هل تجوز الرحمة على المسيحي

هل تجوز الرحمة على المسيحي ؟ وما هو الحكم الشرعي لمن مات وهو على المسيحية، وهل يجوز الترحم على الشيعي أو غيره من المشركين، فالله سبحانه وتعالى رحيمٌ بعباده رؤوفٌ بهم عطوفٌ عليهم، ورحمته وسعت كلّ شيءٍ إلى أن يفوت الفوت وتطلع الشمس من المغرب، فلا توبة ولا رجوع ومن مات على شركه له حال ومن مات على الإسلام له حال، ومن خلال موقع المرجع سيتم تسليط الضوء على مسألة هل يجوز الترحم على المسيحيين.

هل تجوز الرحمة على المسيحي

نهى الله سبحانه وتعالى عن الترحم على المسيحي عند موته، وكذلك الترحم على اليهودي والبوذي والملحد وغيرهم من المشركين، فإنّه لا يجوز، لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.[1] وكذلك لما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “سمِعتُ رجلًا يستغفِرُ لأبَويهِ وَهُما مُشرِكانِ ، فقلتُ : تستَغفرُ لأبَويكَ وَهُما مُشرِكانِ ؟ ! فقالَ : أليسَ قدِ استغفرَ إبراهيمُ لأبيهِ وَهوَ مشرِكٌ ؟ قالَ : فذَكَرتُ ذلِكَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فنزلت : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ”.[2] فالدعاء للمسيحي بالرحمة من الاعتداء بالدعاء كم يطلب من الله شيئًا كتبه وقضاه وانتهى.[3]

هل يجوز الترحم على الكافر إسلام ويب

إنّ كل شخص مشرك أو يهودي أو نصراني أو غيرهم من ملل الشرك يثبت أنه مات على غير دين الإسلام وأنه مات على شركه من غير توبة فلا يجوز الترحم عليه ولا الدعاء له بعد موته،  فالله سبحانه وتعالى كتب له وقضى له الخلود في النار، والدعاء بالرحمة للكافر يعني طلب تغيير قضاء الله المبرم الذي لا يبدل ولا يغير بالدعاء، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، ولا يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار” لكن يُباح الدعاء للكفار بالهداية وتغيير حياتهم للإسلام والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل المسيحي الشهيد يدخل الجنة

هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

أصدر الشيخ ابن باز رحمه الله فتوى في مسألة هل تجوز الرحمة على المسيحي واليهودي والمشرك وتارك الصلاة، وقد قال فيها:[5]

” أما من مات من اليهود أو النصارى أو عباد الأوثان وهكذا من مات تاركًا للصلاة أو جاحدًا لوجوبها هؤلاء كلهم لا يدعى لهم ولا يترحم عليهم ولا يستغفر لهم، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه استأذن ربه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له سبحانه مع أنها ماتت في الجاهلية لم تدرك الإسلام لكنها ماتت على دين قومها على عبادة الأوثان، فالذي مات على الكفر لا يستغفر له ولا يدعى له، لا تارك الصلاة، ولا عابد القبور، ولا اليهودي، ولا النصراني، ولا الشيوعي، ولا القادياني، ولا أشباههم ممن يتعاطى ما يكفره ويخرجه من دائرة الإسلام”.

شاهد أيضًا: هل المسيحي يستشهد ام لا

هل يجوز التعزية في المسيحي والدعاء له

إن تعزية المشركين من المسيحيين وغيرهم في موتاهم جائزة والله أعلم، أما الترحم على أمواتهم والدعاء لهم فإنه لا يجوز، وقد ورد عن ابن قدامة المقدسي في المغني أنه قال: “إن المسلم إذا عزى كافرا بمسلم قال له: “أحسن الله عزاءك وغفر لميتك،” وإن عزى كافرا بكافر، قال له: “أخلف الله عليك، ولا نقص عددك” وإن عزى مسلما بكافر قال: “أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك”.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم

هل الرحمة على الشيعي تجوز بعد وفاته

ببيان هل تجوز الرحمة على المسيحي، فسيتم بيان حكم الترحم على الشيعي، والذي قال فيه أهل العلم أنّه لا يجوز الترحم على الشيعي إن كانت بدعته تخرجه من الإسلام وتقود به للشرك، أما لو كان من أهل البدع التي لا تخرجه من الإسلام فإنّه يُباح الترحم عليه، فمن الشيعة من حرف الإسلام وأشرك بالله وشتم صحابة رسول الله، فهؤلاء لا يُترجم عليهم ولا يُدفنون في مقابر المسلمين، أما من لم يرتكب مثل هذا فلا بأس والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على غير المسلم لابن باز

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال هل تجوز الرحمة على المسيحي والذي تم فيه بيان عديد أقوال أهل العلم في مسألة الترحم على المسيحي والمشرك وغيره من غير أهل الإسلام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *