التهجد ليلة كم ، اي يوم صلاة التهجد

التهجد ليلة كم ، اي يوم صلاة التهجد بعد أن فرض الله -سبحانه وتعالى- على المسلم خمس صلواتٍ يؤدّيها في اليوم والليلة، وجعله مُخيرًا لأداء ما شاء من النوافل والسُّنن، فإنّ جميع وقت المسلم في يومه وليلته يكون عبادةً وطاعةً لله تعالى، إلّا تلك الأوقات المنهيّ عن الصلاة فيها، ومن أفضل الأوقات التي يتقرَّب بها العبد إلى خالقه وقت جوف الليل، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على صلاة التهجد، حيث تطرقنا مُسبقا إلى متى تبدأ صلاة التهجد في الحرم المكي.

ما هي صلاة التهجد

صلاةُ التَهجد هِي صلاةُ نافلةُ تكونُ ليلاً، وتأتي بعدَ نوم، والمُتهجّد هو مَنْ يقوم ليلاً من نومه ليصلّي تطوّعًا، وتُعدُّ صلاةُ التهجدُّ منْ أسمَى ما يتقربُّ بهِ المُسلم إلى ربهِ، وقد وردت في القرآن الكريم والسنّة النّبويّة أدلّةٌ لا حصرَ لها تحثُّ المسلمين، وتُرغّبهم بصلاة اللّيل وتمتدِح مُصلّيها، وحكمها سنّة مؤكّدة، وهي نافلةٌ مُطلقة لقول الله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وصلاة اللّيل هي أفضل الصّلوات بعد الفرائض، لحديثِ رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (أفضلُ الصلاةِ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جوفِ الليل).

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

التهجد ليلة كم

يبدأ التهجد في شهرِ رمضانَ المُباركَ منذُ الليلةِ الأولىْ التي يُرى فيّها هلالَ رمضان، وأفضلُّ أيامَ التهجدِ ما يَكونُ فيْ العشرِ الأواخر من الشهرِ الفضيّل، وذلك لِفعل النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-، فقد كان يجتهدُ فيها ما لا يجتهدُ في غيرها من الأيّام، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)[1]، ويبدأ التّهجّد من بعد العِشاء، ويمتدُّ إلى طُلوع الفجر، فإذا انتهى المسلم من صلاة العِشاء دخل وقت التّهجُد، ويجوزُ له أن يوتر في أي وقت خلال اللّيل، سواءً في أوّله، أو آخره، أو وسطه، وأفضل أوقات القيام للتّهجُد هو الثُلثُ الأخيّر من الليلِ.

شاهد أيضًا: دعاء التهجد في ليلة القدر مكتوب قصير

وقت صلاة التهجد

يبدأ وقتُ صلاة التهجد من بعدِ صلاة العشاء، وحتى أذان الفجرِ الثانّي، ويكونُ أفضلُ وقتهُ هوَ الثُلثُ الأخيّرَ من الليلِ، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – قال: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ)[2]، ويجوزُ أدائها في أيّ وقت بعد صلاة العشاء عامّة، والأفضل في آخرِ اللّيل لمن غلبَ على ظنِّه القيام في ذلك الوقت.

حكمة مشروعية صلاة التهجد

توجد الكثير من الحِكم لتشريع صلاة التّهجُد، ومن هذه الحِكَم ما يأتي:

  • صلاة التهجد تُليّن القلب، وتسر النفس، وتزيد الإيمان والتقوى، وفيّها من الأجرِ العظيم، والثواب الكبيّر، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).[3]
  • المُحافظة على صلاةِ التَهجد سبب من أسبابِ دخول الجنّة، وتجنبَ النار،  لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ).[4]
  • قيّام الليل سبب في تكفير الذنوب، ومغفرتها، وفي قبول التوبة، والقرب من الله سبحانهُ وتعالى، وهو شرف للمؤمن وغبطٌ له، لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ القُرْآنَ فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ).[5]
  • المُحافظة على صلاةِ التَهجد فيّها رحمة ورضا وعفو من الله سبحانهُ وتعالى، وقدْ مدح الله المُتهجدونْ بالليلِ، وشهد لهم بالإيمانْ، فقال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ الليل سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).[6]

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا التهجد ليلة كم ، اي يوم صلاة التهجد، حيثُ سلطنا الضوءَ على صلاة التهجد في شهرِ رمضان المبارك، ووقت أدائِها، وفضلّها العظيم.

المراجع

  1. صحيح البخاري , البخاري ، عائشة أم المؤمنين ، 2024 ، صحيح
  2. صحيح البخاري , البخاري ، عبدالله بن عمر ، 1131 ،صحيح
  3. سورة المزمل , الآية 6
  4. مجموع فتاوى ابن عثيمين , ابن عثيمين، عبدالله بن سلام، 412/20، له شواهد يرتقي بها إلى الصحة
  5. تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر، عبدالله بن عمر، 8/20 ، إسناده صحيح
  6. سورة الزمر , الآية 9

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *