ما هو الودق بالقران الكريم
جدول المحتويات
ما هو الودق بالقران الكريم من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من الناس، وخاصّةً أولئك الذين يهتمّون بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، فالقرآن الكريم هو كتاب الله ووحيه المُنزل على نبيّه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو الكتاب المعجز الذي نزل به الوحي جبريل عليه السلام، وبه دستور الإسلام وقوانين الحياة كلّها ونظامها، وفيه قصص الأولين والغابرين، وفيه من الأحكام ما يجعل الحياة قويمةً وسليمة، وفيه من الإعجاز العلمي ما يذهل العالم أجمع ولا يزال إلى اليوم الحاضر يتمّ اكتشاف الجديد في إعجازه، فهو سابقٌ لكلّ علم وسابقٌ لكلّ زمان، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ التعرف على ما هي ظاهرة الودق ومعنى الودق في القرآن الكريم، والذي يعدّ أحد المظاهر الطبيعية الإعجازية التي ذكرها القرآن.
ما هو الودق بالقران الكريم
إنّ الودق في القرآن الكريم هو المطر خلال الرّكام وأكوام الغيوم، وقد ذُكر الودق في القرآن الكريم مرّتين اثنتين فقط، واحدة في سورة النور والثانية في سورة الرّوم، ويقول أهل التّفسير في تفسير آية الودق في سورة النور {يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} أي يجمع الله بين السحاب، {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً} أي يجعل الله السّحاب متراكمًا بعضه فوق بعض، {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} أي سيرى الناظر أنّ المطر سيخرج من بين السحاب الكثيف، {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} أي ينزل الله من السّحاب ما يشابه الجبال بردًا وهو الماء المتجمد، {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ} فيصيب بهذا البرد من يشاء من عباده فيضرّه ويبعده عمّن يشاء.
وفي آيات الودق إظهارٌ إعجازي لأنواع السحب، وهي ركامية ومبسوطة وأعاصير، ويتفرّع منها ما يقارب الثمانين نوعًا، وقد أعجز القرآن بحديثه عن هذه الأنواع وبيّن خصائصها، فالسحب الرّكامية سحبٌ ضخمة بمساحةٍ صغيرة، لكنّها تتراكم تصاعديًّا فوق بعضها، وهو يُقسم لثلاث طبقات السفلى وفيها قطرات الماء، والوسطى فيها بخار ماء بارد، والطبقة العليا فيها بلورات ثلج جامدة.[4]
شاهد أيضًا: معنى يعبدون في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون
كم مرة ذكر الودق في القرآن
بعد معرفة ما هو الودق بالقران الكريم سيتمّ معرفة كم مرة ذكر الودق في القرآن الكريم، حيث إنّ كلمة الودق تمّ ذكرها في كتاب الله -سبحانه وتعالى- مرّتين فقط، وذلك في سورة النّور وفي سورة الرّوم، وذلك ضمن الآيات الآتية:[1]
- قال سبحانه وتعالى في سورة النور: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}.[2]
- قال تعالى في سورة الروم: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.[3]
شاهد أيضًا: ما معنى الرقيم في سورة الكهف
ألفاظ دلت على المطر في القرآن الكريم
بعد معرفة ما هو الودق بالقرآن الكريم، وأنّه مصطلحٌ يدلّ على المطر، فإنّ العديد من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم تدلّ على ذات المعنى مع الودق، ويبلغ عددها اثني عشر لفظًا، وهي مع الودق:[5]
- المطر: ذُكر المطر في تسع آيات من القرآن الكريم صراحةً وذلك في خمس عشرة مرة، ومنها قوله تعالى: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا}.[6]
- الغيث: وقد ورد مصطلح الغيث في ثلاثة مواضع، وتدلّ على البركة والرّحمة جميعها، وذلك كما في قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.[7]
- الماء: حيث ذُكر في 63 مرّة في القرآن منها 33 بمعنى الماء النازل من السماء، كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}.[8]
- الوابل: وهي كلمة وردت في القرآن الكريم ثلاث مرّاتٍ فقط وتدلّ على المطر القوي والشديد، كما في قوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا}.[9]
- الطل: وهو المطر الخفيف أو الندى وقد ذكر في مرّة واحدة في قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}.[10]
- حسبان: وهي مطلحٌ ورد في كتاب الله ثلاث مرّات، وفي مرّة واحدة دلّت على المطر العظيم، في قوله تعالى: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ}.[11]
- الرجع: ذُكرت في القرآن مرّة واحدة وتعني المطر، وذلك في الآية الحادية عشرة من سورة الطّارق.
- السماء: وهي مصطلحٌ دلّ في الكثير من المواضع على معنى المطر، كما في قوله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا}.[12]
- الرزق: من المصطلحات الذي دلّت على المطر.
- الرحمة: وهي من الكلمات التي رافقتها عديد المشتقات منها وتدل على المطر.
شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين
ما هي ظاهرة الودق
إنّ ظاهرة الودق أو الودق هو ما تجود به السّحب الممطرة من ماء مختلف الصّفات، وهو ما يُعرف علميًا بقنبلة المطر، ويطلق في الغالب على عملية إفراغ الماء من السحاب وسقوطه دفعةً واحدة، وهو من الآيات الإعجازية التي فصّلها القرآن الكريم، حيث إنّ أنواعًا عديدة من السحب تختلف من حيث التركيب والهيكلية، ومن حيث ارتفاعها وسمكها، والرّكام من أهمّ أنواع السّحب التي تعطي رخّات المطر، وهي تجود بالبَرد والبرق والرّعد يكونان فيها، وهي أحد أنواع السحب الرئيسة، مع السحب البساطية، وكلا النّوعين يجودان بالودق إذا كانت السّحب مُمطرة، ويكشف القرآن الكريم عن هذه الظاهرة حيث أنه من المثبت علميًّا أنّ الهواء يصعد لأعلى فيثير السّحاب، وببرودة طبقات الجو العليا فلا تقوى على حمل أبخرة المياه العالقة فيها، فتتكاثف الأبخرة وتتحول لنقط ماء أو بلورات ثلج بحسب درجة الحرارة، وتبدأ هذه السحب صغيرة وتتحد مع بعضها ناميةً ومكونةً السحاب الركامي الصخم، وتنمو رأسيًا، وهذه السحب واحدة من المعجزات التي تدلّ على عظمة خلق الله.[13]
شاهد أيضًا: معنى كلمة سجيل في سورة الفيل
هل الودق من علامات الساعة
ما هو الودق بالقران الكريم هو ما تمّ بيانه فيما سبق، وهو ما يُقصد به المطر بأنواعه، ولكن قد يجهل بعض النّاس معنى الودق ويتساءل إن كان الودق من علامات السّاعة، وقد أجاب أهل العلم أنّ الودق من الظّواهر الطبيعية التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، ولا ترتبط أبدًا لا برضى الله ولا غضبه، فقد يكون الله قد غضب عليهم لكنّه لا يحرمهم من المطر وقد يمنع المطر عن عباده لتقصيرهم وليذكرهم بالعودة والرّجوع إليه، ولا علاقة للودق بيوم القيامة، فهي ظاهرةٌ موجودة منذ أن خُلقت الأرض والسحاب، ولا يوجد أيّ علاقة أو دليل أو نص يربطها بعلامات الساعة أو اقترابها.
شاهد أيضًا: صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان
ما الفرق بين الودق والمطر
في المعنى العام لا فرق بين الودق والمطر فكلاهما يشيران للماء النازل من السحاب، لكنّ الودق هو المطر عامّةً بحالاته وصفاته كلّها، فكلّ ما ينزل من السّماء يسمّى في اللغة ودقًا، وفسّر بعض أهل العلم الودق بأنّه المطر كلّه شديده وخفيفه، وآخرون فسّروه على أنّه السّح أي المطر الشّديد المتفجر، أمّا المطر فهو الماء الذي اقترن عادةً بالعذاب، ففي القرآن الكريم ارتبط لفظ المطر بالعقاب والعذاب لبني الإنسان، فالمطر في التفاسير هو الماء الذي لا يُنتفع فيه وهو الماء المُهلك، ولكن قد يُستعمل في الدلالة على الخير كما في بعض المواطن والله أعلم.
شاهد أيضًا: سبب نزول ” يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم “
بهذا نصل لختام هذا المقال الذي حمل عنوان ما هو الودق بالقران الكريم، الذي ذكر كم مرة ورد مصطلح الودق في القرآن الكريم، وذكر الألفاظ التي دلت على معنى المطر في القرآن، وفصّل في بيان ظاهرة الودق علميًا، وبيّن إن كان الودق من علامات الساعة، وختم ببيان الفرق بين الودق والمطر.
المراجع
- alukah.net , ألفاظ الشتاء في القرآن الكريم , 04/11/2021
- سورة النور , الآية 43
- سورة الروم , الآية 48
- islamweb.net , التفسير الشرعي والعلمي للآية 43 من سورة النور , 04/11/2021
- alukah.net , ألفاظ الشتاء في القرآن الكريم , 04/11/2021
- سورة النساء , الآية 102
- سورة الحديد , الآية 20
- سورة البقرة , الآية 164
- سورة البقرة , الآية 264
- سورة البقرة , الآية 265
- سورة الكهف , الآية 40
- سورة نوح , الآية 11
- alukah.net , تفصيل بعض ظواهر الكون , 04/11/2021
التعليقات