ملخص كتاب البخلاء

ملخص كتاب البخلاء من الملخصات والكتب المُهمَّة التي تبحث عنها الناس على وجه العموم، والذوّاقون للأدب القديم على وجه الخصوص، لما لذلك الكتاب من أهميّة ثقافية بشكل عام، ولما فيه من بلاغة وفُكاهة بشكل خاص، ويهتم موقع المرجع بتقديم ملخص كتاب البخلاء بالإضافة لنبذة شاملة عن أهميّة الكتاب والمؤلف، لمساعدة القرّاء في اختصار الوقت والجهد.

مؤلف كتاب البخلاء

ويدعى أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي، الذي اشتهر بالجاحظ، ويعود سبب تسميته بالجاحظ لجحوظ عينيه ونتوئيهما للخارج، ممّا أعطاه صفة الدمامة والقباحة، ولد عام 159 للهجرة وتوفّي في عام 255 للهجرة، وكانت مدينة البصرة هي المدينة التي نشأ فيها وقضى فيها أكثر سني حياته، حيث كان الفقر هو السّمة العامة لحياة الرّجل في مدينته التي عمل فيها ببيع السمك والخبز، في الوقت الذي لم يكن ليثنيه كلّ ذلك الفقر عن طلب العلم والسّعي في سبيله، فقد حرص على مرافقه الكُتّاب ومُجالسة أهل العلم.[1]

وقد عُرف عن الجاحظ شغفهُ لوضع أي شيء تحت الدراسة، كالّحيوان والنّبات وغير ذلك من الأمور التي وضع يده عليها، ويعود ذلك الى السمة العامة لمدينة البصرة، حيث كانت البيئة العلمية سببًا رئيسيًا في تسهيل العملية التعليمية، لتوفّر مصادرها وكثرة العلماء فيها، ولا ننسى أيضًا دور الحياة الكفاحية بين السّعي للعلم والقُوت في آن معًا، على صقل شخصية الجاحظ وتشكيلها، والتي قامت على أساس من الاستطراد والفكاهة لتبرز كسمة واضحة وبصمة خاصة، تُخبر القارئ من هو مؤلف كتاب البخلاء وتُعرّفه به.

ملخص كتاب البخلاء

أشار الجاحظ في مُقدّمة كتاب البخلاء أنّه ألّف كتابه هذا إلى أحد عظماء الدّولة ولكنّه لم يذكُر اسمه، ولكن على الأغلب أنّه تمّ تأليفه إلى ابن المُدبر الذي كان صديقاً قريباً للجاحظ، أو إلى الفتح بن خاقان الذي كان مُعجباً جدّاً بكتابات الجاحظ، وكان يُشجعه دائماً على التّأليف، أو إلى محمد بن عبد الملك الزيّات الذي كان تربطه صلة وثيقة الجاحظ.

كان البخلاء بشكل عام وبخلاء مدينة مرو في خراسان هم المادة الخام الذين تناولهم الجاحظ في قصص كتاب البخلاء، حيث يطّلع القارئ للكتاب على قصص وأحاديث البخلاء الذين قابلهم الجاحظ في حياته وتعرّف عليهم ضمن ظروف بيئته الخاصة، فالكتاب يحمل في طيّاته قصصًا يرويها الجاحظ كنوادر فُكاهية في تصويره للمواقف الهزلية بطريقة تدفع الى التربية ونقد الواقع الاجتماعي، بواسطة أسلوبه الفنّي البديع فكان التّصوير حسيّا مُلامسًا للواقع بطريقة هزلية.

فقام الجاحظ بوصف البخلاء وحركاتهم، والنّظرات السّعيدة والحزينة التي كانوا يطلقونها بعد الخوف أو القلق أو الطمأنينة، فجسّد النزوات النفسية التي تنتابهم ببراعة الرسّام، وقام على فضح أسرارهم والخفايا التي تدور في بيوتهم والأحاديث التي تجري فيما بينهم، ومن شدّة براعة الرّجل في كتابه، أنّه لا يترك في نفوس القرّاء آثارًا سلبية سيئة حول البخلاء، ولا يسوق القرّاء على كراهيتهم أو الحقد عليهم، بل التّعاطف إنسانيًا معهم.

حيث بدت حكايات الجاحظ التي رواها عن البخلاء طريفة ومشوّقة بحس فُكاهي، وذلك ينم عن شخصية الجاحظ وطبيعته التي تمزج بين الهزل والجد في صورة متناغمة وعظيمة، فيمكن اعتبار كتاب البخلاء للأديب الموسوعيّ الجاحظ بأنّه من أشهر كتب الأدب الساخر عالميًا، فقد سيطرت فيه روح الفكاهة التي تطرب، واصطبغ الكتاب بأسلوب الجاحظ الذي يفيض بالبيان المُتماسك الرصين، وباختياره المميّز لأحداث القصص الهزلية، وتميّزت كتاباته بوضوح البيان ودقّة التعبير، وقد كان البخلاء هو الكتاب الوحيد الذي وصف الحياة الاجتماعية في تلك المرحلة العباسيّة، فكان له الدّور الكبير في كشف أسرار وخبايا تلك المرحلة.[2]

شاهد أيضًا: ملخص كتاب السر

خصائص وأهمية كتاب البخلاء

لكتاب البخلاء أهميّة علمية، حيث يكشف لنا عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم، علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين، وكذلك أسماء البلدان والأماكن، وصفات سكّانها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث والآثار، فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.

السمات الفنية لكتاب البخلاء

بعد أن تعرّفنا على ملخّص لكتاب البخلاء، لا بد لنا أن نتعرّف على أهم السّمات التي تميّز كتاب البخلاء عن غيره، وذلك من خلال ما اكتسبه من ميّزات وسمات كانت مزيجًا بين الذّاتية الفردية لروح الكاتب، تلك الصفة التي أبدع بها الجاحظ دونًا عن غيره، والرّوح الجماعية المجتمعة في تصوير القصّة، وفما يلي سنذكر أبرز وأهم هذه السّمات:

  • المزج بين الفكاهة والجدّية الواقعية: لها أهمية في صرف الملل والضجر الذي تُحدثه الدراسات الاجتماعية والنقدية، تجعل القارئ أكثر التصاقًا بالواقع وبقضايا المجتمع.
  • اللغة الأدبية الفنية: وهي لغة تكشف عن سعة معرفة وإدراك من الجاحظ وتعمّق كبير في اللغة، ما يجعل القارئ يعرف من هو مؤلف كتاب البخلاء، بسبب تلك اللغة التي اتخذها مزيجًا بين المنطق والفلسفة في آن واحد.
  • الوحدة الموضوعية: فقد كان موضوع البخل هو السمة المشتركة، للقصص التي تناولها الجاحظ في كتابه.
  • جزالة الألفاظ ووضوح المعاني: وكان لتلك السمة الدور الأكبر في جعل القارئ يفهم المقصود، ويُدرك ما أراد الجاحظ إيصاله في دراسته الاجتماعية حول البخلاء.
  • الإيجاز: فقد عمل الكتاب على ذكر أحداث مختلفة في قصص متفرّقة موجزة، ليُبعد القارئ عن الملل والتشتّت.
  • المراوحة بين الحوار والسرد: عمل الجاحظ على المراوحة لتِبيان أثر الذّات الكاتبة في توجيه الأحداث، والإشارات النّقدية من جهة أخرى.
  • الارتكاز على التّضاد لإبراز مقابِله: وهي سمة مميّزة للجاحظ برع في استخدامها، فقد حرص على تبيان حقارة البخلاء وشدّة حرصهم ليُعظّم سخاء العرب من خلال إظهار الضّد والنقيض.

اقرأ أيضًا: تلخيص كتاب هل يكذب التاريخ

أسلوب الجاحظ

يُعتبر الجاحظ من أئمّة الأدب العربي، فقد عُرف عنه قوّة السّبك و الإنشاء، بطريقة جعلته قادرًا على إقتياد الجُمل إليه بشكل سَلس، تميّز أيضًا بالسّمو في المفردات والتّراكيب الصادرة عن طبع فيّاض، فعند الجاحظ تجد ما تشاء من السّلاسة والسّهولة، والبسط والإسهاب، ويُلاحظ عليه أيضًا الإكثار من الاستطراد في كتاب البخلاء، حتّى يُخرج بالقرّاء عن الموضوع الذي عُقد له الفصل، وذلك لطرد الملل وجذب الإنتباه والمتعة.

فيصنّف أدب الجاحظ بشكل عام على أنّه أدب حي وحقيقي، ناتج عن الدراسة والتّفكير والتّجربة، ولا تكاد تجد مؤلِّفًا يُعطيك من هذه الثلاثة كما يُعطيك الجاحظ، فهو يشارك الرّواة في سعة حفظه وروايته، ويُشارك الفلاسفة أيضًا في تفكيره الحر وطلاقة لسانه، ويقول باحثون بأنّه لو قُدّرَ لمجموعة مصنّفاته البقاء لكان لدينا صورة ناطقة عن عصر الجاحظ بكلِّ مناحيه، ويعود ذلك لبراعته في رسم وتصوير الأحداث والأشخاص والمدن.

يعتمد أدب الجاحظ على عناصر شتَّى، أولّها البلاغة التي كان يتمتّع بها العرب في الجاهلية والإسلام، والتي زادت في القرآن والسُنّة، وأيضًا كان لما نُقل إلى العربية من آداب الفُرس واليونان والهنود وفلسفتهم دور هام.

اقرأ أيضًا: ملخص رواية البؤساء

أهم مؤلفات وكتب الجاحظ

بعد أن تعرّفنا بالكاتب والأديب الكبير الجاحظ، وخضنا في كتاب البخلاء، وتعرّفنا على أبرز وأهم السّمات لا بدّ لنا من معرفة المزيد من مؤلّفات الجاحظ، فقد صنّف الجاحظ ما يقارب 360 مؤلفًا في موضوعات متنوعة، سنتعرّف على أبرزها.[3]

  • كتاب الحيوان: يُعتبر أول كتاب علميّ عربي يهتمّ بعلم الحيوان، تطرّق فيه إلى الفلسفة، والعلوم الطبيعيّة، وتطرّق إلى سياسة الأفراد، والأمم، والنّزاع بين الطوائف الدينيّة، كما تحدث عن معلومات جغرافيّة، وطبيّة، وفقهيّة، وشعريّة، وفكاهيّة.
  • كتاب البيان والتبين: ألّفه في آخر أيّامه، كان الهدف من تأليفه هو الدّفاع عن اللغة العربيّة، وبيان فصاحتها وجزالة ألفاظها، وتناسب معانيها، عالج الجاحظ في هذا الكتاب بعض المواضيع الأدبيّة بطريقة فلسفيّة.
  • المحاسن والأضداد: يذكر الجاحظ في هذا الكتاب فضائل الأشياء وعُيوبها، فيذكر العادات الاجتماعية والصّفات البشرية، كالذّكاء، والدّهاء، والبلاغة، والحُمق.
  • البرصان والعرجان.
  • التاج في أخلاق الملوك.
  • الآمل والمأمول.
  • التبصرة في التجارة.
  • البغال.
  • فضل السودان على البيضان.
  • كتاب خلق القرآن.
  • كتاب أخلاق الشطار.
  • العديد من الرسائل التي تَحقّق من بعضها الدكتور عبد السلام هارون، وطبعت في كتاب تحت عنوان رسائل الجاحظ.

وهكذا نصل الى نهاية المقال الذي تحدّثنا فيه عن ملخص كتاب البخلاء بعد أن تعرّفنا على كاتب ومؤلف الكتاب، واطلعنا على خصائص وأهميّة كتاب البخلاء بكونه مرجع علمي هام يؤرّخ مرحلة، واطلع القارئ على سمات الجاحظ التي ميّزت أعماله الفنيّة، ثم تعرّف أيضًا على مؤلّفات أخرى للجاحظ.

المراجع

  1. wikiwand.com , الجاحظ , 15/3/2021
  2. kutub-pdf.net , كتاب البخلاء , 15/3/2021
  3. marefa.org , الجاحظ , 15/3/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *