هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة هو ما سيتمّ بيانه عبر هذا المقال، فزكاة الفطر من العبادات والطاعات والأعمال المشروعة والواجبة على المسلمين في نهاية شهر رمضان المبارك، وهي لا تسقط عن المسلم حتى يؤديها، فهي دينٌ عليه وحقٌ للفقراء والمساكين في ماله، ومع اقتراب موعدها يبحث المسلمون عن الأحكام الشرعية التي تضبط إخراجها، ومن خلال موقع المرجع سيتم توضيح هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر.

مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها

أصل الزكاة في اللغة هي الطهارة والنماء والبركة وزكاة الفطر هي الزكاة المقدرة شرعًا على كل مسلم وسببها الفطر من صوم رمضان، وهي واجبة على كلّ مسلم باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، وقد شرّعها الله سبحانه وتعالى لعباده لحكمةٍ بالغةٍ منه سبحانه، فهي طهرة للصائم من اللغو والرفث وهي طعمة للمساكين والفقراء من المسلمين، وذلك ليستغنوا بها عن السؤال يوم العيد، ولكي يشتركوا مع الأغنياء في فرحة العيد، وهي زكاةٌ للبدن أن أبقاه الله عامًا وأنعم عليه بالبقاء والحياة، وهي شكرٌ لله من الصائمين على ما رزقهم من الصيام، وبها يتحصل المسلم على الأجر إن أداها في وقتها لمستحقيها، وبها يتمّ سرور المسلمين يوم العيد ويتم رفع خلل الصوم والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

بيّن أهل العلم من أصحاب المذهب الشافعي أنّه يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، حيث يمكن نقل زكاة الفطر إلى غير البلد الذي وجبت فيه ما دام يوجد مستحق في البلد الذي سيتم النقل إليه، وبالذات إن ظهرت الحاجة إلى ذلك، كأن يتم دفعها لقريب أو شخص شديد الحاجة، أو فشاء الفقر الشديد في البلد المنقولة إليه ونحو ذلك، واستدل أهل العلم على ذلك بالأثر الوارد عن طاووس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: “قال مُعاذٌ رضِيَ اللهُ عنه لأهلِ اليَمَنِ: ائْتوني بعَرْضٍ ثِيابٍ [خَميصٍ] أو لَبيسٍ في الصَّدقةِ مكانَ الشَّعيرِ والذُّرَةِ أهوَنُ عليكم، وخيرٌ لأصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينَةِ”. [2]

وقال فريقٌ من أهل العلم أنّه لا يجوز نقل الزكاة بل هي واجبة في محل الإقامة، بدلالة: ” تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ” لكن قيل إنه استدلالٌ ضعيف، ذلك أن المراد أن يؤخذ من أغنيائهم من حيث إنّهم مسلمون لا على أنّهم أهل المنطقة ولذلك فالجواز هو الراجح إن دعت الحاجة لذلك والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بيومين

حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المزكي ابن باز

بيّن أهل العلم أن أصل زكاة الفطر أنها زكاةٌ تتبع بدن المسلم فتكون في البلد التي يقيم فيها هو، أما إن وجدت مصلحة في نقلها فإنّ نقلها مباح، ولما سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم نقل زكاة الفطر وإخراجها في غير بلد الإقامة أجاب بقوله:[4]

” لكن الصواب والأولى والأحوط: أن تخرجها عن نفسك في محلك، وعن أسرتك زوجتك، ومن تحت يدك في محلك في البلد التي أنت فيها؛ لأن كثيرًا من أهل العلم يوجبون إخراجها في بلد المزكي التي هو مقيم فيها، فعليك أن تحتاط لنفسك وأن تخرجها أنت، ولو أخرجها هو، عليك أن تخرجها في بلدك الذي أنت فيه عن نفسك، وعن أهل بيتك؛ لأنها مواساة لفقراء البلد، وإحسان إليهم، وكف لهم عن السؤال؛ حتى يتفرغوا لما يتفرغ له إخوانهم من السرور والفرحة بالعيد، وعدم التشاغل بسؤال الناس”.

شاهد أيضًا: متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر

هل يصح نقل زكاة الفطر لبلد آخر إسلام ويب

ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن كان مما وصاه به، أن تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، وهو إشارة إلى أن الزكاة ترد على فقراء نفس البلد، فالأصل فيها أن لا تدفع إلا لمستحقيها من أهل البلد الذي وجبت فيه، فهم الأحق والأولى من غيرهم، ولا تنقل عنهم ما دام فيهم مستحق للزكاة، أما إذا لم يكن فيهم مستحق فإنها يجوز نقلها ويصح إلى مكانٍ آخر فيه من هو بحاجة إليها، بل ربما كان نقلها أولى إذا اشتدت ‏حاجة المنقولة إليه، ويزداد أمر النقل تأكيداً إذا كان من اشتدت حاجته قريباً: أخاً أو غيره، ‏لأنها حينئذ زكاة، وصلة رحم، فلو نقلت إلى بلد آخر لمصلحة راجحة، كأن يكون فقراء البلد الذين نقلت إليهم الزكاة أشد حاجة فإنه يجوز نقلها والله ورسوله أعلم.[5]

وقت زكاة الفطر

ببيان هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة، فإنّ أهل العلم اختلفوا في وقت وجوب زكاة الفطر، فقال فريقٌ منهم أنّها تجب بغروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك، وآخرون قالوا بل تجب بطلوع فجر يوم العيد، وقالوا أن أفضل وقتٍ لإخراجها باتّفاقهم هو قبل صلاة العيد بعد طلوع الفجر، وإنّ الراجح في أقوال أهل العلم أنه يجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين، أمّا تأخيرها عن وقتها ففي الراجح أنّ آخر وقتٍ لها هو غروب شمس يوم العيد، وقيل أنّ آخر وقتها صلاة العيد ولا يجوز تأخيرها عنها، ولو فاتت المسلم بعذر أو بغير عذر، فإنها لا تسقط عنه بخروج وقتها بل يجب عليه قضاؤها وأداءها والله ورسوله أعلم.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

بهذا نختتم مقال هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، والذي تمّ من خلاله بيان مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها وبيان عديد الأحكام الشرعية التي تضبط مكان إخراجها، وبيان وقت زكاة الفطر بالتفصيل.

المراجع

  1. dorar.net , الفصل الأوَّل: التعريف، والحُكم، والحِكمة , 17/03/2024
  2. تخريج العواصم والقواصم , شعيب الأرناؤوط/ طاووس بن كيسان اليماني/ 3/ 42/ رجاله ثقات إلا أن طاووسًا لم يسمع من معاذ فهو منقطع
  3. aliftaa.jo , هل يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد آخر , 17/03/2024
  4. binbaz.org.sa , حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المزكي , 17/03/2024
  5. islamweb.net , هل يصح نقل زكاة الفطر لبلد آخر , 17/03/2024
  6. dorar.net , الفصل الثالث: وقتُ زكاةِ الفِطرِ , 17/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *