا بِهما، فإنهما طعامُ إخوانِكم”. [8] وقيل إنّ تحول العظم إلى أوفر ما يكون لحمًا مختصٌ بالمؤمنين منهم، أما الكافرين فليس لهم ذلك، ويمنعهم من تناول طعام البشر أن يُذكر اسم الله عليها والله أعلم. [9]

هل يتزوج الجن ويتكاثرون

إنّ الجنّ يتناكحون ويتناسلون ولهم ذرّية وعيال، وهم ممالك ودول، وقد تمّ الاستدلال على أنّ الجنّ يتكاثرون، بقوله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ}. [10] وفي شرح الآية أنّ الذّرية هي الأولاد، ومما ورد أنّه ما وُلد لآدم ولد إلا وُلد للشيطان ولد، ومما يدلّ على ذلك أنّهم لو لم يكونوا يتكاثرون ويتوالدون لانقرضوا وما بقي لهم أثر، وممّا ورد في السّنة أنّ للجنّ رجالٌ ونساء، وهو ما يقتضي الجماع والتناسل، لأنّه ثبت في الأدلّة أنّهم يموتون، والآيات التي تُشير إلى الحور العين في الجنّة، تدلّ على أنّه لم يطمثهنّ إنسٌ ولا جان، وهذا يدلّ على أنّ الطّمث وهو الجماع يأتي من الجن، والله ورسوله أعلم. [11]

هل الجن يموتون وكم تبلغ أعمارهم؟

إن الجنّ مخلوقاتٌ من خلق الله، يعيشون ويموتون كما يعيش الإنس ويموتون، وقد ورد في كتاب الله قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}. [12] وقيل إن بعض شياطين إبليس وأعوانه لا يموتون مثل إبليس إلى يوم يُبعثون، فإذا مات إبليس ماتوا معه، ولكن الكثير من الوقائع تشير لموت الجنّ بشكلٍ عام، وقد ورد في السّنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث التي تشير إلى أنّ الجنّ يموتون، ويبعثهم الله بعد موتهم ويحاسبون على أعمالهم، أمّا عن أعمارهم فإنّه جاء في بعض الروايات أنّ أعمارهم تصل لمئات وآلاف السنين، ولكنّ أعمار الجنّ من الأمور الغيبية التي لم يرد فيها أيّ دليلٍ أو روايةٍ صحيحة، والله ورسوله أعلم. [13]

شاهد أيضًا: معنى يعبدون في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون

معلومات لا تعرفها عن عالم الجن

يبحث الكثير من الناس عن معلومات عن الجن، فهم أمّةٌ من الأمم التي خلقها الله -سبحانه وتعالى- وعالمهم من الأمور الغيبية التي لا يُعلم عنها إلا ما أخبر عنه القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة، ويجب على المسلم أن يؤمن بوجودهم لأنّه ثابتٌ في القرآن الكريم والسّنة وأجمع عليه أهل العلم، ومن المعروف أنّ الجنّ تتعدّد مساكنهم وبيوتهم، فهم ينتشرون في الأرض، ويكثر وجودهم في الصحارى والأماكن المهجورة، والأسواق، وحتّى في بيوت النّاس، وقد أعطاه الله قدراتٍ هائلة لم تعط للإنس أبدًا.

هل يملك الجن قدرات خارقة؟

قد خصّ الله الجنّ عن الإنس بالكثير من الخصائص بأن جعل لهم قدراتٍ ومهاراتٍ عظيمة لم توجد لدى البشر، ومن قدرات الجنّ الخارقة ما يأتي: [15]

• امتاز الجنّ بسرعة الحركة: وسرعة الجن من الأمور التي لا يمكن لأيّ عاقلٍ أن ينكره، وذلك لأنّه في حديث القرآن الكريم عن عفريت الجنّ الذي يتعهد بإحضار عرش بلقيس ملكة سبأ لنبي الله سليمان، يكون قبل أن يقوم سليمان من مجلسه وهذا يدلّ على السرعة الكبيرة.
• القدرة على القيام بالأعمال الشاقّة والصعبة: فقد سخّر الله -سبحانه وتعالى- الجنّ لسليمان عليه السلام، فكانوا يبنون له القصور والقلاع، ويصنعون التماثيل والجفان وحياض الماء الكبيرة، وقد ورد في قوله تعالى: {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.[14] وقد وصفت تلك القدور التي يصنعونها بالراسية أي الثابتة التي لا يمكن نقلها بسبب ضخامتها.
• قدرتهم على الصعود للفضاء: فقد ثبت في القرآن الكريم أنّهم كانوا يسترقون السّمع من السّماء ويُرمون بالشّهب.
• قدرتهم على التّشكل بأشكال متباينة: فالجن يتشكلون بأشكالٍ وصور مختلفة، فهم يتصورون في صور الإنس والبهائم، وقد يكونون في صور الأفاعي وغيرها، فالله سبحانه قد منحهم القدرة على تكثيف أجسامهم وتغليظها.

شاهد أيضًا: هل الرماد مأوى للشياطين

ما هو القرين وما هي وظيفته

إنّ القرين هو الشيطان أو الجنّي الذي وكّل بالإنسان، ليغويه ويضلّه عن السبيل، وهو يُلازم الإنسان ولا يُفارقه، فهوة الشيطان الذي سُلّط على الإنسان بإذن الله يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف، فيأمر الإنسان بترك الطاعة وفعل المعصية، وهو في الغالب يُفارق الإنسان بموته والله أعلم، لأنّه ينتهي من المهمّة التي أوكلت له وهي إغواء الإنسان في حياته، فعن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “يا رَسولَ اللهِ، أَوْ مَعِيَ شيطَانٌ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: وَمع كُلِّ إنْسَانٍ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: وَمعكَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عليه حتَّى أَسْلَمَ”. [16] وقد كثرت الأدلة على وجود القرين في القرآن والسنة، لذلك على المؤمن أن يُكثر من الاستعاذة منه. [17]

إلى هنا نصل لختام مقال معلومات عن الجن، والذي عرف بالجنّ لغةً واصطلاحًا، وبيّن الفرق بين الجن والشيطان، وبين أنواع الجنّ من حيث القوة والخلقة، وعرّف بلغات الجنّ ومنطقهم، ثم دخل بنا لعالم الجن المخيف مبيّنًا نوع طعامهم وقدرتهم على التكاثر والإنجاب وإن كان الجنّ يموتون ويُبعثون، وليوضّح المقال معلوماتٍ لا تعرفها عن الجن مبيّنًا ماهية القرين وإن كان يملك الجنّ قدراتٍ خارقة.