حكم سماع الأغاني

حكم سماع الأغاني هو ما سنعرضه ضمن هذا المقال، وهو من الأمور الّتي قد كثر البحث والسّؤال عنها، حيث إنّ الأغاني والموسيقى قد ظهرت منذ قرونٍ عديدة، وأصبحت من الأمور العادية في حياة الإنسان، وعبر موقع المرجع سنبيّن ما حكم سماع الأغاني بقصد التسلية والاستمتاع، وهل يجوز سماع الأغاني لأيّ غرضٍ من الأغراض، كذلك سيعرّفنا على حكم سماع الأغاني دون موسيقا، وما عقاب سماع الأغاني.

ما هي الأغاني

الأغاني هي منظومةٌ شعرية وغالبًا تؤخذ من القصائد، والتي يغنّيها الإنسان سواءً كان رجلًا أو امرأة مصحوبةً بلحنٍ موسيقيّ، ولها العديد من الأنواع الّتي تُخصص لكل الفئات البشريّة، فمنها أغاني الأطفال ومنها الأغاني الشّعبية ومنها الأغاني الغزلية ومنها الأغاني الدّينية، ولكلّ من هذه الأغاني حكمها في الشّريعة الإسلاميّة، وقد عدّها العالم فنًّا من الفنون، وقد اشتهر الكثير من النّاس في العالم القديم والحديث من خلال الغناء وإصدار الأغاني بأنواعها.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال بالكريسماس

حكم سماع الأغاني

إنّ في الاستماع للأغاني حكمان أفاد بهما أهل العلم والفقهاء، وهذان الحكمان سنذكرهما لكم فيما يأتي:[2]

• الحكم الأول: هو أنّ الاستماع للأغاني من الأفعال المحرّمة بالنّص والإجماع، وذلك إذا كانت تدعو إلى الرذيلة أو تصف النّساء أو الخمر، أو إذا كانت بصوت امرأة، كذلك إذا احتوت هذه الأغاني على المعازف وهي آلات الموسيقى على اختلاف أنواعها، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ”.[3] وقد ربط رسول الله بين كبائر الذنوب الزّنا وشرب الخمر ولبس الحرير وبين الاستماع للمعازف، وذلك دليلٌ على حرمانيّتها الشّديدة والإثم العظيم الذي يلحق المستمع لها، كذلك قال أهل العلم أنّ الاستماع للأغاني حرامٌ لأنّها تلهي الإنسان عن العبادات وعن الأعمال، وتجرّه للمعاصي والآثام.
• الحكم الثّاني: أنّ الاستماع للأغاني لا يكون حرامًا عندما تكون خاليةً من المعازف، حيث ورد تحليل الاستماع إلى الأغاني الّتي تُدّق فيها الدّفوف، حيث أنّ الدّفّ لا يعدّ من المعازف، وأن تكون هذه الأغاني تدعو إلى الفضيلة والخير، كذلك أن يكون الاستماع لهذه الأغاني بقصد التّرفيه والترويح عن النّفس، وألا تأخذ وقت المسلم كلّه وتشغله عن واجباته الدّينيّة والدّنيويّة.

حكم سماع الأغاني بدون موسيقا

قد قال أهل العلم في حكم الاستماع إلى الأغاني الخالية من الموسيقا، أن يجوز للمسلم الاستماع لها إن كان الكلام فيها غير فاحشٍ وغير بذيءٍ ولا يدعو للرذّيلة، وأنّ من يغنّي هذه الغاني رجلًا وليس امرأة، فالمرأة لا يجوز لها الغناء أمام الرّجال، أمّا أمام النّساء فيجوز لها ذلك ولكن دون موسيقا، ولقد نبّه الفقهاء على كراهية الاستماع إلى الأغاني والإكثار منها، لأنّه تهدر وقت المسلم الّذي يجب أن يتفرّغ فيه إلى ذكر الله تبارك وتعالى وتعلّم الأعمال الّتي تقرّب منه تبارك وتعالى، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.[4] فاللهو مباحٌ ضمن إطار ما أباح الشّرع العظيم، ولا يجوز للمسلم أن يقضي وقته كلّه باللّهو والاستمتاع، فسيُحاسب على وقته فيما قضاه وما فعل فيه، لذا من واجب المسلم استغلال وقته بما ينفعه من أعمال الخير والصّلاح لتكون له ذخرًا في الحياة الآخرة، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل الأغاني في رمضان تبطل الصيام ابن باز

حكم سماع الأناشيد الدينية

نُقل عن ابن باز رحمه الله تعالى وغفر له أنّه قال أنّ الاستماع إلى الأناشيد الدّينيّة جائزٌ، إذا كانت هذه الأناشيد تدلّ على الخير وتشجّع المسلم على فعله، كذلك إذا كانت فيها مناجاةٌ لله تعالى أو مدحٌ لنبيّه الكريم عليه الصّلاة والسّلام، أو أن تكون في مدح الدّين والأخلاق، ويجب أن تكون هذه الأناشيد خاليةً من الموسيقا المحرّمة والمعازف، وما غير ذلك ممّا حرّم الله تعالى، والله أعلم.[6]

حكم سماع الموسيقا

حرّم الإسلام الحنيف الاستماع إلى الموسيقا وجميع آلات اللّهو، فهي من الأمور الّتي تفسد القلوب وتجرّ المسلم إلى المعاصي والآثام، ومن يستمع للموسيقا يصيبه مرض القلوب، فيصدّ عن سبيل الله تعالى ويبتعد عن الاعمال الصّالحة وأعمال الخير، ومن واجب المسلم أن يبتعد عن كلّ ما يبعده عن الجنّة ويقرّبه من النّار، فالمعازف والأغاني الفاحشة كلّها من عمل الكفّار، ليهدموا الإسلام وأهله، ولكي يقضوا على الإيمان في قلوب النّاس، لذا فإنّ المسلم الحقّ عليه أن يقوم بدوره فيتّبع ما نزل في القرآن الكريم وما جاء في السّنّة المباركة، وأن يجعل نفسه وسيلةً للدّعوة إلى الله تعالى، فيدعو النّاس ويوعّيهم بخطورة الأغاني، وضررها ويقدّم لهم الدّلائل وغيرها، عسى أن يكون سببًا في هداية النّاس إلى طريق الحق.[7]

شاهد أيضًا: حكم الميل على المشركين، ومداهنتهم؟

ما حكم من استمع للأغاني دون قصد

بعد أن ذكرنا أنّ حكم سماع الأغاني وأنّه من غير الجائز الاستماع للأغاني المحرّمة شرعًا، سنبيّن ما حكم من استمع للأغاني دون قصد، حيث أفاد أهل العلم أن سماع الأغاني من غير قصد ٍلا يورث الإثم أو الذّنب على المسلم، فالمسلم إن مرّ من أمام منزلٍ أو محلٍّ وسمع الأغاني، فليس عليه ذنبٌ لأنّه لم يشغلها وجلس ليستمع إليها، لكنّ قصد الأغاني والاستماع إليها لا يجوز بتاتًا، ويأثم الإنسان بفعل ذلك وسيعاقب يوم القيامة إن مات ولم يتب عن ذلك والله تعالى أعلم.[8]

ما عقاب سماع الأغاني

جعل الله تعالى لمن يعصي أمره عقابًا في الدّنيا وعقابًا في الآخرة، فما هي عقوبة الاستماع للأغاني، فقد ثبت في السّنّة المباركة أنّ المستمع للأغاني المحرّمة والماجنة والفاحشة، سيكون ممّن يتعرّض للمسخ والخسف في الحياة الدّنيا فيكون قردًا او خنزيرًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لَيَشْرَبَنَّ ناسٌ من أُمَّتِي الخمرَ يُسَمُّونَها بغيرِ اسمِها ، يُعْزَفُ على رؤُوسِهِم بالمعازِفِ والْمُغَنِّيَاتِ يَخْسِفُ اللهُ بهمُ الأرضَ ويجعلُ منهم قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ”.[9] وهذه العقوبة تكون في الدّنيا فقط، أمّا في الآخرة فيكون ممن يلقى العذاب المهين في نار جهنّم والعياذ بالله، والله ورسوله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: حكم العملات الرقمية ابن باز