هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب؟ وهي من الأحكام الفقهية المهمّة لجميع الأمّة الإسلاميّة مع اقتراب عيد الأضحى، حيث تعتبر الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، ومن السنن النبوية المؤكدة ولها أحكام معينة، كما تُعتبرَ شكرًا لله على نعمه وإحياءً لسنة إبراهيم -عليه السلام- وامتثالًا لأمر الله -سبحانه وتعالى-، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية في موقع المرجع سيتم بيان حكم الاشتراك في الأضحية، بالإضافة إلى معرفة حكم اشتراك الأضحية مع الأب.

حكم الاشتراك في الأضحية ابن باز

تعتبر الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، فقد حثّ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويكون الاشتراك في الأضحية على نوعين الأول الاشتراك في ثمن الأضحية وملكها حيث لا يصح أن يشترك اثنان أو أكثر في الأضحية إلا إن كانت الأضحية بدنة أو بقراً، أما النوع الثاني وهو الاشتراك في أجر الأضحية، حيث يجوز للمسلم المضحي أن يشرك غيره في ثواب أضحيته ممن شاء، حيث يكون مالك الأضحية مسلمًا واحدًا، ويقوم بإشراك غيره من المسلمين معه في ثوابها.[1][2]

هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

إنّ الاشتراك في ثمن أضحيةٍ لا يجوز عند جمهور أهل العلم إذا كانت شاةً ويجوز إذا كانت بقرة، أما حكم الاشتراك مع الأب في الأضحية، فهي تنقسم لحالتين وذلك حسب الحالة المالية للابن، وهي على النحو الآتي:[2][3]

  • الحالة الأولى: يجوز اشتراك الابن مع الأب في الأضحية عندما يسكنان في ذات البيت فللمضحي أن يشرك أهل بيته في أجرها، حيث إنّ الثواب يكون للوالد ويدخل معه ابنه وأهل البيت.
  • الحالة الثانية: إذا كان الابن مستقلاً بنفقته فالأولى أن يضحي عن نفسه وأهله، ولا يشمله ثواب أضحية والده، ويجوز له مشاركة أبيه في الأضحية التي تجوز فيها الشركة كل له نصيبه وقسمه الخاص به.

هل يجوز لأخوين الاشتراك في أضحية واحدة وهما مستقلان في السكن

لا يجوز اشتراك الأخوين في أضحية واحدة؛ لأن لكل منهما بيت مستقل، حيث يُشرع لكل منهما أضحية مستقلة، فالأضحية تكون عن الرجل وأهل بيته ويتضمن الزوجة والأولاد، والقريب الذي يسكن في ذات البيت، والمشمول بنفقة رب البيت، فقد قال الشَّوكانيُّ في نيْل الأوطار “وَالْحَقُّ أَنَّ الشَّاةَ الْوَاحِدَةَ تُجْزِئُ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، وَإِنْ كَانُوا مِائَةَ نَفْسٍ أَوْ أَكْثَرَ كَمَا قَضَتْ بِذَلِكَ السُّنَّةُ”، ولكن لو انفصل أهل البيت الواحد كالأخوة والأب والأبناء في المسكن، ولكل منهم بيت منفصل فلا يجـوز الاشتراك في أضحية واحدة، والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الاضحية باقل من السبع

هل يجوز اشتراك أربعة في الأضحية

يجوز، حيث يستطيع شخصان أو ثلاثة أو أربعة إلى سبعة أشخاص المشاركة في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر، حيثُ إنّ الصحابة شاركو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الحديبية بالأضحية، وما يدل على ذلك ما ورد في الحديث الشريف: “خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مُهِلِّينَ بالحَجِّ: فأمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ نَشْتَرِكَ في الإبِلِ وَالْبَقَرِ، كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا في بَدَنَةٍ”[5]، وعليه فليس هناك إثم أو حرج إذا ما اشترك أقل من سبعة أشخاص في الأضحية مهما كان عددهم، كما يجوز أن يضحي شخص واحد ببقرة أو بدنة.[6]

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في المذاهب الأربعة

هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية

أوضح الجمهور بأنه لا يجوز أن يزيد عدد الأفراد عن سبعة، وحسبما جاء في مغني المحتاج للخطيب الشربيني الشافعي أن البعير والبقرة كل منهما يجزئ عن سبعة أشخاص، فقد قال جابر -رضي الله عنه-: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ”[5]، وقيل بجواز اشتراك عشرة في الإبل لا في البقر، حيث ورد عن عبد الله بن عباس أن قال “كنَّا معَ رسولِ اللهِ -صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ- في سفرٍ، فحضرَ الأضحى، فاشترَكنا في الجزورِ عن عشرةٍ، والبقرةِ عن سبعةٍ”[6]، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاضحية عن الميت

شروط الأضحية

إنّ الذبح لله -تعالى- والتّقرّب إليه بالقرابين من أعظم العبادات وأجلّها، حيث ينبغي على  المسلم أن يراعي شروطاً حددّها الشرع الحكيم في أضحيته، ومن تلك الشروط ما يلي:[8]

  • يجب أن تكون بهيمة الأنعام كالإبل والبقر والغنم، لقول الله تعالى: (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)[9].
  • يجب أن تكون الأضحية خاليةً من العيوب وذلك لكونها قُربة إلى الله، وإن الله تعالى طيِّب ولا يقبل إلا الطيب؛ فلا يجوز التضحية بالعوراء ولا العمياء ولا المريضة ولا العرجاء ولا من كان في معناهنّ.
  • بلوغ الأضحية السن المحددة شرعًا، أن تكون قد بلغت سنّاً معيّنة، فالإبل أن تكون خمس سنوات وأكثر، وللبقر سنتين وأكثر، والمعز ما بلغ سنةً وأكثر، أمّا الضأن فما بلغ ستّة أشهرٍ ودخل السّابع.
  • أن تكون الأضحية ملكًا للمضحِّي نفسه، أو ما يقوم مقامه، فلا يصح للمسلم أن يقوم بالتضحية بما لا يملكه.

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب، فقد أوضحنا في البداية حكم الاشتراك في الأضحية في الإسلام، كما سلَّطنا الضوء في الختام على حكم اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية، وحكم مشاركة الأخوين فيها.

المراجع

  1. binbaz.org.sa , حكم الأضحية وكيفيتها , 06/06/2024
  2. islamweb.net , من أحكام الاشتراك في الأضحية , 06/06/2024
  3. saaid.net , حكم الاشتراك في الأضحية , 06/06/2024
  4. islamweb.net , الابن الذي يعيش وأسرته مع والديه هل يضحي بنفسه أم يشترك معهما , 06/06/2024
  5. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبد الله، 1318، حديث صحيح.
  6. islamweb.net , اشتراك أقل من سبعة أشخاص في بدنة أو بقرة , 06/06/2024
  7. صحيح ابن ماجه , الألباني، عبد الله بن عباس، 2553، صحيح.
  8. islamweb.net , ما الحكم إذا زاد أو نقص عدد المضحين في البدنة عن سبعة , 06/06/2024
  9. alukah.net , الأضحية: أحكام وآداب , 06/06/2024
  10. سورة الحج , الآبة 34

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *