خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ
جدول المحتويات
خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ هو موضوع هذا المقال، حيث إنّ الدّعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- لغير المسلمين والمسلمين، للدّخول إلى الإسلام أو الرّجوع إليه واجب على كلّ مسلمٍ قادرٍ يملك الشروط اللازمة للدعوة، والقرآن الكريم هو كتاب الدعوة ومصدرها، والسّنة النبوية حثّت على الدّعوة إلى الله وأمرت بها، وسبيل الدّعوة واحدة مستقيمة لا عوج فيها ولا شبهة ولا شك، فمن اتّبع من النّاس أساليب عوجاء وسار في دعوته في طرق غير مشروعة، وبغير علمٍ ولا حلمٍ يدعو النّاس للإسلام فالأولى أن تتم الدعوة بعلمٍ وطرق مشروعة، ولا تكون الدعوة صحيحة لو بُنيت على باطل، وقد انتشرت جماعات تدعو وهي على خطأ كجماعة التبليغ، الذي يهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بتقديم نماذج خطب عن التحذير من جماعة التبليغ.
أخطاء جماعة التبليغ والدعوة
إنّ جماعة التبليغ من الجماعات التي تعمل للإسلام ولكنّها تقع في الكثير من الأخطاء، وعليها الكثير من الملاحظات، وأخطاءها تغلب محاسنها بكثير، ومن أخطائها:[1]
- عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة وعدم اهتمامهم بنشرها بل بكتفون بالعموميات، وتتعدد العقائد عند أفرادها.
- عدم الاهتمام بالعلم الشرعي وعدم إنكارهم للبدع والشركيات التي تعجّ بها البلاد التي يعملون فيها.
- تأويلهم للآيات القرآنية بما يوافق هواهم، ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى.
- وقوعهم في الكثير من المخالفات الشرعية والبدعية.
- يأخذون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة بكثرة.
- لا يتحدّثون عن المنكرات ويستغنون عن ذلك بالأمر بالمعروف فقط.
- يقع عندهم الغرور والإعجاب بالنّفس الذي يؤدي بهم إلى ازدراء غيرهم والتطاول عليهم من أهل العلم وغيرهم.
- يجعلون الدّعوة أفضل من العبادات كالجهاد وطلب العلم.
- الجرأة الموجودة عندهم على الفتوى والتفسير والحديث بغير علم.
- تفريطهم في حقوق أبنائهم وأزواجهم.
- يلجأون للنوم في المساجد والأكل فيها تقليلًا للنفقات.
- يأخذون بعض الإسلام ويتركون بعضه.
شاهد أيضًا: من هم جماعة التبليغ في السعودية
خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ
إنّ جماعة التبليغ جماعة إسلامية وهي أقرب ما تكون لجماعة وعظ وإرشاد، من كونها جماعة أو تنظيم، لا يهتمون ببيان ونشر عقيدة السلف والتوحيد الخالص، بل يكتفون بالعموميات التي لا تغني شيئًا في دين الله، ويتوسّعون أفقيًّا كميًّا لا نوعيًا، وعليهم مآخذ كثيرة وحذّر منهم أهل العلم لما وقعوا فيه من أخطاء، وفيما يأتي نقدّم خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ:
الخطبة الأولى
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الرحمة المهداة والنعمة المسداة، أرسله للناس هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلغ الرسالة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقّ الجهاد، أما بعد: إنّ أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثةٍ بدعة وكلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار، يقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم تنزيله: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[2] فسبيل الله لا عوج فيها ولا شبهة، أيها المسلمون إنّ الدعاة إلى الله هم غير الدعاة إلى الجاهلية، والدّعوة إلى الله هي واجب هذه الأمّة، لكن تظهر بعض الجماعات التي تسمّي نفسها جماعات التبليغ، التي تدّعي أنّها تقوم بنشر الدّعوة إلى الله، وهي تقوم بالكثير من المنكرات والمحظورات الشرعية، فأيّ دعوةٍ تكون.
أيّها المسلمون إنّ جماعة التبليغ لا يملكون بصيرةً في مسائل العقيدة، وقد أفتى أهل العلم بأنّه لا يجوز الخروج معهم، إلا لمن كان له علمٌ وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السّنة والجماعة، وذلك ليرشدهم ويقوّمهم من أخطائهم، وجماعة التّبليغ انحرفت كلّ الانحراف عن العقيدة الصّحيحة التي يدّعون أنهم يدعون إليها، فهم متصوفون مبتدعون، يسارعون للفتوى بغير علم، وينشرون الإسلام بغير تمكين، يعظّموا مشايخهم ويزدرون غيرهم، وعليهم مآخذ كبيرة، فلا ينبغي للمسلم أن يتّبعهم، ثمّ إنّ الدعوة إلى الله تحتاج العلم والفقه، ومن لم يحملهمها لا تصحّ دعوته ولا تتمكّن، ولا تحتاج الدّعوة لإنشاء جماعاتٍ ومنظّماتٍ وأحزاب، بل يمكن أن تكون عن طريق الجمعيّات الخيرية، ويمكن أن تكون فرديّة، ولو أراد عامّة المسلمين أن يساهموا في الدّعوة وهم لا يملكون العلم، فالجمعيات الخيرية القائمة بهذا كثيرة وبالإمكان دعمهم مادّيًا كصدقات، فسبل الدعوة كثيرة، ولا يجوز اتّباع من يضلّ الناس بدعوته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أتمّ المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
أيّها المسلمون إنّ الدعوة إلى الله تكون بقدر علم الداعي وقدرته، ويجب فيها على العالم ما لا يجب على الجاهل، ويجب على السّلطان ما لا يجب على غيره، وإنّ جماعة التبليغ مع الأسف الشديد لا تملك علمًا يخوّلها لتدعو، فأخطاءهم الكبيرة التي تظهر للعيان توضّح مدى جهلهم في الكثير من الأمور، وإنّ الدّعوة ليست محدودةً بوقتٍ وزمن معيّنين، وهم يحدّدون ذلك ويعيّنونه، ثم يفضّلون الدعوة على طلب العلم، يفضّلون ما هو غير فريضة على الفريضة، وكيف لمن لم يطلب العلم أن يدعو، فلنحذر أيّها المسلمون، ولنتّق الله في ديننا وفي أنفسنا، وفي عامّة المسلمين، ثمّ لنكن دعاةً بأنفسنا ولنكن خير قدوة، لنبدأ بإصلاح أنفسنا وتهذيبها وتعليمها ما ينفعها والابتعاد عن كل الشرور والضرر، فالمسلم يكون داعيةً بكونه قدوةً يُحتذى به، والصلاة والسلام على رسول الله.
دعاء الخطبة
عباد الله، إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميدٌ مجيد، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشّرك والمشركين، اللهم نسألك أن تدمّر أعداء الدين، اللهم من أراد بالإسلام سوءًا فخذه أخذ عزيزٍ مقتدر، اللهم ردّ كيده في نحره وأرجه خائبًا مدحورًا، ومن أراد بالإسلام خيرًا فوفّقه لكلّ خير وخذ بيده لكلّ خير.
اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئّمّتنا وولاة أمرنا، اللهم وفّقهم لما تحبّ وترضى، وارفع عنّا البلاء والغلاء والوباء وتسلّط وكيد الأعداء، اللهم وأجرنا من المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
شاهد أيضًا: دور العلماء والمفكرين في المحافظة على الامن
خطبة قصيرة للتحذير من جماعة التبليغ مكتوبة
بعد أن تمّ المرور على خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ، سيتمّ المرور على خطبة قصيرة للتحذير من جماعة التبليغ مكتوبة فيما يأتي:
- خطبة أولى:
الحمد لله الذي زيّن قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبّائه شرابًا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أيّ الدواوين كتب، ولا في أيّ الفريقين يُساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدله، ولا اعتراض على حكم الملك الخلّاق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير، وأشهد أنّ محمد عبده ورسوله، أمّا بعد: عباد الله، إنّ الجماعة التي على المسلمين اتّباعها والسّير على نهجها هم أهل السراط المستقيم، وأتباع النّبي صلى الله عليه وسلم، وأتباع الكتاب والسنة، الذين يدعون للحق الذي جاء به رسول الله، أمّا الجماعات الأخرى التي لا تقوم بذلك فلا ينبغي للمسلم أن يتّبعها، كجماعة التبليغأو ما سمّيت جماعة الأحباب، ولا ينكر عاقلٌ أنّ الكثير من الناس دخلوا الإسلام على أيديهم، لكن يتوجّب عدم الانتساب إليهم، فهم في أخطاءٍ كبيرة يرتكبونها، وإنّ الكثير من العلماء والفقهاء حذّروا من منهجهم وأسلوبهم في الدّعوة، فهم في كثيرٍ من أساليبهم مخطئون والله أعلم، وقد قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.[3] ولا تكون الدّعوة لبعض الدين وترك بعضه كما تفعل جماعة التبليغ، فالأسلم الحذر من هذه الجماعة الابتعاد عنها، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.
- الخطبة الثانية مع الدعاء:
الحمد لله على إحسانه والشّكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشانه وأشهد أنّ محمدًا رسول الله الداعي إلى رضوانه، أما بعد:
أيّها المسلمون، إنّ هذه الجماعات هم أصل البدع والتّفرّق والضلالة، وهم من أسباب هدم أصول العقيدة والانزلاق بالناس إلى البدع والشّرك، فعلى المسلمين، أن يتبع جماعة المسلمين لا جماعة التبيلغ المزعومة وغيرها، وأن يكون الولاء لله وللرسول لا لفلانٍ وعلّان وحزبٍ وجماعة، فالانتساب لمثل هذه الجماعات يفرّق الأمة، نسأل الله العليّ العظيم أن يوّحد كلمة المؤمنين، وأن يجمع شتات شملهم، وأن يرفع راية الإسلام والمسلمين وأن يعلي بفضله راية الحقّ والدين، اللهم ارحم ضعفنا وتولّ أمرنا ويسّر لنا الخير واصرف عنّا الشرور والآثام، اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولّنا فيمن تولّيت واصرف عنّا شرّ ما قدّرت وقضيت، فإنّك تقضي بالحقّ ولا يقضى عليك.
اقرأ أيضًا: ما هو المذهب الإسلامي الصحيح
أهداف تخصيص خطبة الجمعة للتحذير من جماعة التبليغ
إنّ التّوجه نحو خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ له العديد من الأهداف، وذلك لبيان وضع جماعة التبليغ أو ما يطلق عليه جماعة الأحباب، والتّحذير منها، والأهداف التي ينبغي الوصول إليها عبر الخطبة هي:
- بيان ضلال جماعة التبليغ وانحرافها وخطرها على المجتمعات الإسلامية، وأنّها بوابة من أبواب الفتنة والضلال، حتّى لو زعموا غير ذلك.
- توضيح أبرز أخطائهم التي يقعوا فيها دون اعترافهم، وبيان حجم تلك الأخطاء.
- ذكر خطرهم وخطر تأثيرهم على المجتمع وتأصير أخطائهم السلبي.
- بيان أن الانتماء لمثل هذه الجماعات أمرٌ محظور، وخاصّةً في المملكة العربية السعودية.
- أنّ كبار هذه الجماعة متأثّرين بالمتصوّفة الهندية ويعظّمون كبارهم وغير ذلك من الأمور البدعية التي يقومون فيها.
شاهد أيضًا: هل يصح وصف احكام الاسلام بالتشدد ولماذا
بهذا نصل لختام مقال خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ والذي سلّط الضّوء على أخطاء جماعة التبليغ، وبيّن أهداف تخصيص خطبة الجمعة للتحذير من جماعة التبليغ، ثمّ قدّم نماذج خطبة مكتوبة عن التحذير من جماعة التبليغ.
المراجع
- islamqa.info , جماعة التبليغ ما لها وما عليها , 09/12/2021
- سورة يوسف , الآية 108
- سورة آل عمران , الآية 104
التعليقات