أهمية اللغة العربية ومكانتها

أهمية اللغة العربية ومكانتها موضوع لا تفيه الصفحات والسطور حقَّه، فاللغة العربية بتاريخها وجذورها الضاربة في عمق التاريخ، فألفاظها التي فاقت ألفاظ جميع اللغات في هذا العالم علمًا وبلاغة وفصاحة وبيان، وبأساليبها اللغوية المتعددة والمختلفة والتي تتيع للناطق بها إمكانية التعبير عن الشيء بطرائق كثيرة، لا شكَّ في أنَّ لها مكانة مرموقة وأهمية عظيمة في العالم كلِّه، ويهتمُّ موقع المرجع في تعريف اللغة العربية أولًا، والحديث عن أهمية هذه اللغة عند أهل اللغة وأهميتها عبر العصور وخاصة العصور الوسطى، إضافة لأهميتها عند غير الناطقين بها.

اللغة العربية

تُعدُّ اللغة العربية واحدة من اللغات السامية، وهي من أكثر هذه اللغات تحدثًا وانتشارًا في العالم اليوم، حيث ينطق باللغة العربية ويتحدَّث بها كلغة ثانية أكثر من 467 مليون نسمة حول العالم، يتركز هؤلاء في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وفي العديد من المناطق المحيطة بالوطن العربي، مثل: الأهواز، تركيا، تشاد، مالي، السنغال، إثيوبيا، جنوب السودان، إيران وغيرها من المناطق، وجدير بالقول إنَّ اللغة العربية هي اللغة الرابعة في العالم من حيث عدد المتحدثين بها، ومن حيث انتشارها أيضًا، وهي اللغة الرابعة من حيث المستخدمين على مواقع الإنترنت.[1]

أهمية اللغة العربية ومكانتها

إنَّ مما لا شك فيه هو أنَّ أهمية اللغة العربية تكمن بالدرجة الأولى في كونها اللغة الرسمية للدين الإسلامي ثاني أكثر الديانات انتشارًا في العالم بعد المسيحية، وهي لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية المباركة، وهي اللغة المستخدمة في الصلاة وفي العبادات، لذلك وجب على من دخل الإسلام أن يتعلَّمها، ولمَّا انتشر الإسلام خارج الوطن العربي وانتشر المسلمون في العالم كلِّه، أصبح من الطبيعي أن يزداد اهتمام الناس بهذه اللغة، وفي العصر الحديث أصبحت اللغة العربية لغة السياسة، ولغة العلم، ولغة الأدب، وأصبح تأثيرها واضحًا على اللغات القريبة منها، كاللغة التركية واللغة الفارسية وغيرها، ويمكن القول في الحديث عن أهمية اللغة العربية إنَّها اكتسبت أهميتها مما يأتي:

  • امتازت اللغة العربية بالفصاحة والبلاغة والبيان، وهذا واضح في القرآن الكريم وفي أشعار الجاهليين وفي أقوال الحكماء العرب، وهذا ما منحها المزيد من الأهمية والمكانة المرموقة بين الناس.
  • نزول القرآن الكريم باللغة العربية منح اللغة العربية أهمية كبيرة لم تكن لها من قبل، قال تعالى في سورة الشعراء: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}[2].
  • تكمن أهمية اللغة العربية أيضًا في كونها مقومًا رئيسًا من مقومات الأمة العربية، وسبب من الأسباب التي قد تجمع العرب تحت راية واحدة في يوم من الأيام.

أهمية اللغة العربية ومكانتها عند أهل اللغة

إنَّ للغة العربية مكانة مرموقة في قلوب المهتمين بها من اللغويين والنحاة والشعراء والأدباء وغيرهم من أهل اللغة العربية، وتنبع هذه المكانة من كون هذه اللغة تتوفر على الكثير من المميزات والخصائص والقواعد الدقيقة، وكونها غنية لغويًا من حيث الألفاظ والتراكيب والأساليب، كما أنَّها تحوي على قواعد نحوية دقيقة في النحو والصرف والقواعد تختلف عن باقي اللغات في العالم، وهذا ما زادها أهمية في قلوب الباحثين والنحاة واللغويين، ومما رفع من أهمية هذه اللغة عند أهلها هي أنَّها تملك نظامًا صوتيًا ثابتًا عبر الزمن، يُدرس هذا النظام في علم خاص اسمه علم اللسانيات، وهو علم يجذب المهتمين بشكل كبير لما فيه من عجائب وغرائب.

ولعلَّ أبرز ما يزيد من أهمية اللغة العربية عند أهلها هو قدرتها الكبيرة على التعبير في الكتابة واللفظ، ويكون هذا التعبير متوافقًا في المعنى والمبنى، فهي تتيح للناطق بها إمكانية التعبير عما يدور في خلجات نفسه بأساليب كثيرة ومختلفة.

أهمية اللغة العربية ومكانتها بعد ظهور الإسلام

لقد ازدادت أهمية اللغة العربية وعلتْ مكانتها وارتفعت قيمتها في العالم كلِّه بعد ظهور الإسلام، حيث أصبحت لغة الدين الجديد الذي انتشر بين الأمصار وبين الشعوب ودخلت فيه قبائل العرب والجزيرة ثمَّ وصل إلى شبه جزيرة إيبيريا غربًا وإلى حدود الصين شرقًا، فدخلت في الإسلام شعوب أعجمية اللسان، وسعت هذه الشعوب إلى تعلم اللغة العربية تماشيًا مع الدين الجديد، إضافة إلى انتشار المدارس الدينية التي درَّستِ الناس اللغة العربية في مختلف الأمصار التي إليها الإسلام من السند والهند إلى المحيط الأطلسي في أقصى الغرب.

وفي العصور اللاحقة ومع توسعة دولة الإسلام، وفي العصر العباسي والأموي، اصبحت اللغة العربية لغة العلم، ولغة السياسة والدين والأدب والفلسفة والفكر والمنطق، فقد اشتهر العلماء العرب وذاع صيتهم في العالم كله، وكانت كلُّ مؤلفاتهم باللغة العربية، هذا ما دفع الشعوب إلى السفر إلى حواضر العالم في ذلك الوقت التي كانت عواصم للدول الإسلامية، مثل بغداد عاصمة الدولة العباسية في المشرق، وقرطبة عاصمة الدولة الأموية في الأندلس، وهذا ما جعل من اللغة العربية اللغة الأهم في العالم في ذلك الوقت.

أهمية اللغة العربية ومكانتها في العصر الحالي

إنَّ اللغة العربية في الوقت الحالي من أهم اللغات في العالم كلِّه، فهي اللغة الرابعة في العالم من حيث عدد المتحدثين بها، وهي لغة الدين الإسلامي الذي بلغ عدد من يدينون به في العالم اليوم أكثر من مليار نسمة وهو الدين الثاني في العالم من حيث الانتشار، وتكمن أهمية اللغة العربية في العصر الحالي في أنّها اللغة الرسمية للدول العربية من المحيط إلى الخليج، وهذا ما يدفع كلَّ من أراد الدخول إلى الوطن العربي والتعامل مع دول العربية إلى الاهتمام بهذه اللغة، وقد أصبحت اللغة العربية في هذا العصر لغة رسمية من اللغات الرسمية في هيئة الأمم المتحدة، وهذا ما يعبر عن أهمية ومكانتها العظيمة في هذا العصر.

أهمية اللغة العربية في التعليم

إنَّ للغة العربية أهمية كبيرة في سير العملية التعليمية في الدول العربية بشكل عام، وتكمن هذه الأهمية في كون اللغة العربية هي لغة مصادر التشريع الإسلامي من قرآن كريم وسنة نبوية شريفة، ولهذا أصبح فهم اللغة العربية واستيعاب قواعدها والإلمام بعلومها شرطًا رئيسًا لتعلم القرآن الكريم وفهم تفسيره ومقاصده ومضامين سورِه وآياته، كما أنَّ اللغة العربية هي أساس قام عليه التراث العربي والإسلامي، لذلك من الضروري تعلمها لفهم التاريخ العربي بما فيه من أشعار وقصص وسير وحوادث تاريخية مهمة، فاللغة العربية اليوم ليست حاضرًا نعيشه فقط، بل تاريخًا وذاكرة لكل الشعوب العربية، وهي ركيزة من الركائز الأساسية التي يجب أن يقوم عليها التعليم في العالم العربي أجمع.

أهمية اللغة العربية في الإسلام

إن جميع الدارسين للشريعة الإسلامية بكافة العلوم في الوقت الحالي وفي العصور السابقة، يدرسون اللغة العربية جملة وتفصيلًا في البداية، فلا يمكن الفصل بين علوم الشريعة الإسلامية وبين اللغة العربية التي هي أساسًا عماد العلوم الإسلامية جميعها، فلا يمكن فهم مقاصد القرآن الكريم دون فهم قواعد اللغة ودون الإلمام بمعاني ألفاظها وبأساليبها اللغوية، ومن هنا تكمن أهمية اللغة العربية في الإسلام، هذه الأهمية باختصار تكمن في العلاقة التي تربط بين اللغة والدين، فقد شاء الله تعالى للإسلام أن يكون بلسان عربي مبين، ولهذا لا يمكن فهم الإسلام دون فهم اللغة والإلمام والإحاطة بها، والله تعالى أعلم.

أهمية اللغة العربية لغير الناطقين بها

إنَّ كثيرًا من الأعاجم أو غير الناطقين باللغة العربية يهتمون بدراسة اللغة العربية، وتكمن الأهمية في دراستها لغير الناطقين بها في أمرين اثنين، أولهما يأخذ طابعًا إسلاميًا، وهو أنَّ المسلمين من غير الناطقين باللغة العربية يهتمون بدراستها لأنَّها لغة القرآن الكريم ولغة السنة النبوية الشريفة، وهي اللغة التي تؤدى بها العبادات في الدين الإسلامي، وهي اللغة التي يجب على كلِّ مسلم أن يتعلَّمها ليفهم قواعد الشرع الإسلامي بلسان عربي فصيح، أمَّا السبب الثاني فهو أنَّ تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها يزيد من بلاغة لسانهم وفصاحتهم في النطق، فهي اللغة التي لو أتقنها إنسان أصبح سهلًا عليه نطق أية جميلة في أية لغة من لغات العالم الأخرى.

التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم

إنّ التحديات والعوائق التي تواجهها اللغة العربية في العصر الحالي كثيرة ومتنوعة، ويمكن حصرها في التعدادات الآتية:

  • إنَّ من أكبر التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم هي كثرة اللهجات العامية وكثرة انتشارها في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج العربي، وتكمن خطورة هذه اللهجات في أنها أصبحت مكتوبة لتكون لغة أخرى بعيدة عن قواعد النحو والإملاء في اللغة العربية.
  • تُعد العولمة والقوة السياسية لبعض الدول الغربية من أكثر المخاطر التي تواجهها اللغة العربية، حيث تفرض هذه الدول لغاتها وتجعل من الدول الضعيفة تبعًا لها.
  • إن أكبر التحديات التي تواجه اللغة العربية في الوقت الحالي هو إقصاؤها من العملية التعليمية في مختلف المدارس والجامعات العربية، والاستعاضة عنها باللغات الأجنبية الأخرى، حتَّى في المراحل الدراسية المبكرة، وهذا يعيق تعلم الأطفال للغة الأم.

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه بالتفصيل عن أهمية اللغة العربية ومكانتها بعد عن عرفنا اللغة العربية، ثمَّ تحدّثنا عن أهميتها في العصور السابقة وفي العصر الحالي وعن أهميتها في الإسلام وعند غير الناطقين بها، وعن التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم.

المراجع

  1. wikiwand.com , اللغة العربية , 15-02-2021
  2. سورة الشعراء , الآية 192، 195.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *