من الصفات المذمومة في سورة الهمزة

من الصفات المذمومة في سورة الهمزة، فالقرآن الكريم الكتاب الأول للمسلمين ومصدر تشريعهم ودستور حياتهم، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- فيه كلّ القوانين والأنظمة التي على المسلمين اتّباعها، وإنّ الدّين الإسلامي يحثّ على الصّفات الحميدة ويأمر بالاتّصاف بها، ويحذّر من الصّفات الذّميمة وينهى عن الاتّصاف بها والاتيان بما يشابهها، وذلك بما يحقّق المنفعة على المجتمعات الإسلاميّة والمسلمين، وفي هذا المقال يبيّن موقع المرجع بعض الصفات المذمومة في سورة الهمزة.

سورة الهمزة

قبل ذكر عددٍ من الصفات المذمومة في سورة الهمزة، من الضروري التعرف على هذه السّورة التي تُعدّ سورةً مكّية، نزلت في مكّة المكرّمة قبل هجرة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة، يبلغ عدد آياتها الكريمة تسع آيات، وترتيبها بين السّور في المصحف الشّريف 104، وهي في جزء عمّ من القرآن الكريم الذي هو الجزء الثّلاثون، وقد نزلت بعد سورة القيامة، يسبقها في ترتيب المصحف سورة العصر، وتليها سورة الفيل. [1]

شاهد أيضًا: جواب القسم في سورة العصر

من الصفات المذمومة في سورة الهمزة

إنّ في كلّ سورةٍ من سور القرآن الكريم وكلّ آية دروسٌ وعبر، ونفحاتٌ لا بدّ لكلّ مسلم ومسلمة أن ينهل منها، ولعل المناهج الدراسية تهتمّ بدراسة القرآن الكريم وتعليمه في المملكة العربية السعودية، فقد ورد في  في كتاب الدّراسات الإسلامية للأول المتوسط، في الفصل الدّراسي الأول، سؤالًا يرتبط بسورة الهمزة، والسّؤال مع إجابته الصّحيحة هو، من الصفات المذمومة في سورة الهمزة:

  • الهمز واللمز.
  • الغيبة والنميمة.
  • أكل المال بالباطل.
  • تكذيب يوم الحساب.
  • الحرص على الدّنيا والانشغال عن العبادة بجمع الأموال.

حيث أن سورة الهمزة تعكس الكثير من صور الحياة الواقعية التي يعاني منها المسلمون، فهي تحذّر من اللّئم في النّفس الذي يحرص كلّ الحرض على جمع المال ليسيطر عليه ويشغله، حتى يحسب أنّ المال هو أهمّ شيءٍ في الدّنيا، وأنّه فوق قيم وأقدار كلّ شيء من النّاس والمعاني والحقائق، وأنّ من ملك المال فإنّه قد ملك النّاس وهذا خطأ، ويحسب صاحب هذه النّفس أنه بملكه المال يستهين بأقدار النّاس وكرامتهم، فيهمزهم ويلمزهم ويعبيهم ويسخر منهم بلسانه وحركاته، بالقول وبالإشارة، لكنّ الله ترك له وعيدًا وهي النّار جزاؤه في الآخرة جزاءً بما قدّمت يداه.[2]

شاهد أيضًا: تثبت سورة الناس توحيد الألوهية

سبب نزول سورة الهمزة

اختلف أهل العلم في سبب نزول سورة الهمزة ومقصدها، فمنهم من قال أنّها نزلت في الأخنس بن شريق، وهو رجلٌ كان يهمز ويلمز النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وينعته أنّه مقطوع النّسل، وهو قولٌ ورد عن السدي، وقي أنّها نزلت في أبيّ بن خلف وهو ما قاله ابن أبي حاتم عن عثمان وابن عمر، وقيل أنّها نزلت في جميل بن عامر الجمحي، وقيل أنّها نزلت في أميّة بن خلف والذي كان يلمز النّبي ويهمزه.[3]

شاهد أيضًا: سورة ذكرت بعض الصفات الذميمة للمكذبين بيوم الدين وتوعدهم الله بسوء العاقبة هي؟

ما سبب تسمية سورة الهمزة بهذا الاسم

إنّ سور القرآن الكريم سمّيت بطرقٍ مختلفة، حيث أنّه ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه سمّى بعض السور، واختلف أهل العلم فيما لو كانت تسمية السّور كلّها واردةٌ عن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- أم اجتهد الصّحابة في تسميتها، والغالب أنّ أسماءها توقيفيّةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسمّيت السّور بما تبدأ به غالبًا أو بالموضوع الذي تتناوله، أو بقصّةٍ وردت فيها، ومن الصفات المذمومة في سورة الهمزة الهمز، وهو الموضوع الذي تناولته هذه السّورة، وأُطلق عليها أيضًا اسم سورة اللمزة، والهمزة واللمزة تعني الشخص الذي يذكر عيوب الناس ويغتابها.[1]

شاهد أيضًا: عد الى سورة النازعات واعط منها عددا من الامثله على

تفسير سورة الهمزة

  • يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ* الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ* يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ*  كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ* نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ* الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ* إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ* فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}.[4] وإنّ تفسير هذه السّورة كما فسّرها أهل العلم والتّفسير:[5]
    الآية الأولى: توعّد الله -سبحانه وتعالى- لكلّ من حمل هذه الصّفات بالويل والعقاب، فالهمز هو أن يلوي الرجل وجهه أو يشير بيده نحو شخص واللمز يكون باللسان من باب السخرية.
  • الآية الثانية: فمن يجمع المال ويعدّه ويمنع منه العطاء والصّدقة، ويحطّ من أقدار النّاس بجمعه لماله، هو ذاك الهمّاز اللماز الذي وُعد بالعقاب.
  • الآية الثّالثة: إنّ الذي جمع ذلك المال يظن أنّ ماله الذي جمعه وبخل بإنفاقه سيجعله خالدًا في الدّنيا.
  • الآية الرّابعة: بيّن الله عزّ وجلّ أنّ الأمر ليس كما يظن جامع المال، فهو سيفارق الحياة ويُعاقب بقذفه في النّار يوم القيامة.
  • الآية الخامسة: استفهامٌ عن النّار لتهويلها وتعظيم أمر عذابها فهي من الأمور التي لا تدركها العقول.
  • الآية السّادسة والسّابعة: في تتمّة وصف النّار، فهي التي يدخل عذابها ألمها إلى القلوب، وهي مغلقة مطبقة لا مُخلّص لهم منها.
  • الآية الثامنة والتاسعة: تصف يأس أصحاب النّار من الخروج منها ويقينهم بأنّهم مخلّدون فيها، فتؤصد عليهم الأبواب وتُغلق.

شاهد أيضًا: اسماء الانبياء المذكورين في سورة مريم بالترتيب

بهذا نصل لنهاية المقال من الصفات المذمومة في سورة الهمزة، والذي عرّف بسورة الهمزة، وبيّن سبب نزولها وسبب تسميتها، بعد تعريفه بالصّفات المذمومة التي وردت فيها، وختم المقال بتفسيرها كما ورد عن أهل العلم.

المراجع

  1. wikiwand.com , سورة الهمزة , 06/10/2021
  2. marefa.org , سورة الهمزة , 06/10/2021
  3. islamweb.net ,  لباب النقول في أسباب النزول ، سورة الهمزة , 06/10/2021
  4. سورة الهمزة , الآية 1-9
  5. alukah.net , تفسير سورة الهمزة , 06/10/2021

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *