احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه،

احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه، أحد الظواهر الناجمة عن تقاطع مسارات كل من الأرض والقمر مع خطوط ضوء الشمس العمودية باتجاه سطح الكرة الأرضية، حيث أن هذا التقاطع سوف يُسبب مشاهد غير مألوفة عن وجهي الشمس والقمر، وانطلاقاً من هذه المعلومات الفلكية سوف يتيح لكم موقع المرجع، فرصة التعرف بالتحركات الفلكية للقمر والأرض في مواجهة الشمس، والظواهر الناجمة عنها.

احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه،

يحصل نتيجة تقاطع مدارات دوران الأرض والقمر حول الشمس، ظواهر طبيعية مختلفة عن بعضها البعض ومتفاوتة الوضوح، وكل ظاهرة لها اسمها وتأثيرها، وعليه تكون الإجابة الصحيحة عن العبارة التالية:

• احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه، ظاهرة كسوف الشمس.

ويحصل كسوف الشمس عادةً عندما تصبح كل من الشمس والقمر وكوكب الأرض على استقامة واحدة، بالنسبة لنقطة من كوكب الأرض، بحيث يكون القمر في الجهة المقابلة للشمس والأرض معاً في آنٍ واحد، لذا فإن القمر سوف يحجب ضوء الشمس عن الجهة الواقعة في ظله من الأرض، وتختلف نسبة حجب ضوء الشمس باختلاف نسبة تغطية القمر لوجه الشمس وحجبه لضوئها عن نقطة ما من الأرض، وبالتالي ربما يكون الكسوف كلياً أو جزئياً.

تعريف الخسوف و الكوسوف ملخص

خسوف القمر وكسوف الشمس، هما الظاهرتين اللتين تحدثان عند تقاطع مدارات القمر والأرض مع الشمس بخط أفقي، ففي حال جاء القمر في الوسط بين الأرض والشمس، وحجب القمر ضوء الشمس عن الأرض تكون ظاهرة كسوف الشمس، أما في حال وقعت الأرض في الوسط وحجبت ضوء الشمس عن القمر تحصل ظاهرة خسوف القمر.

ظاهرة كسوف الشمس

كما أسلفنا فإن السبب في ظاهرة الكسوف هو تقاطع مدارات دوران القمر والأرض حول الشمس، ومن المعروف أن القمر يتم دورة حول الأرض مرة كل شهر، وأثناء هذا الدوران سيتقاطع مدار القمر مع مدار الأرض في مستويين، يطلق عليهما مستوى العقدة الصاعدة ومستوى العقدة النازلة، حيث تدور الأرض والقمر حول الشمس بمدرات إهليجية بيضوية الشكل، ولولا اختلاف هذه المدارات لكنا لاحظنا أن الكسوف سيحصل مرة مع نهاية كل شهر، لسبب انطباق الدورتين.

تستغرق عملية الكسوف الأعظمي من الوقت، منذ لحظاته الأولى إلى نهايته مدة أقصاها ثلاث ساعات ونصف، ولا يتجاوز الوقت المستغرق في طور الكسوف الكلي “تغطية كامل وجه الشمس” مدة أدناها دقيقتين وأقصاها سبعة دقائق، السبب هو أن قطر المساحة المغطاة بظل القمر على سطح الأرض، لا يتجاوز الـ 270 كيلو متر في أحسن الأحوال، وسرعة سير ظل القمر على سطح الأرض تبلغ قرابة الـ 2100 كيلو متر/الساعة، وفي عملية حسابية تقطع مسافة الـ 270 كم بمدة السبع دقائق السالفة الذكر.

لماذا يمنع الأطباء الناس من النظر المباشر لظاهرة الكسوف

توجد الكثير من المخاطر الناجمة عن النظر المباشر بالعين المجردة، إلى الشمس خلال ظاهرة الكسوف، والسبب يعود للإشعاعات الشمسية المنبعثة من الشمس، والتي تصدرها الشمس عادةً ولكن أثناء الكسوف تصدرها الشمس بكميات أقل مما يجعل ضررها أكبر، لكون حدقة العين سوف تتوسع وبالتالي قابليتها لاستقبال أشعة ستكون أكبر، على عكس وقت النظر في الشمس العادية، التي تتسبب الأشعة الكثيفة الصادرة عنها بتضيق حدقة العين وبالتالي منع نفاذ الأشعة الضارة نحو الشبكية، لذا ينصح الأطباء بارتداء النظارات الشمسية الواقية من أشعة أثناء الكسوف وهي نظارات من نوع خاص، وتتضمن الأشعة الضارة الصادرة عن الشمس، ثلاثة أنواع مختلفة من الأشعة الكهرومغناطيسية الضارة بعين الإنسان، وهي:

• الأشعة الضوئية: حيث تكون الأشعة الضوئية خلال فترة الكسوف، ذات كثافة عالية تتسبب بأذى شديد للعين، نتيجة التأثيرات الكيميائية والتي تسمى بالتسمم الضوئي، مما يعطل استجابة الخلايا البصرية للضوء وحساسيتها له.
• الأشعة تحت الحمراء: تسبب حالة التخثر الضوئي، نتيجة تسخين الشبكية فهي تولد طاقة حرارية تحرق أنسجة الشبكية، وتؤدي إلى تخريب الخلايا الحساسة للضوء ضمنها وهي “العصى والمخاريط”، وللتنويه الإنسان لن يلاحظ الضرر في البداية لكون شبكية العين لا تتضمن خلايا حساسة للألم والحرارة.
• الأشعة فوق البنفسجية: تسبب أيضاً التسمم الضوئي بشكلٍ أسرع بكثير من الأشعة الضوئية، والحروق في شبكية العين، وبالتالي فهي تجمع بين أضرار النوعين الآخرين من الأشعة.

أنواع كسوف الشمس

الكسوف بوجهٍ عام ليس بشكل واحد، بل يختلف باختلاف المسارات ودرجة بعد أو قرب كل من الشمس والقمر عن سطح الأرض، لذا نرى أن للكسوف الأنواع الآتية:[1]

• كسوف كلي: يحصل الكسوف الكلي عندما يغطي القمر كامل وجه الشمس، فإن نطاق ظله المخروطي على سطح الأرض سيحجب ضوء الشمس تماماً، وهنا تظهر الشمس على شكل حلقة ماسية أو هالة ضوئية حول القمر، وتجدر الإشارة إلى كون الكسوف الكلي يتخذ مساراً محدداً، ناجم عن سير الأرض والقمر في مدارات محددة.

• كسوف حلقي: يحصل الكسوف الحلقي أو ما يسمى بالكسوف الخاتميّ، عندما يكون حجم قرص الشمس أصغر من حجم قرص القمر، بسبب بعد الشمس عن الأرض وقرب القمر منها نتيجة المدارات الإهليجية البيضوية للشمس والأرض، وفي هذه الحالة رأس المخروط لا يغطي وجه الشمس كاملاً، فينكسف قرص الشمس فقط من الوسط وتبقى حواف الشمس ظاهرة، وتجدر الإشارة إلى أن ذروة فترة الكسوف الحلقي تستمر 12 دقيقة وثلاثين ثانية، لأن المسافة التي يقطعها قرص الشمس باتت أطول بحكم بعده عن الأرض.

• كسوف هجين: يحصل الكسوف الهجين وهو مرحلة وسط ما بين الكسوف الكلي والكسوف الحلقي، ويعتبر من أنواع الكسوف النادر للغاية.

• كسوف جزئي: يحصل الكسوف الجزئي ضمن المناطق التي يغطي فيها القمر جزء من ضوء الشمس في حالته العظمى، فظل القمر على سطح الأرض يجعل ضوء الشمس مرئياً بشكل جزئي ومحجوباً في بقيته، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الكسوف الجزئي تتناسب طرداً مع اقتراب القمر من (مسار) الكسوف الكلي.

مع هذا القدر من المعلومات الفلكية، نكون قد وصلنا وإياكم لختام موضوع بحثنا، الذي كان بعنون احتجاب ضوء الشمس عن جزء من الارض ما معناه، فقد تعرفنا من خلال فقراته على الظواهر الفلكية الناجمة عن تقاطع مسارات الأرض والقمر أمام الشمس، وعرفنا هذه الظواهر، كما أخذنا العلم بأضرار النظر المباشر إلى الشمس بالعين المجردة أثناء الكسوف وأسبابها، وأيضاً قمنا بتسليط الضوء على أنواع الكسوف وأشكالها.