أين توجد حاسة الشم عند الثعبان

أين توجد حاسة الشم عند الثعبان فالكائنات الحية اللافقارية والفقارية، تحتاج إلى الاستدلال على المحيط الخارجي لها، فالحيوانات كائنات حية، تحتاج إلى النظر لترى فرائسها لتنقض عليه، أو مفترسها لكي تسرع في الهرب منه، كما أنها تحتاج إلى حواسها الأخرى للاستدلال على شركائها في مواسم التزاوج مثل حاسة الشم أو السمع، فبعض ذكور الحيوانات، تمنح الروائح لتجذب الإناث من خلالها مثل غزال المسك، بينما بعضها الآخر تصدر أصواتاً هادرة وقوية تنادي بها الإناث، وكل هذه المظاهر الطبيعية وغيرها تعتمد على الحواس الخمسة، ومن بينها حاسة الشم المميزة لدى الثعبان التي يقوم بها بطريقة مختلفة تماماً عن باقي الحيوانات، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف الثعابين بشكل عام وعن هذه الحاسة الفريدة بشكل خاص إضافة إلى ذكر كل ما يخص هذا الحيوان الزاحف.

الثعابين

من حيث التصنيف، تنتمي الثعابين ذات الدم البارد إلى شعبة الفقاريات أو الحبليات من مملكة الحيوان وفصيلة الزواحف، وبالرغم من قدم الثعابين، إلى أن العلماء يرجحون أنها نوع متطور من عائلة السحالي دون أطراف، وكانت الأفاعي رمزاً لبعض الحضارات عبر التاريخ مثل الحضارة الفرعونية القديمة، حتى إن بعضها كانت رمزاً لآلهتهم، وفي وقتنا الحالي، هناك أكثر من 3000 والتي يرجح أن تصل إلى 3900 نوع من الثعابين المنتشرة حول العالم، باستثناء قارة القطب الجنوبي وبعض الجزر في المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ التي لم يشاهد بها هذا الكائن الحي مثل جرينلاند، آيسلندا، نيوزلندا، أيرلندا إضافة إلى أرخبيل هاواي وبعض الجزر الصغيرة المتفرقة، ويتراوح طول الثعابين من حوالي 10 سم مثل أفعى باربادوس، إلى قرابة السبعة أمتار مثل الأناكوندا.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد فقرات العمود الفقرى للأفعى

أين توجد حاسة الشم عند الثعبان

بالرغم من امتلاكه لحفرتي الأنف، إلا أن حاسة الشم عند الثعبان توجد في اللسان المتشعب في طرفه، ويسمح هذا اللسان المتشعب للثعبان باستشعار روائح معينة من اتجاهات مختلفة عن طريق أخذ عينات من الهواء بسرعة كبيرة، ويطلق الثعبان لسانه عدة مرات ويرتد حتى ولو كان فمه مغلقاً بواسطة فتحة في مقدمة الفم، وفي الفك العلوي للثعبان، يوجد فتحتان تسميان عضو جاكوبسون والذي يطلق عليه أيضاً اسم العضو الميكعي الأنفي، وعندما يدخل لسان الثعبان في فمه، فإنه يلصق شوكة لسانه في فتحتي هذا العضو، الذي يعمل عن طريق استشعار المواد الكيميائية والفيرومونات التي يلتقطها اللسان، حيث أنه يرسل إشارات عبر الأعصاب إلى البصيلات الشمية في دماغ الثعبان لتحليلها.[1]

حواس الثعبان

الثعابين هي من الحيوانات الأرضية التي تزحف مع مستوى الأرض بالرغم من أن بعضها يعيش في الأشجار أو البيئات المائية، وهذا ما جعلها تتكيف بمجموعة من الحواس التي تختلف عن باقي الكائنات الحية إضافة إلى امتلاكها لحواس أخرى لا نجدها عن باقي الحيوانات، وفيما يلي نتعرف على أهم هذه الحواس.[1]

حاسة الرؤية عند الثعبان

تزحف الثعابين طيلة الوقت على بطنها ولا تستطيع الرؤية أعلى من مستوى الأرض، ولذلك لا تعتمد الثعابين على البصر كما أن رؤيتها محدودة بالرغم من أنها تمتلك عيون متطورة للغاية مغطاة بغشاء يدعى برايل، وتتمتع بنظام رؤية مجسمة ولكن لمسافات قريبة باستثناء الثعابين التي تعيش على الأشجار فهي تمتاز بعيون كبيرة، وغالبية الثعابين لا ترى الألوان كما أنه يوجد ثعابين ترى بشكل أوضح في النهار وبعضها العكس، وبشكل عام، تصطاد الأفاعي ليلاً باستخدام حواسها الأخرى الفريدة من نوعها.

حاسة السمع عند الثعبان

لا تمتلك الثعابين آذان خارجية ولا حتى طبلة أذن، ومع ذلك فهي قادرة على سماع الاهتزازات بأخفض الترددات بواسطة فكها، حيث تنتقل الاهتزازات الأرضية عبر جسم الثعبان إلى العظم التربيعي الذي يربط بين الفك السفلي والجمجمة، ثم تنتقل لاحقًا إلى عظام الأذن الوسطى في ومنها إلى الأذن الداخلية.

حاسة التذوق والشم عند الثعبان

ترتبط حاسة التذوق بحاسة الشم لدى الثعبان، وقد اجتمعتا هاتين الحاستين لتشكلا واحدة من أقوى أجهزة الحسية الكيميائية في مملكة الحيوان، فقد قامت الثعابين بتكييف لسانها وحاسة التذوق لالتقاط جزيئات الرائحة في الهواء وتحويلها إلى معلومات شمية، وذلك بواسطة العضو الميكعي الأنفي أو ما يسمى عضو جاكوبسون.

حاسة اللمس عند الثعبان

الثعابين من الحيوانات الزاحفة التي تعيش على بطنها، ولذلك اللمس هو أحد أكثر حواس الثعبان تطوراً ويلعب دورًا حيويًا مهماً في حياته، حيث أن أجسام الثعابين تغمرها المستقبلات اللمسية التي تسمح لها بالشعور بأدنى تغيير في بيئتها، وهذا ما يسمح له بإجراء تغييرات سريعة في حركة العضلات البطنية أثناء الحركة.

الحاسة السادسة عند الثعبان

إلى جانب الحواس الخمسة الرئيسية التي ذكرناها سابقاً، تمتلك بعض الثعابين حاسة سادسة وهي القدرة على الإحساس بحرارة المخلوقات الأخرى أو ما يعرف باسم الكائنات الحية ذوات الدم الحار، حيث تنقسم الثعابيت إلى مجموعتين رئيسيتين من حيث احتوائها على الحفر الحساسة للحرارة وهي:

• ثعابين الغلايات: وتمتلك صف من الحفر على الشفاه في شقوق تسمى الحفر فوق الشفوية في الفك العلوي، أو الحفر تحت الشفوية في الفك السفلي، وهي قادرة على استشعار التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة المحيطة وهذا ما يساعدها على الصيد ليلاً.
• ثعابين الحفرة: وتمتلك اثنين فقط من حفر الحرارة فائقة الحساسية والتي تسمى حفرة لوريال، وتمتاز عن تلك الموجودة في الغلايات أن لديها القدرة على إعطاء صورة حرارية للدماغ، فبدلاً من البحث عن الحرارة، أصبح لديها الرؤية الحرارية.

تصنيف الثعابين

كباقي الكائنات الحية، هناك عدة معايير لتصنيف الثعابين والتي لا يزال الجدل قائماً عليها حتى الآن بين علماء الأحياء، وكل منها يعتمد على خاصية معينة تتميز بها هذه الزواحف، ومنها:[2]

• طريقة التكاثر: فمنها من يضع البيوض ومنها ما هو ولود.
• بيئات العيش: فمنها ما يعيش في البيئة البرية الصحراوية أو البيئة الاستوائية، ومنها ما يعيش في المياه الحلوة والمستنقعات ومنها ما يعيش في البحار والمحيطات المالحة.
• السمية والاصطياد: فبعض الثعابين سام ويستخدم سمه لقتل أو شل فرائسه للصيد، ولا يتجاوز أنواعها أكثر من 300 إلى 400 نوع سام، بينما غالبية الثعابين غير سام وأنواعها قرابة 3000، وتستخدم أنواع أخرى من الاصطياد مثل خنق الفريسة بعصرها أو التهامها وهي حية.
• الحاسة السادسة: وهي نوعان من الثعابين التي تتواجد فيها صفوف من الحفر الحرارية في شفاهها السفلية والعلوية أو زوج من الحفر الكبيرة فقط والتي تسمى لوريال. 
• الأنياب: فبعض الأفاعي لا تمتلك الأنياب أبداً، وبعضها الآخر يمتلك الأنياب فقط في الجزء الأمامي السفلي أو العلوي، في حين يمتلك بعضها أنياب خلفية. 

جسم الثعبان

يمتد جسم الثعبان بشكل طولي من بداية الرأس وحتى نهاية الذيل، ومن الطبيعي جداً أن تكون أعضائه الداخلية والخارجية ممتدة على طول الجسم، وهي الآتي:[2]

• العظام: يتكون جسم الثعبان بشكل رئيسي من العمود الفقري الذي يبلغ عدد فقراته من 200 إلى 400 فقرة، وكل فقرة عليها زوج من الضلوع باستثناء فقرات الذيل، وتقبع عظام الرأس في مقدمة الجسم.
• الأعضاء الداخلية: تمتلك الثعابين الأعضاء الداخلية كاملة مثل باقي الحيوانات مثل المعدة الطويلة القابلة للتمدد بحجم الفريسة والرئتين والكبد والكلى وغيرها، والموزعة بشكل طولي على طول جسمها والمحمية بالفقرات وزوج الضلوع على كل فقرة.
• الجلد الخارجي: يتكون الجلد الخارجي للثعبان من الحراشف السميكة، وأكثر ما يميزها أنها قابلة للتجديد كل سنة، في حين بعضها يبدل جلده الخارجي في السنة الواحدة مرتين.

التغذية عند الثعابين

جميع الثعابين من الحيوانات آكلة اللحوم أو البروتينات الحيوانية مثل بيوض الحيوانات الأخرى، وبشكل عام، يأكل الثعبان الفرائس ذوات الدم الحار مثل القوارض والأرانب والطيور وغيرها، بينما يأكل البعض الآخر الحشرات الصغيرة والبرمائيات مثل الضفادع أو الضفادع أو الزواحف الأخرى أو الأسماك أو ديدان الأرض أو الرخويات، والثعابين كافة لا تمضغ الطعام وإنما تبتلع فرائسها وتهضمها في عملية هضمية قد تستغرق أيام، حيث تلتقط الفرائس عبر فمها الذي يتميز بفكين منفصلين مما يتيح للثعبان فتح فمه ليبتلع الفرائس كبيرة الحجم، وفي مرحلة الاصطياد، تستخدم الثعابين السامة لشل أو قتل فريستها وتتبعها عبر الحاسة السادسة التي تمتلكها، أما أنواع غير السامة فتستخدم طريقة الخنق أو العصر أو الهجوم المباغت.[3]

شاهد أيضًا: أنواع الثعابين غير السامة

معلومات عامة عن الثعابين

الثعابين من الحيوانات ذات التركيب البيولوجي الفريد من نوعه وخاصة في حركتها وطريقة غذائها واصطيادها للفرائس وغير ذلك، ومن أهم المعلومات حولها:[3]

• التزاوج: الثعابين لها طقوس غريبة في التزاوج، فقد تراها تتزاوج كذكر وأنثى فقط في حالة منفردة، وقد تجدها تتزاوج بشكل جماعي بحيث أنها تتجمع كما لو أنها كرة واحدة كبيرة.
• التنفس: بعض الأنواع من ثعابين البحر يمكن أن تتنفس جزئيًا من خلال جلدها، وهذا ما يسمح لها بالغوص لفترة أطول تحت الماء.
• الحركة: لا تمتلك الثعابين القوائم للحركة، ولذلك هي تستخدم مرونة عظامها وعمودها الفقري بعدة أنواع من الحركة بحب السطح الذي تزحف عليه، ولكن الأكثر شيوعاً الزحف على شكل حرف s، بينما الثعابين التي تعيش في الأشجار تسمى حركتها كونسرتينا، بينما التي تزحف على سطح أملس تعرف حركتها باسم دفع الانزلاق.
• التكييف الحراري: تعرف الثعابين بذوات الدم البارد، ويرجع ذلك إلى كون درجة حرارة جسمها تتغير بحسب درجة حرارة البيئة التي تعيش فيها، على عكس الحيوانات الأخرى ذات الدم الحار التي تظل درجة حرارتها ثابتة بغض النظر عن الطقس في الخارج.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان أين توجد حاسة الشم عند الثعبان والذي تعرفنا من خلاله على الثعابين وتصنيفها وطرق غذائها وأجزاء جسمها، وتعرفنا أكثر على مصدر حاسة الشم لديها وحواسها الأخرى، كما تطرقنا لذكر المعلومات العامة عن هذا الحيوان الزاحف.