علاج التهاب المثانة بالعسل

رغم ما وصل إليه العلم الحديث، من علاجات وأدوية، أحدثت تقدّماً عظيماً، في محاربة الأمراض، بدأت الدراسات الحديثة اليوم، تتجه في منحى آخر، يعرف بالطب البديل، والذي يعتمد على علاجات طبيعية، نتجنب باستخدامها، التأثيرات الجانبية للأدوية الصنعية، وضمن هذا السياق، سيتناول موقع مرجع في هذا المقال علاج التهاب المثانة بالعسل، موضحين أسباب هذا الالتهاب، وأعراضه، بالإضافة إلى الخصائص العلاجية للعسل، وفاعليته في مواجهة هذا الالتهاب.

التهاب المسالك البولية

يُعد التهاب المسالك البولية، من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً، حيث تصيب ما يقارب 150 مليون شخص، في أنحاء العالم، سنويّاً. يمكن تقسيم التهاب المسالك البولية، إلى مجموعتين رئيسيتين هما: أخماج السبيل البولي السفلي، ويشمل التهاب الإحليل، والتهاب المثانة، وأخماج السبيل البولي العلوي، الذي يضم، التهاب الحويضة والحالب. نُشخص التهاب المثانة، عند كشف عوامل ممرضة مجهرية، في البول، أو في الإحليل أو المثانة.

أسباب التهاب المثانة

غزو السبيل البولي، من قبل العديد من الجراثيم، أشيعها على الإطلاق، الإيشرشيا القولونية، الموجودة في البراز، والتي تصل للفوهة البولية، بسبب عادات التنظيف الخاطئة، أو عدم الاعتناء بالنظافة الشخصية، وهذه الجرثومة مسؤولة عن 80%، من الحالات. قد يكون الجماع المهبلي، أو حتى الممارسات الجنسية الخاطئة، سبباً لالتهاب المثانة بهذه الجراثيم.[1]

الأفراد الأكثر عرضة لالتهاب المثانة

يصيب التهاب المثانة، كلا الجنسين، كما أنه أقل شيوعاً عند الأطفال، وينتشر بين البالغين، بينما نجد معدل إصابة أعلى عند:

  • الإناث، مقارنة مع الذكور، ويعود ذلك لكون إحليل الأنثى، مؤهب بشكل خاص، للاستعمار بالجراثيم الموجودة في البراز، بسبب قربه من فتحة الشرج، كما يؤدي قصر طوله، إلى انتقال الالتهاب بشكل أسرع إلى المثانة. قد يحدث أثناء الطفولة، نتيجة حركة التنظيف الخاطئة للطفلة، التي تسبب ملامسة الجراثيم، الموجودة حول فتحته الشرج، للفوهة الإحليلية.
  • النساء المتزوجات، وذلك بسبب الجماع المهبلي، الذي يزيد من احتمالية، وصول الجراثيم للمثانة.
  • النساء المستخدمات للمستحضرات القاتلة للنطاف، واستخدام الوقي الذكري، من قبل الرجل، بالإضافة إلى استخدام الصادات واسعة الطيف، فقد ترافق ذلك، بشكل ملحوظ، بارتفاع نسبة استعمار الايشيرشيا الكولونية للمهبل والإحليل، والسبب هو تبدل النبيت الجرثومي الطبيعي للمهبل، وإن أي التهاب للإحليل قد ينتقل للمثانة.
  • الذكور الممارسين للجماع الخلفي.
  •  الحوامل، بسبب ضعف مقوية الحالب، ونقص حركاته التمعجية، بالإضافة لإصابة الدسامات المثانية الحالبية بالقصور.
  • المرضى الذين احتاجوا لتركيب القثطرة البولية، حيث تعتبر من أكثر مضاعفات القثطرة البولية، شيوعاً في المشافي.

شاهد أيضًا: علاج حصوة الكلى خلال اربع ساعات

أعراض التهاب المثانة

تتفاوت الأعراض، حسب مستوى الالتهاب، حيث يعاني مريض التهاب المثانة من: عسرة تبول(وهي إحساس محرق، أو مؤلم عند التبول)، تردد بولي وإلحاح، بالإضافة لألم فوق العانة، غالبا ما يصبح البول عكراً، وذو رائحة كريهة. بينما يشيع في التهاب الإحليل، عسرة التبول والحكة عند الفوهة البولية، وتردد في بداية التبول، مع إحساس متواصل بالحاجة للتبول. عند انتقال الالتهاب للأعلى، وحدوث التهاب حويضة وكلية، تظهر بالإضافة إلى الأعراض السابقة، حمى وحرارة وعرواءات، كما قد نشاهد حالات غثيان وإقياء وإسهال.

علاج التهاب المثانة بالعسل

يحتوي عسل النحل، على حوالي 200 مادة، بما في ذلك الأحماض الأمينية، والمعادن أهمها البوتاسيوم، بالإضافة للعديد من الأنزيمات يشكل السكر من 95-99% من مادة العسل الجافة. أثبتت الدراسات الحديثة، فعالية  العسل ضد الجراثيم، وبشكل خاص ضد البكتيريا المسببة لالتهاب المثانة،وتعود خصائصه الشبيهة بالمضادات الحيوية، إلى الأسباب التالية:

  • يساهم محتوى السكر العالي للعسل، في عرقلة نمو الجراثيم، بسبب وجود أنزيم الغلوكوز أوكسيداز، حيث يسبب هذا الأنزيم، التكوين المستمر لبيروكسيداز الهدروجين، وهو مطهر قوي، وقاتل للجراثيم.
  • يسحب الماء الموجود، مما يسبب تثبيط نمو الجراثيم.
  • خلافاً للمضادات الحيوية، لا ينجم عن استخدام العسل، مقاومة من قبل الجراثيم، مما يجعله خياراً آمناً ومناسباً، لا سيما عند الحوامل.

طريقة الاستخدام

يتم استخدامه بإضافة عصير الليمون، والعسل، وخل التفاح، إلى كوب من الماء الدافئ، ثم قم بخلط المزيج جيداً، حتى تحصل على قوام موحّد، اشربه على الريق لمدة شهر، وستحصل على نتائج مرضية. [2]

شاهد أيضًا: علاج التهاب المسالك البولية بالعسل

فوائد أخرى للعسل

عرفت فوائد العسل منذ قرون طويلة، وقد عرفته الكثير من الحاضرات، واستخدمته في كثير من المجالات، في العلاج والجمال والصحة، حيث أنه:

  • شرب الماء مع العسل على الريق، يشكل جزءاً هاماً في العديد من الحميات الغذائية، حيث يساهم في تخفيف الوزن، لأنه يعطي شعوراً بالشبع، ونقص الشهية.
  • أثبتت الدراسات الحديثة، أن العسل يساعد في التئام الجروح وشفائها.
  • له دور مهم في تقوية جهاز المناعة، نظراً للعناصر الهامة التي يحتويها، كالبوتاسيوم، والزنك والمغنيويوم، التي تدعم الجهاز المناعي.
  • نشط الكبد، المسؤول عن الاستقلاب في الجسم، فيسهم في طرح السموم والمواد الضارة.
  • يفيد في أمراض الطرق التنفسية، فيعمل على الترطيب والتطهير.
  • الحفاظ على مرونة ونضارة البشرة، لأنه مضاد للأكسدة، يحمي البشرة من حب الشباب.
  • أجريت مؤخراً العديد من الدراسات، التي أوضحت أنّ هواء خلية النحل أنظف وأنقى من الهواء الخارجي، وتصل درجة التقيم ضمنه إلى التعقيم المتوفر في غرفة العمليات، كما يكون هذا الهواء، محملاً بقطرات من زيت نباتي، ومواد مهدئة، من دون أي محاليل صنعية، وقد فتح هذا الاكتشاف، الباب في علاج الأمراض التنفسية المزمنة، بطريقة طبيعية بديلة.

شاهد أيضا: فوائد العسل مع الماء الدافئ قبل النوم

علاج التهاب المثانة بالأدوية

بالنسبة للحالات غير الحادة، يفضل زرع بول للتأكد من الخمج البولي، قبل البدء بالعلاج، وبعد توافر نتيجة الزرع، نتوجه إلى اختيار الصاد المناسب، فالتهاب المثانة والإحليل، غالباً ما يتم شفاؤه، باستخدام أي صاد حيوي، تكون السلالة الجرثومية المسببة للخمج، متحسسة عليه. حيث ينصح بشوط علاجي، يستمر ثلاثة أيام، من الصاد المناسب، مثل: الأموكسيسللين، ومشتقات السلفا، بينما إن كانت الكلاميديا، هي العامل المسبب للخمج، فتعالج بالأيثرومايسين أو الدوكسيسيكلين، يومياً لمدة 7 أيام.

يستمر علاج التهاب السبيل البولي العلوي، مدة أطول تترواح من 7 إلى 14 يوماً. يستخدم فيها: السيبروفلوكساسين أو الامينوغلايكوزيد أو السيفالوسبورين من الجيل الثالث. يجب أن نتوقع وجود سلالات جرثومية مقاومة للصادات عند المرضى، الذين يصابون بشكل متكرر بالأخماج البولية. يؤثر موضع الخمج البولي بشكل كبير على معدل نجاح أو فشل الشوط العلاجي.[3]

علاج التهاب المثانة بالطب البديل

هناك العديد من الطرق العلاجية المنزلية، التي تلعب دوراً مهماً في علاج التهاب المثانة:

  • الكركم: يحتوي على مركب الكركمين، له خصائص مضادة للميكروبات، بالإضافة إلى دوره، في تخفيف الألم وتهدئة الأعراض. يمكن إضافة الكركم، إلى كوب من الحليب أو أي شراب آخر، وتناوله مرة يومياً.
  • كمادات ساخنة: توضع على المثانة، قد تخفف من الالتهاب.
  • خل التفاح: من الخلطات المفيدة، في علاج التهاب المثانة، إضافة ملعقتين من الخل مع ملعقة من العسل، إلى كوب من الماء، وشربه مرتين.

من الجدير ذكره، في ختام هذا المقال، الذي تحدثنا فيه، عن علاج التهاب المثانة بالعسل، أن الأطباء العرب، كانوا سباقين، في استخدامهم العسل لعلاج مختلف الأمراض، فذلك له أصول دينية، عند المسلمين، فتكشف العديد من النصوص القرآنية، والإسلامية عن أهمية العسل، واتخاذه دواء لشفاء للناس.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *