ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة

ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة وكفارة المرأة إذا ماتت ولم تقضي صيامها، شرع الله للمرأة أن تفطر في أيام الحيض والنفاس من شهر رمضان المبارك رحمة منه -سبحانه وتعالى-، وفي هذا المقال سنوضح ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة، كما سنبين بعض المسائل المتعلقة بقضاء صيام رمضان للمرأة،  ويساعدنا موقع المرجع في معرفة المعلومات والأحكام والأدعية الشرعية التي تنفع الفرد المسلم في شتى جوانب حياته.

تعريف قضاء الصيام وحكمه القضاء

إن معنى القضاء في الاصطلاح اللغوي هو: الحُكم، والأداء، وأما معناه في الاصطلاح الشرعي فهو فعل الأمر الواجب شرعًا بعد فَوات وقته، أما معنى قضاء الصيام فهو: صوم المسلم المكلَف الأيّامَ التي أفطرَها فيها بشهر رمضان المُبارك بعد انقضائه، ولابد للمسلم أن يحرص على عدم تضيع الفرائض فإن حرمة الفرائض عظيمة عند الله -تعالى- ومن فوت على نفسه صيام رمضان بغير عذر فقد ارتكب محرمًا وهو أثم، وهذا الصيام يبقى في ذمّته، وقضاؤها واجب عليه باتِّفاق أهل العلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان وخروج المذي

ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة

الواجب على كل مؤمنة أن تقضي ما أفطرته في رمضان بسبب الحيض أو النفاس، وهذا بإجماع المسلمين فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: “كنا نحيض على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم نطهر فيأمرنا بقضاء الصوم ولا يأمرنا بقضاء الصلاة”،[2] فقضاء الصيام خارج رمضان هو بدل عن أدائها فيه لوجود عذر الحيض أو النفاس، فالله -سبحانه وتعالى- خفف على المسلمات بإسقاط قضاء الصلاة عنهن في أيام الدورة والنفاس، لإن الصلاة مكررة في اليوم خمس مرات، وفي قضائها مشقة، وأما صيام القضاء فليس فيه مشقة وتعب كالصلاة،[3] وفيما يلي تفصيل حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة مع قدرتها أو مع عدم القدرة:

• حكم زينة رمضان ابن باز
• هل مشاهدة الافلام الاباحية تفسد الصيام

ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة مع القدرة

على المسلمة أن تسارع في قضاء ما فاتها من صيام رمضان وأن لا تأجله؛ لأنّ قضاء الواجبِ واجبٌ وتنشغل فيه ذمة المكلّف، وقد روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ”،[4] فقضاء رمضان واجب، وإذا أخرت المرأة قضاء رمضان حتى حل رمضان الذي يليه بغير عُذر، فإنها أثمة لأنّ التأخير في القضاء بغير عُذر يُعَدّ تهاونا، وتساهلا لا يحل، وهو يُوجِب التوبة إلى الله -تعالى-، كما يلزمها القضاء والكفارة، والكفارة هي إطعامِ مسكين عن كل يوم أفطرته.[5]

شاهد أيضًا: حكم تقبيل الزوجة من الفم في نهار رمضان

ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة مع عدم القدرة

إذا أفطرت المرأة في رمضان بسبب الحيض أو النفاس، وبعد رمضان مرضت ولم تتمكن من الصوم وكان مرضها ممّا يُرجى شفاؤه -وهذا يُترك تقديره للأطباء- فعليها أن تتنظر حتى تصبح قادرة على الصوم، فتقضي الأيام التي أفطرت فيها برمضان، ولا يجب عليها كفارة التأخير ولو تأخر صيامها إلى سنوات، أمّا إذا كانت مريضة بمرض مزمن لا يُرجى شفاؤه ومنعها من الصوم، فهنا عليها إخراج كفّارة بعدد ما أفطرته من الأيام، والكفّارة إطعام مسكين عن كلّ يوم.[6]

ما هي كفارة عدم قضاء رمضان

إن كفارة عدم قضاء رمضان وتأخيره إلى رمضان الذي يليه إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع أي ما يقارب كليو ونصف، وهذا الطعام يكون من قوت البلد من التمر أو الأرز أو الحنطة، ولا يفرق إذا أخرج الطعام “الكفارة” قبل الصيام أو بعد الصيام.[6]

كفارة المرأة إذا ماتت ولم تقضي صيامها

إن كفارة من ماتت ولم تقض صيامها على التفصيل الآتي:[7]

• إذا كان القضاء الذي عليها من رمضان القريب: وكانت قادرة على الصيام ولكن أخرته، فإنه يشرع لأقاربها القضاء عنها، وليس عليها كفارة الإطعام؛ لأن رمضان قريب، والكفارة تكون إذا أخرت القضاء إلى رمضان آخر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:”من مات وعليه صيام صام عنه وليه”،[8] ويقصد بالولي القريب، وإن  سائلًا قد سأل النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-:” فقالَ إنَّ أمِّي ماتت وعليْها صومُ شَهرٍ أفأقضيهِ عنْها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لو كانَ على أمِّكَ دينٌ أَكنتَ قاضيَهُ عنْها قالَ نعَم قالَ فدَينُ اللَّهِ أحقُّ أن يُقضى”.[9] فإن لم يتيسر من يقضي عنها أطعم عنها كل يوم مسكيناً بدلاً من القضاء.
• إذا كان القضاء الذي عليها من رمضان آخر: إن كان الصوم قد تأخر إلى رمضان آخر بسبب التساهل ممن كان عليه قضاء الصوم فإنه يقضى الصيام عنها أحد أقاربه، ويخرج عنه كفارة وهي إطعام عن كل يوم مسكين، وإطعام المسكين نصف صاع من قوت البلد.

اقرأ أيضًا:

• استخراج الخريطة الفلكية السنوية
• هل مشاهدة الافلام الاباحية تبطل الصيام
• هل يجوز المبيت في مكة بعد طواف الوداع

مسائل متعلقة بقضاء صيام رمضان للمرأة

هناك العديد من المسائل المُتعلّقة بقضاء الصيام، ومنها ما يأتي:

• التتابُع في قضاء صيام رمضان: ليس من الواجب على المرأة أن تتابع في قضاء صيام رمضان؛ وذلك لعدم وجود قرينة تدلّ على ذلك؛ فقد قال -تعالى-: “فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”،[10] ولكن التتابع مستحب فهو أسرع في براءة الذمة، وإسقاط الواجب، كما أنه أشبه بالأداء.
• التراخي في قضاء صيام رمضان: اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على جواز التراخي في قضاء الصيام فلا يجب قضائه على الفور؛ فيجوز للمرأة أن تقضي صيام رمضان في أيّ وقت من أوقات السنة قبل مجيء رمضان الآخر، ولكن الأفضل للمسلمة أن تسارع في القضاء فقد قال -تعالى-: “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ”،[11] فذلك أسرع في إبراء الذمّة، وإسقاط الواجب.
• تضاعُف كفّارة عدم قضاء صيام رمضان: إنّ الفِدية لا تتضاعف مهما تأخّر القضاء، كأن مرّ على تأخير قضاء رمضان سنتَان، أو أكثر؛ فلا تلزم فِدية عن كلّ عام، بل فِدية واحدة هي الواجبة، وذلك لأنّ الواجب لا يزداد بالتأخير.

شاهد أيضًا: ما حكم من استمنى في نهار رمضان متعمدا

وضحنا في هذا المقال ما حكم عدم قضاء صيام ايام من رمضان للمرأة فيختلف حكم عدم قضاء المرأة لصيام أيام من رمضان بحسب اخلاف حالها هل هي قادرة على القضاء أم ليست قادرة على القضاء، كما بينا الكفارة الواجبة على المرأة إذا ماتت ولم تقضي صيامها، ووضحنا بعض المسائل المتعلقة بقضاء صيام رمضان للمرأة.