ما هو مرض كرونز وما اسبابه واعراضه وطرق علاجه والوقاية منه

ما هو مرض كرونز ؟ حيث يشير مرض كرون إلى حالة صحية طويلة الأمد تسبب التهاب بطانة الجهاز الهضمي، وغالبًا ما تصيب القولون المعروف باسم الأمعاء الغليظة، أو الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والمعروف باسم الدقاق، ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي يمتد من الفم إلى المستقيم، وفي هذا المقال على موقع المرجع ستتم الإجابة حول السؤال ما هو مرض كرونز، وسيتم التطرق كذلك إلى الحديث حول أعراض وأسباب وطرق علاج مرض داء كرون، وبيان طرق الوقاية من الإصابة به.

الجهاز الهضمي عند الإنسان

يتكون الجهاز الهضمي البشري من جزأين رئيسيين: الجهاز الهضمي والغدد المرتبطة به. يبدأ الجهاز الهضمي من الفم والمريء والبلعوم والمعدة والقولون والأمعاء الدقيقة والمستقيم وأخيراً فتحة الشرج، وتشمل الغدد الإضافية كلً من الكبد والقنوات الصفراوية والبنكرياس، حيث انّ لكل غدة من هذه الغدد وظيفة محددة، إذ يدخل الطعام إلى المعدة ويتم هضمه بالكامل، ثم يخرج من الأمعاء ، حيث يمتص العناصر الغذائية اللازمة لتوفير الطاقة وبناء الجسم حتى تصل إلى القولون، وهي الكلية الثالثة في الجسم، لأنها تمتص الماء والشوارد بشكل أساسي، وأخيراً المواد غير المهضومة غير الموجودة. يحتاج الجسم لإفرازه في البراز.

ما هو مرض كرونز

يعرف مرض كرون بأنه مرض مزمن يسبب التهاب وتهيج الجهاز الهضمي عند الإنسان، ويؤثر مرض كرون بشكل خاص على الأمعاء الدقيقة وبداية القولون في الجسم، ولكنه يمكن أن يؤثر على أي عضو في الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج، وفي معظم الحالات تتطور الإصابة بمرض كرون بشكل تدريجي وتتفاقم أعراضه بمرور الوقت، وقد يمر الشخص بفترات ينحسر خلالها المرض لأسابيع إلى سنوات، وبحسب بعض الباحثين فقط هناك ما يقرب من النصف مليون حالة إصابة بمرض كرون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتظهر الأبحاث أن المرض سيصبح أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم في السنوات القادمة، وإنّ السبب الدقيق لهذه الزيادة المحتملة غير معروف، ويؤثر مرض كرون على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكنه أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 29 عامًا وقد سبق لهم إصابة أفراد أسرهم. مرض التهاب الأمعاء.[1]

شاهد أيضًا: ما هو اضطراب الاكل وما انواعه واعراضه واسبابه وطرق علاجه

أسباب مرض كرونز

لا يزال السبب الدقيق لمرض كرون مجهولاً، ولم يكن من الممكن بعد تحديد المسبب الدقيق للمرض، ولكن يستمر البحث من قبل الباحثين في محاولة تحديده، ومن أبرز الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بداء كرونز ما يلي:[2][1]

• خلل في التنظيم المناعي: من أهم الآليات المقترحة لشرح داء كرون، عندما يهاجم الميكروب من قبل جهاز المناعة ويقضي عليه، ولكن لسوء الحظ بالنسبة لهذا المريض، يتسبب هذا الميكروب في حدوث اضطراب في جهاز المناعة مما يجعله يهاجمه أمعاء المريض.
• عوامل وراثية: لاحظ الباحثون أن داء كرون أكثر شيوعًا بين أفراد الأسرة وأقاربهم، ولكن في نفس الوقت نجد أن معظم المصابين بهذا المرض ليس لديهم أقارب مصابين، لذلك هناك مساهمة وراثية في حدوث المرض، ولكن هذا بالتأكيد لم يدرس.
• العمر: تقل أعمار معظم المصابين بداء كرون عن 30 عامًا.
• العرق: مرض كرون أكثر شيوعًا بين البيض والأشكناز أكثر من اليهود، ولكنه أصبح مؤخرًا أكثر شيوعًا بين السود في أمريكا الجنوبية والمملكة المتحدة.
• البيئة: ينتشر داء كرون بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين يعيشون في المدن والمناطق الصناعية، وذلك بسبب ارتفاع كمية الدهون في طعام سكان هذه المناطق.
• التدخين: يعتبر أحد أهم عوامل خطر الإصابة بمرض كرون التي يمكن السيطرة عليها، حيث أن التدخين يزيد من شدة المرض واحتمالية حدوث مضاعفات خطيرة، ويحتاج مرضى داء كرون إلى الإقلاع عن التدخين.
• مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: مثل ايبوبروفين وديكلوفيناك الصوديوم وغيرها، والتي لا تزيد من خطر الإصابة بداء كرون، ولكن استخدامها في مرضى كرون يزيد من خطر الإصابة بالمرض.

اختلاطات مرض كرونز

يمكن أن تظهر العديد من المضاعفات أثناء مسار المرض سواءً من الجهاز الهضمي أو خارجه، وسيتم وصف أهم المضاعفات المحتملة كما يلي:[2][1]

• الانسداد المعوي: يحدث هذا بسبب التهاب مزمن في منطقة الأمعاء يؤدي إلى تندب في موقع الالتهاب، وهذه الندبة هي موقع محتمل لانسداد الأمعاء، ونتيجة لذلك أعراض خطيرة للغاية.
• القرحة: يمكن أن تحدث في أي مكان في الجهاز الهضمي، وغالبًا ما تحدث في الفم وحول فتحة الشرج.
• تكوين الناسور: الناسور هو اتصال غير طبيعي بين تجويفين في الجسم لا يكون موجودًا بشكل طبيعي في داء كرون يمكن أن تتكون النواسير بين الأمعاء ومنطقة أخرى، مثل المثانة أو الجلد أو منطقة أخرى من الأمعاء.
• الشق الشرجي: يمكن أن يحدث أيضًا مع أو بدون الناسور الشرجي نتيجة حركات الأمعاء غير الطبيعية.
• سوء التغذية: نتيجة الإسهال وعدم كفاية امتصاص الطعام في الأمعاء.
• سرطان الأمعاء: يتزايد معدل الإصابة بداء كرون.
• مضاعفات أخرى مختلفة: مثل التهاب المفاصل والتهاب الكبد وهشاشة العظام والتهاب قزحية العين والجسم الهدبي في العين ومضاعفات أخرى.

شاهد أيضًا: علاج ارتجاع المريء نهائيا وما أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية من حدوثه

علاج مرض كرونز

لا يوجد علاج نهائي لمرض كرون، ولكن هناك العديد من الخيارات الطبية للتعامل مع أعراضه، وأبرزها ما يلي:[3]

الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية

يميل الأشخاص المصابون بداء كرون إلى تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الألم وتخفيف الإسهال الذي يعانون منه أحيانًا، ولهذا يلجأ البعض إلى الباراسيتامول لتخفيف الألم وعدم الراحة، لكن الخبراء يقولون إنه من الأفضل تجنب تناول الأسبرين والأيبوبروفين والأدوية الأخرى، وبشكل عام يحتاج العديد من الأشخاص المصابين بداء كرون إلى تناول مكملات الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين د وفيتامين ب 12 والكالسيوم بسبب عدم قدرة أمعائهم على امتصاص هذه العناصر الغذائية من الطعام.

• الأدوية الموصوفة: تنقسم الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج أعراض داء كرون إلى خمس فئات:

• أمينوساليسيلات: يصف الأطباء هذه الأدوية لتخفيف الالتهاب في الحالات الخفيفة، وتأتي هذه الأدوية على شكل أقراص أو سوائل أو تحاميل أو حقن شرجية.
• المضادات الحيوية: تهدف المضادات الحيوية إلى علاج الالتهابات البكتيرية التي تسببها النواسير والشقوق في الشرج، وعادة ما يصف الأطباء أنواعًا معينة من المضادات الحيوية لهذا الغرض في مرض كرون.
• الستيرويدات القشرية: تقلل هذه الأدوية الالتهاب عن طريق تثبيط جهاز المناعة، لكن الآثار الجانبية لهذه الأدوية عادة ما تظل عديدة وخطيرة في بعض الأحيان.
• الأدوية المثبطة للمناعة: تهدف هذه الأدوية إلى قمع جهاز المناعة وتستخدم بشكل شائع لعلاج أعراض مرض كرون لدى الأشخاص الذين لا تستجيب أجسامهم لإكورتيكوستيرويدات أو الأمينوساليسيلات

اتباع عادات الأكل المناسبة

حيث سيحتاج الشخص المصاب بمرض كرون إلى تحديد الأطعمة التي تسبب له المشاكل حتى لا يأكلها في المستقبل، وسيحتاج المريض إلى توخي الحذر بشأن تناول الأطعمة التي يصعب على الأمعاء هضمها، خاصة إذا كان يعاني من تضيق في الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، بما في ذلك الخضار النيئة والحبوب الكاملة والبقوليات واللحوم الباردة والذرة، في حين يمكنه أكل الدواجن والسمك والبطاطس والخبز الأبيض واللبن.

الجراحة

قد لا تعالج الخيارات الجراحية مرض كرون تمامًا، لكنها ستكون قادرة على التعامل مباشرة مع مضاعفات المرض، مثل انسداد الأمعاء أو النزيف الغزير أو تمزق الأمعاء، وعادةً ما تتضمن أنواع خيارات العلاج الجراحي مضاعفات داء كرون ما يلي:

• تمدد التضيق: يقوم الجراح بهذه العملية لتوسيع الأمعاء الضيقة عن طريق عمل شق طولي ثم خياطة الأمعاء دون استئصال جزء منها.
• استئصال الأمعاء: يلجأ الجراح إلى استئصال جزء من الأمعاء إذا كان تضيق الأمعاء كبيرًا لدرجة أنه من غير العملي اللجوء إلى الجراحة لتوسيع التضيق المذكور أعلاه.
• استئصال القولون: تهدف هذه الجراحة إلى إزالة جزء من القولون، وفي بعض الأحيان القولون بأكمله، وعادة ما يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار في الحالات الشديدة جدًا من مرض كرون.
• استئصال المستقيم والقولون: أحيانًا يصل الأمر إلى مرحلة يمكن بعدها استئصال القولون والمستقيم بالكامل فقط، وقد يعني ذلك أحيانًا الحاجة إلى توصيل الأمعاء الدقيقة مباشرة بفتحة الشرج دون ترك أي جزء من القولون.

شاهد أيضًا: علاج القولون الهضمي للدكتور جابر القحطاني

أعراض مرض كرونز

تختلف أعراض داء كرون تبعًا لأي جزء من الجهاز الهضمي ملتهب، وتشمل الأعراض الشائعة:[4]

• آلام في البطن وتقلصات أسوأ بعد تناول الطعام.
• المعاناة بالتناوب بين الإسهال وأحيانًا الإمساك.
• التعب العام والتعب الشديد.
• فقدان الوزن غير المبرر.
• وجود دم ومخاط في البراز.

وقد تكون هناك فترات طويلة تستمر لعدة أسابيع أو أشهر، حيث قد تكون الأعراض خفيفة جدًا أو لا تظهر أبدًا تليها فترات من الانتكاس تكون فيها الأعراض شديدة ومقلقة للغاية، وتشمل الأعراض الأقل شيوعًا كلً مما يلي:[4]

• ارتفاع درجة حرارة الجسم والحمى.
• الشعور بالغثيان والقيء.
• آلام المفاصل وتورمها والتهاب المفاصل.
• التهاب وتهيج العينين.
• التهاب في مناطق الجلد يسبب الألم والاحمرار والتورم، وعادة على جلد الساقين.
• قرحة الفم.
• توقف النمو عند الأطفال المصابين، حيث يمكن أن يتداخل الالتهاب مع امتصاص الجسم للعناصر الغذائية من الطعام.
• قلة الشهية أو فقدانها، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وأحيانًا فقر الدم.
• نزيف المستقيم والشقوق الشرجية المؤلمة.
• التهاب الكبد أو القنوات الصفراوية.
• الشعور بالحاجة المستمرة لتفريغ الأمعاء.

تشخيص مرض كرونز

عادة ما يتم تشخيص داء كرون بعد استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب نفس الأعراض، ويتم تشخيصه من خلال العديد من الفحوصات والاختبارات الطبية، بما في ذلك ما يلي:[5]

• اختبارات فقر الدم والعدوى للتحقق من فقر الدم أو علامات العدوى.
• دراسة عن الدم الخفي في البراز.
• التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة واضحة للأمعاء وبقية الجهاز الهضمي.
• تنظير القولون لفحص القولون وأخذ عينة من الأنسجة لفحصها في مختبرات خاصة تبحث عن خلايا التهابية تسمى الأورام الحبيبية التي تدعم تشخيص مرض كرون.
• تنظير الكبسولة، حيث يتم ابتلاع كبسولة ملحقة بكاميرا لالتقاط صور للأمعاء الدقيقة، والتي يتم نقلها إلى جهاز تسجيل يوفر صورًا واضحة للأمعاء وأجزاء أخرى من الجهاز الهضمي ويكشف عن أي أعراض هضمية غريبة.

مرض كرونز والزواج

لا يؤثر مرض كرون بأي شكل من الأشكال على الأعضاء التناسلية أو يؤثر عليها؛ وبالتالي يظل الشخص يتمتع بصحة جيدة جنسيًا ويمكنه الانخراط بشكل كامل في الاتصال الجنسي، وهذا المرض ليس معديًا، أي أنه لا ينتقل إلى الشريك السليم، ومع ذلك فإن المشاكل النفسية والضغط العصبي الذي تواجهه الأسرة يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية، حيث أن مرض كرون مرض مزمن طويل الأمد يتطلب رعاية مستمرة ومستمرة، وقد يواجه بعض الأزواج صعوبة في التكيف مع وجود هذا المرض لدى الشريك؛ تتجلى أعراض هذا المرض كنوبات مفاجئة من الألم ويمكن أن تستمر لفترة طويلة، بالإضافة إلى العبء المالي المطلوب لعلاج المرض، وهذا لا يعني انهيار جميع العلاقات الزوجية التي يعاني فيها أحد الطرفين من مرض كرون، كذلك فهم الحالة الصحية والنفسية للمريض، وكلها عوامل مهمة لنجاح العلاقة الزوجية واستمرارها.[6]

شاهد أيضًا: فوائد الصمغ العربي للقولون والجهاز الهضمي

وختامًا، تمّ في هذا المقال الإجابة حول السؤال ما هو مرض كرونز ؟، وتمّ التطرق كذلك إلى الحديث حول أعراض وأسباب وطرق علاج مرض داء كرون، وبيان طرق الوقاية من الإصابة به.