من هو مكتشف أمريكا

من هو مكتشف أمريكا ؟ أحد اهم الاسئلة التي تُطرح باستمرار ولكنها لا تمتلك إجابة دقيقة؛ فقد تعددت المصادر التاريخية التي أوردت معلومات متعددة في هذا المجال، وكان هذا الاختلاف ناجمًا عن التباين في الانتماءات السياسية والدينية والجغرافية. من هنا؛ حرصنا في موقع المرجع على توضيح أهم الروايات التاريخية المتعلقة باكتشاف بأمريكا، والتي حظيت على اتفاق عدد من المؤرخين، ونعرض من خلالها المكتشف الحقيقي لأمريكا. 

من هو مكتشف أمريكا

استنادًا الى العديد من المصادر التاريخية، يعتبر الرّحالة البرتغالي كريستوفر كولومبوس هو مكتشف أمريكا؛ حيث كان هذا الاكتشاف خلال رحلة كريستوفر المعروفة من بلاد إسبانيا الى الهند في العام 1492 ميلاديًا. و قام باكتشافها فعليًا بحار إيطالي يدعى أمريجو فيسبوتشي؛ حيث تواجد هذا البحار على عدد من الرحلات التي توجهت إلى أمريكا بقيادة كولومبوس، وكان هو على خلاف مع كولومبوس حول أن المنطقة التي تم الوصول إليها ليست الهند، ولكن لم يؤخذ بكلامه آنذاك؛ لذلك تعتبر بعض المصادر ان أمريجو هو المكتشف الحقيقي لأمريكا. [1]

متى تم اكتشاف أمريكا

 اختلف العلماء والمؤرخين على إجابة سؤال متى تم اكتشاف أمريكا، وذلك نظرًا لاختلافهم المسبق في هوية المكتشف الحقيقي لأمريكا، ولكن من المتفق عليه ان امريكا تم اكتشافها خلال الرحلة الشهيرة لكولومبوس التي قام بها في عام 1492 ميلاديًا. وانطلقت هذه الرحلة من البرتغال الى المحيط الأطلسي، وكانت هذه الرحلة تشتمل على السفن الثلاث الشهيرة وهي بينتا ونينيا وسانتا ماريا. وقد عُرفت امريكا بذلك الوقت باسم العالم الجديد، وكانت محط أنظار ومطمع للدول الأوروبية التي قامت بعدها باستعمارها واستغلال السكان الأصليين المتواجدين فيها. [2]       

لماذا سميت أمريكا بهذا الاسم

كانت وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأقوى الدول على مستوى العالم، وذلك استنادًا إلى ما تملكه من قوة اقتصادية وعسكرية كبيرة. ومن هنا؛ يحرص الكثير من العلماء والمؤرخين على معرفة تاريخ أمريكا، وكان من أهم ما يسعى الكثير لمعرفته هو سبب تسمية أمريكا بهذا الاسم. أجمع المؤرخون والباحثون على أن سبب تسمية امريكا بهذا الاسم يعود الى الرّحال الايطالي أمريجو فيسبوتشي؛ حيث كان الرحالة أمريجو أحد البحارة الإيطاليين الذين قاموا بعدد كبير من الرحلات الاستكشافية في القرن الخامس عشر. وخلال احدى رحلاته مع الرحالة كريستوفر، وصلوا الى أمريكا ولم يستطيعوا التعرف على المنطقة فاعتقد الاغلبية على انهم متواجدين في الهند. وبعد مرور سنوات على هذه الرحلة تم تسمية المنطقة باسم أمريكا نسبةً إلى أمريجو.       

نظريات متعددة حول اكتشاف أمريكا

تعددت النظريات والمصادر التي تفسر اسرار اكتشاف أمريكا، ونذكر فيما يأتي عدد من تلك النظريات:

 نظرية جسر بيرينغ لاند

 تُعد نظرية جسر بيرينغ لاند (بالإنجليزية: The Bering Land Bridge theory) من النظريات التي تُفسّر اكتشاف أمريكا، وترتكز هذه النظرية على أنّ كل من سيبيريا وألاسكا كانت فيما سبق ضمن مساحات أكبر ممّا هي عليه اليوم، وكانت ايضًا المسطحات المائية الموجودة حالياً على شكل جليد. من هنا؛ رجّح العلماء أنّ هناك جسر برّي يُسمى بيرينغ لاند يربط بين سيبيريا وألاسكا، وأنّ هذا الجسر قد نتج بفعل حاجة الناس سابقًأ إلى البحث عن الطعام في مناطق مختلفة من العالم. وبذلك كان من الاعتقادات السائدة لدى المؤرخون أنّ بعض الصيادين انتقلوا من آسيا إلى ألاسكا بواسطة القوارب على طول الساحل عبر جسر بيرينغ لاند البري من سيبيريا، وبالتالي كانوا أول من وصل واكتشف أمريكا، ويعتبروا هم سكان أمريكا الأصليين. [3]

 نظرية السوليوترية 

تُعتبر نظرية السوليوترية (بالانجليزية: Solutrean Hypothesis) من النظريات التي شرحت اكتشاف أمريكا، وقد ارتكزت هذه النظرية على تواجد أسلحة معينة تم صنعها قبل نحو 13500 عام في أنحاء أمريكا. تسائل العلماء عن كيفية وصول هذه الاسلحة الى امريكا، وتتبعوا الأدلة نحو جسر بيرينغ لاند البري والمحيط الأطلسي، وتبين لهم أن هذه الاسلحة تمت صناعتها في إسبانيا وجنوب فرنسا خلال العصر الحجري القديم في فترة الحضارة السوليوترية. وبناءً على ذلك؛ استنتج العلماء أن البشر عبروا المحيط الأطلسي، وقَدِموا من أجل الصيد على طول حزام الجليد بواسطة القوارب، ووصلوا بذلك الى مناطق من أمريكا لأول مرة. [3]

نظرية الراهب الإيرلندي والسلحفاة البحرية الضخمة 

ترتكز هذه النظرية على قيام راهب أيرلندي يُدعى القديس بريندان باكتشاف احدى المناطق في أمريكا؛ حيث تشير المصادر على قيام الراهب برحلته عام 400 ميلاديًا عبر المحيط الأطلسي بواسطة قارب تقليدي مصنوع من الخشب والجلد. ونظرًا للتشكيك في قدرة قوارب الخشب والجلد على قطع مسافة طويلة بهذا الحجم؛ قام المؤرخ تيم سيفيرين في العام 1976 ميلاديًا بالإبحار بواسطة قارب تقليديّ ايضًا على طول المسافة من أيرلندا إلى أمريكا الشمالية، وقد نجحت رحلته بالفعل. وبذلك يكون قد أثبت أنه من الممكن القيام بمثل هذه الرحلة بواسطة قوارب تقليدية. على الرغم من ذلك، كانت وما زالت رواية القديس بريندان محل شك لدى الباحثين والمؤرخين؛ وذلك نظرًا لانتقالها شفويًا عبر الأجيال، وعدم توفرها في المصادر التاريخية إلّا بعد مرور قرون على هذه الرحلة. [4]

نظرية الأمير مادوك

ترتكز هذه النظرية إلى أنه بعد موت ملك غوينيد في شهر ديسمبر من عام 1169 ميلاديًا، تنافس جميع اولاد الملك على الحكم ما عدا الأمير مادوك؛ حيث كان يعتبر ابنًا غير شرعياً لملك غوينيد آنذاك، لذلك لم يتنافس على الحكم مثلما فعل إخوته. بدأ الأمير مادوك بعد ذلك برحلة استكشاف برفقة أخوه رايرد، وكانت هذه الرحلة من الساحل الشمالي لدولة ويلزنحو الغرب باتجاه منطقة ألاباما في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثمّ إلى نقطة الانطلاق مرة أخرى في دولة دويلز. حرص الأمير مادوك على العودة مرة أخرى في رحلة ثانية مع الويلزيين؛ فخرج مع طاقمه في عام 1171 ميلاديًا من جزيرة لوندي الويلزية، لكن لسوء الحظ لم تعود هذه الرحلة ولم يُعرف مصيرها حتّى يومنا هذا. يعتقد الباحثون أنّهم وصلوا إلى خليج موبايل في ألاباما، ثمّ انتقلوا إلى نهر ألاباما حيث تتواجد الحصون الحجرية التي تُشبه في تصميمها قلعة دولويديلان الواقعة في الجزء الشمالي من دولة ويلز. [5]

نظرية قراصنة الشمال 

تستند هذه النظرية الى قبل نحو 500 سنة من ولادة الرحالة كريستوفر كولومبوس، حيث قام عدد من البحارة الأوروبيين بالإبحار عبر المحيط الأطلسي بحثًا عن وطن جديد، ومن ثم أدت الرياح الشديدة الى إرساء السفينة  في منطقة ساحلية على أراضي أمريكا الشمالية؛ وبذلك يكونوا أول الأوروبيين الذين وصلوا الى أرض أمريكا.   

ذُكر في الأساطير الايسلندية رحلة شخص يُسمي إريكسون؛ وهو ابن إريك الأحمر الذي قام بتأسيس أول مستوطنة في جرينلاند الأوروبية. تم طرد اركسون  من أرض أيسلندا في عام 985 ميلاديًا، فبدأ بالابحار برفقة طاقمه في عام 1000 ميلاديًا إلى أراضي النرويج. وان من ابرز القصص الواردة في حادثة اركسون على انه وصل الى امريكا الشمالية خلال مسار عودته من النرويج. [6]

مزاعم البولينيزيين 

تكشف  نظرية مزاعم البولينيزيين (بالانجليزية:Polynesian yams and shakier claims) على أنّ البولينيزيين قاموا بزيارة أراضي أمريكا قبل الرحالة كريستوفر كولومبوس. واستندوا في ذلك على وجود البطاطا الحلوة، حيث عثر الباحثون الفرنسيين على وجود نبات البطاطا الحلوة المكربنة في المحيط الهادئ والذي يعود إلى نحو 500-1000 سنة قبل إبحار الرحالة كولومبوس إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية. تمكن الباحثون بواسطة إجراء التحليل الوراثي من إثبات أخذ البولينيزيين نبات البطاطا الحلوة من أراضي أمريكا ونقلها الى مناطق جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ. وبذلك يكونوا قد وصلوا إلى امريكا قبل كريستوفر كولومبوس. [7]

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال من هو مكتشف أمريكا ؟، بالاضافة الى السبب وراء تسمية أمريكا بهذا الاسم. وتناول هذا المقال ايضًا أبرز وأهم النظريات التي تفسر اكتشاف أمريكا.

المراجع

  1. thoughtco.com , Did Christopher Columbus Actually Discover America? , 15/3/2021
  2. britannica.com , Christopher Columbus Italian explorer , 15/3/2021
  3. nationalgeographic.com , When, How Did the First Americans Arrive? It’s Complicated. , 15/3/2021
  4. owlcation.com , Who First Discovered America? , 15/3/2021
  5. historic-uk.com , The discovery of America… by a Welsh Prince? , 15/3/2021
  6. history.com , The Viking Explorer Who Beat Columbus to America , 15/3/2021
  7. zmescience.com , Who really discovered America? (Spoiler: it’s not Columbus) , 15/3/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *