من هو الصحابي ابو جندل بن سهيل

من هو الصحابي ابو جندل بن سهيل أحد الصحابة السبّاقين لتصديق رسالة الإسلام ونبيه الكريم محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -، والذي ارتبط لقاؤه الأول بالنبي بقصة فريدة علّمنا خلالها معنى الالتزام بالعهود والمواثيق، على الرغم من الأذى والعناء الذي تكبده من مشركي قريش، فمن يكون أبو جندل الذي خلّد التاريخ اسمه ورضي بكم النبي بشأنه لشدة إيمانه به، هو ما سنعلمه في موقع المرجع، الذي أفرد هذا المقال للحديث عن سيرته العطرة.

من هو الصحابي ابو جندل بن سهيل

إنّ أبو جندل كنية العاصي بن سهيل ابن عَمرو القُرشيّ العامريّ صحابيّ جليل كان من السباقين في اعتناق الإسلام أسوةً بشقيقه عبد الله بن سهيل، تعرض أبو جندل وشقيقه عبد الله للتعذيب على يد والدهما سهيل بن عمرو بحكم أنّه أحد سادات وكفار قريش، وأمه هي فاختة ابنة عامر ابن نوفل ابن عبد مَناف، بعد ما أخفيا اهتداءهما للإسلام عن والديهما في البداية، لكن سهيل بن عمرو أعلن إسلامه فيما بعد، فبات أبو جندل ووالده سهيل من أهم المقاتلين في فتوحات الإسلام.

قصة أبو جندل بن سهيل بن عمرو

علم سهيل بن عمرو بإيمان أبو جندل بعد وقعة بدر، حيث خرج محارباً مع المشركين، لكنه جابههم وأباه أثناء المعركة، لدى عودته لمضارب قريش زجّه والده في الحبس لسنوات بقي خلالها تحت الرقابة حيث أقدم على ضربه وتعريضه للعقاب القاسي إلى صلح الحديبية، فقد سمع أنّ محمداً عليه الصلاة والسلام قريب فهرب من حبسه مقيداً باتجاه معسكر المسلمين بالحديبية، حيث وجد أبيه مع الرسول للتفاوض، ذهل سهيل بوجود ولده وخاطب الرسول: “يا محمد لُجّت القضيّة بيننا قبل أن يأتيـك هذا، وصدّقه الرسول – صاح أبو جندل “يا مَـعشر المسلمين أُردُّ للمشركين ليفتنوني عن ديني؟؟”، وقد نصت الحديبية على رد الرسول كل مكّي أتاه مسلماً دون موافقة وليّه، لذا والتزاماً بميثاقه رد رسول الله أو جندل لذويه ودعاه للثبات، فأشار سهيل بن عمره لولده، وقال هو أول العائدين لمكة.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي لقبه النبي بالشهيد الحي

ابو جندل وابو بصير

عند عودة أبو جندل إلى مكة بصحبة 70 مسلماً، فرّ هؤلاء الـ 70 راكبين من جديد لكن هذه المرّة ليس باتجاه المدينة المنوّرة ـ لإيمانهم بالتزام نبي الإسلام بميثاق الحديبية، فاستقروا في الغفار وقادهم الصحابي الجليل أبو بصير، انضم إليهم العشرات من جهينة، وأسلم وغفار وأسلم وبعض العرب، حتى باتوا 300 مقاتل، بدأوا قطع الطريق على قوافل قريش يأخذون مالها، وعيرها ويقتلون رجال قريش من الكفار، حتى راسلت قريش النبي وطلبت إليه تجاوز الهدنة وضمهم، فدعاهم النبي إليه، لكن أبو بصير لم يكتب له رؤية النبي بعد هذه الحادثة، الذي توفي وهو يقرأ كتابه، فدفنه أبو جندل في غفار، وبنى له مسجداً فوق قبره.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بذي الرأي

ابو جندل واخوه عبدالله

بعد وفاة أبو بصير إثر كتاب النبي ودعوتهم إلى المدينة المنورة، قاد أبو جندل رجالهم وثروتهم من غنائم السطو على قوافل قريش، استقبله في المدينة المنورة شقيقه عبد الله حيث قطنوا جميعاً المدينة برفقة النبي وأصحابه، ومع مضي بعض الوقت رجع الشقيقان إلى مكة، وأقنعا والدهما بلقاء النبي  عسى أن يهديه الله للإسلام، وقد نجحا بلك، خرج عبد الله إلى اليمامة سنة 632 ميلادي محارباً فاستشهد، أعلم أبو جندل والده الذي حزن فقررا القتال في صفوف المسلمين، مشاركين بكل الحروب بعد واقعة اليمامة.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي بايع على الموت في معركة اليرموك

الصحابي ابو جندل وفاته

توفي الصحابي أبو جندل بعد إصابته بمرض الطاعون “طاعون” خلال تواجده بما يعرف اليوم بالأردن في “عماوس” على الطريق بين مكة والشام، وقد وافته المنية سنة 18 للهجرة الموافق للعام 639 ميلادي، لم يعرف تاريخ ميلاده الدقيق ولا عمره عند الوفاة، حتى أنّ قبر أبو جندل بن سهيل لا يعلم أثره أو عقبه.

هكذا؛ وبظل اطلاعنا على تاريخ وفاة أبو جندل الصحابي الجليل، نختتم مقالنا وهو بعنوان من هو الصحابي ابو جندل بن سهيل، الذي تعرفنا عبر فقراته المنوعة على شخصيته وعلى تفاصيل سيرته العطرة، وقصته الفريدة مع النبي صلى الله عليه وسلم.