هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع

هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع شرع الله الأضحية إحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه السلام، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع، وعن ما هي الأضحية، وعن أنواع الاشتراك في الأضحية، وكذلك عن أحكام مختلفة تتعلق بالأضحية.

ما هي الأضحية

قبل أن نجيب عن سؤال هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع، سنتعرف على ما هي الأضحية، فالأضحية هي ما يذكى تقربًا إلى الله تعالى في أيام النحر بشرائط مخصوصة، فليس من الأضحية ما يذكى لغير التقرب إلى الله تعالى، والأضحية مشروعة إجماعًا بالكتاب والسنة: أما الكتاب فقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[1] وأما السنة ما صح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”،[2] وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[3]

وقد شرعت التضحية في السنة الثانية من الهجرة النبوية، والحكمة من مشروعيتها، فهي شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة، وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل -عليه السلام- في يوم النحر، وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كانا سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما في الصبر على طاعة الله، وتقديم محبته عز وجل على هوى النفس وشهوتها.[4]

هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع

لا يجوز أن يشترك أحد المضحين بأقل من السبع، فإذا اشترك أحد المضحين بأقل من السبع لم تصح أضحيته، ولا يؤثر ذلك على سائر المشتركين، لأنه لا مانع من اشتراك سبعة في بقرة أضحية، وبعضهم يريد الأضحية، وبعضهم يريد اللحم، أما إذا كان يريد اللحم ولا يريد الأضحية فلا حرج عليه أن يشترك بما شاء، قال الشيخ بن عثيمين في رسالة أحكام الأضحية: “وتجزئ الواحدة من الغنم عن الشخص الواحد، ويجزئ سُبع البعير أو البقرة عما تجزئ عنه الواحدة من الغنم، وإذا اشترك اثنان فأكثر في ملك أضحية يضحيان بها، فهذا لا يجوز، ولا يصح الاشتراك في الأضحية إلا في الإبل والبقر إلى سبعة فقط، وذلك لأن الأضحية عبادة وقربة إلى الله تعالى، فلا يجوز إيقاعها ولا التعبد بها إلا على الوجه المشروع زمناً وعددا وكيفية”.[5]

اقرأ ايضًا: هل يجوز قص الاظافر في العشر الاوائل من ذي الحجة

هل يجوز الاشتراك في الاضحية باكثر من السبع

بعد ان عرفنا إجابة سؤال هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع، سنتعرف على حكم الاشتراك في الاضحية باكثر من السبع، حيث يجوز اشتراك سبعة أشخاص أضحية البقرة أو البعير، وإذا جاز اشتراك سبعة في البعير أو البقرة الواحدة، فيجوز من باب أولى أن يشترك فيها أقل من سبعة، ويكونون متطوعين بالزيادة، كما لو ذبح شخص واحد بقرة أضحية، مع أنه يكفيه شاة، قال الإمام الشافعي رحمه الله في الأم: “وإذا كانوا أقل من سبعة أجزأت عنهم، وهم متطوعون بالفضل، كما تجزي الجزور (البعير) عمن لزمته شاة، ويكون متطوعا بفضلها عن الشاة”، وعليه فإنه يجوز أن يشترك اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة في أضحية البقرة أو البعير، ولا يشترط أن تكون نسب اشتراكهم في الأضحية متساوية، بأن يكون لأحدهم النصف، وللآخر الثلث، ولآخر السدس، على أن لا تنقص نسبة كل واحد عن السبع.[6]

اقرأ ايضًا: حكم الإمساك عن الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة للمضحي

أنواع الاشتراك في الأضحية

الاشتراك في الأضحية يكون على وجهين:[7]

• الوجه الأول: الاشتراك في ثمن الأضحية وملكها، وهنا لا يصح الاشتراك إلا في الأضحية من البعير أو البقر، فإنها تجزئ عن سبعة أشخاص وعن أهل بيوتهم، فالأضحية بالبقرة يصح أن يشترك في ملكيتها شخص، وستة غيره لا يقيمون معه، ونصيبه من الأضحية بالبقرة يجزئ عن زوجته وأولاده وأهل بيته الذين يقيمون معه، كذلك نصيب كل واحد من الستة الآخرين يجزئ عنه وعن أهل بيته.
• الوجه الثاني: هو الاشتراك في ثواب الأضحية، فيجوز للشخص المضحي أن يُشرك في ثواب أضحيته من شاء.

من أحكام الأضحية

وفي نهاية الحديث عن هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع، سنتعرف على بعض الأحكام المتعلقة بالأضحية، حيث تكثر في موسم الأضحية أسئلة الناس عن أحكامها، وفيما يلي مجموعة من أهم أحكام الأضحية على شكل سؤال وجواب:[8]

• ما حكم الأضحية؟
• الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، ويكره تركها للقادر عليها، وتصير الأضحية واجبةً بالنذر أو التعيين بأن يملك شاةً ويقول هذه أضحيتي.
• متى يبدأ وقت ذبح الأضحية ومتى ينتهي؟
• يبدأ وقت التضحية من بعد صلاة عيد الأضحى، ويستمر وقتها إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيام العيد.
• هل تجزئ أضحية من ذبحها قبل صلاة العيد؟
• من ذبح قبل صلاة العيد لم تقع ذبيحته أضحيةً بل ذبيحةً لحم وليست أضحية.
• هل يجوز الجمع بين نية الأضحية والعقيقة في شاة واحدة؟
• لا يجوز الجمع بين نية الأضحية والعقيقة؛ لأن لكل واحدة منهما سبباً مختلفاً عن الآخر.
• هل يحرم على من أراد أن يضحي أخذ شيء من شعره أو أظفاره؟
• يستحب لمن أراد يضحي أن يمتنع عن أخذ شيء من شعره أو أظفاره في الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة ولا يجب عليه ذلك، فتصح الأضحية ممن قص شعره أو أظافره، ولكن فوت عليه أجر السنة.
• هل يشترط أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه؟
• يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن ذلك، ولا يشترط ذلك.
• هل تكفي الأضحية الواحدة لكل أهل البيت؟
• تكفي الأضحية الواحدة في الثواب عن صاحب البيت ومن تلزمه نفقتهم.
• نذر أن يضحي بشاة فهل له أن يأكل منها؟
• لا يجوز لمن نذر أن يضحي أن يأكل من أضحيته، ولا أن يطعم منها أهل بيته الذين تلزمه نفقتهم.
• ما العمر المعتبر شرعاً في الأضحية؟
• العمر المعتبر في الإبل أن تكون قد أتمت خمس سنوات، وفي البقر أتمت سنتين، وفي الغنم سنة، ويرخص في الضأن ما أتم ستة أشهر فما فوق على أن يكون قد أجدع.
• هل يجوز التضحية عن الميت؟
• يجوز التضحية عن الميت بإذنه، وذلك بأن يكون قد أوصى بها قبل موته، أو شرطها في وقفه الذي أوقفه، وأجاز الحنابلة التضحية عن الميت ولو بغير إذنه.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع، وعن ما هي الأضحية، وعن أنواع الاشتراك في الأضحية، وكذلك عن أحكام مختلفة تتعلق بالأضحية.