تلخيص كتاب الرحيق المختوم

تلخيص كتاب الرحيق المختوم الذي يعدُّ وُجهة بحث لكلّ من أراد التعمّق في سيرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ويعد واحد من أهم الكتب التي تحدّثت عن السّيرة النبوية المحمّدية، حيث قام المؤلّف بسرد السّيرة الشريفة، وتقسيمها إلى مراحل متتالية على فقرات متعدّدة، لكي يتم فهمها وإدراكها بشكل أعمق، ويهتم موقع المرجع بتقديم تلخيص كتاب الرحيق المختوم والمرور على أهم الأفكار والفصول فيه، بعد أن نتعرّف على هوّية المؤلف.

معلومات عن مؤلف كتاب الرحيق المختوم

اسمه صفي الرّحمن المباركفوري 1943-2006 للميلاد، وهو صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن فقير الله المباركفوري الأعظمي، ويعد من أهم علماء الحديث في الهند، تميّز بالعلم والتّواضع الجَم، وتميّز باهتمامه بعلم الحديث والعمل على نشره بين الناس، وقد شارك في ندوات ومحاضرات في مختلف أرجاء الهند، وفي الولايات المتّحدة والمملكة العربية السّعودية، وكثير من دول العالم الأخرى، وقد عمل في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لمدة عشر سنوات ابتداء من عام 1988، ولم يكتفِ بكتاب الرّحيق المختوم، فقد عمل على تأليف العديد من الكتب القيّمة باللغتين العربية والآردية، ولكن أشهر تلك الكتب كان الرحيق المختوم.[1]

تلخيص كتاب الرحيق المختوم

لا بدّ لنا في تلخيص كتاب الرحيق المختوم أن ننوّه على أنّ الكاتب قد ناقش السّيرة النبوية، التي سار بها الرسول -محمد صلى الله عليه وسلم – إلى العرب والمجتمع البشري في قوله وفعله وتوجّهاته وسلوكه، وغيّر بتلك التفاصيل والأمور موازين الحياة، ورسم بداية حقبة تاريخية جديدة، غيّرت مجرى العالم الإنساني بكامله، وفي تلخيص كتاب الرحيق المختوم سوف نستعرض في هذا المقال مقتطفات مختصرة من الفصول الأخرى التي ناقشها في عمله، حيث قام المؤلّف بتقسيم الكتاب لثمانية فصول بطريقة سردية لطيفة، لا يشعر معها القارئ بأيّ من الملل، فبدأ الفصل الأوّل في الكتاب على الشكل الآتي:[2]

الحديث عن العرب والمكان الذي يقطنون فيه

في تلخيص كتاب الرحيق المختوم أولًا توسّع المؤلّف بالشّرح نحو حدود البلاد العربية والدول المجاورة، وفيه يتعرّف القارئ على جزيرة العرب، حيث يحدّها من الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق الخليج العربي والعراق، ومن الشمال بلاد الشام، ومن الجنوب بلاد الهند، ثمّ يتشعّب المؤلف نحو أقسام العرب الذين ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

  • العرب البادئة.
  • العرب العاربة.
  • العرب المستعربة: والذي ينحدر من سلالتهم سيّدنا إبراهيم -عليه السلام- وكذلك ولده إسماعيل وأولاده الآخرون حتّى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

شاهد أيضًا: ملخص رواية مائة عام من العزلة

الحكم والإمارة في العرب

حيث يوضّح لنا المؤلف آلية الحكم في بلاد العرب التي ذكرها، فكان هناك حكم ملكي وإمارة في اليمن حيث قوم سبأ، وتملكهم بلقيس، وكان هناك أيضًا ملك للعرب في العراق وفي الحيرة تحديدًا على يد الإسكندر المقدوني، ولهم أيضا ملك في الشام، توالى عليه العديد من الملوك وآخرهم كما ذكر المؤلّف كان جبلة بن الأيهم، أمّا الحجاز فكان عليها إمارة وملك منذ زمن إسماعيل -عليه السلام- وتوالى عليها الحكم حتّى وصلت زعامتها إلى قريش.

ديانات العرب

وفي تلخيص كتاب الرحيق المختوم يتطرّق المؤلف في هذا الفصل إلى التًعريف بديانات العرب في تلك الحُقبة، وتَناول المراسم والطقوس التي كانوا يقيمونها لعبادة الأصنام، تلك التي كانوا يصنعونها بأيديهم دون علمٍ أو وعي، وكانوا أيضًا عند سؤالهم يدّعون بأنّهم على دين إبراهيم، ويعترفون به رغم كل مظاهر الشرك، وقليل من العرب كان من ينتسب لليهود أو النصارى. ومن تلك الطقوس والمراسم يذكر أنّهم:

  • كانوا يعكفون عليها، ويلجؤون إليها في نفعهم وضرّهم.
  • العبادة عن طريق الحج إليها.
  • التقرّب للأصنام والآلهة بالنذور والقرابين.
  • بالإضافة للعَديد من طرق العبادة الأخرى التي تختلف بين مكان وآخر كالحيرة والسائبة والوصيلة والحام.

اقرأ أيضًا: ملخص رواية 1984

صور من المجتمع الجاهلي

يصوّر المؤلف في هذا الفصل الحالة الاجتماعية التي كانت مبنية على العصبية القبيلة، والتمييز بين الألوان والجنس والعرق، فكان إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، فالفوضى تعمّ حياتهم وشريعتهم في الزواج والميراث، وفي كلّ الأمور، أمّا اقتصاديّا فقد كانت تشبه الحالة الاجتماعية إلى حدٍ ما، فقد كان سادة القوم هم التّجار وهم أصحاب المال والجاه، لهم سوق مميّز واسمه عكاظ، وكانت تجارتهم صيفًا بالشام وشتاءً في اليمن.

نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وفي هذا الفصل يذكر المؤلف نسب النبي الحبيب محمد-صلى الله عليه وسلم- حتّى وصل في تفصيله إلى بني عدنان أولًا، مرورًا بإسماعيل-عليه السلام-وانتهى بأبي البشر آدم-عليه السلام-، ثمّ ينتقل المؤلف إلى الأسرة الهاشمية، نسبة إلى جدّه هاشم بن عبد مناف، الذي تولّى الرّفادة والسّقاية، وذكر نبذه عن جد النبي عبد المطّلب، الذي كان حامي الحرمين وسيّد قريش، لينتقل بعدها المؤلف لقصّة عام الفيل وهدم الكعبة، ثمّ تحدّث عن عبد الله والد النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- وينوّه على أنّه لُقّب بالذّبيح، لأنَّ عبد المطّلب نذر أن يذبحه لمّا أتمّ العشرة أبناء.

المولد وأربعون عامًا قبل النبوّة

استكمالًا في تلخيص كتاب الرحيق المختوم يعرّج الكاتب في هذا الفصل في حديثه على نشأة النبي-صلى الله عليه وسلم-في بني سعد أولًا، ثمّ عودته لأمه إلى أن ماتت، ثم يتحدث عن فترة كفالة جده له حتّى مات، ليصبح بعدها تحت رعاية عمّه أبو طالب، يتحدث بعدها الكاتب عن الأحداث التي شارك فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-قبل البعثة، ومنها حرب الفجار، وحلف الفضول، وقضية التحكيم، وبناء الكعبة، وتكلّم عن زواجه من خديجة- رضي الله عنها- ليعود بعدها في حديثة إلى سيرة إجمالية قبل النبوّة.

اقرأ أيضًا: ملخص رواية هيبتا

في ظلال النبوة والرسالة

هناك في غار حراء، حيث كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يتعبّد الله فنزل عليه الوحي جبريل، ليحمل الرسالة والدّعوة منذ تلك اللحظة، حيث كان عمره آنذاك أربعين عام، وكانت زوجته خديجة -رضي الله عنها- خير صاحب ومُساند له في تلك الفترة، يبدأ بعدها في رؤية الرؤى الصادقة، حتّى علم أنّه رسول رب العالمين، ليخرج النّاس من الظّلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم، ومن تلك اللحظة تكلّف -صلى الله عليه وسلم -بالدّعوة إلى الله، وأن يصدع بها، حتّى بدأت مرحلة الدّعوة سرًّا.

أدوار الدعوة ومراحلها

وتنقسم مراحل الدعوة الإسلامية بحسب المكان إلى مرحلتين أو دورين:

  • الدور المكّي: حيث بدأت دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سرٍّا حتّى اجتمع حول النبي عدد من الصحابة المؤمنين، فصعد أعلى جبل مكة، وصدع بالدعوة، فبدأ الأذى يحيط به ومن آمن معه من المسلمين، فحوصروا وأوذوا، وقتلوا حتّى جاء أمر الرسول-صلى الله عليه وسلم -لهم بالهجرة إلى المدينة.
  • الدور المدني: استمرّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعوة بالمدينة لمدة عشر سنوات، ثمّ قويت شوكة المسلمين، وأصبح للإسلام دولة وشعائر، وصار لهم هيبة ورهبة، فأتم الحبيب ما عليه، وأدّى الرسالة، وبلّغ الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد بالله حقّ الجهاد حتّ أتاه اليقين من ربّه، فاصطفاه إلى جِواره.

أهميّة كتاب الرحيق المختوم

يهتم موقع المرجع بتقديم تلخيص كتاب الرحيق المختوم وننوّه على أهمية الكتاب للشيخ العَالم صفي الرحمن المباركفوري، الذي يُعد وجهة بحث مهمّة في علم السيرة النبوية الشريفة، التي يجب على المسلمين الوقوف عندها وإداركها، فالسّيرة الشريفة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- التي صدر عنها علم الحديث والعديد من العلوم الأخرى، تُعد إحدى مصادر التشريع الإسلامي، ومنها يكتسب كتاب الرحيق المختوم أهمية خاصّة، وجب الوقوف عندها.

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية المقال الذي تحدّثنا فيه عن تلخيص كتاب الرحيق المختوم ذلك المرجع المميّز في فقه السّيرة المحمّدية الشّريفة، وتعرّفنا على مؤلّف الكتاب، وسردنا أبرز الفصول التي كانت عليها العرب حتّى بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

المراجع

  1. wikiwand.com , صفي الرحمن المباركفوري , 13/3/2021
  2. noor-book.com , كتاب الرحيق المختوم , 13/3/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *