حكم قهر الزوج لزوجته وعقابها في الإسلام
جدول المحتويات
حكم قهر الزوج لزوجته، من الأحكام الشرعية التي لا بُد وأن يتم التطرق لها؛ حيث إن الرشيعة الإسلامية جاءت شاملة كافية لكل زمان ومكان وموقف، ومما حثت عليه هو بناء أسرة مسلمة تبنى بعد زواج شرعي قائم على المودة والرحمة، وهذا مما جاء به الهدي المحمدي؛ حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم قدوة للزوج والحبيب والصاحب، فكان الحب والود يملئ بيوت أمهات المؤمنين، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم قهر الزوج لزوجته، بعد أن نتعرف على مكانة المرأة في الإسلام، ومن ثم نبين حكم إهانة الزوج لزوجته، وكيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته، وما هو جزاء الزوج الذي يقهر زوجته في الإسلام، ومن ثم سنبين حقوق الزوجة لزوجها في هذا المقال.
مكانة المرأة في الإسلام
لقد حظيت المرأة المسلمة على التكريم والرفع من شأنها بعد أن جاء الإسلام، ولا سيما وأنها كانت منبوذة الحقوق قبل مجيء الإسلام، فكانت تقتل وتعذب ولا تورث بحجة أنها من ناقصات العقل والدين، كما جاء في قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}،[1] فجاء الدين الإسلامي وجعلها مكرمة في دينها ومجتمعها، فالشريعة الإسلامية عادلة لا تفضل أحد على الآخر، حيث ساوت بين الرجل والمرأة في كثير من الآيات في القرآن الكريم، ورفعت من شأنها فهي الأم والزوجة والمربية، ولهذا فقد جعل الإسلام المرأة شقيقة للرجل في جميع الأحوال والأفعال، فيشتركان في تربية الأولاد، والعمل على استقرار البيت بوجود الزوجين ليخرج بيتًا نشأ على الهدى النبوي، فالمرأة بعد الإسلام أصبحت كل المجتمع، لها ما لها وعليها ما عليها.[2]
شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة الناشز
حكم قهر الزوج لزوجته
لا يجوز أن يقهر الزوج زوجته، فقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الزواج الشرعي يجب أن يبنى على المحبة والود والرحمة، ولهذا فقد أجمع أهل العلم على أن لا يجوز شرعًا أن يقهر الزوج زوجته، فهي رقيقة عاطفية بطبعها؛ لا تتحمل أن تقهر من زوجها؛ فقد جاء في كتاب الله العزيز: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[3] أي أن يجدر بالزوج أن يعامل زوجته بكل لين ورحمة، فهذا مما حث عليه الدين الإسلامي، لأن البيت الذي ينشأ على هكذا حياة لا يستطيع أن يكون بيت سويًا، ولهذا على الزوج أن يحافظ على زوجته ويتحملها في جميع الأوقات، حتى هي تقابله باللين والمودة والرحمة.
شاهد أيضًا: حكم خيانة الزوج لزوجته بالهاتف
حكم إهانة الزوج لزوجته
أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز أن يهين الزوج زوجته، وهذا مما نهت عنه الشريعة الإسلامية، فيجب على الزوج أن يرفع من شأن زوجته، ولا يهينها تحت أي ظرف كان، فهي الأم والزوجة والرفيقة، وهذا لأن الإهانة والسب محرم شرعًا بين الناس؛ فيكون أشد حرمة بين الأزواج، حيث بيّن رسول الله في الحديث الشريف: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر“،[4] فهذه الإهانة من الكبائر التي قد تعرض الزوج للإثم الكبير في الدنيا والآخرة، ولهذا على الزوج أن يحذر من إهانة زوجته ويبتعد عن هكذا أمور؛ ويعاملها باللين والحوار.[5]
شاهد أيضًا: حكم اتهام الزوج لزوجته بالزنا
كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته
إنَّ الحياة الزوجية لا تكاد تخلو من بعض المشاكل في بعض الأحيان، ولا سيما وأن الزواج يحتاج إلى صبر كبير من كلا الزوجين في بداية الحياة حتى يستمر هذا الرباط الغليظ، ولهذا لا بد أن تتعرف الزوجة كيف تتعامل مع الزوج الذي يهينها في النقاط الآتية:
- أن تقوم الزوجة بالتعامل مع الزوج بكل هدوء ولين، وأن يتبادل كلًا منها الرحمة والود في التعامل.
- أن تعلم الزوجة أسباب الإهانة وتعمل على إيجاد الحلول؛ حتى لا تتفاقم وتصل إلى الانفصال.
- أن لا تفقد الزوجة ثقتها بنفسها وتقوم بوضع حد لعدم استمراره بالإهانة.
- أن يقوم كلا الزوجين بحل المشكلة بالحوار والنقاش؛ بعيدًا عن الإهانة والقهر.
- أن تطلب المساعدة من أحد أفراد الأهل؛ قبل طلب الطلاق الذي يحق لها في هذه الحالة.
شاهد أيضًا: ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت
جزاء الزوج الذي يقهر زوجته في الإسلام
إنَّ الإسلام كرّم المرأة المسلمة، ونهى عن إيذاءها بأي شكل من الأشكال، وجاء التحذير أكبر للزوج الذي يأخذ الزوجة من بيت أبيها ليكرمها ويسعدها، لا ليقهرها ويعذبها، فالزوجة الصالحة هي التي ترعى زوجها وبيتها وأولادها، وإن رأت منه أي يق أو غضب فإنها تسارع في امتصاص هذا الغضب، حيث ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة، الودود الولود العؤود لزوجها، التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى”،[6] ولهذا فإنه من الجدير بالذكر أن الزوج الذي يقهر زوجته ويهينها جزاء الإثم الكبير الذي يحتاج إلى توبة صادقة؛ فيطلب منها العفو ولا يعود إلى هكذا تعامل وأن يستغفر الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز أن يهين ويقهر زوجته بأي شكل؛ طالما وأنها لم تتعدى الحدود الشرعية، ولهذا على الزوج أن ينتبه إلى هذا الأمر وأن يتوب إلى الله ويحافظ على زوجته وبيته.[7]
شاهد أيضًا: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام
حقوق الزوجة على زوجها
بيّن أهل العلم أن لكل إنسان حقوق وواجبات حتى تستقيم الحياة، ولهذا فقد وضع أهل الشريعة الإسلامية الحقوق التي تحق للزوجة من زوجها حتى ينعم كل منهما بالسكينة والراحة؛ وعليه فإن من هذه الحقوق ما يأتي:
- أن يقوم الزوج بمعاشرة زوجته بالمعروف.
- أن يكون الزوج بشوشًا في وجه زوجته على الدوام، ويبتعد عن العبوس والكدر.
- أن يقوم الزوج بالإنفاق على زوجته؛ من إطعام وشراب ولباس.
- أن يتعامل الزوج مع زوجته باللين واللطف عند المعاشرة الزوجية وفي الفراش.
- أن لا يقوم الزوج بإيذاء زوجته، فلا يضربها لا يعنفها بغير حق.
- أن يعذر الزوج زوجته عند مرضها وتعبها؛ لا سيما وإن قصرت في واجباتها في أيام مرضها.
ومن هنا نصل إلى ختام مقال حكم قهر الزوج لزوجته وعقابها في الإسلام، ومن ثم تعرفنا على مكانة المرأة في الإسلام، وما حكم إهانة الزوج لزوجته، وما هي كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته، وما هو جزاء الزوج الذي يقهر زوجته في الإسلام، ومن ثم تطرقنا للتعرف على حقوق الزوجة على زوجها.
المراجع
- سورة النحل , الآية 58
- alukah.net , مكانة المرأة في الإسلام , 13/12/2021
- سورة النساء , الآية 19
- صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن مسعود، 6044، صحيح
- islamweb.net , حكم سب الزوجة وإهانتها , 13/12/2021
- الأحكام الصغرى , عبد الحق الإشبيلي، عبدالله بن عباس،633، صحيح
- islamweb.net , ما يلزم الزوج إذا ظلم زوجته , 13/12/2021
التعليقات