ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين في القرآن الكريم؛ الذي يحتوي على 114 سورة مليئة بالأحكام الشرعية والدروس والعبر والقصص التي يقف العبد المسلم أمامها في تفكر؛ وقد حظيت بعض السور بانفرادات معينة، وجب على قارئ القرآن الكريم أن يعلمها ويحفظها ليرى حكمة الله سبحانه وتعالى؛ ويعلم أن هذا الكتاب هو المعجزة الخالدة، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على تعريف البسملة، وما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين، وما هي السورة التي لا تبدأ بالبسملة، ومن ثم سنتعرف على تفاصيل والقصص التي احتوت عليها هذا السورة المباركة في هذا المقال.

التعريف بالبسملة

جاءت البسملة في اللغة: من مصدر بسمل، أي أن يقول القارئ (بسم الله الرحمن الرحيم)، وقد جاء فيها لفظ الجلالة وهو الاسم الأعظم واشتملت على اسمي من أسماء الله الحسنى الرحمن والرحيم، ففيها ما فيها من الرحمة، وقد ذكر العلماء أن حكم البسملة يكون الوجوب لجميع القراء في أوائل السور باستثناء سورة براءة، أما في أواسط السور فهي مستحبة أي أن القارئ مخير بين أن يأتي بها وبين أن يكتفي بالاستعاذة، وقد ثبتت البسلمة في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل عليه: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وهذا مما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنه- قال: كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم خَتْم السورة حتى تنزل عليه: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، والعبد المسلم يجدر به أن يستخدم البسملة في أي أمر يقوم به ليلتمس البركة في بداية كل عمل يقوم به بقول بسم الله.[1]

شاهد أيضًا: هل البسملة آية من الفاتحة

ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين هي سورة النمل، فقد ذكر العلماء أن قارئ القرآن الكريم يجب أن يأتي في البسملة عند افتتاحه سور القرآن وقد سطرت في بداية كل سورة من سور القرآن عند تدوين المصحف الشريف، فهذا دليل على وجوب الإتيان بها، ولقد حظيت سورة النمل بذكر البسملة فيها مرتين، فكان ذلك في بداية السورة كأي سورة من سور القرآن الكريم وفي وسط السورة الكريمة في قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.[2] [3]

التعريف بسورة النمل

تعد سورة النمل من السور المكية التي نزلت قبل الهجرة، واحتوت على 93 آية مباركة، حيث جاء ترتيبها في المصحف الشريف من حيث النزول السابع والعشرين، وتقع في الجزء التاسع عشر، وقد نزلت السورة الكريمة بعد سورة الشعراء، وكانت من سور المثاني وقد بدأت بحروف مقطعة حيث قال تعالى: {طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ}، وقد جاء في السورة المباركة سجدة تلاوة في الآية 26، اشتملت السورة على الآيات التي تتحدث عن أصول العقيدة والتوحيد والبعث، وقد ذكرت قصص الأنبياء من موسى إلى صالح ثم لوط وسليمان وقصته مع ملكة سبأ والنمل والهدهد، ولهذا جاءت تسمية السورة بالنمل؛ لما جاء في قصة سليمان عليه السلام مع النملة، هذا وقد كان سبب النزول كما ذكره سفيان الثوري حيث قال:[4]

عن سفيان الثوري في قوله ﴿وَسلاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الذين اصْطَفَى﴾ قال: نزلت في أصحاب محمد خاصة.

شاهد أيضًا: لماذا اخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن

ما هي السورة التي لا تبدأ بالبسملة

السورة التي لا تبدأ بالبسملة هي سورة التوبة، فقد ورد أنها هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ليس فيها بسملة، بخلاف بقية سور القرآن الكريم التي وجب على القارئ أن يأتي بها، حيث جاء سبب ذلك أن السورة تبدأ في الحديث عن الكفار والمشركين، وقد ورد في ذلك قول الإمام علي حيث قال:[5]

قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سئل عن عدم كتابة البسملة في سورة التوبة: إن (بسم الله الرحمن الرحيم) أمان، وبراءة (أي سورة التوبة) نزلت بالسيف ليس فيها أمان. والسورة نزلت في المنافقين ولا أمان للمنافقين وكأنما حرمهم الله تعالى من رحمته بالبسملة. وقد روي عن حذيفة بن اليمان أنه قال: إنكم تسمونها سورة التوبة وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً من المنافقين إلا نالت منه.

وكذلك كان قد سئل الإمام عثمان بن عفان عن هذا فقال: كانت سورة الأنفال وسورة براءة ليس بينهما فاصل، فقد ظنوا حينها أنهم سورة واحد، إلا أنه لم يكن هنالك دليل على أن سورة الأنفال والتوبة سورة واحدة، ولم ينزل بينهم قول: (بسم الله الرحمن الرحيم)، حينها جعل الصحابة السورتان متجورتان، لأنه لم يكن هنالك قطع بينهم ببسم الله الرحمن الرحيم، ومن ثم لم يرد أنهم سورة واحدة، فكان ذلك التجاور بينهم في عهد عثمان بن عفان.[6]

مناسبة سورة النمل لسورة الشعراء

نزلت كل سورة بعد الأخرى لحكمة معينة يعلمها الله سبحانه وتعالى، فقد كانت كل سورة تناسب التي قبلها والتي بعدها، لهذا كان هنالك ارتباط بين سورة النمل والشعراء، حيث جاءت سورة النمل لتكون النهاية لما جاء في سورة الشعراء، حيث إنها أتمت ما ورد في سورة الشعراء من قصص الأنبياء وقد فصلت في قصة سيدنا سليمان وكانت آياتها متممة لما جاء في سورة الشعراء، هذا وقد كانت بداية السورتان بالأحرف المقطعة فقيل أنهما من الطواسين، أي أنهما بدأتا بالطاء والسين، فهذه البداية فيها ما فيها من الإعجاز؛ فالحروف المقطعة من قبيل الإعجاز القرآني، الذي عجز الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، وحتى بآية واحدة ولم يستطيعوا ذلك، حيث قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ}،} فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ}، {فأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}، وعندما عجزوا عن ذلك أنزل تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن سورة الشعراء والنمل سورتان مكيتان أي أن موضع الآيات لكل منها ومقصود السور واضح، حيث اشتملتا على ذكر أصول العقيدة والتوحيد، فكان الارتباط بين السورتين كبير من حيث مضمون الآيات وإتمام من جاء مجمل في الشعراء عند نزول سورة النمل.[7]

شاهد أيضًا: لماذا لم تذكر البسملة في سورة التوبة

مواضع ذكر البسملة في سورة النمل

ذكرنا أن السورة الوحيدة التي ذكرت فيها البسمة مرتين هي سورة النمل، والتي جاء فيها الكثير من الدروس والعبر والقصص فقد اشتملت على قصص الأنبياء والأقوام السابقين وكيف كانت دعوة هؤلاء الرسل لأقوامهم بكل إصرار وقوة وإعلاء لتوحيد الله سبحانه وتعالى وترك عبادة ما دونه، وقد ورد في السورة المباركة ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في موضعين وهما:[8]

• في أول السورة كأي سورة نزلت في القرآن الكريم باستثناء سورة براءة.
• في قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال ما هي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين، وبينا أنها سورة النمل، ومن ثم تعرفنا على تعريف البسملة، وتطرقنا للحديث عن سورة النمل، وما مناسبوة سورة النمل مع سورة الشعراء، ثم تعرفنا على السورة التي لم تبدأ بالبسملة، وذكرنا مواضع ورود البسملة في سورة النمل.