متى تم اكتشاف أول بئر نفط في السعودية
جدول المحتويات
متى تم اكتشاف أول بئر نفط في السعودية هذا المورد الذي بفضله تغيرت الحياة كثيرًا في المملكة العربية السعودية وغالبية دول العالم، فالنفط أو كما يطلقون عليه البترول إحدى الموارد الرئيسية للطاقة في العالم، بل وأكبرها ويعتمد عليه بشكل رئيسي في غالبية دول العالم في تسير كافة الصناعات والمركبات وغيرها من الآلات، وتعتبر السعودية من كبار الدول المُصدرة للنفط في العالم، بالإضافة إلى أنها تمتلك مخزون كبير من احتياطات النفط وعبر هذا المقال المُقدم من موقع المرجع سوف نتطرق في حديثنا عن اكتشاف أول بئر نفط في السعودية وعدد من الجوانب الأخرى المتعلقة بهذا.
ما هو النفط
النفط أو كما يُسمى بالبترول هو مزيج بني اللون ويميل أحيانا للصفرة أو للسواد ويختلف في مظهره وشكله بناءً على اختلاف المكونات والبيئة المكتشف بها، يستخرج من التكوينات الجيولوجية بباطن الأرض وهذه التكوينات نتيجة لتحول بطيء للمواد العضوية امتدت لعصور، ويعرف النفط على مزيج من الهيدروكربونات هذا يتألف من كربون بنسبة 85%، وهيدروجين بنسبة 13% بالإضافة إلى عناصر أخرى كالنيتروجين تمثل 0.5%، وكبريت 0.5% وأكسجين بنسبة 1% وبعض المعادن البسيطة الأخرى مثل، النحاس والحديد.[1]
المشتقات النفطية
يتكون النفط الخام من عدة مشتقات تختلف كلٌ منها عن بعضها من حيث الخواص الفيزيائية والكيميائية تبعًا لنوع النفط المستخرج ولعمليات التكرير، ومن أبرز مشتقات النفط وأهمها ما يلي:
- البنزين: وهو مادة خفيفة في الوزن وسريعة الانتشار والتبخر ومن بين أبرز خواصها سريعة الاشتعال.
- الكيروسين: يستخدم كوقود للمحركات النفاثة ومذيب للمبيدات الحشرية، وهو أيضًا مادة خفيفة تنتشر وتتفق بسرعة وسريعة التبخر.
- الإسفلت: هي مادة سميكة تميل للصلابة أكثر من السائلة ولزجة للغاية تميل للون الأسود والبني القاتم ويتم استخدامها في دهان وتبليط القنوات والخزانات، وكذلك لتغطية السدود ورصف الطرقات والكثير من الأعمال الأخرى.
تاريخ اكتشاف النفط
للنفط أهمية وقيمة كبيرة عرفتها الشعوب منذ قديم الأزل إلّا أنه أهمية زادت بشكل بالغ في القرون الأخيرة؛ للاعتماد عليه بشكل كبير منذ اندلاع الثورة الصناعية وبداية اختراع المحركات والآلات التي تعتمد بشكل أساسي على النفط ومشتقاته في التشغيل والاحتراق الداخلي، ويمكن تقسيم تاريخ اكتشاف النفط إلى حقبتين هما:
حقبة العصور القديمة
يعود تاريخ اكتشاف النفط إلى المخطوطات المكتشفة عن بدايات استخدام واكتشاف النفط للبابليين منذ 4000 عام قبل الميلاد في منطقة الشرق الأوسط، حيث استخدموا القار كمادة لسدّ فراغات السُفن لمنع التسريب، بالإضافة إلى استخدامها لتثبيت مقابض وأجزاء الأسلحة وكذلك لحماية مبانيهم وبناء جدران مدينة بابل التاريخية، كما عثر على بعض المخطوطات القديمة التي تعود للقدماء المصريين حيث استخدم فيها القار في تحنيط الموتى وحفظ الجثث من التآكل والتحلل، هذا بالإضافة إلى استخدامه من قبل بعض الشعوب الأخرى كالحضارات الفارسية وبلاد الرافدين وكذلك الصينيون الأوائل في القرن الرابع الميلادي، وغيرهم من الأمم والحضارات الأخرى.
في العصر الحديث
مع نهايات القرن التاسع عشر الميلادي تم اكتشاف النفط عند حفر بعض الروّاد للآبار بحثًا عن الماء، وحينها لم يكن للنفط أهمية وقيمة تذكر فلم يكن حينها يملك العالم المعدات والآلات التي تحتاج للبترول في تشغيلها، واستمر الحال على هذا الوضع حتى تم اختراع مصباح الكيروسين الذي يعمل بالنفط ومن حينها بدأ الاهتمام بالنفط والبحث عنه، ويعود اكتشاف أول بئر نفط في العصر الحديث للعام 1859 م في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية بنسلفانيا، بفضل جهود إدوين دريك العالم الذي ابتكر طريقة لحفر آبار البترول واستخراج النفط.[2]
محاولات اكتشاف النفط في السعودية
منذ اكتشاف أول بئر نفط في السعودية أخذ سوق النفط العالمي منحى آخر، هذا بالإضافة إلى تحول شكل ومضمون العيش بالمملكة العربية السعودية تجاه مغاير لما كان عليه؛ فتحول اقتصاد السعودية من اقتصاد يرتكز على الحج والعمرة والزراعة وتربية الأبل والمواشي والصناعات البسيطة إلى نقلة أخرى، لدولة تعتمد في اقتصادها على ما يقارب التسعون بالمئة من إيراداتها على النفط وعوائده، وبدأت قصة استكشاف النفط في السعودية منذ عهد عبد العزيز آل سعود الذي بدأ بالتفكير في التنقيب عن البترول من أجل تطوير المملكة، فأعطى امتياز بالتنقيب للنقابة الشرقية العامة عام 1923 م قبل أن تتوحد السعودية وانتهى هذا الامتياز بعام 1928 م ولم تقم النقابة بأي أعمال تنقيب حينها.
رفض بريطانيا لمنحة التنقيب
تقدم عبد العزيز آل سعود بطلب قرض مالي من الحكومة البريطانية بقيمة نصف مليون جنية إسترليني من أجل تنمية المملكة والبدء بالتنقيب عن النفط، إلّا أنه طلبه قُبل بالرفض من الحكومة البريطانية حينها؛ حصد أوصد السير لانسلوت أوليفانت الباب أمام المحادثات مع المملكة، وأرجع هذا بأن الدولة تتردد في منح الدعم المالي للسعودية وتتشكك في التقرير، الذي قدمته المملكة العربية السعودية عن التقرير الذي قدمه فؤاد حمزة والذي أعده مهندس التعدين الأمريكي كارل تويتشيل حول وجود كميات نفط تحت أراضي المملكة، فتذرع لانسلوت بأن المملكة غير مستعدة لإهدار المال في نتائج غير معروفة إلى الآن.
متى تم اكتشاف أول بئر نفط في السعودية
في التاسع والعشرين من مايو 1933 م وقع عبد العزيز آل سعود اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط مع الحكومة الأمريكية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا المعروفة باسم (سوكال)، وعلى غرار هذا الامتياز تم إنشاء شركة تابعة لسوكال تحت اسم كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أول كومباني (كاسوك) من أجل إدارة هذا الامتياز، وبدأت بوضع الخطط اللازمة لمسح المناطق وفي العام 1935 تم حفر أول بئر في الظهران إلا أن هذا البئر لم ينتج سوى الغاز، ليستمر التنقيب بعد ذلك وبعد خمس سنوات تم حفر بئر الدمام رقم 7 والذي يُعد هو أول بئر نفط اكتشف بالسعودية في 4 مارس 1938 م ليحقق إنتاج 1585 برميل نفط باليوم على عمق كليو ونصف كيلو متر بباطن الأرض.[3]
خطوات تمكن السعودية من النفط
بعد مرور أعوام من اكتشاف أول بئر نفط في السعودية في الرابع من مارس 1938 م بدأت الحرب، وفي العام 1942 م توقفت أعمال رسم خرائط التنقيب نتيجة لقلة الأيدي العاملة، ومع بدايات العام 1943 م ونتيجة لقلة قطع الغيار الخاصة بالسيارات وصعوبة الحصول عليها اعتمدت الشركة بشكل أساسي على الأبل في تزويد المخيمات مثل مخيم الجوف البعيد بإمدادات البنزين والديزل والأسمنت وطين البترول، وفي 31 يناير 1944 م تم تغير اسم شركة الحفر من كاسوك إلى شركة الزيت العربية الأمريكية المعروفة باسم (أرامكو) بعد جهود السعودية في سوق النفط العالمية.
مد خط التابلاين
وفي عام 1950 م تم إنجاز خط أنابيب نقل النفط عبر البلاد المعروف باسم (خط التابلاين) والذي يبلغ طوله 1.212 كيلومتر، ويصبح أطول خط أنابيب نقل بترول بالعالم والذي ربط بين شرق السعودية بالبحر الأبيض المتوسط، وكان له دور كبير في اختصار الوقت وتخفيض التكلفة لتصدير النفط لأوروبا وللعالم واستمر هذا الخط بالعمل حتى عام 1983 م.
نقل مقر إدارة أرامكو
مع بدايات العام 1952 م تم نقل مقر شركة النفط من مقرها بولاية نيويورك الأمريكية إلى محافظة الظهران السعودية، وبعد مُرور أكثر من ثمانين عام على إنشاء شركة أرامكو أصبحت تتصدر أولى الشركات والمراكز العالمية في إنتاج وتصدير النفط والصناعات والمشتقات البترولية، بإجمالي إنتاج يومي يجاوز 10 ملايين برميل وباحتياطي نفط يُقدر 260 مليون برميل، بالإضافة إلى احتياطيات غاز تجاوز 284 تريليون قدم مكعب، خلال هذه الفترة تمكنت الشركة من اكتشاف 116 حقل نفط وغاز وآخر هذه الحقول حقل اسادف للنفط، وحقلي الشعور وأم رميل من الغاز وآخر مشروعات الشركة المنشأة هو مشروع مصفاة جازان.
ومن ضمن الإنجازات التي تضاف للملكة تغير اسم بئر الدمام 7 الذي يعتبر أول بئر لاكتشاف النفط في السعودية حيث أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز مرسوم ملكي بتغير أسمه لاسم (بئر الخير)؛ الذي كان بداية إنتاج النفط السعودي منه وتلاه بعد ذلك آلاف الآبار الأخرى ومن بينها حقل الغوار الذي يعتبر أكبر حقل نفط بالعالم، وكذلك حقل السفانية.[4]
اقرأ أيضًا: من هو مؤسس المملكة العربية السعودية
محطات وتواريخ مهمة في تاريخ أرامكو السعودية
مع بدايات عام 1944 م -كما ذكرنا- تم تغيير اسم شركة كاسوك المسؤولة وصاحبة الحق بالتنقيب عن النفط بالسعودية، إلى الشركة العربية الأمريكية المعروفة باسم أرامكو الأمريكية، وتولى بعد ذلك عدة محطات مهمة في تاريخ هذه الشركة نذكر منها وأبرزها ما يلي:
- 1945 م بداية العمل في معمل التكرير في رأس تنورة بالسعودية.
- 1948 م قامت شركة نيوجيرسي للزيت بشراء حصة تبلغ 30% من أسهم أرامكو الأمريكية، لتليها بعد ذلك شركة سوكوني بشراء حصة 10% من أسمهم الشركة، وهذا بالطبع ترك لكلٍ من شركتي سوكال وتكساكو حصة لكل واحدة منهم تقدر بنسبة 30% من أسهم الشركة.
- 1950 م قام الملك عبد العزيز آل سعود بتهديد الشركات الأمريكية بتأميم المنشآت النفطية بالبلاد إذا لم يتحصل على حصة لبلاده من الشركة الأمريكية، وبالفعل خضعت الشركات الأمريكية لهذا التهديد واستطاع الحصول على حصة من شركة أرامكو، هذا بالإضافة إلى تخفيض ضريبة لتعادل الأرباح كذلك وعرفت هذه الحيلة باسم (الحيلة الذهبية).
- 1950 م تم نقل مقر الشركة من أمريكا إلى محافظة الظهران، والعمل في بدء إنشا خط نقل النفط التابلاين الذي يربط بين حقول النفط الشرقية إلى ساحل البحر المتوسط ولبنان.
- 1951 م اكتشف أكبر حقل نفط بالعالم وهو حقل السفانية الموجود بمنطقة المغمورة.
- 1956 م تعلن الشركة عن أن نطاق حقلي الغوار والسفانية ليكونا أكبر حقل بترول بالعالم، ويحتل بذلك السفانية صدارة أكبر الحقول المنتجة للنفط.
- 1961 م قامت أرامكو بمعالجة غاز البترول المسال لأول مرة بمعمل تكرير رأس تنورة ومن ثم تصديره للعالم.
- 1966 م بدء توافد ناقلات النفط إلى الجزيرة الاصطناعية لتحميل الزيت الخام في الخليج العربي المقابلة لرأس التنورة.
بدء الاستحواذ على أرامكو
- 1973 م بعد نشوب حرب أكتوبر وقيام أمريكا بمساعدة دولة الاحتلال الصهيوني في الحرب ضد مصر، استحوذت الحكومة السعودية على نسبة 25% من شركة أرامكو الأمريكية.
- 1974 م ارتفع نصيب المملكة لعربية السعودية من حصص أسهم أرامكو السعودية ليصل إلى 60% من قيمتها.
- 1980 م قامت المملكة العربية السعودية بالاستحواذ على نسبة 100% من شركة أرامكو الأمريكية لتصبح السيطرة لها بالكامل على الشركة بعد فترة قصيرة من هذا الاستحواذ.
- 1981 م بدأت الحكومة السعودية بإنشاء خط أنابيب شرق -غرب الذي يقوم بالربط بين المنطقة الشرقية وساحل البحر الأحمر من أجل نقل سوائل الغاز الطبيعي والزيت الخام.
- 1982 م افتتح أول مركز للتنقيب وهندسة البترول في منطقة الظهران بالمملكة العربية السعودية.
- 1984 م قامت الشركة السعودية أرامكو بشراء وامتلاك أول أربع ناقلات نقط عملاقة مخصصة لها.
- 1988 م تم عبر مرسوم ملكي بتغير اسم شركة أرامكو الأمريكية من شركة الزيت الأمريكية العربية إلى اسم (شركة أرامكو السعودية)، ليترتب على ذلك الكثير من التبعيات والسيطرة على الحقول وتصبح الشركة مملوكة بالكامل للحكومة السعودية.
- 1994 م بلوغ حجم الإنتاج اليومي ووصوله إلى 10 ملايين برميل يومي كحد أقصى لتصبح السعودية من كبار الدول المُصدرة للبترول في العالم.[5]
هذه أبرز التواريخ والمراحل البارزة في تاريخ شركة أرامكو السعودية بعد الاستحواذ الكامل عليها من طرف الشركات الأمريكية، لتكون للسعودية منذ اكتشاف أول بئر بترول بالسعودية إلى تاريخنا هذا صاحبة بصمة قوية في سوق النفط العالمية.
السعودية ومنظمتي أوبك وأوابك
في شهر سبتمبر عام 1960 م قامت المملكة العربية السعودية مع أربع دول أخرى بتأسيس منظمة (الأوبك) وهي منظمة الدول المصدرة للبترول، والتي تهدف وتسعى إلى توحيد السياسة النفطية بين أعضائها من أجل تحقيق العائد المناسب للدول المنتجة والمستثمرين في مجال النفط، وكذلك من أجل الحفاظ على أسعار البترول بأسعار عادلة ومناسبة ومرضية للجميع.
وفي عام 1967 م قدمت المملكة العربية السعودية اقتراح لكل من ليبيا وللكويت بإنشاء منظمة للدول العربية المصدرة للنفط تحت اسم (أوابك) وتم الإعلان عن هذه المنظمة في يناير من عام 1968 م، واختيرت الكويت كمقر رئيسي للمنظمة، وبالعام 1973 م ارتفع عدد الدول المنضمة لها ليصبح 10 دول يهدفون لتطوير صناعة البترول العربية والتعاون فيما بينهم.
وبنهاية مقالنا عن متى تم اكتشاف أول بئر نفط في السعودية نكون قد تحدثنا باختصار عن النفط وعن تاريخ اكتشافه في العالم، وعن اكتشاف أول بئر نفط سعودي ثم انتقلنا بالحديث عن شركة أرامكو ونشأتها واستحواذ السعودية عليها، نهايةً دور السعودية بمنظمات النفط.
المراجع
- nationalgeographic.org , Petroleum , 02/04/2021
- bbc.co.uk , How did oil come to run our world? , 02/04/2021
- thoughtco.com , The Drilling of the First Oil Well , 02/04/2021
- bbc.com , The diplomat who said 'No' to Saudi oil , 02/04/2021
- aramco.com , aramco , 02/04/2021
التعليقات