ما حكم المبيت في منى يوم التروية

ما حكم المبيت في منى يوم التروية، تبدأ مناسك في يوم التروية وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، بحيث يتوجه الحجاج إلى منى في هذا اليوم لأداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء جماعة مع الاستطاعة وقصر الصلاة الرباعية، ويبيت الحاج ليلته فيها، وهي ليلة الوقوف بعرفة، ومن خلال موقع المرجع سنتعرف على حكم مبيت الحاج في منى يوم التروية.

ما حكم المبيت في منى يوم التروية

يعد المبيت في منى يوم التروية من السنة، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: (ثم مكث طويلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة)، ولكن من ترك المبيت في منى فقد أساء، ولا شيء عليه لمن تركه، فيشرع للحاج المبيت يوم التروية وليلة التاسع من شهر ذي الحجة، وذلك اتباعًا لسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفعل الصحابة -رضي الله عنهم-، فيُسن للحاج الخروج من مكة إلى منى في يوم التروية وهو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، بعد طُلوع الشمس، ويُصلّي بها الصلوات من الظهر إلى فجر اليوم التاسع، ثُمّ يذهب إلى عرفات بعد طُلوع الشمس.

شاهد أيضًا: دعاء يوم التروية لغير الحاج مكتوب ، أدعية يوم التروية لغير الحاج

مقدار المبيت في منى

يسن للحاج الخروج من مكة إلى منى بعد طلوع شمس اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو يوم التروية، بحيثُ يصلي في منى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، وبعد طلوع شمس اليوم الثاني يخرج الحاجّ إلى عرفة، أما بالنسبة  للمبيت بمنى في يوم التروية فذلك سنة باتفاق جميع الفقهاء.

شاهد أيضًا: اعمال يوم التروية لغير الحاج

حكم ترك المبيت في منى

من ترك المبيت بمنى فإن عليّه دم وذلك باختلاف قدر الترك عند جمهور الفقهاء، بحيثُ يجب ذلك لمن ترك المبيت كله في المذهب الشافعيّ والحنبلي، أما عند المالكية فيجب ذلك لمن ترك المبيت ليلة فأكثر، ويشترط للمبيت في منى أن يكون الحاج قد أحرم، فلا يصح المبيت من غير إحرام، لأن الإحرام هو أساس الحج، وعليه تُبنى كل أعمال الحج، ولا يصح المبيت من غير وقوف في عرفة، كما أنه لا يمكن المبيت في وقت غير الوقت الذي نص عليه الشارع وهي ليالي أيام التشريق الثلاثة لمن تأخر، والأولى والثانية لمن تعجل، بالإضافة إلى شرط المكان، فلا يصح المبيت في غير حدود منى المقررة لها.

شاهد أيضًا: ما هو يوم الترويه ولماذا سمي بهذا الاسم

حكم المبيت في منى أيام التشريق

تعددت آراء الفقهاء وأقوالهم في حكم المبيت في منى أيام التشريق على النحو الآتي:

جمهور الفقهاء

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوب المبيت بمنى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر من ليالي التشريق، وترك المبيت بمنى يوجب الحاج دفية الفدية، ويسقط وجوب المبيت بمنى عن المعذورين، وهم الرعاة وأهل السقاية، لأن الرسول -عليه السلام- قد رخص للعباس -رضي الله عنه- في ذلك، ويسقط أيضًا المبيت بمنى عن أصحاب الأعذار كمن لديه مال يخاف ضياعه، أو يخاف على نفسه أو أهله، أو معه مريض كبير في السن يرعاه ويتولى أموره، أو كان مريضاً ويصعب عليه المبيت بمنى.

المذهب الحنفي

ذهب فقهاء المذهب الحنفي إلى أن مبيت الحاج في منى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر من ليالي التشريق من السنة وليس من الواجب، ودليل ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص للعباس أن يبيت بمكة من أجل السقاية، ولو كان المبيت واجبًا لما رخص ذلك، ولا يترتب على ترك المبيت في منى أي فدية، وإن أقام بمنى لأجل الرمي، فقد أدّى الأفضل.

شاهد أيضًا: ما هو يوم الترويه ولماذا سمي بهذا الاسم

حكم المبيت خارج منى

يسقط عن الحاج المبيت في منى في حال تعذر عليه المبيت فيها لأي سبب من الأسباب، لقوله -سبحانه وتعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)[1]، ويسقط عن الحاج الوجوب عند عجزه عن إيجاد المكان، وقد قال المالكية يسقط عنه الوجوب مع وجوب إخراج البدل، وذلك فدية يذبحها ويوزّعها على فقراء مكّة المكرّمة وليس عليه إثم، وذهب الجمهور من الشافعية والحنفية والحنابلة إلى القول بسقوط الدم عن أصحاب الأعذار كأهل السقاية والرعاء، والمرضى ومن خشي على نفسه أو ماله.

حكم الخروج من منى نهارًا والمبيت فيها ليلاً

يؤدي الواجب من الحاج عند مبيته في منى ليلاً، ولا حرج عليه إذا ذهب إلى سكنه خلال فترة النهار، شرطًا أن يعود إلى منى ويبيت فيها ليلاً، والأفضل بقاؤه فيها بالليل والنهار، اقتداء بفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ورغبة في نيل عظيم الأجر والثواب.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما حكم المبيت في منى يوم التروية، حيثُ سلطنا الضوء على حكم المبيت في منى، وكفارة من ترك المبيت فيّها.