صفات الرسول الجسدية هي
جدول المحتويات
صفات الرسول الجسدية هي ما سنعرضه ضمن هذا المقال، فلقد كرّم الله تعالى الأمّة الإسلاميّة بأن جعل نبيّها خاتم الأنبياء والرّسل محمّدٍ عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فهو رحمة ربّ العالمين على أرضه ولعباده، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[1] وإنّ موقع المرجع يساعدنا للتّعرّف على صفات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الخُلْقيّة، وكذلك الخُلُقيّة العظيمة.
الرسول صلى الله عليه وسلم
رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، والّذي يصل نسبه إلى نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام، فو ذو نسبٍ شريفٍ وحسبٍ عظيم، وهو الرّسول الّذي جعله الله تعالى خاتم النّبييّن والرّسل، وجعله نبيّ أعظم الرّسالات السّماويّة، ولقد أنزل الله تعالى على رسوله الكريم أعظم معجزةٍ وهو القرآن الكريم الّذي جُعل رحمةً للنّاس وهدىً لهم، وإنّ رسول الله قد ولد في مكّة المكرّمة في عام الفيل، وقد ولد يتيم الأب، وما إن بلغ من العمر ستّ سنواتٍ حتّى توفّيت أمّه وصار يتيم الأمّ أيضًا، وبُعث رسولًا وهو في عمر الأربعين ليقضي ما بقي من عمره يدعو النّاس إلى دين الإسلام الحنيف، وقد توفّي رسول الله بعد مسيرة ثلاثة وعشرين عامًا في الدّعوة الإسلاميّة، وكان ذلك في العام الحادي عشر للهجرة المباركة. [2]
شاهد أيضًا: كم عدد الغزوات التي قاتل فيها الرسول
صفات الرسول الجسدية هي
قد خلق الله تعالى رسوله الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- على أحسن خلقة، وأكمل وأبهى صورة، فقيل فيه بأنّه كان أحسن النّاس وجهًا، لم يرى النّاس أجمل منه لا من قبله ولا من بعده، ولقد نقل إلينا الصّحابة الكرام والتّابعين والسّلف الصّالح رضي الله عنهم أجمعين، صفات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم الجسديّة والمعنويّة، وصفات الرسول الجسدية سنذكرها لكم تباعًا فيما يأتي.
قامة الرسول
إنّ الله تعالى قد أنعم على نبيّه وحبيبه محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- بأن جعله أجمل وأبهى النّاس، وإنّ أوّل ما يوصف ويُلاحظ في خلقة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو قامته، فقد كان مربوع القامة، أي أنّه كان لا بالطّويل ولا بالقصير، وكان جسده وتقاسيمه متناسقةً لا شذوذ ولا تنافر فيها، ورويّ عن البراء بن عازبٍ أنه قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ رجلًا مربوعًا، بعيدَ ما بينَ المنكِبينِ ، عظيمَ الجمَّةِ إلى شحمَةِ أذُنَيْهِ، عليهِ حلَّةٌ حمراءُ ما رأيتُ شيئًا قطُّ أحسنَ منهُ”. [3] وإنّ الربعة في الطّول هي من الصّفات الحسنة، وعلامةٌ من علامات الجمال والحسن في البدن، وإنّ رسول الله كان إذا مشى مع الطّويل أو القصير فإنّه يطولهن وإن جلس بين النّاس كان أطول الحاضرين، وكتفه أعلى من أكتاف الآخرين، والله أعلم. [4]
مسربة الرسول
إنّ المسربة هي الشّعر الدّقيق الّذي ينمو على الصّدر والبطن عند الرّجل، وقد روي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد كان طويل المسربة، أي أنّ الشّعر كان يأخذ خطًّا واحدًا من صدره إلى سرّته، فقد جاء في صحيح التّرمذيّ عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أنّه قال واصفًا رسول الله: “لم يَكنِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بالطَّويلِ ولا بالقصيرِ شثْنُ الْكفَّينِ والقدَمينِ ضخمُ الرَّأسِ ضخمُ الكراديسِ طويلُ المسرَبةِ إذا مشى تَكفَّأَ تَكفُّؤًا كأنَّما انحطَّ من صبَبٍ لم أرَ قبلَهُ ولا بعدَهُ مثلَهُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ”. [5]
ظهر الرسول
قد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحسن النّاس مظهرًا وخِلقةً، وكان أجمل النّاس ما رأى أحدٌ مثله من قبله أو بعده، ولقد وصف الصّحابة الكرام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وبيّنوا لنا صفاته الجسديّة، ومن هذه الصّفات ظهره -صلّى الله عليه وسلّم- فقد كان ظهر رسول الله مستقيمًا حسن المظهر لا تشوبه شائبة، وشبّه وكأنه سبيكةٌ من الفضّة، وكان ظهره واسعًا وبين كتفيه يظهر خاتم النّبوّة، وروي عن محرش الكعبيّ أنّه قال: “رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ خرج من الجعرانةِ ليلًا فنظرتُ إلى ظهرِه كأنَّهُ سبيكةُ فضةٍ”. [6] كما كان رسول الله طويل مسربة الظّهر، أي الفقرات الّتي تمتدّ من أعلى رقبته إلى أسفل الظّهر. [4]
يدا الرسول
قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “شثْنُ الْكفَّينِ والقدَمينِ”. [5]أي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كانت يداه ضخمتان تميلان إلى القصر والغلظ، لذلك كانت قبضته شديدةً وقويّة، وكانت يداه أنعم وألين من الحرير والدّيباج، وكانت لهما رائحةٌ أطيب من رائحة المسك، فإنّ مسح بهما على أحدٍ بقي ريحها عليه، وكانت يداه الشريفتان متناسبتان ومتناسقتان مع ذراعيه الطّويلين، والله أعلم. [7]
قوة جسد الرسول
لقد رزق الله تعالى نبيّه الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- قوّةً عظيمةً في جسده، تختلف عن قوّة الآخرين، فكان أكثر النّاس قوّةً وتحمّلًا، وكان الصّحابة الكرام عند الحروب واشتداد بأسها يحتمون عليه الصّلاة والسّلام، قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: “كنا إذا حَمِيَ البأسُ ولَقِيَ القومُ القومَ اتَّقَيْنَا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فما يكونُ أحدٌ أقربَ إلى العدوِّ منهُ”. [8]
رائحة الرسول
كانت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- رائحة طيّبةٌ جدًّا وكانت أطيب من رائحة المسك، فإذا مرّ رسول الله من طريق بقيت رائحته، وعرف النّاس أن الرّسول قد مرّ من هنا، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: “وَلَا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلَا عَنْبَرَةً أَطْيَبَ مِن رَائِحَةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ”. [9]
عرق الرسول
إنّ عرق رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وصف كأنّه حبّات لؤلؤ، وأنّه كان ذو رائحةٍ طيّبةٍ أطيب من ريح المسك والعنبر، فع أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “دَخَلَ عَلَيْنَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ، وَجَاءَتْ أُمِّي بقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تَسْلِتُ العَرَقَ فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا أُمَّ سُلَيْمٍ ما هذا الذي تَصْنَعِينَ؟ قالَتْ: هذا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ في طِيبِنَا، وَهو مِن أَطْيَبِ الطِّيبِ”. [10]
شاهد أيضًا: من الذي سمى الرسول صلى الله عليه وسلم باسم محمد
فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمّا عن فصاحة رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وبلاغته في الحديث والكلام فقد تجلّى ذلك في الكثير من الصّور، وخير مثالٍ على ذلك أحاديثه المباركة، فلقد آتاه الله تعالى لسنًا بليغًا وفصيحًا، كما آتاه جوامع الكلم والحديث، فكلامه قليلٌ لكنّ معانيه ومقاصده جمّةٌ وكثيرة، وإنّ أهل العلم قد قالوا بأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان أفصح النّاس لسانًا، وأبلغ النّاس كلامًا، كما أنّه قد نطق ألفاظًا وكلماتٍ لم تعرفها العرب من قبل، كحمي الوطيس، ومات حتف أنفه، وغيرها من الكلمات، وكلّ كلامه وحديثه الشّريف كان يخرج عن حكمة ٍبالغةٍ وعظيمة، فهو الّذي لا ينطق عن الهوى، بل إنّ حديثه كان من وحي الله تعالى يوحيه إليه، والله أعلم. [11]
شاهد أيضًا: صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار
صفات أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام
قال الله تعالى واصفًا خلق نبيّه الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}. [12] فقد جعل الله تعالى رسوله الكريم كامل الأخلاق، وحسن الطّباع، لم يُعرف عنه الغضب ولا اللفظ الغليظ ولا الشّدّة، بل كان -صلّى الله عليه وسلّم- طيّب اللسان والحديث، ولين الجانب، وكان كريمًا جوادًا، كما كان شجاعًا مقدامًا، صادقًا أمينًا، لم يُعرف عنه الكذب أو الخيانة، كان حسن العشرة، يقبل الهديّة محبًّا لصحابته وأهله، وقد جُمعت فيه جميع خصال الخير الّتي لم تجتمع في غيره، فهو أفضل النّاس وخير البشر على الإطلاق من سبق منهم ومن تأخّر، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم. [13]
شاهد أيضًا: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا صفات الرسول الجسدية هي، حيث قدّمنا فيه نبذةً عن حياة رسول الله ونسبه، وكذلك صفاته العظيمة الخلْقيّة والخُلُقيّة، كما تحدّثنا فيه عن فصاحته وبلاغته في الحديث والكلام، صلّى الله عليه وسلّم.
المراجع
- سورة الأنبياء , الآية 107
- islamstory.com , محمد رسول الله , 02/11/2021
- مختصر الشمائل , الألباني، البراء بن العازب، 3، صحيح.
- alukah.net , وصف طول النبي صلى الله عليه وسلم , 02/11/2021
- صحيح الترمذي , الألباني، علي بن أبي طالب، 3637، صحيح.
- الإصابة , ابن حجر العسقلاني، محرش الكعبي، 3/369، إسناده حسن.
- alukah.net , صفة كف النبي صلى الله عليه وسلم , 02/11/2021
- تخريج الإحياء , العراقي، علي بن أبي طالب، 2/467، إسناده صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 2330، صحيح.
- صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 2331، صحيح.
- alukah.net , فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم , 02/11/2021
- سورة القلم , الآية 12
- islamweb.net , حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وعشرته , 02/11/2021
التعليقات