سبب تحريم سب الصحابة

سبب تحريم سب الصحابة، يشير لفظ الصحابي إلى كل شخص لقى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حال حياته وآمن به وأسلم ومات على الإسلام، ويعد الصحابة من أفضل خلق الله تعالى بعد الأنبياء والرسل، فهم السند لرسول الله -صلى الله عليهم وسلم- كما أنهم المدافعون الأوائل عن الإسلام، لذلك سنتعرف من خلال موقع المرجع على حكم سب الصحابة، وسبب تحريم سب الصحابة، بالإضافة إلى معرفة معنى السب والشتم، وسنذكر عقوبة من يسب الصحابة، وما يترتب على من يسب الصحابة.

معنى السب والشتم

السب والشتم هي الألفاظ التي يطلقها شخص ما وتكون منافية للأخلاق، ويقصد بها الاحتقار والإساءة، وقد يصل السب بالشخص إلى القذف، والسب هو فعل لا تألفه النفس البشرية، إذ أنه لا يقبله ديننا الإسلامي الحنيف، لذلك اشتملت الشريعة الإسلامية على أحكام شرعية قاطعة للحد من السب والشتم، ولردع المسلمين عن الوقوف في هذه الألفاظ، وتجنبًا للفرقة والكراهية والحقد الذي سيقع بين أفراد المجتمع.

حكم سب الصحابة

من سب الصحابة فهو مبتدع وفاسق بالإجماع، أما إذا اعتقد أن سبهم هو أمر مباح وسيثاب عليه فإنه كافر[1]، فلا يجوز للمسلم أن يكره أو يبغض أحدًا من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أنهم أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل، وخير الناس، وهم أكثر الناس تقوى، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى عليهم في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها قوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}[2]

شاهد أيضًا: منهج الصحابة في تلقي القرآن هو

سبب تحريم سب الصحابة

إنَّ أهم سبب لتحريم سب الصحابة رضوان الله عليهم هو مكانتهم العظيمة عند الله تعالى ورسوله الكريم، حيث لم يأتِ الإسلام بأي حكم شرعي إلا لحكمة وسبب، فالصحابة الكرام هم خير الناس، وخير رجال الأمة الإسلامية، كما أنهم السبب الأساسي في نشر الدين الإسلامي في العديد من البلاد، وهم كتَّاب الوحي، وحفظة القرآن الكريم، وناقلو السنة النبوية الشريفة، والسند لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولهم قيمة كبيرة ومكانة عظيمة عند الله تعالى، إذ قال في كتابه العزيز: {“لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[3]

شاهد أيضًا: من فضل الصحابة عن بقية الناس هو في تلقيهم العلم مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

تحريم سب الصحابة بنص القرآن

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات الدالة على تحريم سب الصحابة الكرام، ومن هذه الآيات ما يأتي:

• قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[4]، ووجه الدلالة في ذلك أن الله تعالى خاطب المؤمنين كافة في الآية الكريمة، ويعد الصحابة في صدارة المؤمنين الذين لا تقبل أذيتهم أو سبهم.
• قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً}[5]، ووجه الدلالة في ذلك عندما قال مالك بن أنس أنّ من أصبح من الناس في قلبه غيط على واحد من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو المقصود بهذه الآية.

شاهد أيضًا: ما الدليل على تحريم الطعن بالصحابة من سورة الحشر

عقوبة من يسب الصحابة

ذهب جمع من أهل العلم إلى قول أن الذي يسب الصحابة رضوان الله عليهم أو يطعن في عدالتهم أو يصرِّح بكرههم فحينها يحل قتله، إلى أن يتوب عن فعلته ويترحم عليهم، وهناك فريق آخر من أهل العلم قالوا إن من يسب الصحابة لا يكفر، وإنما يضلل ويفسق، لذلك تتم معاقبته بالتأديب والتعزير حتى يرتدع عن فعلته، فسب الصحابة يعد من فواحش المحرمات وكبائر الذنوب، وإذا لم يتب فيجب الاستمرار في معاقبته حتى يعود عن فعله.

ما يترتب على من سبّ الصحابة

من سبَّ صحابيًا وكان معتقدًا أنه غير مذنب وتجوز فعلته، فإنه يعد مكذبًا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويتوجب عليه التوبة، أما من سب الصحابة وأساء إليهم بما لا يقدح في دينه، كوصفهم بالجُبن والبخل، فلا يعد كافرًا، ولكنه يكون بذلك مرتكبًا معصية تستوجب العقوبة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على حكم سب الصحابة، وسبب تحريم سب الصحابة، بالإضافة إلى معرفة معنى السب والشتم، وذكرنا عقوبة من يسب الصحابة، وما يترتب على من يسب الصحابة.