هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء
جدول المحتويات
هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء هو السّؤال الذي سيتمّ الإجابة عنه في هذا المقال، فيوم عرفة يومٌ مبارك يقف فيه الحجّاج على جبل عرفات في موسم الحجّ، وفيه يستغفرون ربّهم ويتوسّلونه، يستحبّ فيه الطّهارة للحجّاج، فالطّهارة من الأمور التي تهمّ المسلمين جدّاً، والتي يحرصون عليها أشدّ الحرص، حيث أنّها شرطٌ لأداء الكثير من العبادات والطّاعات، والله -سبحانه وتعالى- يحبّ المتطهّرين، لذلك من المحبّب للمسلم أن يحافظ على طهارته، وخاصّة في أوقات العبادات والطّاعات والأوقات المباركة كيوم عرفة، لذلك يهتمّ موقع المرجع بالإجابة عن سؤال هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء.
صفة الغسل وكيفيته
قبل معرفة جواب هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء، لابد من معرفة صفة الغسل وكيفيّته، فالغسل مشروعٌ في الكتاب والسّنة، ويقصد به تعميم الجسد كلّه بالماء، وقد ورد أنّه يصحّ في أيّ صورةٍ فعله المسلم على أن يعمّم جسده بالماء، فلو بدأ من قدميه وأنهى برأسه فذلك ممكن، ولو بدأ برأسه وأنهى بأقدامه فذلك ممكن، لكنّ من المستحبّ أن يقتدي المسلم بما كان يفعله النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حينما كان يغتسل، ويحرص على تمام أركان الغسل وهما النّيّة وتعميم الجسد بالماء، وصفة الغسل الكاملة كما وردت فهي كما الآتي:[1]
- النّية للغسل في القلب.
- غسل اليدين قبل بداية الغسل، وقبل إدخالهما في الإناء.
- تطهير الفرج وإزالة الأذى عنه بغسله، والحرص على عدم لمس الفرج مرّة أخرى أثناء الغسل حتّى لا يُنقض الوضوء.
- تنظيف اليدين بعد غسل الأذى عن الفرج.
- الوضوء الصّحيح الكامل.
- غسل الرّأس ثلاث مرّات حتى يضمن وصول الماء إلى جلد الرّأس.
- سكب الماء وإفاضته على باقي الجسد، والأحب أن يفيض شقّه الأيمن ثمّ شقّه الأيسر.
- ثم التّنحي عن الموضع وغسل القدمين.
هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء
أما عن غسل يوم عرفة فيما إذا كان يجزئ عن الوضوء هو إن كان قد توضّأ واغتسل كما كان يفعل النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في اغتساله فإنّه يجزئ أمّا إن اغتسل غسل الاستحباب فإنّه لا يجزئ عن الوضوء، فالقول الوارد عن أهل العلم في هذه المسألة واضحٌ ولا خلاف فيه، فإذا قام المسلم ليغتسل يوم عرفة فإن اقتصر اغتساله على القدر المجزئ من صفة الغسل، والتي يكتفي فيها بتعميم الماء على سائر الجسد دون أن يتوضّأ، فإنّ هذا الغسل لو كانت النّيّة منه رقع الحدث الأكبر كالجنابة أو الحيض، فإنّ هذا الغسل يجزئ عن الوضوء ولو كان في يوم عرفة، أمّا إن كان المسلم قد نوى في غسله السّنّة، كغسل العيدين والجمعة فهذا الغسل لا يجزئ عن الوضوء، وخلاصة القول إن اقتصر المتطهّر على الغسل دون الوضوء أجزأ عنه في الغسل الواجب، أمّا في غسل السّنّة فإنّه لا يجزئ عن الوضوء ويجب عليه أن يتوضأ لو أراد الصّلاة، فلا يعتبر الغسل المستحبّ أو المباح تطهّراً من الحدث الأصغر إلّا أن يؤدّيه كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[2] فالأولى في غسل يوم عرفة أن يغتسل المسلم غسلاً كاملاً مع وضوء حتّى يجزئ عن وضوءه.[3]
من الجدير بالذّكر أن الوقوف في عرفة لا يشترطه الطّهارة، فقد اتّفق أهل العلم على جواز وقوف الحائض والجنب بعرفة، لكنّ الطّهارة والوضوء من الأمور المستحبّة عند ذكر الله -سبحانه وتعالى- وذكر الله ممّا يقوم به المسلمين بعرفة، وقد ورد عن الكثير من الصّحابة الكرام أنّهم اغتسلوا ليوم عرفة، وذهب جمهور العلماء أن الغسل لعرفة من السّنّة، لأنّه قربةٌ يقف بها الجمع من المسلمين في موضعٍ واحد لذلك شُرّع لها الغسل، فمن اغتسل يوم عرفة أُثيب على ذلك والله ورسوله أعلم.[4]
يوم عرفة
بعد بيان جواب التّساؤل هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء لابدّ من التّعريف بيوم عرفة، الذي يعدّ من أفضل الأيام وأبركها، فيوم عرفة هو اليوم التّاسع من شهر ذي الحجّة، الشّهر الثّاني عشر والأخير من الأشهر الهجريّة، وعرفة يوم وقوف الحجّاج بعرفات وهو موضعٌ شرق مكّة، ويقال عرفة أو عرفات وهما بمعنىً واحد فكلاهما علمٌ للموقف، فيوم عرفة من الأيام الفاضلة التي تجاب فيه الدعوات وتقال العثرات ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، ولهذا اليوم فضائل كثيرة، منها:[5]
- يوم عرفة يوم إكمال الدّين وإتمام النّعمة، ففيه نزلت الآية الكريمة التي تقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ}.[6]
- يوم عرفة عيد للحجاج الواقفين بعرفة، وذلك لما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال: “يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ مِنى عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ”.[7]
- يوم عرفة من الأيام التي أقسم الله بها، فالله لا يقسم إلا بعظيم.
- جعل الله صيام يوم عرفة لغير الحاجّ من أسباب تكفير سنتين من الذّنوب، سنةٌ مضت وسنةٌ قادمة.
- يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله الميثاق على ذريّة آدم.
- يوم عرفة يوم مغفرة الذّنوب والعتق من النّار وبذلك أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
شاهد أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
الأعمال المستحبة يوم عرفة
لأن يوم عرفة من الأيام المباركة والفضيلة فيستحبّ للمسلم فيه أن يكثر من الخيرات، ويقبل على الطّاعات وينصرف عن المعاصي، لينال من خير هذا اليوم ومن الفضل الذي وعد به الله -سبحانه وتعالى- وقد ورد في الأمور والأعمال المستحبّة يوم عرفة ما يأتي:[8]
- الصّيام وهو من الأمور المستحبّة جدّاً في هذا اليوم فالصّيام يوم عرفة يكفّر الله به سنةً ماضية وسنةً باقية، وهو مستحبٌّ صومه لغير الحاج، وقد أخبر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ في صيام هذا اليوم مغفرةٌ وتكفيرٌ للذّنوب.
- يستحبّ في يوم عرفة الإكثار من الذّكر والدّعاء، فهو من الأيام التي يُرجى فيها إجابة الدّعاء.
- الإكثار من التّكبير يوم عرفة من الأمور المستحبّة فيه.
- الإكثار بالمجمل من كلّ ما يقرّب من الله ويرضيه والابتعاد عن كلّ ما يغضبه.
- المحافظة على الطّهارة في الثّوب والبدن.
شاهد أيضًا: حكم صيام عشر ذي الحجة
موجبات الغسل
في سياق الإجابة عن سؤال هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء، سيتمّ الحديث عن موجبات الغسل، والتي هي عكس الطّهارة، فبعضٌ من الموجبات يعتبر حدثاً يحدثه الإنسان ووجب الطّهارة منه، والبعض الآخر يعتبر مستحباً الغسل منه أو له، ومن موجبات الغسل ما سيتمّ ذكره فيما يأتي:[9]
- خروج المني، يعدّ خروج المني من موجبات الغسل إذا خرج من ذكرٍ أو أنثى، ولو خرج في يقظةٍ أو نوم، والاحتلام لا يوجب الغسل إلا إذا رأى منيّاً.
- التقاء الختانين وهو يحدث إذا جامع الرّجل زوجته وغيّب حشفة ذكره في فرجها، فوجب الغسل عليهما كليهما، سواءً أنزلا أم لا.
- انتهاء دم الحيض والنّفاس، فمتى انقطع عن المرأة هذا الدّم، وجب عليها الغسل.
- الموت من موجبات الغسل للميّت وهو فرضٌ على المسلمين.
- الإسلام والدّخول فيه من الكفر يوجب الغسل.
- غسل يوم الجمعة وهو موضع خلافٍ بين أهل العلم فقيل أنّه واجب وقيل أنّه مستحب.
الأغسال المستحبة
بالإضافة للأمور التي توجب الغسل وتجعله مفروضاً على كلّ مسلمٍ ومسلمة، فإنّ الإسلام قد شرّع الغسل واستحبّه للمسلمين في الكثير من المواضع والأوقات، ومن الأغسال المستحبّة للمسلمين:[10]
- غسل من غسل ميتاً، فيستحبّ له الغسل كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- غسل العيدين وفي هذا الغسل لم يرد شيء في السّنة ولكن ورد في الأثر عن الصّحابة -رضوان الله عنهم- ولذلك استحبّ أهل العلم الغسل للمسلمين في العيدين.
- الغسل عند الإحرام لحجٍّ أوعمرة، فقد ذهب أهل العلم أنّ الغسل عند الإحرام مستحبّ لما ثبت عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه اغتسل عنده.
- الغسل عند دخول مكة، فالنّبيّ -صلاة الله وسلامه عليه- كان يغتسل قبل دخوله مكّة.
- غسل الوقوف بعرفة، والذي قام به الكثير من الصّحابة الكرام كعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- الذي كان يغتسل لوقوف عرفة.
- الاغتسال بعد الإغماء، فقد ذُكر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه أغمي عليه ولما أفاق اغتسل.
صفة الوضوء وكيفيته
في الشقّ الأخير من سؤال هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء، تمّ ذكر الوضوء وقد تمّ في المقال بيان صفة الغسل وكيفيّته وسيتمّ بيان صفة الوضوء وكيفيّته أيضاً، فالوضوء من الوضاءة وهي النّظافة والحسن، وهو التّعبد إلى الله بغسل الأعضاء الأربعة بصفةٍ مخصوصة، وللوضوء صفتان كما ورد عن أهل العلم، صفةٌ واجبة وصفةٌ مستحبّة.[11]
الصّفة الواجبة في الوضوء
- غسل الوجه كاملاً مرّةً واحدة، وكذلك المضمضة والاستنشاق.
- غسل اليدين إلى المرفقين مرّة واحدة.
- مسح الرأس كلّه والأذنين.
- غسل الرّجلين مع الكعبين مرّة واحدة.
- على أن يراعي التّرتيب بما يفعله تأسّياً برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي توضأ بهذا الشّكل، وعلى المسلم أن يوالي الأعضاء بحيث لا يفصل بين غسل العضو والآخر بفترة زمنيّة.
الصّفة المستحبّة في الوضوء
- النّية في الطّهارة ورفع الحدث في القلب.
- البدء بالبسملة.
- غسل الكفّين ثلاث مرّات.
- المضمضة والاستنشاق ثلاث مرّات.
- غسل الوجه من منبت الشّعر إلى ما انحدر من الذّقن ومن حدّ الأذن لحدّ الأذن ثلاث مرّات.
- غسل اليدين إلى المرفقين ثلاث مرّات.
- مسح الرّأس والأذنين مرّة واحدة.
- غسل الرّجلين ثلاث مرّات إلى الكعبين.
- ومن شروط الوضوء النّيّة والإسلام والعقل والتّمييز.
خلاصة القول في هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء أم لا، فإنّ الغسل يوم عرفة لا يجزئ عن الوضوء في حال كان غسلاً مستحبّاً ويجزئ إن كان غسلاً واجباً، وفي سياق ذلك عرّف المقال بصفة الغسل وموجباته وذكر الأغسال المستحبّة، وذكر كيفيّة الوضوء وصفته، وكذلك تحدّث المقال عن يوم عرفة وفضله وعن الأعمال المستحبّة فيه.
المراجع
- alukah.net , ملخص أحكام الغسل من تمام المنة , 31/05/2024
- سورة المائدة , الآية 6
- islamqa.info , هل يجزئ الغسل عن الوضوء ؟ , 31/05/2024
- islamqa.info , هل الاغتسال يوم عرفة من السنة؟ , 31/05/2024
- dorar.net , تمهيدٌ: التعريفُ بيومِ عَرَفةَ، والفَرْقُ بين عَرَفةَ وعَرَفاتٍ، وفضائِلُ هذا اليومِ , 31/05/2024
- سورة المائدة , الآية 3
- حاشية بلوغ المرام لابن باز , ابن باز/عقبة بن عامر/423/إسناده صحيح
- islamweb.net , يوم عرفة .. فضائله وأعماله , 31/05/2024
- alukah.net , ملخص أحكام الغسل من تمام المنة , 31/05/2024
- alukah.net , ملخص أحكام الغسل من تمام المنة , 31/05/2024
- islamqa.info , صفة الوضوء , 31/05/2024
التعليقات