ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت

ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت في الشريعة الإسلامية، فقد حثّ الله -سبحانه وتعالى- على الزّواج، وحثّ على الحفاظ على هذه العلاقة المقدّسة بين البشر، وجعل بين الزّوج وزوجته السكينة والرحمة والمودة، وحثّ المسلمين على حسن التّعامل والعشرة الحسنة، ونظّم الدّين الإسلامي العلاقات بين البشر جميعها، ومن بين تلك العلاقات نال الزّواج حظًّا كبيرًا من التّنظيم والتوصية، فجعل الإسلام حقوقًا وواجبات للزّوج والزّوجة على حدٍّ سواء، وفي هذا المقال سيقوم موقع المرجع بالتّعريف بحكمٍ هامٍّ من أحكام تعامل الزوج مع زوجته، وهو حكم طرد الزوجة من البيت من طرف الزوج.

الزواج في الإسلام

إنّ الدّين الإسلامي دينٌ يحثّ معشر الشّباب على الزّواج وقد نهت الشريعة الإسلامية عن التبتل، وكان الزّواج من سنن الأنبياء والمرسلين، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الزواج في الأرض آيةً من آيات الله في الكون، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[1] وقد جعل للمسلمين أسسًا قويمة وقواعد للاختيار، فأوصى الإسلام الشباب باختيار الزوجة والزوج اللذان يمتازان بالصّلاح والطيبة والإيكان بالله.[2]

شاهد أيضًا: فسخ عقد الزواج وأسبابه وشروطه وإجرائاته في السعودية

ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت

إنّ حكم طرد الزوج لزوجته من البيت غير جائزٍ شرعًا بغير عذر، فالإسلام يحرّم على الزّوج أن يطرد زوجته دون سببٍ يُبيح له ذلك، وذلك لأنّ الله -سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.[3] وذلك لأنّ طرد الزوجة من البيت دون سبب يورث الشّر والفساد، كما أن إهانةٌ لكرامة الزّوجة وفيه إذلالٌ لها بغير ذنب، والإسلام ضمن كرامة كلّ طرف بعدم تعدّيه وتجاوزه لحدوده، ومن واجب الزّوج بدل أن يطرد زوجته أن يعاشرها بالمعروف بالقول والعمل، فينفق عليها ويشمل ذلك المأكل والملبس والمسكن، وإنّ الإسلام يدعو للحوار والنّقاش بين الزّوجين، قبل اللجوء لأيّ أسلوب تأديب أو سلوكٍ قاسٍ بينهما، ومن واجب الزّوج والزّوجة أن يدعوا لبعضهما البعض فهي أفضل وسيلة ليهدي الله قلبيهما ويريح سريرتهما.[4]

ما حكم طرد الزوج لزوجته الناشز من البيت

إنّ حكم طرد الزوج لزوجته من البيت لنشوزها أمرٌ جائزٌ شرعًا، وذلك لأنّ نشوز المرأة بامتناعها عن الفراش أو عدم احترام زوجها وتقليل قيمته أمام النّاس، أو تخريب ممتلكاته وغير ذلك من النّشوز فإنّه يُسقط حقّها في النفقة والسّكنى،ويجوز طردها إذا استطالت على الزوج أو على أحمائها بالبذاء، لقوله تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}.[5] وبالتّالي فإنّ طردها من المنزل مباح ما لم تكن حاملًا، فلو كانت حامل فلها النفقة والسكن طيلة الحمل، وقد قال ابن قدامة في معنى النّشوز أنّه معصية المرأة لزوجها فيما له عليها، كأن تمتنع عن فراشه، أو تخرج من المنزل بغير إذنه، أو امتنعن الانتقال معه لمسكن مثلها، أو امتنعت عن السفر معه وغير ذلك.[6]

شاهد أيضًا: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

ما حكم طرد الزوج لزوجته من غرفة النوم

إنّ الطرد وسيلة من وسائل التأديب في الولاية الخاصّة، وطرد الزّوجة لتأديبها يندرج تحت ذلك، وحكم طرد الزوج لزوجته من غرفة النوم لا يجوز بغير عذرٍ شرعي، كأن تكون ناشزًا فيجوز له منعها من دخول الغرفة أو منعها من النوم معه، ولا يكون ذلك أمام الأولاد لأنّ ذلك يورث الشّر والحقد والضغينة، ويؤدي لفساد الأولاد، وقد يُهين كرامتها فتزداد نشوزًا، على أن يلجأ الزّوج لطرد الزّوجة بعد أن لا تنفع معها وسائل التأديب المشروعة، وأن يغلب ظنّه أنّ الطرد سينفع في تأديبها.[7]

حكم طرد الزوجة لزوجها من البيت

بعد معرفة ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت، فإنّ الشّرع الحكيم بيّن أيضًا حكم طرد الزوجة لزوجها من البيت، وذلك على حالتين، فإن كان البيت ملكًا للزّوجة فلها الحقّ في التصرّف به كيفما تشاء ويجوز لها أن تمنع زوجها من دخوله وتمنعه من السّكنى فيه، لكنّ الأفضل لها والأقوم أن لا تمنعه وذلك لدوام المودّة والمحبة وحرصًا على عدم انقطاعها، أمّا لو كان ملكًا للزّوج أو مُستأجرًا من طرفه فلا يجوز لها طرده أو منعه من الدّخول إليه، ولو لأيّ سببٍ كان، ولو فعلت فهي تعتبر ناشزًا وقد ارتكبت ذنبًا.[8]

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة والعصبية

حقوق الزوج على زوجته

إنّ حقوق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق وهي أعظم من حقّها عليه، فالزّوج مُفضّلٌ في الإسلام ومُقدّمٌ في حقوق النّكاح فوق حقوق زوجته، ومن حقوق الزّوج على زوجته:[9]

• يجب على الزّوجة طاعة زوجها: فالرّجال قوامون على النّساء بالتوجيه والرعاية، وذلك بما خصّه الله من خصائص جسمية وعقلية، وبما أوجب عليه من واجبات مالية، وطاعة المرأة لزوجها تكون بالإحسان إليه ولأهله وبحفظ ماله وعرضه وصون كرامته.
• يجب على المرأة تمكين زوجها من الاستمتاع بها: فإن كان أهلًا للجماع فمن واجبها عدم تمنّعها عليه، بل تسلّم نفسها إليه، ولو امتنعت الزّوجة عن زوجها ارتكبت كبيرةً من الكبائر إلا إن امتنعت لعذرٍ شرعي، كحيضٍ أو نفاس ونحوه.
• يجب أن لا تأذن المرأة لمن يكره الزوج بالدخول: فمن حق الرجل على زوجته أن لا تُدخل من يكره إلى بيته بغير إذنه أو بعدم موافقته.
• لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه: وعند أصحاب المذهب الشافعي أنّه حتّى لو مرض أبيها فليس لها أن تعوده إلا بإذن زوجها، فطاعة الزّوج واجب وزيارة الأب عند مرضه ليست واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لما لا يجب.
• على الزوجة خدمة زوجها: وذلك بالمعروف من مثلها لمثله ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال الاجتماعية.

حقوق الزوجة على زوجها

في ختام مقال ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت وبعد بيان حقوق الزّوج على زوجته، فسيتمّ توضيح حقوق الزّوجة على زوجها، وهي كما قسمها أهل العلم لحقوق مالية وحقوق غير مالية، ويمكن تفصيلها كما سيأتي:[9]

• المهر: وهو من الحقوق المالية، وهو المال الذي يكون للزوجة على زوجها بالعقد عليها، وهو من باب إعزاز المرأة وإكرامها، ولا يُشترط لصحّة العقد.
• النفقة: أيضًا من الحقوق المالية للزوجة، فعلى الزّوج أن ينفق على زوجته حتّى كفايتها، من طعام وكسوة.
• السكنى: فمن واجب الزّوج أن يهيّئ لزوجته مسكنًا على قدر سعته وطاقته.
• العدل بين الزوجات: وهو من الحقوق الغير مالية، ويكون العدل بين الزوجات في المبيت والنفقة والكسوة.
• حسن المعاشرة: وذلك أن يعاملها بحسن الخلق والرفق بها ومعاشرتها بالمعروف، والرفق بها بما يؤلّف قلبها.
• عدم أذيّة الزوجة أو إلحاق الضرر بها: وهذا الأمر أصلٌ من أصول الإسلام، والضرر محرّمٌ على سائر المسلمين والزّوجة من أحقّ الناس بأن لا يوقع بها ضرر.

شاهد أيضًا: حكم قهر الزوج لزوجته

في ختام مقال ما حكم طرد الزوج لزوجته من البيت نكون قد تعرّفنا على مشروعية الزّواج في الإسلام، وحكم طرد الزوج لزوجته الناشز من البيت، وحكم طردها من غرفة النّوم، كما أطلعنا المقال على حكم طرد المرأة لزوجها من البيت، وختم ببيان حقوق كلّ من الزوج والزوجة وواجباتهما تجاه بعضهما.