ما هي سنن الصوم في رمضان

ما هي سنن الصوم في رمضان وما هي مفسدات الصوم، من الأمور التي يحرص المسلمون على تعلمها والتعرف عليها بالتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك، وذلك حرصًا منهم على الإتيان بالصيام على أكمل وجه وأتمّ صورة، وليكون الأجر كاملًا في شهر رمضان المبارك بإذن الله تعالى، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان سنن وآداب الصيام ومشروعيته ومبطلاته.

الصيام في رمضان

إنّ الصيام في اللغة هو الإمساك فكلّ ممسكٍ صائم، وفي الشرع فقد عرفه الأحناف أنّه الإمساك عن أشياء مخصوصة، وعند المالكية هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج، وصوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، والتي بني الإسلام عليها، وهو فرضٌ على كلّ مسلم مكلف توافرت فيه الشروط، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون نية لابن باز

ما هي سنن الصوم في رمضان

إنّ الصوم عبادة من أجلّ العبادات وأعظم القربات، وأجر الصائم كبير لا يعلمه إلا الله، وقد خصّ الله الصوم لنفسه دون سائر العبادات، فهو يجزي به ويكافئ عليه، والصوم في رمضان من أركان الدين الإسلامي، وعلى المسلم أن يحافظ على صيامه ويحتاط له فرضًا أو نفلًا، حتى يجزيه الله عليه الجزاء الأوفى، وقد شُرعت الكثير من السنن التي تُفعل في رمضان، وهي الأعمال التي يؤجر عليها المسلم في فعلها ولا يأثم بتركها، ومنها ما يأتي:

تأخير السحور في رمضان

إنّ السحور للصائمين من السنن المشروعة، ففيه البركة والتقوي على العبادة وزيادة النشاط بدفع الجوع والعطش، ويسنّ للصائم تأخير السحور حتّى آخر وقته قبل طلوع الفجر، ويتحقق السحور ولو بجرعة ماء، ولو كان تمرًا فهو أفضل وأحسن للصائم والله أعلم.

تعجيل الإفطار عند المغرب

يسنّ للمسلمين التعجيل بالإفطار عند المغرب في رمضان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: “لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ”.[2] فبمجرد أن يتحقق المسلم من غروب الشمس وجب عليه الفطر ويستحب أن لا يؤخر فطره.

الإفطار على تمر

من المستحب للصائم أن يفطر في رمضان على الرطب أو التمر، فلو لم يجد رطبًا أو تمرًا فإنّه يفطر على الماء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي المغرب على رطبات أو تمرات، ولو لم يجد يحتسي الماء والله ورسوله أعلم.

الإكثار من الدعاء

من المسنين للصائم أن يدعو عند فطره بما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: “كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم إذا أفطر قال ذهب الظمأُ وابتلتِ العروقُ وثبت الأجرُ إنْ شاء اللهُ”.[3] بل يستحب للصائم أن يكثر من الدعاء في كلّ وقتٍ وحين أثناء صومه أو بعد فطره، عند الفطور وعند السحور، فللصائم دعوةٌ لا ترد والله أعلم.

الإكثار من تلاوة القرآن

إن القرآن الكريم هو كلام الله ووحيه المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو مصدر التشريع الأول للإسلام، والذي يتعبد الناس بتلاوته، ومن المستحب للمسلم أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في كل وقتٍ وحين ويزيد استحباب ذلك في شهر رمضان المبارك، فعلى المسلم أن يتلو القرآن ويستمع إليه ويحفظه.

إفطار الصائمين والفقراء والمساكين

يستحب للمسلم في شهر رمضان أن يفطر الصائمين، فمن فطّر صائمًا كان له مثل أجره، فقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم من يفطر الصائمين في رمضان أنّ له مثل أجر الصائم نفسه لا ينقصه، وفي رمضان على المسلم أن يكون حريصًا على الإحسان للفقراء والمساكين فيفطرهم ، ويطعمهم،  ويبذل لهم ويكثر في ذلك لعوزهم وحاجتهم فيزيد فضله فضلًا وأجره أجرًا.

تجنب الخصومة والرياء

الرياء من الأمور التي تحبط العمل، وتمحق الأجر والثواب، والخصومة من الأمور التي تمنع المغفرة وتمنع الأجر، فعلى المسلم في رمضان أن ينهي كلّ الخصومات والأحقاد والأضغان ويتخلص منها، وأن يبادر على جعل عمله وصيامه وصلاته وصدقته فيه خالصةً لوجه الله سبحانه من غير رياء.

الإكثار من الصدقة

إنّ للصدقة في رمضان وفي غير رمضان أجرٌ عظيم وفضلٌ كبير، ومن الآثار التي دلت على ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان جوادًا كريمًا يكثر الصدقة في رمضان المبارك، فيكون أجود ما يكون في رمضان، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ”.[4]

الإكثار من العمل الصالح

من المستحب والمسنون للصائم أن يكثر من أداء الطاعات وفعل الخيرات، فيقوم الليل ويعتكف في المساجد ويقرأ القرآن ويتصدق، ويؤدي النوافل، فثواب العمل الصالح وأجره يتضاعف أضعافًا مضاعفة في رمضان، فعلى المسلم أن يكون حريصًا على اغتنام هذا الفضل، فيعتمر لو استطاع ويحرص على برّ والديه، ويصل رحمه ويزور أقاربه ويحسن لجاره.

الاعتكاف في المساجد

ففي رمضان يستحب للمسلم أن يلازم المساجد لأجل التفرغ للعبادة، ففي الاعتكاف أسرارٌ عظيمة، فهو خلوة تسمو بها النفوس وترتقي الأرواح، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

صلاة التراويح وقيام الليل

إنّ صلاة التراويح واحدة من السنن المؤكدة في شهر رمضان المبارك، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها جماعةً بالمسلمين في عديد الليالي ثمّ تركها خشية أن يتمّ فرضها على المسلمين، وهي من أعظم القرب والطاعات، وقد أجمع أهل العلم على أنّها من أحب الأعمال في رمضان، ومن حضر التراويح مع جماعة حتى يفرغ الإمام كتب له قيام الليل كله، ومن قام رمضان غفر الله له ما تقدم من ذنبه والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابه

ما هي سنن الصوم المتعلقة بأخلاق الصائم

ببيان ما هي سنن الصوم في رمضان، فعلى المسلم أن يدرك أنّ الصوم لم يكن فقط للشعور بالجوع والعطش، وإنّما لتهذيب النفس والابتعاد عن الأخلاق الرذيلة والفاسدة، وإنّما من واجب المسلم أن يلتزم بالسنة في أخلاقه وألفاظه وتعاملاته، فيترفع عن كلّ المعاصي الظاهرة والباطنة، فلا يرفق ولا يجهل ولا يصخب، ولو سابّه أحد أو قاتله فليقل إنّي صائم، وعليه الابتعاد عن الكذب وقول الزور، وأن يحفظ لسانه من كلّ لغوٍ وقولٍ فاحش ويبتعد عن الغيبة والنميمة، وأن لا يخوض في أعراض المسلمين، والله ورسوله أعلم.

ما هي مبطلات الصوم في رمضان

ببيان ما هي سنن الصوم، فإن من واجب المسلم أن يعلم ما هي مبطلات الصوم، والتي تعدّ من المفطرات، وقد قسّمها أهل العلم لنوعين، منها ما يكون من الاستفراغ، كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام، وهي كلّ ما يخرج من الجسد فيضعفه، والنوع الثاني مفطرات الامتلاء وهي الأكل والشرب، ومفطرات الصوم ومفسداته سبعة وهي: “الجماع والاستمناء، والأكل والشرب، وما كان بمعنى الأكل والشرب، وإخراج الدم بالحجامة ونحوها، والقيء عمدًا وخروج دم الحيض والنفاس من المرأة” والله ورسوله أعلم.[5]

إلى هنا نصل لنهاية مقال ما هي سنن الصوم في رمضان، والذي بيّن مشروعية الصوم في رمضان، وبيّن سننه وآدابه، وختم بتوضيح مفسداته وبيان سنن الصوم بالنسبة لأخلاق الصائم.