هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض

هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض وما حكم إخراج زكاة الفطر تمرًا، وما المشروع في إخراجها، كلّ هذه الأسئلة الشرعية يبحث عنها المسلمون مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، الذي شرّع الله في نهايته الكثير من العبادات التي تزيدهم قربًا من الله سبحانه وتعالى ومنها زكاة الفطر، ولذلك يهتم موقع المرجع عبر هذا المقال بالإجابة عن هل يجوز زكاة الفطر من الدقيق وتفصيل حكم هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر وهل يجوز اخراج الدقيق في زكاة الفطر.

حكم زكاة الفطر ووقتها

زكاة الفطر هي الزكاة التي سببها الفطر من رمضان، وسمكن تسميتها صدقة الفطر، وقد أجمع أهل العلم أنّها واجبة على كلّ مسلم ومسلمة، كبارًا وصغارًا، أحرارًا وعبيدًا، وقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة مع شهر رمضان المبارك، وذكرت الكثير من الأدلة الشرعية في القرآن والسنة النبوية أنّها مفروضة على المسلمين، وقد أجمع على ذلك أهل العلم من السلف والخلف، ولوقتها وقتا وقت إجزاء وهو قبل العيد بيوم أو يومين ووقت أفضلية.[1]

شاهد أيضًا: كم مقدار زكاة الفطر للفرد الواحد

هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض

اختلف أهل العلم في مسألة هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض فمنعه المالكية والشافعية وأجازه الأحناف والحنابلة وبعض المالكية، وجاءت أقوالهم كما يأتي في هذه المسألة:[2]

• قول المالكية: ورد عن الإمام مالك أنّه قال: “لا يجزئ السويق ولا الدقيق في صدقة الفطر، ولا أرى أن يجزئ الدقيق والسويق في شيء من الكفارات” فلا يجوز أن يخرج فيها الدقيق ولا القيمة لأنها كسائر الزكوات عندهم.
• قول الشافعية: لا يجزئ الدقيق ولا السويق ولا الخبز لأن النص ورد بالحب وأنه يصلح لما لا تصلح له هذه الأشياء فوجب اتباع مورد النص ولهذا منعنا إخراج القيمة وقال الأنماطي يجزئ الدقيق قال ابن عبدان ويقتضي قوله إجزاء السويق وقياسه تجويز الخبز أيضا قال وهذا هو الصحيح لأن المقصود إشباع المساكين في هذا اليوم.
• قول الحنابلة: يجوز إخراج الدقيق نص عليه الإمام أحمد، وذلك أن الدقيق هو أجزاء الحب بحتًا، فيمكن كيله وادخاره ويجوز إخراجه كما قبل الطحن فالطحن إنما فرق أجزاءه ولم يغير مادته، وهو يكفي للفقير مؤنته.
• قول الأحناف: يباح إخراج الزكاة دقيقًا أو أي شيءٍ يمكن أن يقتات عليه الفقير، والأمر عند الأحناف واسع حتى أنهم أجازوا القيمة عن الزكاة.

شاهد أيضًا: طريقة حساب زكاة الفطر بالكيلو لكل شخص

زكاة الفطر هل تجزئ من السكر والزيت والزبد والدقيق

إنّ ما قرره أهل العلم في زكاة الفطر أنّها تُخرج من غالب قوت أهل البلد، وتُخرج من الطعام الذي يعتمد الناس عليه أساسًا للغداء والعشاء ونحوه، كالأرز والشعير والقمح وغر ذلك، أمّا السكر والزيت والزبد الذي يعدّ إدامًا وحلوى، ولو كثر استعماله لا ينبغي إخراجه، إلا إن كان إخراجه من باب إخراج القيمة بالأخذ بقول من أباح إخراج القيمة في زكاة الفطر، فاتّفق أهل العلم أنّ الزكاة تُخرج من قوت أهل البلد، وعند المالكية أنّها تُخرج من تسعة أصناف، وهي القمح والشعير والسلت والذرة والدخن والتمر والزبيب والأرز والأقط، إلا أن يكون أهل البلد لا يقتاتون بها أو يقتاتون بغيرها، وفي الدقيق خلافٌ بين أهل العلم، فمنعه الشافعي وأجازه جمهور أهل العلم والله أعلم.[3]

كيفية إخراج الدقيق في زكاة الفطر

في مسألة هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض فإن الراجح عند جمهور العلماء أن زكاة الفطر لا تنحصر في نوعٍ معين أو في الأصناف المذكورة في الأحاديث فيجوز إخراجها من أي طعام يمكن أن يقتات منه ولو من الدقيق، ولكنّهم ضبطوا طريقة إخراج الدقيق حتى يضمن المسلم أنّه لا نقص في زكاته، فقالوا أن دقيق القمح أو أي حب يُخرج يوزن حبّه ولا يُكال الدقيق، فصاع الحب يعطي أكثر من صاعٍ دقيقًا، لأن الحب إذا تم طحنه فإنه ينتشر أجزاؤه، ولذلك ذهب الكثير من أهل العلم أنه لو أخرج أكثر من صاعٍ من دقيق أجزأه ذلك، فيجوز إخراجه صاعًا بوزن حبه لا بوزنه بعد طحنه.[4]

شاهد أيضًا: الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

هل يجوز اخراج زكاة الفطر تمر

بيّن أهل العلم في الراجح من قولهم أنّه يجوز أن يتمّ إخراج التمر في زكاة الفطر لو كان قوتًا لأهل البلد، أما لو لم يكن قوتًا فلا يصح إخراجه، فالواجب أن تخرج زكاة الفطر من قوت البلد فلو كان قوتهم التمر جاز، ولو كان قوتهم غير ذلك يخرج من غيره بحسب ما أفتى الشيخ ابن عثيمين عن هذه المسألة.[5]

بهذا نختتم مقال هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض، والذي بين المشروع في إخراج زكاة الفطر وحكم إخراجها دقيقًا أو تمرًا أو طعامًا آخر.