هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد

هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد واحدٌ من الأسئلة الّتي يبحث عنها المسلمون، عند اقتراب أوّل أيّام عيد الفطر السّعيد، ومن الواجب على المسلم ان يكون على علمٍ وبيّنةٍ بأحكام العيدين، لكي لا يقع بما هو غير صحيح خلال إحياء إحدى شعائر الإسلام العظيمة، فالعيد من المناسبات العظيمة في الدّين الحنيف، كما يهتمّ موقع المرجع بإخبارنا بحكم التّهنئة بالعيد قبل حلوله، ودخول وقته. كذلك يهتمّ بإطلاعنا على بعض الأمور المتعلّة بالعيدين.

تهنئة العيد

قبل الخوض والبحث عن إجابة السّؤال المطروح سابقاً، وهو هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد، وجب الحديث عن العيد وعن التّهنئة فيه بين النّاس، فقبل أن يشرّع الله -تبارك وتعالى- عيديّ الأضحى والفطر للمسلمين، كان لهم يومان يعلنون فيه الأفراح، ويلعبون بهما ويلهون، فجاء أمر الله تعالى بأنّ عيديّ الأضحى والفطر هما عيدا المسلمين، ولا أعياد لهم غيرهما، أمّا عن التّهنئة خلال العيد فلا عبارت محدّدة لها، ولا تحيّة خاصّة>

لكنّ الوارد عن صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم- أنّهم كانوا يهنّئون بعضهم البعض عند لقاء بعضهم البعض، وكما هو واردٌ عن أهل العلم بأنّهم كانوا ينّئون بعضهم بعبارة تقبّل الله منّا ومنكم، وقد أفتى شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- في جواز التّهنئة والعبارت الّتي تُقال فيها، حيث أنّ التّهنئة جائزةٌ، وللمسلم أن يقول بها ما شاء من القول الطّيّب الحسن، والدّعاء الخيّر الجميل، ولا يجوز له قول ما لا يرضي الله تعالى في تهنئته إطلاقاً، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: اذا احد قال كل عام وانت بخير وش ارد

هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد

التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد جائزة عند أهل العلم إن كان القصد من التّهنئة قبل الصّلاة هو المبادرة بإظهار الودّ والسّرور. فمن خطى صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يهنّئوا بعضهم عند قدوم العيد، وذلك تعبيراً عن السّرور والمودّة والبهجة، لكنّ الأصحّ الّذي ورد عنهم، بأنّهم كانوا يهنّئون بعضهم بعد الرّجوع من صلاة العيد المسنونة، ومن الجدير بالذّكر أن الشّافعيّ قد ذكر بأنّ التّهنئة بعد صلاة العيد هي فعل صحابة رسول الله، والأولى اتّباعهم فيما كانوا يفعلون.

ولكنّ التّهنئة قبل صلاة العيد أو حتّى قبل دخول وقت العيد جائزةٌ ولا بأس بها، حيث من يبادر بالتّهنئة فلا بدّ من أن يكون قصده من الاستعجال بها، التّعبير عن سروره وبهجته، وودّه ومحبّته لمن يهنّؤه، كذلك قد قال أهل العلم بأنّ التّهنئة قبل صلاة العيد، صارت من العادت المتعارف عليها بين النّاس، والأمور الّتي تتبّع العادات فيها سعة ٌويسرٌ كثير، حيث أنّ العادات بين النّاس، تكون عائدةً إلى العرف السّائد بين النّاس، ومعظم النّاس يتّبعون العادات والعرف، ولكن من غير الجائز لهم اتّباعها إذا كانت تخالف الشّريعة الإسلاميّة والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: موعد صلاة عيد الفطر في السعودية بمختلف المحافظات 

حكم التهنئة يوم العيد والمعانقة والمصافحة

بعد الإجابة عن السّؤال الرّئيس والّذي يقول: هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد ؟ أمّا عن حكم التّهنئة في يوم العيد، فلقد ورد حديثٌ صحيحٌ من رواية جبير بن نفير -رضي الله عنه- حيث قال: “كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ”.[3]

ومنه فإنّ التّهنئة هي من سنن الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم، وليست شيئاً ممّا نهى عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلا بأس على من يهنّئ أصحابه وأقربائه وأهله في العيد، فيقول عبارتٍ تعبّر عن فرحته وبهجته ومحبّته لهم، وقد رخّص التّهنئة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، كذلك شيخ الإسلام ابن تيميّة، وبما أنّ التّهنئة تعدّ أمراً مندوباً ومستحبّاً ولا بأس به، إلّا أنّ الرّدّ على التّهنئة واجبٌ على المسلم، ومن لا يردّ على التّهنئة يكون مذنباً.

وأمّا حكم المصافحة والمعانقة عند التّهنئة، فهي أمورٌ لا حرج فيها ولا بأس، طالما أنّها لا يُقصد بها التّعبّد أو التّقرّب فيها من الله تعالى، فللمسلم أن يصافح ويعانق من يريد تهنئته، وقد اتّخذ المسلمون هذه الأمور بحكم العادة والاحترام، والشّرع لم يحرّمها إطلاقاً، والأصل بمشروعيّتها الإباحة والله أعلم.[1]

صيغة التهنئة بالعيد

كما لم يحدّد الشّرع صيغةً معيّنةً للتّهنئة بالعيد. حيث أنّ التّهنئة نفسها لم يحرّمها الشّرع أو ينصّ عليها. لكنّ حسب العادات المتداولة والمتعارف عليها بين النّاس، والّتي جرت بأن يهنّئ المسلمون بعضهم البعض في الأعياد، تعبيراً عن البهجة والسّرور والفرح، لكنّ صيغ التّهنئة بالعيد كثيرةٌ وعديدة، وفيها سعةٌ كبيرة، ويجوز للمسلم أن يهنّئ من يريد بكلّ أنواع الكلام الطّيّب الحسن، والدّعاء والمجاملات الحسنة، ولا يجوز أن يهنّئ المسلم أخاه، بكلامٍ سيّءٍ، أو قولٍ يخالف الشّريعة الإسلاميّة، ولا يرضي الله تعالى ولا رسوله الكريم، وبالمقابل على المسلم أن يردّ على تهنئة أخاه بأحسن الكلام والألفاظ والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: اذا احد قالي عيدك مبارك وش اقول

أجمل تهاني العيد

للتّهنئة في عيد الفطر صيغٌ لا متناهية العدد، حيث يجوز للمسلم أن ينتقي أجمل العبارات والكلمات ليعبّر بها عن محبّته ورغبته في مشاركة فرحته بالعيد، مع من يحبّ من إخوته المسلمين وأهله، وفيما سيأتي سنعرض لكم أجمل تهاني العيد:

  • يا حمامة الحرم زوريه. ومن زمزم اسقيه، ومن عطر الكعبة طيّبيه. وبقرب العيد هنّئيه.
  • كذلك تقبّل الله الطّاعات منا ومنكم. وكلّ عامٍ وأنتم بخير.
  • كلّ عامٍ وأنتم بخير. أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والسّلام.
  • كذلك بارك الله عيدكم. وطرح البركة في أعماركم وأرزاقكم وأهليكم.
  • اللهمّ يا كريم اجعل عيدنا في رضاك ومحبّتك. واجعل سروراً وهناءً علينا وعلى أحبّتنا.
  • و كذلك جعل الله فجر العيد عليك نوراً، وظهره سروراً. وعصره بهجةً. ومغربه استبشاراً. وعشاؤه غفراناً.
  • العيد فرحةٌ لا تكتمل إلّا بوجود أغلى الأحبّة. كلّ عامٍ وأنتم بالسّعادة غارقون. وبرحمة الرّحمن آمنون.
  • كذلك بين دمعةٍ وفرحة، وبين وداعٍ وتهنئة. تقبل الله منا ومنكم وأعاده عليكم بالصّحة والسّعادة.
  • ومما يقال في التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد : عيدكم مباركٌ وعساكم من العائدين فيه. كلّ عامٍ وأنتم إلى الله أقرب.
  • قبل تهاني الألوف وتزاحم الحروف. أهديك عشر حروف. عيدك مبارك.
  • كذلك كلّ عامٍ وأنتم أصداقئي وإخوتي في الله. ودمتم لي بخيرٍ وصحّةٍ وسعادة.
  • مع قطرات النّدى وما يحمله الورد من شذى. عيد مبارك لمن غلاها ليس له مدى.
  • كذلك العيد فرحة ما تمل إلّا بوجودك. يا أغلى النّاس وبهجة العيد ما تكون إلّا بقربك.
  • ودّعت بك عيداً مضى. وأقبلت عليّ بعيدٍ جديد. عيدك سعيد ومبارك.
  • أعادكم الله على العيد من السّالمين الطّائعين لربّ العالمين. وجعلكم من زوّار بيته الحرام في العيد القادم.
  • يدوم غلاك ومقدارك. وعليك هالعيد مبارك. أنت وكل أهل دارك.
  • و كذلك كنوز الأرض تفديكم. وعطر العود نهديكم. أنتم بوسط القلب مسكنكم وبعيد الفطر أهنّيكم.

وفي ختام وجب التّذكير بالسّؤال الرّئيس فيه وهو هل يجوز التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد، والّتي توضّح من البحث بأنّه من الجائز للمسلم أن يهنّئ أخاه بعيد الفطر أو الأضحى قبل الصّلاة، لكنّ الأولى اتّباع سنّة صحابة رسول الله وةالسّلف الصّالح، بأن يهنئ المسلم من يريد من أهله وأحبّته بعد انقضاء صلاة العيد.

المراجع

  1. islamqa.info , حكم التهنئة بالعيد والمصافحة والمعانقة بعد الصلاة , 02/06/2024
  2. islamqa.info , حكم التهنئة بالعيد قبل دخوله , 02/06/2024
  3. تمام المنة , الألباني/جبير بن نفير/354/إسناده صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *