حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب

حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب، من الأمور التي يطلب المسلمون معرفتها بشدة، وذلك مع اقتراب موعد رأس السنة الهجرية، التي تتحدّد كلّ عام بانتهاء شهر ذي الحجّة آخر أشهر السنة الهجرية، وبداية محرم أول أشهر السنة الهجرية الجديدة، ورأس السنة الهجرية من الأمور المهمّة للمسلمين؛ لأنّها تمثّل ذكرى هجرة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من مكة إلى المدينة، وهي بمثابة موسم عبادة جديد للمسلمين، لذلك يهتمّ موقع المرجع ببيان حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب.

راس السنة الهجرية

قبل معرفة حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب، سيتمّ التّعريف برس السنة الهجرية، وهو اليوم الذي يبدأ العام الهجري الجديد فيه، وذلك حسب التّقويم الإسلاميّ الهجري، يوافق رأس السنة الهجرية بدية شهر محرّم وهو الشّهر الأوّل من السّنة الهجرية، ويكون رأس السنة الهجرية بعد انقضاء آخر يومٍ من شهر ذي الحجّة وولادة هلال اليوم الأوّل من محرم، ومن الجدير بالذّكر أنّ السنة الهجريّة مكوّنة من اثني عشر شهراً، ويستخدمه المسلمون لمعرفة الموعد الصّحيح لشهر رمضان والعيدين الفطر والأضحى، وكذلك معرفة مواقيت الحج، وقد بدأ التّقويم الهجري الإسلامي من العام 622 م، وهو العام الذي حدثت فيه الهجرة النّبويّة من مكّة إلى المدينة، يعتمد التّقويم الهجري على دورة القمر حول الأرض، وشهور السّنة الهجريّة هي:[1]

• محرّم شهرٌ حرام وأوّل الأشهر الهجرية، وكان العرب فيه يحرّمون القتال.
• صفر ثاني الأشهر، وكانت تصفر فيه بيوت العرب لخلوّها من قاطنيها.
• ربيع الأول وهو الشهر الثالث، سمي ربيعاً لمجيئه في الربيع.
•  ربيع الآخر، الشهر الرّابع وسمّي ربيع الآخر للحاقه بربيع الأول.
• جمادى الأولى، سمّي بهذا الاسم؛ لأنه كان في الّتاء، وكان الماء يتجمّد فيه.
• جمادى الثانية، وسمّي بلك تبعا لجمادى الأولى.
• رجب شهرٌ حرام وهو الشّهر السّابع، ويمتنع فيه القتال.
• شعبان سمي بذلك لأنّه شعب بين رجب ورمضان.
• رمضان، شهر الصّوم وهو شهرٌ عظيم سمّي رمضان لاشتداد الحرارة فيه.
• شوال هو الشّهر العاشر، وفيه عيد الفطر.
• ذو القعدة من الأشهر الحرم، ويقعد فيه العرب عن القتال.
• ذو الحجة الشهر الأخير وهو موسم الحج، وفيه عيد الأضحى.

شاهد أيضًا: ما هي قصة راس السنة الهجرية للأطفال

حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب

إنّ حكم التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية إسلام ويب كما ورد عن أهل العلم، والذي تحدّث عنه موقع إسلام ويب، أنّ حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية أو بالأعوام أو الشّهور اختلف فيه أهل العلم، فمن العلماء من قال لا يجوز ومنع ذلك، ومنه من أجازه وندبه، فقال الحافظ بن حجر أنّها مستحبّة ومندوبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند النّعمة، وقيل أنّها مباحة فهي لا سنّة فيها ولا بدعة فلا ترتبط بموضوعٍ ديني، فالتّهنئة كما هو معروف أنّها من العادات وليست العبادات، ويُنظر فيها للمعاني والمقاصد، وقد ورد عن أهل العلم أنّ هذه المسألة وما شابهها مبنيّةٌ على أصلٍ عظيمٍ نافع وهو أنّ جميع العادات القولية والفعلية فالأصل فيها الإباحة ما دام الشّرع لم يحرّم منها شيئاً، أو هي بعينها تضمّنت مفسدة شرعية، فهذه العادة بالتهنئة لم يقصد النّاس بها التّعبّد، وإنّما هي خطابٌ وجواب جرى بين المسلمين في مناسباتٍ لا محذور فيها، بل إنّ من مصلحة المسلمين الدعاء لبعضهم البعض بدعاءٍ مناسب، والعادات التي تقترن بالمصالح والمنافع فهي من الأمور المحبوبة، فهي تندرج في حكمها ضمن المباح وهو ما لم يؤمر به ولم يُنه عنه ولا يُعاقب تاركه، ولكن من قصد بها تقليد النّصارى في أعيادهم، فهذا فيه وزر وإثم، ومن قصد فيها إدخال السرور على المسلمين والدّعاء لهم فهي من المقاصد الحسنة والله أعلم، ومن واجب المسلم تذكير النّاس بالهجرة وأخذ الدروس والعبرة منها.[2]

شاهد أيضًا: ترتيب الأشهر الهجرية ومعاني أسمائها وعدد أيامها

حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

بعد معرفة حكم التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية إسلام ويب والذي يندرج ضمن المباح، فإنّ حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد؛ ممّا اختلف فيه أهل العلم، فمنهم من أباحها، ومنهم من منعها، لكنّ خلاصة القول وهو الغالب في أقوال العلماء أنّها دخلت ضمن الأمور المباحة التي لم يرد في النهي عنها شيء، ولم يأثم من فعلها، ولم يأثم من تركها، لكن الأولى أن يتركها المسلم، ولا يبتدئ بها أحد، ولو بدأه أحدٌ بالتّهنئة فلا بأس بالرّد عليه، والدّعاء للمسلم بدعاءٍ مطلق لا يتعبّد المسلم بلفظه من الأمور التي لا بأس بها من إظهار التّودّد والسرور في وجه المسلم.[3]

شاهد أيضًا: كلمات تهنئة السنة الهجرية

التهنئة بالعام الجديد بقصد الدعاء إسلام ويب

قد ذكرنا سابقاً حكم التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية إسلام ويب، وسنذكر الآن حكم التهنئة بالعام الجديد بقصد الدّعاء إسلام ويب، حيث ذكر الموقع أنّ التّهنئة بالعام الهجريّ الجديد لم يعرفها العلماء ولا الفقهاء عن السّلف الصّالح، ولم يرد بها دليلٌ ثابت يفيد بجوازها أو عدمه، لذا قد قال بأنّ تركها أولى وأفضل، وذلك لاجتناب الوقوع في المحرّمات، لكن إن هنا المسلم أخاه المسلم بكلماتٍ طيّبةٍ حسنة، فذلك حسنٌ ولا بأس به، ويمكن للمسلم أن يقوم بالتّهنئة عن طريق الدّعاء بالخير وبما يسرّ أخيه المسلم من السّعادة وسعة الرّزق وغيرها، لكنّ التّهنئة بالعام الميلاديّ الجديد، ذلك محرّمٌ تحريماً قطعيّاً، لأنّ العام الميلاديّ، ليس عاماً شرعيّاً، والتّهنئة به تشبّهٌ بالكفرة والمشركين، ولا يجوز للمسلم فعل ذلك، لأنّ الاعتراف بأعياد الكفار ومواسم الفرحة عندهم، هو بمثابة القبول والرّضا بكفرهم، وذلك قد يخرج المسلم من الملّة والعياذ بالله، لذلك التّهنئة تكون بالعام الهجريّ فقط، ومن الأفضل أن تكون بالدّعاء بالخير والفضل والسّرور من الله تبارك وتعالى، لإحياء الرّوابط بين المسلمين والتّماسك والتآخي.[4]

شاهد أيضًا: إجازة راس السنة الهجرية

مظاهر التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية

إنّ التهنئة بعيد رأس السنة الهجريّة، تتمثّل في الكثير من المظاهر الّتي لا يكون فيها غضبٌ من الله تعالى على المسلمين، بل يرضى بها عليهم بإذنه تبارك وتعالى، وسنذكر فيما يأتي مظاهر التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية:

• الذّبح لأجل إطعام النّاس والتّوزيع على الفقراء والمحتاجين.
• إخراج الصّدقات عن الموتى، وإعطاؤها لمن يستحقّها.
• أداء النّوافل والسّنن المأثورة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
• المثابرة على قيام اللّيل للصّلاة وتلاوة القرآن الكريم.
• تبادل الهدايا والتّهاني بالكلام الحسن الطّيب وبالدّعاء بين المسلمين.
• بدء العام الهجريّ الجديد بالأعمال الصّالحة والطّاعة والعبادة.

ما حكم قول سنة سعيدة

بعد معرفة حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد إسلام ويب، سنذكر حكم قول سنة سعيدة، والحكم هو إن كان المسلم يقول سنة سعيدة، ويقصد بها العام الهجريّ الجديد، فذلك جائزٌ وحسن، لأنّها تعدّ بمثابة أنّ المسلم يدعو لأخيه المسلم بأن تكون السّنة الجديدة فيها سعادةٌ من نصيبه، وهذا دعاءٌ بالخير، أمّا إن كان الشّخص يقول لشخصٍ آخر سنة سعيدة، مهنّئاً إيّاه بيوم ميلاده، فذلك لا يجوز؛ لأنّ ذلك يعدّ اعترافاً بعيداً ليس له أصلٌ في الإسلام أبداً، والله أعلم.[5]

ما هو حكم صيام أول المحرم

إن تعرّف المسلم على حكم التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية إسلام ويب، يدفعه للبحث عن حكم صيام أول المحرم، وكما ورد عن أهل العلم في صيام أوّل محرم أنّه لم يرد في ذلك نصٌّ يخصّص الفضل لصيام هذا اليوم، أو يبيّن أجره، أو يحثّ عليه، إنما ورد عن الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- فيما رواه عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال “أفضلُ الصِّيامِ، بعدَ شهرِ رمضانَ شهرُ اللَّهِ المحرَّمُ وأفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الفريضةِ، صلاةُ اللَّيلِ”.[6] وهذا الحديث يتحدّث عن فضل الإكثار من الصّوم في شهر محرّم كلّه ولم يخصّص بأول محرم، وقد كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وذلك ثابتٌ عنه في الصّحيح، لكن صيام أوّل محرم أمرٌ من صالح الأعمال وهو من الأعمال الحسنة والمأجور عليها بإذن الله، فمن استزاد بالصّوم في أوّل محرّم وآخره وأوسطه كان ذلك خيراً على خير.[7]

وهنا نهاية مقال حكم التهنئة بعيد راس السنة الهجرية إسلام ويب، الذي تمّ فيه التّعريف براس السنة الهجرية والتّقويم الهجري، ثم بيّن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، وعدد مظاهر التهنئة بعيد رأس السنة الهجرية، وختم ببيان حكم صيام أول المحرم.