ما هي اللغة العربية وخصائصها

ما هي اللغة العربية وخصائصها، اللغةُ العربيّة هي لغةُ القرآن الكريم، ولغةُ التشريع الإسلامي، وهي اللغةُ التي بُعت بها سيدنَا مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- إلى جميعِ الأمُم والشعوب، وهي اللغةُ المُعجزة الخالدة، وهي لغةُ العلمِ والأدب والبلاغة والبيان، وهيِ مصدرُ عزّ الأمة، وأحدُ مقوماتِ الأمُة الإسلاميّة الأساسيّة، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على ماهيّة اللغةِ العربي وما هي خصائصها، ومدَى أهميتّها.

ما هي اللغة العربية

اللغةُ العربيّة أو لغةُ الضاد هي لُغة مُقدسة، حيثُ أنّها اكتسبتَ أهميتّها الأولى منْ كونها لغةُ القرآن الكريم، حيثُ أنّ الصلاة والعبادات والشعائر الإسلاميّة لا تتمُّ إلا بمعرفِة اللغة العربيّة، وهي اللغةُ التي اختارها الله -سبحانه وتعالى- ليقيمَ الحُجة على كفارِ قريش بِها، كما أنّها واحدة من أكثرِ اللغاتِ انتشارًا ضمنَ اللغاتِ الساميّة، فهيّ تعدُّ منْ بينِ أشهرِ ست لُغات في العالم، وذلكَ حسبْ تصنيف الأمم المُتحدة، كما أنّها تشكّلُ اللّغة الأولى في مناطق بلاد الشّام، وشبه الجزيرة العربيّة، وشمال أفريقيا، وقدْ ساهم هذا الانتشار الواسعُ للّغة العربيّة في تصنيفها كواحدةٍ من اللّغاتِ التي يسعى العديدُ من الطُلّاب إلى دراستها، وخصوصًا غير الناطقيّن بها، وقدْ كان لانتشار الدين الإسلامي تأثيرًا مُباشرًا وغيرُ مباشر في رفع شأن ومكانة اللغة العربيّة، حيث أصبحتْ لغةَ العلم والأدب والسياسة لأزمنةٍ طويلة في الديار التي حكمها المسلمون، بالإضافة لهذا فقد كان للغة العربيّة تأثيرٌ كبير على عددٍ من اللغات الأخرى على امتداد العالم الإسلامي، كالفارسيّة، والكرديّة، والألبانة، والإندويسيّة، وغيّرها، وبعضًا من لغاتِ جنوب أفريقيا أيضًا، كالصوماليّة، والأمهريّة، وغيّرها، كما أنّها من اللّغات التي ظلّت مُحافظةً على قواعدها اللغويّة حتّى هذا الوقت، لأنّها لغة الإسلام والمسلميّن والتشريع الإسلامي، والثّقافة العربيّة أيضًا غنية جدًابالعديد من المُؤلفات، سواءً الأدبيّة، أو العلميّة، أو غيرها، والتي كُتِبتْ بلغة عربيّة فُصحى، ويصلُ العدد الإجماليُّ لحُروفِ اللّغة العربيّة إلى ثمانيّة وعشرين حرفًا.[1]

شاهد أيضًا: كلمة عن اللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية 2021

خصائص اللغة العربية

تتميزُ اللغة العربيّة عن غيّرها من لغاتِ العالم بكثيرٍ من المزايا والخصائِص، ومنّها:

• تتميزُ اللغة العربيّة بكثرةِ مُفرداتِها، والمُفردات هي الكلماتِ التي تتكونُ منّها اللغة، ويصنفُ المعجم اللغوي الخاص بِها بأنّه من أكثرِ المعاجم اللغويّة الغنية بالمفرداتِ والتراكيب، حيثُ أنّه يحتوي على أكثرَ من مليونِ كلمة، ويرجعُ ذلك إلى جذور الكلماتِ واشتقاقِها.
• تتميزُ اللغة العربية باحتوائِها على الكثيرِ من الألفاظ المُشتركة، والتي تحملُ معاني مُختلفة، واللفظُ هو الطريقة التي تنطقُ فيها كلماتِ اللغة، وتلفظُ الكلماتِ بالاعتمادِ على الحركاتِ اللغويّة أو ما يُسمى بالتشكيل، واللفظُ يشتملُ أيضًا على التهجئةِ الخاصة بالحروف.
• تتميزُ اللغة العربية باحتوائِها على الكثيرِ من المُرادفات، والترادف يُعني وجود العديد من الكلمات التي تعطي دلالةً واحدة دون إعطاء تمام في المعنى وإنما عمومية في المعنى مما يكسب المفردة الواحدة تميزًا في الاستخدام عن مجموعتها، وهذا يُعطي اللغة العربية بلاغةً دونَ غيّرها.
• تتميزُ اللغة العربية بدلالةِ الأصوات على المعاني، حيثُ تتميزُ الكلمة العربيّة بأنّه لمجرد سماعِها يُفهمُ معناها ودلالتها.
• تتميزُ اللغة العربية بالإيجاز، والإيجازُ هوَ أداء المقصود بأقل من العبارة المتعارفة، ويكونُ هوَ نوعًا من بلاغةِ اللغة.
• تتميزُ اللغة العربية بالفصاحةِ، والفصاحة لغة هو خلوِ الكلمة من العيوب، وقد خلت اللغة العربيّة من ضعفِ الكلمات، والتنافر فيّها، والتعقيد والتأليف اللفظي، والتعقيد المعنوي.
• تتميز اللغة العربية بقيامِها على البناءِ في الإعراب والقواعد، وتبلغُ أهمية الإعراب في إعطاء الدلالات على المعاني.

شاهد أيضًا: شعر عن اللغة العربية لأحمد شوقي قصير

أهمية اللغة العربية

تنبعُ أهمية اللغة العربيّة من اعتبارِها جزءًا من الحضارةِ العربية، غيرَ ارتباطها بالدينِ الإسلامي الذي نزل بهذه اللغة، وفيما يأتي ذكر أهميّة اللغة العربيّة عمومًا، والأهميّة التي منحت لها عندما نزل بها القرآن الكريم، على النحوِ الآتي:

• ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم، وشرائع الدين الإسلامي الحنيف التي لا تكونُ إلا بِها.
• اللغةُ العربية هي لغةُ الإسلام، وهي لغةُ القرآن الكريم، وهي لغةُ الشرائع الإسلاميّة، وقدْ ساهمَ ذلك في تعزيزِ ومكانتها وأهميتّها عند العرب والمسلمين.
• تعتبرُ المحافظةُ على اللغةِ العربيّة هي مُحافظةُ على الدين.
• ساهمت اللغة العربيّة في نهضة العديد من الحضاراتِ الأُخرى، وخصوصًا الأوروبية، مما شجعَ الأوربيون لتعلمها والتعرف على بيانِها وإعجازِها.
• تعتبرُ اللغة العربيّة من اللغاتِ الإنسانيّة الساميّة، والتي لا زالت مُحافظة على تاريخها النحوي واللغوي منذُ قديمِ الزمان.
• تمتازُ اللغة العربية بالرقي في التعبير، والفصاحة في البيانِ والبلاغة، وكثرة الصور الفنيّة.
• تستخدمُ اللغة العربية كلغة أساسيّة في تدريس الكثير من العلوم، مثلَ علومِ الإسلامية من القرآن الكريم، والأحاديث النبويّة، والفقه، بالإضافة إلى تعليم الشعرِ، والأدب، والخطابة.
• تعتبرُ اللغة العربيّة من أهمِ المرجعيات لباقي اللغات في العالم، حيثُ يوجدُ العديد من الأرقام والكلمات العربيّة في بعضِ اللغاتِ الأجنبيّة مثلَ التركيّة والكرديّة.
• تعتبرُ اللغة العربية لغة قديمة ثابتة، وراسخة تاريخيًا.
• تعتبرُ اللغة العربية لغة العديد من الشعوبِ والقبائل، مثلَ قوم عاد، وقوم ثمود، وغيّرهم، وقدْ ساهمَ ذلك في انتشارِها في بلاد الشام، والجزيرة العربية.
• تعتبرُ اللغة العربيّة مصدرُ عزّ الأمة، وتعتبرُ مقومًا أساسيًا من مقوماتِ الأمة الإسلامية.

شاهد أيضًا: معلومات عن اللغة العربية

علوم اللغة العربية

يأتي تصنيفُ علوم اللغة العربية على النحوِ الآتي:

• علم البلاغة: علمُ البلاغةِ كما عرفّها القزويني في كتابه (الإيضاح في علوم البلاغة) هي: مُطابقة الكلام لمُقتضى حال السّامعين مع فصاحته، فالبلاغةُ تشملُ المعاني لا الألفاظَ فقط، والكلامُ البليغَ هو الكلام الذي يحملُ الأوصافَ اللفظيّة والأوصاف المعنويّة، والبلاغة هي قوةُ التأثيرِ وحسن البيان، وقدْ صُنفت إلى ثلاثِ علوم، وهي:
  • علم البيان.
  • علم المعاني.
  • علم البديع.
• علم النحو: علم النحو كما عرّفهُ الجوهري في كتابه (مُعجمُ تاج اللغة وصحاح العربية) بأنّه الطريق والانصراف والعُدول، ومثالُ ذلكَ: نحا فُلان بصرهُ إلى شيء، أيْ عدل بصرهُ وصرفهُ عنّه، وعامةً هو العلم الذي يبحثُ في أصل تكوينِ الجمل، وقواعد إعرابها.
• علم العروض: علم العروض أو موسيقى الشعر وهو العلمُ الذي يبحثُ في الميزانِ الشعري الذي يُعرفُ بهِ الموزونَ من المكسور.
• علم الاشتقاق: علم الاشتقاق هو أخذُ كلمة من كلمة أو أكثر، وطريقةُ معرفتّه تكون بتقليبِ تصاريف الكلمة حتى يرجعُ منّها إلى صيغةِ الأصل.
• علم الصرف: علمُ الصرف هو العلم الذي يدرسُ التغيير الذي يطرأ على بنية الكلمة وصيغتها، وما يطرأ عليّها من تغيير، كالزيادة والنقصان، والإبدال والقلب، وغيرُ ذلك.
• الإعراب: الإعراب هوَ هو تشكيلُ نهاية الكلمات وِفقَ موقعِها في الكلام على الوجه الصحيح، وسواء أكانت العلامات الإعرابيّة حركات، أم حروف.
• الترادف والتضاد: أنّ لكل كلمة مُرادفها وتضادها أو عكسها في اللغة.
• التصريف: حيثُ يُصرف كل من الفعلين الماضي والمضارع إلى أربع عشرة حالة وهي: اثنتان للمتكلم، وثلاث للغائب، وثلاث للغائبة، وثلاث للمخاطب، وثلاث للمخاطبة، أما فعل الأمر فيُصرف على ستة أمثلة وهي: ثلاثة للمخاطبة، وثلاثة للمخاطب.

وظائف اللغة العربية

تتمتعُ اللغة العربية بمجموعةً من الوظائفِ، وهِي:

• التعبير: حيثُ أنّ اللغة تساعد على نقل الأفكار والمشاعر، وفهمها، وإيصالها بسهولة، كذلك يمكنُ من خلالِها التعبير عن الحالّة.
• الاستماع: فالأفراد يمكنّهم تنميّة اللغة العربيّة منْ خلالِ الاستماع من قراءةِ المجلات، والكتب، والأفكار.
• التواصل: فاللغة هو وسيلةَ التواصل بين الأفراد جميعهم.
• التعليم: فمنْ خلال اللغة يتمكنُ الفرد من التعليم، واكتسابِ المهارات الجديدة، وتطويرها.
• التدوين: فمنْ خلال اللغة يمكنُ كتابة الأفكار، وتدويِنها، وتسجيل الوقائع والظواهر والأحداثِ، وغيّرها.

شعر عن اللغة العربية

قدْ كتبت الكثيرُ من الأشعار في التغزل في اللغة العربية، وروعةُ بيانِها، ومدى إعجازها، ومنّه قال الشاعر صباح حكيم في قصيته لغة الضاد:

أنا لا أكتب إلا لغة                         في فؤادي سكنت منذ الصغرْ
لغة الضاد وما أجملها                    سأغنيها إلى أن أندثرْ
سوف أسري في رباها عاشقاً        أنحتُ الصخر وحرفي يزدهرْ
لا أُبالي بالَذي يجرحني                 بل أرى في خدشهِ فكراً نضرْ
أتحدى كل مَنْ يمنعني                 إنه صاحب ذوقٍ معتكرْ
أنا جنديٌ و سيفي قلمي              وحروف الضاد فيها تستقرْ
سيخوض الحرب حبرا قلمي           لا يهاب الموت لايخشى الخطر
قلبيَ المفتون فيكم أمتي              ثملٌ في ودكم حد الخدرْ
في ارتقاء العلم لا لا أستحي          أستجد الفكر من كلِ البشرْ
أنا كالطير أغني ألمي                    وقصيدي عازفٌ لحن الوترْ

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا ما هي اللغة العربية وخصائصها، حيثُ سلطنا الضوء على أهمية اللغة العربية وخصائِصها، فهيَ لغةُ القرآن الكريم، ولغةُ التشريع الإسلامي، وهي مصدرُ عز الأمة وثباتِها.