ما هي كنية السلطان سليمان القانوني

ما هي كنية السلطان سليمان القانوني السؤال الذي ستتم الإجابة عنه في مقالنا هذا، حيث أنّ الدّولة العثمانيّة من أكبر الإمبراطوريّات عبر التاريخ، وواحدة من أكبر الدّول الإسلاميّة، وقد كان لها دورٌ عظيمٌ وكبير في التّاريخ الإسلاميّ والحضارة الإسلاميّة، نشأت الدّولة العثمانية في القرن الرابع عشر، واستمرّت أكثر من ستّة قرون، وكانت بدايتها نتيجة اتّحاد الأتراك النّازحين من أواسط آسيا إلى الأناضول مع السّلاجقة، وفي هذا المقال سيعرّفنا موقع المرجع ماهي كنية السلطان القانوني أعظم سلطانٍ عرفه العثمانيّين.

سليمان القانوني ويكيبيديا

ما هي كنية السلطان سليمان القانوني سليمان الأوّل، الذي ولد في 6 /نوفمبر/ 1494م في مدينة طرابزون، وقد كان عاشر السّلاطين العثمانيّين، والخليفة الثّمانون للمسلمين، وهو ثاني من حمل لقب أمير المؤمنين من العثمانيّين،  وقد بلغت الدّولة الإسلاميّة في عهده أقصى اتّساعٍ لها، وأصبحت أقوى دولة في العالم في وقتها، حكم السّلطان سليمان القانوني بأطول مدّة حكمٍ بين السّلاطين، وكان خلفاً لأبيه السّلطان سليم الأول وخلفه كان ابنه سليم الثاني، قام السلطان سليمان بإصلاح النّظام القضائي العثماني، وقاد الجيوش العثمانيّة لغزو المعاقل والحصون المسيحيّة، وضمّ أغلب أراضي مملكة المجر وأراضي الشّرق الأوسط، ومناطق واسعة من شمال أفريقيا، وسيطر الأسطول البحري العثماني على بحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج، حدّدت قوانينه التي وضعها شكل الإمبراطوريّة العثمانيّة لقرونٍ عدّة بعد وفاته، وقد تطوّر في عهده الثّقافة والفنون والأدب والعمارة، وقد اعتبره المؤرّخون أحد أعظم الملوك على الإطلاق لضمّ مملكته العديد من عواصم الحضارات الأخرى، مثل أثينا ودمشق وصوفيا وبغداد وبودابست وبلغراد والقاهرة وبوخارست وتبريز والجزائر وغيرها.[1]

ما هي كنية السلطان سليمان القانوني

كنية السلطان سليمان القانوني هي خان الأول آل عثمان، فهو سليمان خان الأول بن سليم بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل، وقد اشتهر بلقب القانوني حيث أنّ اللقب أُعطي للسّلطان سليمان لأسبابٍ مختلفة، حيث يرى العديد من المؤرّخين أنّ لقب  القانوني أطلق عليه بسبب القوانين التي وُضعت في عهده والتي تُعتبر كبيرةً جدّاً، ويبلغ عددها ما يقارب المائتي قانون، ويُقال أنّ سبب إطلاق لقب القانونيّ عليه هو قيام السلطان سليمان بنبذ قوانين الشريعة الإسلامية وإحلال القوانين التي وُضعت بدلاً عنها، وأنّ علماء الدين لهم موقفٌ سلبيّ من السّلطان سليمان بعكس موقفهم من السّلاطين الآخرين، وقد قام السّلطان سليمان بتدوين القوانين التي وُضعت في عهد السّلاطين محمد الفاتح وبايزيد الثاني وسليم الأول، وبالرّغم من أنّها كانت قوانين مشروعة من السّابق إلا أنّ السّلطان سليمان كان أفضل من قام بتحريرها، وقد حصل انطباعٌ لدى العلماء حينها أنّ السّلطان سليمان قد جلب قوانيناً من أوروبّا، وقد كان السّلطان سليمان القانوني يقوم بتطبيق القوانين على الجميع بشكلٍ عادلٍ ودون تمييز.

ولد السلطان سليمان القانوني، في طرابزون الواقعة على سواحل البحر الأسود، والدته هي عائشة حفصة سلطان، درس العلوم والتاريخ والأدب والفقه والتّكتيكات العسكرية منذ صغره، وتولّى سليمان وهو ابن سبعة عشر عاماً منصب والي فيودوسيا وعديد الولايات الأخرى، وبعد وفاة والده دخل القسطنطينيّة وتولى الحكم كعاشر سلطانٍ عثمانيّ، وقد وُصف بأنّه كان حينها في الخامسة والعشرين من عمره عند توليّه السّلطة، وقد أدى ولعه واحترامه للإسكندر الأكبر إلى تأثّره برؤيته لبناء إمبراطوريّة عالمية تمتد من الشّرق إلى الغرب، وهو ما أدّى لخلق حملاته العسكريّة الكبيرة في آسيا وافريقيا وأوروبا.[2]

شاهد أيضاً: من هو السلطان العثماني الذي جازى شرب القهوة بالاعدام

ما هي ألقاب السلطان سليمان القانوني

بعد معرفة ما هي كنية السلطان سليمان القانوني ولقبه الشّهير، لا بدّ من معرفة أنّه لم تقتصر ألقابه على القانوني وحسب، فما هي ألقاب السلطان سليمان القانوني؟ لقد عُرف السّلطان سليمان بالكثير من  الأسماء والألقاب لشهرته وقوّته وعظمة دولته، ومن تلك الألقاب:[3]

  • صاحب الجلالة الإمبراطورية السلطان سليمان الأول.
  • حاكم بيت عثمان.
  • سلطان السّلاطين.
  • خان الخانات وأمير المؤمين.
  • خليفة رسول الله في الأرض.
  • حامي المدن المقدّسة الثلاث مكة والمدينة والقدس.
  • إمبراطور قارات العالم.
  • السلطان سليمان العظيم.
  • مالك الرقاب.
  • ملك المؤمنين وغير المؤمنين.
  • ملك الملوك.
  • إمبراطور الشّرق والغرب.
  • خاتم النّصر.
  • أمير الأرض الأكثر سعادة.
  • ملجأ كلّ النّاس في العالم كلّه وغيرها من الألقاب.

بعض أقوال العلماء والمؤرخين في السلطان سليمان القانوني

شغل السلطان سليمان القانوني العالم والتّاريخ بل خطّ في صفحات التّاريخ سطوراً من ذهب، فنال نصيباً وافراً من حديث المؤرّخين والعلماء، فقد قال فيه عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي العاصمي المكي في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: “… سلك طريق المعدلة وجادة الإنصاف، وتفقد أحوال الرعايا والعساكر، ورفع الظلم والاعتساف، وأعرض عن المنهيات، وله خيرات لا تحصى معروفة في الآفاق، وفتوحات وغزوات، رفعت أهل الإيمان، وخفضت أرباب الشقاق والنفاق، منها انكروس ورودس وبُدن وبلغراديج وغزوة العجم وألمان وأولونية وبغداد وإسطنبول والستوراغون وسكتوار آخر غزواته، وتوفي فيها سنة 974 أربع وسبعين وتسعمائة”.ولم يكتف الأمر عند ذلك بل ذكره القاضي شمس الدين بن إسماعيل في كتابه الإحسان في ددخول مملكة اليمن تحت ظلّ عدالة آل عثمان، بقوله:

“… وصادف انقسام المملكة في اليمن، وصول خبر مولانا السلطان سليمان خان، تغمده الله بأذكى الرحمة والرضوان، وبل ضريحه بوابل المغفرة والغفران، وحف روضته بروائح الروح والريحان…”.

وقيل في كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد، وذلك في وصف السّلطان سليمان القانوني، فوصفه بقوله: “هو سلطان غاز في سبيل الله، مجاهد لنصرة دين الله، مرغم أنوف عداه بلسان سيفه وسنان قناه، وكان مؤيداً في حروبه ومغازيه، مسدداً في آرائه ومغازيه، مسعوداً في معانيه ومغانيه، مشهوداً في مواقعه ومراميه، أيَّان سلك ملك، وأنى توجه فتح وفتك، وأين سافر سفر وسفك، وصلت سراياه إلى أقصى الشرق والغرب، وافتتح البلدان الشاسعة الواسعة بالقهر والحرب، وأخذ الكفار والملاحدة بقوة الطعان والضرب، وكان مجدد دين هذه الأمة المحمدين في القرن العاشر، وكان رؤوفاً، شفوقاً، صادقاً، صدوقاً، إذ قال صدق، وإذا قيل له صدق لا يعرف الغل والخداع، ويتحاشى عن سوء الطباع، ولا يعرف المكر والنفاق، ولا يألف مساوئ الأخلاق، بل هو صافي الفؤاد، صادق الاعتقاد، منور الباطن، كامل الإيمان، سليم القلب، خالص الجنان”.

شاهد أيضًا: لماذا سميت الدولة العثمانية بهذا الاسم

التخطيط السياسي والتوسع في أوروبا في عهد سليمان القانوني

بلغت الدّولة العثمانية في عهد سليمان القانوني ذروة المجد، وبسطت نفوذها على معظم بلدان العالم الإسلاميّ وغير الإسلاميّ، وقد سنّت القوانين وارتقت فيها النّظم، وطبّقت الشّريعة وازدهرت العمارة والبناء، وقد قضى السّلطان العثماني سليمان القانوني على الكثير من الثّورات في الشّام وقونيا ومرعش، وقاد حملاتٍ عسكريّة واسعة لفتح أوروبا وآسيا، وقد استعانت فرنسا بقيادة ملكها فرنسوا الأول بالدّولة العثمانيّة ضدّ عدوّتها إسبانيا بقيادة ملكها شارل الخامس، فوعد السّلطان بالكساعدة ليستفيد من هذه الفرصة ليسدد ضرباته لمملكة النمسا، وتشديد الخناق على أوروبا، فسيطر التّحالف الفرنسي العثماني على الكثير من أراضي أوروبا الشرقية، ثمّ أرادوا التّوجه لغزو إيطاليا، لكنّ فرنسا تنقض العهد وتوقف عمليّاتها العسكرية، وقد كان السّلطان سليمان يقود الحملات العسكريّة بنفسه، وقد توغّل في عمق أوروبا، وقد بلغ عدد الحملا التي قادها شخصيّاً ثلاث عشرة حملة عسكريّة كبرى، وفتح أكثر من ثلاثمائةٍ وستين حصناً وقلعة، وغدا جيشه جيشاً قويّاً تهابه جيوش العالم أجمع، ولم يكن جيشه الأقوى فحسب بل كانت لديه المدفعيّة العثمانيّة التي تدكّ الحصون وترعب الأعداء.

ساعدت قيادة السلطان سليمان للجيوش بنفسه بإكسابه الهيبة والطّاعة من الشّعب والجيش، وكان جيشه منظّماً تنظيماً كبيراً، ولم يكن هنالك مجالٌ للظّلم أو الاعتداء على سكّان المناطق التي يفتحونها، ولو أنّ الجيش أعطب شيئاً أو أفسده خلال مسيره لأيّ أحد فلا بدّ من تعويضه وإصلاح الضّرر له، وتعددت ميادين القتال التي سارت فيها الجيوش العثمانية، فشملت أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد نجح في التّوسّع في كلّ القارات حتّى أصبحت الدولة العثمانية في عهده أعظم دولةٍ على الأرض.[4]

شاهد أيضًا: من هو ارطغرل الحقيقي وقصته الحقيقية

وفاة سليمان القانوني

إن معرفة ما هي كنية السلطان سليمان القانوني والخوض في حياته وتاريخ الدولة العثمانيّة في عهده، تدفع القارئ للخوض في المزيد حول تفاصيل حياته  التي قام فيها ببناء أعظم دولةٍ إسلاميّة في التّاريخ، فالسّلطان سليمان القانوني لم يترك الجهاد قط، وقد أصابه مرض النّقرس، فكان لا يستطيع الرّكوب على فرسه من شدّة الألم، ولكنّه كان يتحامل على نفسه إظهاراً للقوّة أمام الأعداء، وعندما بلغ من العمر أربعةً وسبعين عاماً، أغار ملك الهايسبرج على ثغرٍ من ثغور المسلمين، فقام السّلطان للجهاد من فوره بالرّغم من تحذيرات الطّبيب له، لكّنّه أخبره أنّه يفضّل أن يموت غازياً، مع أنّه كان مرضاً بشدة ويعاني من الألم إلا أنّه قاد الجيش بنفسه، حيث وصل إلى مدينة سيكتوار المجرية، وكان فيها قلعةً حصينة ومنيعة، ومجهّزة بالبارود والمدافع، لكنّه بدأ في حصارها وكان القتال صعباً على المسلمين لمتانة أسوارها وضراوة المسيحيّين في الدّفاع عن حصنهم، واستمرّ القتال قرابة خمسة أشهر، واشتدّ مرض السّلطان، إلى أن أصاب أحد المدافع مستودعات الذّخيرة في القلعة مما سمح للمسلمين بدخولها، وهزيمة الصّليبيّين فيها، وفي نفس الوقت توفّي السّلطان العثماني سليمان القانوني، وخرجت الرّوح إلى بارئها في 20 / صفر/ 974هـ، الموافق 5/سبتمبر/1566 م، ليأتي ولده سليم الثّاني ويستلم الحكم بعد أبيه، وقد احتفلت أوروبا بموت السّلطان الغازي ودقّت الكنائس فرحاً بموت من أرعب أوروبا لسنوات طويلة.[5]

وفي نهاية المقال تمّ التّعرف على ما هي كنية السلطان سليمان القانوني، وذلك بعد التّعرف على سليمان القانوني ويكيبيديا، وذكر المقال ما هي ألقاب السلطان سليمان القانوني التي اشتهر بها، وذكر بعض أقوال العلماء والمؤرخين في السلطان سليمان القانوني، وتطرّق للتخطيط السياسي والتوسع في أوروبا في عهد سليمان القانوني، حتّى وفاة سليمان القانوني ونهاية عهده.

المراجع

  1. wikiwand.com , سليمان القانوني , 22/08/2021
  2. wikiwand.com , سليمان القانوني , 22/08/2021
  3. wikiwand.com , سليمان القانوني , 22/08/2021
  4. marefa.org , سليمان القانوني , 22/08/2021
  5. islamstory.com , السلطان سليمان القانوني , 22/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *