أيهما أفضل في عشر ذي الحجة التكبير أم قراءة القرآن
جدول المحتويات
أيهما أفضل في عشر ذي الحجة التكبير أم قراءة القرآن من حيث الأجر والثواب عند الله تعالى، فهذه الأيام العشر من أفضل أيام السنة، وهي أيام مباركة حثَّ فيها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين على العمل الصالح والعبادة، وفي هذا المقال سوف يتحدَّث موقع المرجع عن أيهما أفضل في أيام العشر من ذي الحجة التكبير أم تلاوة القرآن، كما سيتحدَّث عن أذكار هذه الأيام وعن التكبير فيها بالتفصيل.
أيهما أفضل في عشر ذي الحجة التكبير أم قراءة القرآن
إنَّ قراءة القرآن الكريم أفضل من التكبير في عشر ذي الحجة، والسبب هو أنَّ كتاب الله تعالى يتضمَّن كلَّ الأذكار الحسنة المستحبة للمسلم من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير، وكلام الله تعالى أفضل الكلام، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “أفضلُ الكلامِ بعدَ القرآنِ أربعٌ وهنَّ من القرآنِ: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ”[1] وقد قال البخاري: “بَاب فَضْلِ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ”، وجاء عن الإمام النووي -رحمه الله- أنَّه قال: “أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده، وفي رواية: أفضل، هذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل”، والله تعالى أعلم.[2]
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في عشر ذي الحجة
التكبير في عشر ذي الحجة
إنَّ التكبير في عشر ذي الحجة من الذكر الحسن الذي دعا إليه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية، قال عليه الصلاة والسلام: “ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”[3] وفيما يأتي سنسلط الضوء على أنواع التكبير وصيغه في عشر ذي الحجة:
أنواع التكبير في عشر ذي الحجة
إن للتكبير في هذه الأيام المباركة نوعين اثنين، هما:
- التكبير المطلق: يبدأ ببداية اليوم الأول من ذي الحجة وينتهي بنهاية اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي بنهاية أيام عيد الأضحى المبارك وهي أيام التشريق، ويكون هذا التكبير في كل وقت وحين.
- التكبير المقيد: يبدأ هذا التكبير بعد أن يفرغ المسلم من صلاة الفجر يوم التاسع من ذي الحجة ويستمرُّ حتَّى صلاة العصر من يوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويكون هذا التكبير دُبر كلِّ صلاة حصرًا.
صيغ التكبير في عشر ذي الحجة
لم تذكر النصوص الشرعية صيغًا محددة للتكبير في عشر ذي الحجة، والصيغ المشروعة كثيرة ولا ضير في أن يكبِّر المسلم بأيٍّ من هذه الصيغ المشروعة، وهي:
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلَّا الله، اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمدٍ وسلم تسليماً كثيراً.
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
- الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، لا إله إلا الله والله أكبر.
- الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر ولله الحمد.
- الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
اقرأ أيضًا: افضل الاعمال في العشر ذي الحجة
قراءة القرآن في عشر ذي الحجة
إنَّ قراءة القرآن الكريم من أعظم الأعمال التي توجب الأجر والثواب من الله تعالى، فعلى المسلم أن يحافظ على تلاوة كلام الله تعالى في العشر من ذي الحجة، فهي أيام مباركة يُضاعف فيها أجر العمل الصالح بإذن الله كما أنَّ قراءة القرآن الكريم في هذه الأيام هو خير العمل وهو خير من الذكر، قال ابن أبي شيبة رحمه الله: “سألت مجاهدًا عن قراءة القرآن أفضل يوم عرفة أو الذكر؟ قال: أفضل، هذا محمول على كلام الآدمي وإلا فالقرآن أفضل، وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل”، والله تعالى أعلم.
اقرأ أيضًا: صيغ تكبيرات العشر من ذي الحجة مكتوبة
أذكار عشر ذي الحجة
يُستحب للمسلم في هذه الأيام العشر المباركة أن يُكثر من الذكر الحسن، لأنَّ في الذِّكر امتثال لأمر الله تعالى في قوله: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[4] والأيام المعلومات الواردة في الآية الكريمة هي أيام العشر من ذي الحجة كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه، ولعلَّ أفضل الذكر في هذه الأيام العشر:
التهليل
هو أن ينطق المسلم بشهادة ألَّا إله إلَّا الله، والتهليل هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة، ولعلَّ أفضل صيغ التهليل ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه”[5]
التكبير
وهو من ذكر الله تعالى، وفيه دلالة وإشارة عل عظمة الله وقدرته وقوَّته، وهو أن يقول المسلم: الله أكبر، فيكررها وفق الصيغ الإسلامية المشروعة للتكبير، ولعلَّ أفضل صيغ التكبير ما ذكر عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “للهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا”، والله أعلم.
التحميد
وهو أن يحمد العبد ربَّه على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، ويجب أن يكون حمدُ الله في السراء والضراء، وقد ورد فضل التحميد في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ”[6] والله تعالى أعلم.
إلى هنا نختم هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن أيهما أفضل في عشر ذي الحجة التكبير أم قراءة القرآن والذي سلَّطنا فيه الضوء على التكبير في العشر من ذي الحجة وعلى قراءة القرآن في هذه الأيام، وذكرنا أفضل الذكر في أيام عشر ذي الحجة أيضًا.
المراجع
- مجموعة الرسائل والمسائل , ابن تيمية، 3/397، صحيح.
- islamweb.net , قراءة القرآن أفضل في عشر ذي الحجة أم التكبير , 19/05/2024
- مسند أحمد , أحمد شاكر، عبد الله بن عمر، 7/224، إسناده صحيح.
- سورة الحج , الآية 28.
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6682، صحيح.
- صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 6406، صحيح.
التعليقات