مفهوم التغير الإيجابي

مفهوم التغير الإيجابي، يعتبر الإنسان بطبيعته مقاومًا للتغيير سواء في حياته الشخصية أو المهنية، وذلك لعدة أسباب أبرزها الخوف من المجهول والشعور بالاعتياد على الوضع الحالي، لكن هناك سبباً آخر يتمثل في صعوبة ذلك التغيير برغم المحاولات المتكررة للمرء في الاتجاه لما يُعرف بالتغيير الإيجابي، وفي الحقيقة يدفعنا التغير الإيجابي بمفهومه الصحيح إلى تحقيق إنجازات ملموسة في الحياة الشخصية والمهنية والعلاقات ويُظهر المزيد من الفرص المبهمة، ولهذا السبب ينبغي معرفة المفهوم الحقيقي للتغير الإيجابي وهذا ما نستعرضه معكم على موقع المرجع بالإضافة إلى بعض النصائح المتعلقة به.

أهمية التغير الإيجابي في حياتنا

يواجه الإنسان في حياته العديد من المحطات والظروف والمواقف التي تستدعي رد فعل مناسب منه، وأيًا كانت نوعية حياته باختلاف الناس عن بعضهم إلا أن الأمر الثابت هو العوائق التي يواجهها في الحياة، وينطبق هذا الأمر على الحياة الشخصية والعلاقات مع الناس وأيضًا الحياة المهنية الخاصة بالعمل، والتقلّب من طبيعة الحياة التي لا تُعرف بثبات حالها، وإنما يفقد الإنسان أشخاصًا يحبهم سواء بانقطاع العلاقة أو بفقدانه، وقد يفقد وظيفته فيظن أن الأمور لن تكون أسوأ مما هي عليه، وهنا تأتي ضرورة ما يُعرف بالتغير الإيجابي الذي يساهم بشكل رئيسي في الخروج من الأزمة وتحويلها لفرصة لإنجاز أكبر، لكن الأمر ليس بسيطًا كون الإنسان يواجه صعوبة في تخطي ما كان قد اعتاد عليه ولذلك فهو في حاجة إلى إرادة قوية تقضي على الخوف من المجهول.

مفهوم التغير الإيجابي

يمكن تعريف التغير الإيجابي على أنه القدرة على تكييف الوضع الحالي باتخاذ قرارات شخصية وتحويلها لأثر واقعي يتمثل في التخلص من عادات سلبية في الحياة اليومية شخصيًا ومهنيًا بهدف تحقيق إنجازات ملموسة، ومن ثم انتقال هذا التغيير الشخصي إلى تغيير اجتماعي يعود بالنفع على الفرد والبيئة أو المجتمع المحيط به، وللتغيير الإيجابي عدة سمات أهمها أنه قد يكون تغييرًا بسيطًا في عادة يومية كالنظام الغذائي أو ممارسة الرياضة لبضع دقائق أو إدارة الوقت وتنظيمه، لكنها ذات نتائج كبرى على المدى البعيد.

كيف أحقق التغيير الإيجابي في الحياة

إذا كان الإنسان يلاحظ أنه قد فقد السيطرة على حياته نوعًا ما أو أنه يشعر بأن حياته مبهمة وغير واضحة مستقبلًا كونه لا يحمل خطط مستقبلية، هذا إضافةً إلى عدم استغلال الوقت بشكل جيد وضعف إنجازه اليومي وانخفاض أدائه في حياته المهنية وتعثر بعض علاقاته الاجتماعية، فهو حتمًا في حاجة إلى إحداث تغيير إيجابي في حياته وبشكل ضروري، وهناك خطوات رئيسية تساعد بشكل فعال في تطبيق هذا التغيير وهي كالتالي:[1]

تحديد العادة التي يجب تغييرها

قبل الشروع في إجراء تغيير ملموس؛ عليك أولًا أن تفهم سبب حاجتك إلى هذا التغيير واستعراض المشكلة والحل، والمشكلة هنا هي العادة أو الأمر الذي يسبب لك تأثيرًا سلبيًا في حياتك، بينما الحل هو كيفية التخلص منها بعادة أخرى إيجابية، وقد لا تكون المشكلة عادة خاصة بك فقط، فقد تتمثل في أيضًا في علاقة مؤذية أو بيئة غير مناسبة لقيمك وتطلعاتك.

أحط نفسك بأشخاص إيجابيين

يؤكد أساتذة علم النفس دائمًا على أن تغيير البيئة المحيطة إلى بيئة أكثر إيجابية هو أسهل الطرق لتحقيق مفهوم التغير الإيجابي بشكل سريع وفعال، وذلك لأن المرء يتأثر بالتصرفات والمواقف الإيجابية المتكررة التي يدفعها محيطه نحوه، والعكس صحيح بشأن البيئة السلبية التي تكون أكثر تثبيطًا وتوترًا.

اقرأ أيضًا: خطة تعزيز السلوك الايجابي وورد

ممارسة الرياضة ولو لوقت قصير

إن ممارسة الرياضة ليست مهمة من الناحية الجسدية فقط، وإنما هي ذات تأثير إيجابي قوي فيما يتعلق بصحتك النفسية وإنجازك اليومي ليصبّ ذلك في تحقيق التغير الإيجابي، ولا يتطلب الأمر ممارسة تمارين شاقة وإنما الركض أو حتى المشي لمدة عشرين دقيقة يوميًا هو أمرٌ كافٍ.

حدد أولوياتك في الحياة

يعتبر التشتت من أكبر المشكلات التي قد يواجهها المرء كعائق أمام التغير الإيجابي، والتشتت يعني أن يثقل الإنسان نفسه بمهام لا حصر لها في آنٍ واحد ودون تنظيم فيدخل في دوامة من المماطلة وعدم تحقيق إنجاز يُذكر، ولهذا السبب يجب وبشكل حازم كتابة أولوياتك في ورقة لكي تتذكرها دائمًا، حدد ما هي أولوياتك في حياتك اليومية في نقاط بسيطة وركز عليها لكي تصبح أكثر تحديدًا، ويُنصح أيضًا بأن يحدد المرء في بداية كل يوم الأولويات التي يجب القيام بها كإنجاز مهمة أو زيارة صديق أو ممارسة رياضة، على أن تكون تلك الأولويات بسيطة لا تتخطى الخمس نقاط لأن العقل بطبيعته يميل إلى المماطلة إذا أُثقل بمهام ضخمة وكثيرة.

اتخاذ خطوات صغيرة

تعتبر الخطوات الصغيرة أحد أفضل الأساليب طويلة المدى التي تقودنا إلى تحقيق إنجازات لا تُصدق وتحقيق مفهوم التغير الإيجابي بشكل كبير، وذلك لأنها ببساطة لن تثقلك بمهام كبيرة وصعبة تدخل في دوامة لتأجيلها، وباللغة الإنجليزية يُقال: “Take baby steps” وهي بالمعنى العام تعني أن نتخذ خطوات صغيرة، لكنها بالمعنى الحرفي تتعلق باتخاذ خطوات الأطفال البسيطة كتشبيه بأن الأمر لا يتطلب أكثر من مجرد مهام بسيطة يومية لإنجاز كبير بعد فترة محددة، لذا تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات التي ينبغي الالتزام بها.

التغير الإيجابي في العمل والحياة المهنية

إذا كان العمل قد تحول في حياتك ليصبح مجرد ساعات تقضيها منتظرًا الانتهاء منه دون أهداف بتطوير الخبرة المهنية؛ فأنت بلا شك في حاجة إلى تحقيق التغيير الإيجابي في العمل واتخاذ خطوات جادة تمكنك من اتخاذ أسباب التطور المهني، وقد تساعد هذه النصائح الآتية في ذلك:

  • تنظيم مهام العمل وتحديد الأولويات ومراقبة الإنجاز اليومي.
  • الابتعاد عن الأشخاص السلبيين ووضع حدود صارمة في التعامل معهم.
  • تحسين العلاقة مع زملاء العمل وأصحاب الخبرة المهنية.
  • تخصيص وقت يومي لتعلّم مهارة مرتبطة بمجالك المهني.
  • وضع خطة بشأن حياتك المهنية وما ترغب به في السنوات القادمة.

اقرأ أيضًا: أهمية العمل في حياة الانسان

نصائح لتحقيق التغيير الإيجابي في الحياة

يجب أن يفهم الإنسان أن الخطوات البسيطة هي أكثر الطرق المضمونة لتحقيق تغيير ملموس في حياته، وأن الحاجة إلى التغير الإيجابي هي أمر ضروري يتماشى مع طبيعة الحياة، فقد يرفض الإنسان التغيير على اعتبار أنه متأقلم مع الوضع الحالي أو يخشى مما هو قادم، لكن الحقيقة هي أنه يجب أن يتكيف مع التغيير المفروض عليه بإحداث تغيير إيجابي في المقابل ومحاولة تطوير النفس بشكل أفضل على الدوام ولو بأمور بسيطة كالتالي:

  • تغيير النظام الغذائي: يرتبط الطعام الذي نأكله بحالتنا النفسية والعقلية قبل الجسدية، ولهذا يكون من المهم التركيز على الأطعمة التي تناولها بتقليل الدهون وزيادة تناول الفواكه والخضراوات والانتظام في الوجبات، فذلك له تأثير كبير نفسيًا.
  • تحسين العلاقات الاجتماعية: لا يتطلب الأمر أكثر من الاطمئنان على أحد المقربين وزيادة مستوى التواصل مع الأهل والأصدقاء بدلًا من الانعزال، ويُنصح بالتقرب إلى ممن يُقتدى بهم.
  • الحصول على الراحة: على عكس المتوقع؛ فينبغي أن تخصص وقتًا يوميًا للراحة مع عدم التفكير في أي أعمال أو مهام تنتظرك، كما يُنصح بتخصيص يوم أسبوعيًا للراحة لاستعادة نشاطك النفسي والجسدي.
  • وضع خطة واضحة: ينبغي تحديد الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها على المدى القصير والطويل، وربطها بإنجازك اليومي ومراقبته، فذلك يضفي نوعًا من الشعور بالاستقرار ويخفف من آثار الخوف من المجهول.

اقرأ أيضًا: بحث عن المهارات الشخصية والاجتماعية

بذلك نختتم مقالنا مفهوم التغير الإيجابي، والذي ذكرنا لكم فيه تعريف مفهوم التغير الإيجابي بشكل مفصل، كما تطرقنا إلى الخطوات العملية لتحقيق التغيير الإيجابي بعد أن أوضحنا أهميته في حياة الإنسان المهنية والشخصية.

المراجع

  1. inc.com , 7 Tips to Make a Positive Change in Your Life , 20/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *