حكم المايكروبليدنج دار الإفتاء السعودية

حكم المايكروبليدنج دار الإفتاء السعودية هو الحكم الشّرعيّ الّذي سنناقشه في هذا المقال، وهذا الحكم من المسائل الشّرعيّة المستجدّة، وممّا لا شكّ فيه أنّ الإسلام وأحكامه وتعاليمه صالحةٌ لكلّ زمانٍ ومكان، وعبر موقع المرجع سنتحدّث عن حكم المايكروبليدنج حسبما أفتت به دار الإفتاء في المملكة العربيّة السّعوديّة، بالإضافة إلى الحديث عن حكمه عند مختلف أهل العلم المسلمين.

ما هو المايكروبليدنج

المايكروبليدنج من التّقنيّات الحديثة الّتي شاع استخدامها في صالونات التّجميل والعيادات التّجميليّة، والّتي تعمل على تحسين شكل الحاجب وإعطائه المظهر الطّبيعيّ والمناسب لشكل الوجه، وعرّفه أهل العلم على أنّه نوعٌ من أنواع الوشم الّذي حرّمه الله تعالى على النّساء والرّجال، فهو عبارةٌ عن غرس إبرةٍ دقيقةٍ وحادّة في طبقات الجلد، وتملأ الفراغات بالصّبغات والموادّ الكيمائيّة من خلال الحقن بهذه الإبرة الّتي تشبه الشّفرة، فتملأ فراغات الحاجب وتعطيه مظهرًا أجمل، وهذه التّقنيّة نوعٌ من أنواع الوشم المؤقّت، الّذي يدوم نحو سنتين تقريبًا ثمّ يبدأ بالاختفاء تدريجيًّا، ولا يحتاج إلى جلسات اللّيزر لإزالته.[1]

شاهد أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر

حكم المايكروبليدنج دار الإفتاء السعودية

أفادت دار الإفتاء في المملكة العربيّة السّعوديّة أنّ تقنية المايكروبليدنج محرّمةٌ في الشّريعة الإسلاميّة، وذلك لأنّها تعمل عمل التّاتو والوشم الّذي حرّمه الله تعالى ورسوله على المسلمين والمسلمات، فهو يصل إلى الطّبقات العميقة من الجلد، ويغيّر مظهره، وبالتّالي فإنّ فيه تغييرًا لما خلق الله جلّ وعلا، فالنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد علّم النّساء والرّجال ما يجوز من الزّينة والتّغير لهم، وبيّن لهم ما حرّم الله تعالى عليهم، ولقد روى عبد الله بن مسعود ونقل عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- تحريمه للوشم وما يشبهه من التّغيرات في خلقة الله تعالى، فقال رضي الله عنه: “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ قالَ: فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ القُرْآنَ، فأتَتْهُ فَقالَتْ: ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: وَما لي لا أَلْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ وَهو في كِتَابِ اللهِ فَقالتِ المَرْأَةُ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ لَوْحَيِ المُصْحَفِ فَما وَجَدْتُهُ فَقالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وَجَدْتِيهِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهَاكُمْ عنْه فَانْتَهُوا} فَقالتِ المَرْأَةُ: فإنِّي أَرَى شيئًا مِن هذا علَى امْرَأَتِكَ الآنَ، قالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قالَ: فَدَخَلَتْ علَى امْرَأَةِ عبدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شيئًا، فَجَاءَتْ إلَيْهِ فَقالَتْ: ما رَأَيْتُ شيئًا، فَقالَ: أَما لو كانَ ذلكَ لَمْ نُجَامِعْهَا”.[2] وعلى المسلم والمسلمة الانتهاء عن استخدام مثل هذه التّقنيّات المحرّمة ولهم الأجر في تركها بإذن الله تعالى.

شاهد أيضًا: هل المايكرو حرام

قاعدة المايكروبليدنج دار الإفتاء المصرية

قد أفتت دار الإفتاء المصريّة بجواز استخدام تقنية المايكروبليدنج، تحت ضوابط وأحكامٍ لا بدّ من مراعاتها، وهي ألّا يسبّب استخدامها خروج الدّم من الجلد، وألّا تدخل الشّفرات أو الإبر المستخدمة إلى أعماق طبقات الجلد، بل يجب أن تكون على السّطح فقط، كذلك يجب مراعاة الموادّ المستخدمة، فتكون طاهرةٌ تسمح بوصول ماء الوضوء للجلد وطبقاته فلا تمنعه، ومن الأحكام أيضًا ألّا يكون فيه تغييرٌ لما خلق الله تبارك وتعالى، وألّا يسبّب ضررًا أو مرضًا للمستخدم، كذلك أفتت الدّار بأنّ المايكروبليدنج أمرٌ مستحبٌ إذا كان من زينة المرأة لزوجها، والله أعلم.

حكم المايكروبليدنج هيئة كبار العلماء

قد أجاب المتحدّث عن هيئة كبار العلماء المسلمين عن حكم تقنية المايكروبليدنج، وقال بأنّ كبار أهل العلم اتّفقوا على تحريمها، فهي غير جائزةٍ لا للرّجال ولا للنّساء، فالله تبارك وتعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم قد حرّما على المرء أو يوشم أو يستوشم، سواءً كان رجلًا أو امرأة، وهذه التّقنيّة الحديثة هي من أنواع الوشم ولو كانت لا تخرج الدّم أو تزول بعد فترةٍ غير قليلة، وذكر المتحدّث أنّ هذه التّقنية تمنع ماء الوضوء من الوصول إلى جسد المرأة المسلمة، وذكرت الهيئة أيضًا أنّ هذه التّقنيّة محرّمةٌ لما تسبّبه من الأمراض الجلديّة نتيجة التّلوث والجراثيم الّتي تنتقل من جلد امرأةٍ إلى أخرى.[3]

شاهد أيضًا:حكم نفخ الشفاه وتجميل الوجه باستخدام الإبر

هل المايكروبليدنج يمنع الوضوء

قال أهل العلم أنّ المايكروبليدنج يمكن أن يمنع وصول ماء الوضوء إلى الجلد إنّ كانت المادّة المحقونة سميكةً ولا تزول، وأمّا إن كانت خفيفةً على الجلد فإنّها تسمح بوصول ماء الوضوء إليه، وهذا الحكم يختلف بحسب المادة الكيميائية المستخدمة، ولا بدّ للمسلمة أن تبتعد عن هذا الأمر لأنّه من الكبائر والمحرّمات، ومن قامت بها فعليها العودة إلى الله تعالى والتّوبة والاستغفار، وإن استطاعت إزالتها في الحال فيجب عليها ذلك، وإن لم تستطع فأمرها إلى الله جلّ وعلا، والله أعلم.[4]

أضرار المايكروبليدنج

توجد العديد من الأضرار المحتملة عند استخدام تقنية المايكروبليدنج، والّتي قد حرّمها كبار العلماء من المسلمين، وقالوا بأنّ حكمها كحكم الوشم والتّاتو، وسنتعرّف على بعض أضرارها فيما يأتي:

  • انتقال العدو بالبكتيريا أو الجراثيم إلى جلد المرأة عند استخدام أدوات غير معقمة ونظيفة.
  • تؤّدي إلى نزيف بعض الدّم نتيجة اختراق الإبرة لطبقة الجلد.
  • تؤدّي إلى الشّعور بالانزعاج وبعض الألم عند استخدامها.
  • الصّبغات والمواد المستخدمة بالحقن غير مصّرحٍ بها من المنظمات والهيئات الصّحية.
  • لا تجري هذه العمليات في العيادات الطّبيّة وإنّما في صالونات التجميل.
  • لا تخضع هذه العمليات للرّقابة الصّحية.
  • قد تظهر بعض المضاعفات أو الحساسيّة نتيجة عدم تقبّل الجسم للمواد المحقونة فيه الجلد.
  • قد تسبّب المواد المحقونة سرطان الجلد، وقد تؤذي العين والرّؤية.

شاهد أيضًا: هل تركيب الأظافر حرام

هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا حكم المايكروبليدنج دار الإفتاء السعودية، حيث ذكرنا الحكم فيها وفي دار الإفتاء المصرية وعند هيئة كبار العلماء، كذلك تحدّثنا عن تعريف المايكروبليدنج وأضرارها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *