هل يجوز صبغ الشعر في عشر ذي الحجة

هل يجوز صبغ الشعر في عشر ذي الحجة من المعلومات الشرعية التي يجب على المسلم معرفتها قبل الوقوع في المحظور وهذا ما سنتعرف عليه، حيثُ وردت الكثير من الأحكام المتعلقة بأيام العشر من ذي الحجة أو بمن أراد أن يضحي في تلك الأيام أو بالمحرم الذي يؤدي فريضة الحج، وفي هذا المقال ومن خلال موقع المرجع سوف نتعرف على حكم صبغ الشعر للمحرم والصائم والمضحي بشكل مفصل مع بيان ما يجب على المضحي أن يمتنع عنه.

حكم صبغ الشعر في الإسلام

إنَّ صبغ شعر الرأس واللحية في الإسلام سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ظهر فيها الشيب بأي لون غير اللون الأسود، وقد وردَ في حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: “غَيِّرُوا الشَّيْبَ، ولَا تقْرَبُوهُ السوادَ”، وكان -عليه الصلاة والسلام- يصبغ شعره ولحيته وكذلك الصحابة من بعده، ومن السنة تغيير الشيب بالحمرة أو بالصفرة، أو باللون الأسود المخلوط بغيره، ولكن على ألا يكون أسودا خالصا، فذلك لا يجوز لنهي الرسول عنه، وهذا الحكم يشمل الرجل والمرأة معًا، إذ يستحب تغيير الشيب للرجل والمرأة على حد سواء.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز قص الشعر في العشر الاوائل من ذي الحجة

هل يجوز صبغ الشعر في عشر ذي الحجة

إنَّ صبغ الشعر في عشر ذي الحجة جائز ولا حرج فيه، حيثُ وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح يحثُّ ويأمر بصبغ الشعر بأي لون غير الأسود وتغيير الشيب، ولذلك هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستجابةً لأوامره وناهية، ولذلك يعدُّ من الأعمال الصالحة؛ لأن رسول الله دعا إليه، وهو أفضل منه في بقية الأيام، كما ورد في الحديث أنَّ العمل الصالح أفضل في عشري الحجة.[2]

اقرأ أيضًا: متى يبدأ صيام العشرة من ذي الحجة

حكم صبغ الشعر في الصيام

إنَّ صبغ الشعر في الصيام لا يعدُّ من المفطرات، فهو ليس من أنواع الأكل أو الشرب الذي يفطر الصائم، ولا يدخل ضمن أي نوع من أنواع المفطرات أو مبطلات الصيام، ولذلك لا مانع من صبغ الشعر للصائم، سواء كان امرأة أو رجلاً، ويجوز للمسلم أن يصبغ شعره في أي وقت، ويغير الشيب فيشعر الرأس أو اللحية، ولكن بغير السواد؛ لأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن السواد.

اقرأ أيضًا: فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم صبغ الشعر للمضحي

قد يظن البعض أنَّ صبغ الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة  لا يجوز للشخص الذي يريد أن يضحي، وذلك للحديث الذي ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال فيه: “إذا دَخَلَت العشْرُ وأرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّي، فلا يَمَسّ مِنْ شَعْره وبشَرِه شَيْئًا”،[3] وهذا الحديث يشير إلى منع قص الشعر أو الأخذ منه، ولكنه لا يشمل صبغ الشعر، لذلك ذهب العلماء إلى أنَّ صبغ الشعر جائز للمضحي في عشر ذي الحجة وهو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن على أن يكون بغير اللون الأسود.

اقرأ أيضًا: أحاديث فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

حكم صبغ الشعر للحاج

لا يعدُّ صبغ الشعر خلال الإحرام من المحظورات في الإحرام، ولا يؤثر صبغ الشعر على صحة الحج أبدًا، ولكن لا يجوز صبغ الشعر باللون الأسود الخالص لأن ذلك منهي عنه في الإسلام، وقد ذكر كثير من أهل العلم من الفقهاء أنَّ المحرم يجوز له أن يصبغ شعر رأسه وشعر لحيته بالحناء أو غيرها من الأصباغ اليي لا يوجد فيها طيب، وقد روي عن الخطيب الشربيني قوله في كتاب مغني المحتاج: “وللمحرم الاحتجام والفصد ما لم يقطع بهما شعرا وله خضب لحيته وغيرها من الشعور بالحناء ونحوه لأنه لا ينمي الشعر وليس طيبا”، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم الإمساك عن الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة للمضحي

شروط المضحي لغير الحاج في عشر ذي الحجة‌

يوجد عدة شروط يجب أن تتوافر حتى يكون تقديم الأضحية صحيحًا ومقبولًا عند الله تعالى ، وفيما يأتي بيان تلك الشروط:[4]

  • النية: لا بدَّ من النية قبل الأضحية وذلك مثل جميع الأعمال في الإسلام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ”.
  • الإسلام: شرط في المضحي أن يكون مسلمًا فلا تجب الأضحية على الكافر.
  • أن يكون حرًا: يشترط في المضحي أن يكون حرًا وليس عبدًا أو مملوكًا.
  • أن يكون عاقلًا: الأضحية لا تجب على المجنون مثلها مثل بقية العبادات والقربات والطاعات.
  • أن يكون بالغًا راشدًا: لأن الصغير غير مكلف ولا تجب عليه الأضحية، ولكن الحنفية ذهبوا إلى أن الأضحية تجب على الصغير إذا امتلك المال.
  • امتلاك المال: وهو أن يكون معه مال زائد عن قوته أهله ليوم وليلة ويكفي ثمن الأضحية.
  • الإقامة: لأنَ المسافر لا يمتلك مقومات الأضحية ولذلك لا تجب عليه الأضحية.

اقرأ أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج

هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

من السنة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه إذا أراد الشخص أن يضحي يجب أن يمتنع عن أخذ شيء من شعر رأسه أو شع جسمه، وأن يمتنع عن قص أظفاره أو شيء من جلده، وذلك من بداية شهر ذي الحجة، ويحرم عليه أن يأخذ منها شيئًا إلا بعد أن يذبح أضحيته، ولكن لا يحرم على المضحي لبس الجديد أو وضع الطيب أو الحناء، ولا يحرم عليه مجامعة زوجته ومباشرتها، لأنَّه غير محرم، ويكون هذا الحكم مختص بالشخص الذي يريد أن يضحي وحده دون أسرته، سواء كان رجلًا او امرأة، وسواء كانت متزوجة أو غير متزوجة تنطبق عليها نفس الأحكام، وتمتنع فقط عن قص أي شيء من شعرها أو أظافرها أو جلدها، لعموم الحديث الذي ورد فيه التحريم، إذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: ” إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”.[5]

في نهاية مقال هل يجوز صبغ الشعر في عشر ذي الحجة تعرفنا على حكم صبغ الشعر في الإسلام بشكل عام، ثمَّ تعرفنا على حكم صبغ الشعر في العشر الأوائل من ذي الحجة وعلى حكم صبغ الشعر للصائم وعلى حكم صبغ الشعر للحاج.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , حكم صبغ شعر الرأس واللحية , 19/05/2024
  2. islamweb.net , حكم صبغ المحرم شعره , 19/05/2024
  3. صحيح مسلم , مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، 1977، صحيح
  4. saaid.net , فقه الأضحية وآدابها , 19/05/2024
  5. islamqa.info , ما الذي يمتنع عنه من أراد أن يضحي , 19/05/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *