قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة

قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة، تعتبر الأندلس من أهم الحضارات التاريخية كونها كانت في زمنٍ سابق أكثر بلاد العالم في العلم والمعرفة والثروة، وقد بدأ الأمر بقائد شجاع من البربر اسمه “طارق بن زياد”، وهو الذي استطاع فتح الأندلس والتمهيد لحضارة إسلامية ستمتد لقرون طويلة، وفي هذا المقال يستعرض موقع المرجع قصة فاتح الأندلس وأهم المعلومات التاريخية عن شخصيته.

من هو طارق بن زياد

إن طارق بن زياد هو قائد عسكري مسلم، يُرجح أنه قد وُلد في عام 50هـ / 640م، وهو وقد عُرف بقوة شخصيته وولائه، مما جعله يتولى مناصب سياسية مثل حكم طنجة في عام 89هـ / 707م، وذلك قبل استلام مهمة فتح الأندلس التي كلفها به قائده موسى بن النُصير بعد موافقة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وعلى الرغم من أنه من أصل أمازيغي -على أغلب الأقوال-، إلا أنه نشأ نشأة عربية إسلامية كوّنت شخصيته فيما بعد، لكن ظلت لهجته البربرية واضحة عليه.[1]

صفات طارق بن زياد

كان طارق بن زياد ضخم الجسم وطويل القامة، كما ظهرت عليه الملامح البربرية مثل اللون الأشقر، وكان رجلًا شديدًا قويًا ذو تأثير على من حوله، وقد أسلم على يد القائد موسى بن نصير الذي قربه إليه وأُعجب بشخصيته، حتى أنه ولاه حكم طنجة، ثم كلفه بالمهمة الكبرى، وهي فتح الأندلس.

قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة

في عام 92هـ / 711م، قرر موسى بن نصير “حاكم المغرب”، تكليف طارق بن زياد على رأس سبعة آلاف جندي لفتح الأندلس، وكانت الأندلس آنذاك تحت حكم القوط الغربيين الذين أهملوا الحكم فيها، ودخلت البلاد في عهد ملكهم “لذريق” في حرب أهلية، كما أن المواطنين الأصليين واليهود كانوا يعانون من اضطهاد واضح من القوط، هذا بالإضافة إلى أن حاكم سبتة “يوليان”، كان معارضًا لحكم لُذريق في الأندلس بسبب خلافات عديدة، وقد أبرم اتفاقية مع مؤسسة بن نُصير بإمداد جيش المسلمين بالسفن.[2]

دخول طارق بن زياد للأندلس

هبط جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد إلى شبه الجزيرة الأيبيرية “الأندلس”، وواجه جيش القط الغربيين بقيادة “لُذريق” -ويُسمى أيضًا رودريك”، واستطاع طارق بدهاء عسكري تحقيق نصر حاسم على الرغم من قلة عدد جيشه مقارنة بجيش العدو، وكان ذلك في 28 رمضان عام 92هـ/ 711م، وبالتحديد عند وادي لكة، ولهذا عُرفت المعركة باسم معركة وادي لكة، وقُتل لذريق في تلك المعركة.

استدعاء الخليفة لطارق بن زياد

استمر طارق بجيشه في التوغل وفتح بقية المدن حتى فتح عاصمة القوط “طليطلة”، وبهذا تمكن المسلمون من الأندلس التي تم ضمها لنفوذ الدولة الأموية، لكن حدث أن استدعى الخليفة “الوليد” كل من موسى بن نصير وطارق بن زياد بعد فتح الأندلس، وقد وصلا إليه بغنائم ضخمة، لكن تُوفي الخليفة وتولى بعد “سليمان بن عبد الملك” الذي عزل موسى وأبعده هو وطارق عن أية أعمال، حتى انقطعت أخبارهما.

اقرأ أيضًا: من هو موسى بن نصير البلوي ويكيبيديا

الحكم الإسلامي للأندلس

كان لدخول المسلمين في الأندلس تأثير كبير تسبب في ازدهارها على المستوى العمراني والعلمي والاقتصادي، فأصبحت الأندلس منارة للفن والعلم والثقافة في أوروبا، كما تم بناء المساجد والحدائق والمكتبات والمستشفيات، وأدخل المسلمون تقنيات جديدة في حفر القنوات والمحاصيل الزراعية والتصنيع، وكانت قرطبة هي المدينة الأولى في أوروبا في الوقت الذي كانت فيه بقية الدول الأوروبية غارقة في الجهل والحروب.[3]

اقرأ أيضًا: من هو صقر قريش وقصة دخوله الأندلس

مقولة طارق بن زياد

كانت موقف جيش المسلمين صعبًا نظرًا لقلة عددهم الذي يُقدر بسبعة آلاف مقارنةً بجيش القوط الذي قدره بعض المؤرخين بمائة ألف جندي أو أقل، هذا بالإضافة إلى ابتعادهم عن موطنهم الذي يفصله البحر عنهم، لهذا قام طارق بن زياد بإلقاء خطبة قوية لرفع معنويات جنوده، وقال فيها:

أيُّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدوُّ أمامكم، وليس لكم – والله – إلا الصدق والصبر، واعلموا أنَّكم في هذه الجزيرة أضيَعُ منَ الأيتام، في مأدُبَة اللئام، وقد استقبلكم عدوُّكم بِجَيشِه وأسلحتِه، وأقواتُهُ موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سُيوفكم، ولا أقوات إلاَّ ما تستخْلِصونه من أيدي عدوِّكم.

وفاة طارق بن زياد

تُوفي طارق بن زياد في عام 102هـ/ 720م، وكانت الفترة الأخيرة من حياته صعبة نظرًا لانعزاله وابتعاده عن الأضواء بعد أن كان أحد أكثر القادة شهرة في وقتها لما حققه من انتصار ضخم بفتح الأندلس، وربما كان لإبعاد الخليفة له تأثير كبير في ذلك، ويرجح أنه فضل أن يمضي أيامه في العبادة بعيدًا عن المشكلات، ويرى أغلب المؤرخين أنه كان شخصًا متواضعًا، لم ينكث عهده مع المدن التي فتحها.

تاريخ سقوط الأندلس

استمر حكم المسلمين للأندلس لمدة تصل إلى ثمانية قرون تقريبًا، بدءًا من العهد الأموي، ثم الخلافة الأموية في الأندلس بعد سقوط الأمويين بدمشق، لكن حدث نمو كبير للإمبراطورية الإسبانية والممالك الأوروبية بجانب تفكك الأندلس إلى إمارات صغيرة متحاربة بعد عهد ملوك الطوائف، لتسقط ممالك الأندلس واحدة تلو الأخرى، حتى سقوط آخر ممالكها وهي غرناطة في عام 897هـ/ 1492م، وتعرض المسلمون واليهود بعدها لاضطهاد وعمليات تعذيب وطرد وإبادة.

اقرأ أيضًا: في أي عام بدء المسلمون بحملة عسكرية لفتح الأندلس

إلى هنا نختتم مقالنا قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة مكتوبة، والذي عرضنا فيه تاريخ القائد طارق بن زياد وشخصيته، ثم انتقلنا إلى مرحلة فتح الأندلس ومعركة وادي لكة الشهيرة، وأخيرًا حتى انعزاله ووفاته.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *