هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم

هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم؟ وهي واحد من المسائل الفقهية المهمة التي تتعلَّق بأركان الحج وواجباته، حيث ينبغي على كل مسلم أراد أداء فريضة الحج، أم لم يرد في الوقت الحالي أن يكون ملمًا بالحكم الشرعي لتقديم طواف الإضافة على طواف القدوم، حيث إنّ الطواف هو دوران المسلمين حول الكعبة المشرفة بسبع دورات بصفة وكيفية مخصوصة تعبدًا لله -تعالى-، وفي هذا المقال سوف يجيب موقع المرجع عن السؤال المطروح. ويبين الفرق بين طواف القدوم والإفاضة.

الفرق بين طواف الإفاضة والقدوم

إن الطّواف أحد أهم مناسك الحجّ والعمرة لبيت الله الحرام بمكّة المكرمة، ويتم القيام به تعبدًا لله -سبحانه وتعالى-، وإقامةً وتعظيمًا لشعائر الإسلام، حيث يتوضَّح الفرق بين طواف الإفاضة وطواف القدوم من خلال تعريف كلٍّ منهما على حدة وهو كالآتي:[1]

  • طواف الإفاضة: هو ثالث أركان فريضة الحج، وقد ورد ذكر الطواف في القرآن الكريم في سور الحج في قوله -تعالى-: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)[2].
  • طواف القدوم: فهو الطّواف بسبعة أشواط ويعدّ كتحية المسجد، وقد اختلف أهل العلم في حكمه، فمنهم يقول بأنّه سنّة، ومنهم من يقول بأنّه واجب.

هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم

لا يجوز، وذلك لأن طواف الإفاضة يشترط به الوقوف بعرفة، والوقوف بعرفة يأتي بعد طواف القدوم، فلو طاف الحاجّ للإفاضة قبل الوقوف بعرفة لا يسْقط به فرْض الطَّواف، حيث قال الله -تعالى-: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق)[2]، بحيث لا يمكن قضاء التَّفَث والوفاء بالنَّذر إلَّا بعد الوقوف بعرفة ومزْدلفة، كما ورد عن جابرٍ -رضي اللهُ عنه- في صِفَةِ حجَّة النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حاكيًا عمله بعد الوقوف بعرفة والمبيت بالمُزدلفة والرمي “ثم ركِبَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأفاضَ إلى البيتِ، فصلَّى بمكَّة الظُّهرَ”[3][5].

حكم طواف الإفاضة

يعتبر طواف الإفاضة ركن أركان الحجّ، فقد قال تعالى-: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)[2]، فقد اتفق أهل التفسير أن المراد من الآية السابقة هو طوافُ الإفاضة، كما روَت عائشة -رضي الله عنها-: (حَجَجْنَا مع النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأفَضْنَا يَومَ النَّحْرِ، فَحَاضَتْ صَفِيَّةُ فأرَادَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- منها ما يُرِيدُ الرَّجُلُ مِن أهْلِهِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّهَا حَائِضٌ، قالَ: أحابستنا هي؟، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ أفَاضَتْ يَومَ النَّحْرِ، قالَ: اخْرُجُوا”[4]، وهذا ما يدل على وجوب طواف الإفاضة، ومن تركه عليه أن يعود من بلده محرمًا ويأتي به.[5]

شاهد أيضًا: ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل

متى يبدأ طواف الإفاضة

يبدأ طواف الإفاضة من طُلوعِ الفجر في يوم النَّحر، وبعد رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق موافقة لفعله -صلى الله عليه وسلم-، والدليل على هذا القول ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- وهو ما يأتي: “أنَّهَا نَزَلَتْ لَيْلَةَ جَمْعٍ عِنْدَ المُزْدَلِفَةِ، فَقَامَتْ تُصَلِّي، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ، هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: لَا، فَصَلَّتْ سَاعَةً ثُمَّ قالَتْ: يا بُنَيَّ هلْ غَابَ القَمَرُ؟، قُلتُ: نَعَمْ، قالَتْ: فَارْتَحِلُوا، فَارْتَحَلْنَا ومَضَيْنَا، حتَّى رَمَتِ الجَمْرةَ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَصَلَّتِ الصُّبْحَ في مَنْزِلِهَا، فَقُلتُ لَهَا: يا هَنْتَاهُ ما أُرَانَا، إلَّا قدْ غَلَّسْنَا، قالَتْ: يا بُنَيَّ، إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أذِنَ لِلظُّعُن”[6][7].

آخر وقت طواف الإفاضة

ليس له حدٌّ، بل يبقى ما دام المرء حيًّا، لكن البِدار به في أيام النحر أفضل، ولو ما طاف إلا بعد -لآخر الشهر أو في المحرم أو في صفر- أجزأ، فقد قال الإمام ابن قدامة في المغني والصحيح “أن آخر وقته غير محدود، فإنه متى أتى ‏به، صح بغير خلاف، وإنما الخلاف في وجوب الدم”، فالجمهور يرون أن من أخّره عن يوم النحر في أيام ‏التشريق، فلا دم عليه، وإن رجع إلى وطنه قبل الطواف، لزمه العود للطواف فيطوف، وعليه دم للتأخير، ‏وهو قول الإمام أبي حنيفة والرواية المشهورة عن الإمام مالك.[7]

الفرق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع

هناك بعض من الفروقات بين كل من طواف الإفاضة وطواف الوداع، حيث تتمثل على النحو الآتي:[1]

  • طواف الإفاضة: هو ركن أركان الحجّ، حيث لا يصحّ الحج إلَّا به، كما سمّي بطواف الإفاضة لأنَّه يكون بعد أن يفيض الحجاج من عرفة إلى مشعر منى، ومن الجدير بالذّكر أن طواف الإفاضة لا ينوب عنه شيء.
  • طواف الوداع: فهو من أهم مناسك الحج، وعتبر واجبًا على الحاجّ والمعتمر قبل الخروج من مكة المكرمة بحسب جمهور أهل العلم، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ”.

شاهد أيضًا: دعاء الانتهاء من الطواف والسعي

بهذه المعلومات نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه سطوره الضوء على تعريف طواف الإفاضة وطواف القدوم، وتحدَّثنا عن هل يجوز تقديم طواف الافاضة مع القدوم، كما أظهرنا الفرق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، وتطرفنا لحكم طواف الإفاضة وبداية وقته وانتهائه.

المراجع

  1. binothaimeen.net , الفرق بين طواف القدوم والإفاضة والوداع , 09/06/2024
  2. سورة الحج , الآبة 29
  3. صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عمر، 1308، صحيح
  4. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين 1733، صحيح.
  5. dorar.net , طوافُ الإفاضةِ , 09/06/2024
  6. صحيح البخاري , البخاري، أسماء بنت أبي بكر،1679، صحيح.
  7. islamweb.net , وقت طواف الإفاضة , 09/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *