تفسير آية الرجال قوامون على النساء

تفسير آية الرجال قوامون على النساء هو الموضوع الذي سيقدّمه هذا المقال، فالتّفسير هو العلم الذي يتمّ فيه شرح القرآن الكريم لتسهيل فهمه من قِبل المسلمين، وكذلك شرح معانيه ومقاصده وأحكامه، والآية المراد تفسيرها هي إحدى الآيات التي تبيّن بعض الأمور من علاقة الرّجل بالمرأة وقوامته عليها، وفي هذا المقال يهتمّ موقع المرجع بتعليمنا تفسير آية الرجال قوامون على النساء، مع شرحٍ مفصّلٍ لمعنى القوامة وبيان بعض أحكامها.

القوامة

قبل الخوض قي تفسير آية الرجال قوامون على النساء سيتمّ تعريف القوامة، فالقوامة في اللغة مشتقّةٌ من الفعل الثّلاثي قام، أي انتصب واقفاً، ويُقال قام الأمر أي اعتدل وقام الحقّ أي ظهر واستقر، ويُقال قام الرّجل على أهله أي تولّى أمرهم وقام على نفقتهم، وعندما يُقال قوام الشّيء أي عماده ونظامه، والقوامة هي القيام على الأمر والمال أو ولاية الحكم فيقال القوموهم جماعةٌ من النّاس تجمعهم جامعة يقومون لها، والقوم هم دوماً من الرّجال، فالقوامة تقتضي القوّة لمن يتولّاها، القوّة المادّية والقوة المعنوية، وقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- القوامة للرّجل دون المرأة لما وهبه من المواهب من قوّة وعقل، فالقوامة الزوجية هي ولاية يفوّض بها الزوج للقيام بمصالح زوجته بالتدبير والصيانة والانفاق، والزّوج يُحاسب عليها إن فرّط بها أمام الله.[1]

تفسير آية الرجال قوامون على النساء

إنّ تفسير آية الرجال قوامون على النساء يبيّن مفهوم القوامة للرّجل على المرأة، وقدر قام أهل العلم بتفسيرها أفضل تفسير بما يسّر الله عليهم، قال الله تعالى في سورة النّساء: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.[2] فالرّجال قوّامون على النّساء أي أنّ الرجل قيّمٌ على المرأة وهو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجّت، وذلك بما فضّل بعضهم على بعض فالرّجال أفضل من النّساء وخيرٌ منهنّ، ولذلك اختصّت النّبوّة بالرّجال، وكذلك خصّ الله الرّجال بالمُلك الأعظم، وقد مُيّزت الرّجال بالقوامة على النّساء بما أنفقوا من أموالهم، والمقصود هنا بالأموال المُنفقة أنّها المهور والنّفقات الواجبة على الرّجل، وقد رفع الله الرّجل درجةً عن المرأة فهو أفضل منها في نفسه وله عليها الكثير من الفضل، وقد قيل أنّ الرّجال قوّامون على النّساء أي أمراء عليهم وعلى النّساء إطاعة الرّجال فيما أمروا به، وقد حدّدت الآية الكريمة صفات النّساء الصّالحات فهنّ القانتات أي المطيعات لأزواجهنّ والمرأة الصّالحة هي التي تحفظ نفسها لزوجها في غيابه وتحفظ له ماله، فخير النّساء المرأة التي إذا نظرت إليها أسرّتك وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها  ومالك.

واستمرّت الآية الكريمة بإعطاء الدروس وإيجاد الحلول للعلل التي يمكن أن تواجه المسلم في حياته، فالنّساء التي يخاف المسلمون من نشوزهنّ على أزواجهنّ، وهي التي ترتفع على زوجها التّاركة لأمره المُعرضةُ عنه، فإنّ الحلول تكون مع هذه المرأة بالموعظة الحسنة، والتّذكير بغضب الله وعقابه في حال عصيان أوامره، فإن لم تتّعظ فالهجرة في المضاجع وهي عدم المجامعة وعدم التّكليم، فإن لم ترجع المرأة عن نشوزها فتُضرب ضرباً غير مبرح، فإن عادت وفليس للرّجل على المرأة  بعدها حجّة في ضربها أو هجرها، ومن يفعل فإن الله منتقمٌ جبّار، وهذا تفصيلٌ ممّا جاء في تفسير آية الرجال قوامون على النساء ممّا ورد عن أهل العلم.[3]

شاهد أيضًا: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

تفسير آية الرجال قوامون على النساء للشعراوي

بعد بيان تفسير آية الرجال قوامون على النساء سيتمّ معرفة تفسيرها عند الشّيخ الشّعراوي، فالشعراوي لم يذكر أنّ هذه  الآية تدل على أفضلية جنس الرجال على جنس النّساء، فقال أنّ وجه التّفضيل يكون بأنّ الرّجل له الكدح والتّعب والضّرب في الأرض، وله السّعي في المعيشة، وكلّ ذلك ليكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها، وللمرأة في ذات الوقت فضلٌ على الرّجل بأنّها السّكن الذي يستريح عندها الرّجل وتقوم بمهمّتها التي خلقها الله من أجلها، وفضل الرّجل على  المرأة يكون بالإنفاق عليها بالمال الذي يأتي بالحركة والتّعب والجهد، فتعب الرجل هو الذي يعطيه القوامة، فالله أعطاه مهمّة التّعب لأنّه أهّله لذلك، وأعطاها مهمّة السّكن التي تحتاج للعطف والرّقة والحنان، فالقوامة هي المبالغة بالقيام بأمور النّساء، والدّرجة التي رفعها الله للرّجل هي بأن أعطاه المسؤوليّة وليس التّسلّط، فعلى عاتقه مسؤوليّه تنظيم حركة الحياة، وهذا ملخّص ما جاء من تفسير آية الرجال قوامون على النساء للشعراوي.[4]

شاهد أيضًا: تفسير اية وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا

سبب نزول آية الرجال قوامون على النساء

بعد معرفة تفسير آية الرجال قوامون على النساء سيتمّ التّعرّف على سبب نزولها، فما ورد عن أهل العلم في سبب نزول آية الرجال قوامون على النساء، أنّ الأحاديث الواردة في سبب نزولها كانت ضعيفة، فورد أنّها نزلت في امرأةٍ جاءت تشكو زوجاً لها عند النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان قد لطمها، فحكم لها رسول الله بالقصاص فنزلت الآية لتبيّن الحكم، فقد ورد عن الحسن البصريّ أنّه قال: “جاءت امرأة إلى النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تستعدي على زوجها أنه لطمها ، فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : القصاص ، فأنزل الله : { الرجال قوامون على النساء } الآية ، فرجعت بغير قصاص”.[5] وقيل أنّ هذه الآية نزلت في سعيد بن الرّبيع وذلك أنّها نشزت عليه فلطمها والله ورسوله أعلم.[6]

في نهاية المقال نكون قد بيّنا تفسير آية الرجال قوامون على النساء، وذلك بعد تعريف القوامة وتبيان معناها، ثمّ المرور على تفسير آية  الرجال قوامون على النساء للشعرواي، والختام بمعرفة سبب نزول هذه الآية الكريمة.

المراجع

  1. alukah.net , القوامة , 24/07/2021
  2. سورة النساء , الآية 34
  3. islamweb.net , تفسير قوله تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا " , 24/07/2021
  4. islamweb.net , مفهوم تفضيل الرجل على المرأة عند الشيخ الشعراوي , 24/07/2021
  5. لباب النقول , السيوطي/الحسن البصري/82/له شواهد يقوي بعضا
  6. islamqa.info , قوامة الرجل على المرأة: مفهومها وسببها , 24/07/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *