هل يجوز مسك القران اثناء الصلاة

هل يجوز مسك القران اثناء الصلاة؟، يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة إجابة هذا السؤال خاصة حديثي العهد بإقامة الصلاة الذين يشق عليهم أمر الحفظ بسبب اعتيادهم على استخدام الأدوات الحديثة كالهواتف النقالة وأجهزة الكيندل التي تختص بحفظ الكتب بصيغة pdf، لذلك ونظرًا لما ذُكر من الأسباب سيقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال هل يجوز قراءة القران اثناء الصلاة من المصحف؟.

هل يجوز مسك القران اثناء الصلاة؟

اختلفت الآراء الفقهية حول جواز مسك القران اثناء  الصلاة، فقد انقسمت في هذه المسألة إلى ثلاثة أقسام سوف نقوم بتفصيل كلا منهم فيما يلي:[1]

رأي فقهاء المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي

يرى فقهاء المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي أنه يجوز للمسلم مطلقًا أن يقوم بقراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة، واستدلوا على ذلك بما يلي:

• ما روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين في الأثر أنه “كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ”[2].
• كونه لا فارق بين القراءة من المصحف أثناء الصلاة والاسترجاع من العقل فإلقاء الآيات بنية التعبد حاصل في الحالتين.

رأي فقهاء المذهب المالكي

رأى فقهاء المذهب المالكي أنه يجوز القراءة من المصحف في صلاة النفل فقط ويكره القراءة منه في صلاة الفرض، واستدلوا على ذلك بأن صلاة الفرض لا بد فيها من الخشوع التام وترك الانشغال بأي عمل آخر غيرها بينما صلاة النفل يتم التخفيف فيها لدرجة أنه يسمح لمصليها بأن يقوم بتأديها حتى ولو كان يصليها على ظهر دابته، لذلك فلئن جاز للمسلم في النفل أن يصلي من على ظهر الدابة فلأن يجوز له القراءة من المصحف أولى.

رأي فقهاء المذهب الحنفي

يرى فقهاء المذهب الحنفي وبعض فقهاء الظاهرية أن القراءة من المصحف تفسد الصلاة مطلقًا سواء في الفرض أم النفل، واستدلوا على ذلك بما يلي:

• أنه لم يثبت على عصر رسول الله ولا الصحابة الكرام قراءة أي أحد منهم من المصحف أثناء الصلاة.
• أن رسول الله ﷺ قال للمسلمين ” ليؤمَّكُم أكثرُكُم قِراءةً للقُرآنِ”[3] ولم يذكر في الأمر أفضلكم قراءة، بل اشترط الحفظ فقط.
• كون الاشتغال بتقليب الصفح يتطلب مجهودًا قد يتسبب في إفقاد الشخص التركيز في الصلاة.

شاهد أيضًا: أفضل طريقة لختم القرآن الكريم في رمضان

هل تجوز الصلاة بآية واحدة أو أقل بعد الفاتحة؟

يجوز للمسلم أن يتبع قراءة سورة الفاتحة بآية واحدة فقط بعدها، ولكنهم اختلفوا في إمكانية إتباع سورة الفاتحة ببعض آية وهل تكون الصلاة حينها صحيحة أم لا على النحو الآتي:[4]

• رأي المالكية: رأى المالكية أنه يجوز للمسلم أن يقرأ ولو بعض آية بعد سورة الفاتحة إذا كانت هذه الآية طويلة وكان الجزء المقروء له معنى، واستدلوا على ذلك بعموم قوله تعالى “فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ”[5] فالنص لم يشترط حجم المقروء أو صفته ففتح الباب لذلك على إطلاقه.
• رأي جمهور الفقهاء: يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة أنه يشترط في الآية المقروءة بعد الفاتحة أن تكون كاملة، لأنه لا جدوى من تجزيء الآية الواحدة، بل إن الإمام أحمد بن حنبل قد اشترط في الآية أن تكون طويلة ولها معنى كآية الكرسي، حتى تعادل قراءتها قراءة سورة من القرآن.

ويمكن الاستماع للرأي الفقهي الراجح في العصر الحالي حسب ما قاله الشيخ محمد حسان “من هنا“.

شاهد أيضًا: حكم تعليق شيئ من القرآن

هل الأفضل قراءة القرآن نظراً أم التفرغ لحفظه؟

يجب على المسلم أن يحفظ من آيات القرآن الكريم القدر البسيط الذي يمكنه من قراءة القرآن أثناء الصلاة كسورة الفاتحة وأي سورة أخرى صغيرة، إما حفظ المصحف بالكامل فهو فرض كفاية لا فرض عين على المسلمين، إما عن الأفضل هل هو القراءة أم الحفط فإن القراءة تأتي في المرتبة الأولى عن الحفظ لأن الله تعالى ذكر تدبر القرآن في آيات أكثر من التي ذكر فيها حفظه، ومن المعروف أن الحافظ قد يبتغي السرعة في الحفظ بعكس القارئ الذي يكون لديه فرصة لتدبر المعاني، كما إن كثر القراءة مع التدبر يورثان الحفظ غالبًا ولذلك قدمت القراءة المتدبرة للقرآن على حفظه، لكن مع ذلك فالأفضل للإنسان أن يقوم بتخصيص وقت يقرأ فيه القرآن ووقت آخر يحفظه فيه حتى يجمع بين الحسنيين.[6]

شاهد أيضًا: انواع هجر القرآن الكريم

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال هل يجوز مسك القران اثناء الصلاة؟ حتى يستطيع كل من يرغب في القيام بهذا الفعل أن يقف على الآراء المتعددة فيه ويقرر هل سيقوم بالأخذ بالرأي المُجيز أم بالرأي الذي أفتى بعدم صحة هذا الفعل.