ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم

ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم حيث إنَّ القرآن الكريم بكل آياته وسوره يشكل محط اهتمام كل المسلمين طمعًا بالأجر والثواب الذي يناله المسلم من تلاوة القرآن الكريم، و لهذا فإن موقع المرجع سيعرض في هذا المقال تعريفًا واضحًا عن السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم، وأسباب نزولها وتسميتها و فضل تلاوتها.

ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم

إنّّ السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم هي سورة الكافرون، وهي من السور التي أنعم الله بها علينا وجعل لها الفضل والثواب والأجر العظيم، فإنَّ أجر تلاوتها يعدل أجر تلاوة ربع القرآن الكريم وقد ورد ذلك في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله: “مَنْ قرأَ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ عَدَلَتْ لهُ بِرُبْعِ القُرآنِ، ومَنْ قرأَ قُلْ هو اللهُ أحَدٌ عَدَلَتْ لهُ بِثُلثِ القُرآنِ”[1]، والله أعلم.[2]

سورة الكافرون

وهي من السور المكية التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، نزلت بعد سورة الماعون، وهي تعدل ربع القرآن الكريم، يبلغ عدد آياتها ست آيات، وترتيبها هو المائة وتسع في ترتيب سور القرآن الكريم في الجزء الثلاثين من القرآن، في هذه السورة لم يرد ذكر لفظ الجلالة، ولم يرد لفظ أي صفة من صفات الله تعالى أو أسمائه.[3]

سبب تسمية سورة الكافرون

بعد أن تحدثنا عن ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم سنتحدث عن سبب تسميتها، فقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لأنَّ في آياتها خطاب موجه للكافرين و الجاحدين بدين الإسلام وهم كفار قريش، وقد ورد ذلك في بداية السورة في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}[4]، كما وردت تسمية أخرى لهذه السورة أيضًا و هي سورة الجحد؛ لأنَّها تبين حقيقة الكفر والجحد والإنكار والعناد الذي كان يعيشه كفار قريش.

سبب نزول سورة الكافرون

سبب نزول هذه السورة هو أن كفار قريش عرضوا على النبي -صلى الله عليه وسلّم- أن يتّبعوا دينه ويعبدوا الله -سبحانه وتعالى- ويقبلوا بما جاء به شريطة أن يتّبع دينهم ويشاركهم في عبادة آلهتهم وأصنامهم و ذلك لمدة من الزمن، فنزلت سورة الكافرون لتنهي كل جدل ومفاوضة لا تؤدي إلى إنهاء الشرك و عبادة الله وحده، فقد ورد ذلك عن سعيد بن مينا حين قال: “لقي الوليد بن المُغيرة والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، وأميَّة بن خلف، رسولَ الله -صلى الله عليه وسلّم- فقالوا: يا محمد! هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبدْ ما نعبد، ونُشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شَرِكناك فيه، وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يديك كنت قد شَرِكتنا في أمرنا، وأخذت منه بحظك، فأنزل الله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى انقضت السورة”، والله أعلم.[5]

قد يهمك أيضًا: ما هي السورة المكية الاقصر في عدد آياتها؟

فضل سورة الكافرون

لهذه السورة العظيمة فضائل كثيرة منها:

• البراءة من الشرك: هناك عدة أحاديث صحيحة عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وردت في فضل سورة الكافرون في البراءة من الشرك ومنها الحديث الذي ورد عن نَوفلٍ بن فروة الأشجعي، أن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال لنوفل: اقرأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ثُمَّ نَم عَلَى خاتِمَتِها؛ فإنها براءةٌ من الشركِ”.[6]
• أجر تلاوتها يعدل ربع القرآن الكريم: وقد ثبت ذلك في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلّم- في قوله: “مَنْ قرأَ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ عَدَلَتْ لهُ بِرُبْعِ القُرآنِ، ومَنْ قرأَ قُلْ هو اللهُ أحَدٌ عَدَلَتْ لهُ بِثُلثِ القُرآنِ”[1].

شاهد أيضًا: كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه

ما هي السورة التي تعدل ثلث القرآن

سورة الإخلاص هي السورة التي تعدل تلاوتها تلاوة ثلث القرآن الكريم من حيث الأجر و الثواب، وقد ورد ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- في عدة أحاديث تبين فضل وثواب تلاوة هذه السورة المباركة، والمداومة على تلاوتها، فقد روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يتقالّها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ”[7]،  وفي حديث آخر أن النبي -صلى الله عليه و سلّم قال لأصحابه: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ”[8].

في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على ما هي السورة التي تعدل ربع القرآن الكريم، وهي سورة الكافرون كما تعرفنا على سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم وسبب نزولها، وفضلها العظيم.