من اول من اذن في السماء

من اول من اذن في السماء هو واحد من أشهر الأسئلة الشرعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين رغبة منهم بالحصول على الإجابة الصحيحة لما ورد عن أول من أذن في السماء، فالأذان هو الإشهار وهو رفع ذكر الله تعالى وذكر رسوله الكريم عليه الصَّلاة والسلام، وفيما سيأتي من هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث عن تعريف الأذان وأهميته وعن أول من أذن في السماء وعن بعض الأمور التي تتعلق بالأذان في الإسلام أيضًا.

تعريف الأذان

يُعرَّف الأذان في الإسلام على أنَّه النداء الذي يتمُّ المناداة به من أجل دعوة المسلمين للصلاة، ويكون الأذان عند دخول وقت كل صلاة من الصلوات الخمس في اليوم والليلة، حيث يصعد المؤذن إلى مكان مرتفع وينادي بالناس للصلاة بصيغة محددة، والأذان في اللغة هو الإعلام بشيء ما، قال تعالى في سورة التوبة: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}[1] وقد ورد الأذان للصلاة في القرآن الكريم في قول الله تبارك وتعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}[2] والله تعالى أعلم.[3]

من اول من اذن في السماء

إنَّ أول من أذن في السماء هو الأمين جبريل عليه السلام، وذلك لأن جبريل -عليه السلام- كان إمامًا للمؤمنين في الجنة، وكان جبريل -عليه السلام- يعلن الأذان للمصلين في السماوات العليا بأمر من الله سبحانه وتعالى، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الأذان في الإسلام من أهم الشعائر التي يجب على المسلمين الالتزام بها وعد تعطيلها مهما كان الثمن، والأدلة على أهمية هذه الشعيرة كثيرة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المباركة، وفيما يأتي نذكر نصوص هذه الأدلة:

  • قال تعالى في سورة الجمعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[4].
  • عن مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- قال: “أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَفَرٍ مِن قَوْمِي، فأقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وكانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنا إلى أهالِينا، قالَ: ارْجِعُوا فَكُونُوا فيهم، وعَلِّمُوهُمْ، وصَلُّوا، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ”[5].

من أول من أذن في الإسلام

إنَّ أول من أذن في الإسلام هو الصحابي الجليل بلال بن رباح -رضي الله عنه- وكان هذا بأمر من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والدليل واضح في السنة النبوية الشريفة، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّه قال: “كانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ، وليسَ يُنَادِي بهَا أحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا في ذلكَ فَقالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وقالَ بَعْضُهُمْ: قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقالَ عُمَرُ أوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بالصَّلَاةِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا بلَالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلَاةِ”[6] والله تعالى أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: من هو اول تابعي فسر القران

من اول من أذن في الأرض

إنَّ أول من أذن في الأرض هو نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والدليل على هذا القول هو ما جاء في القرآن الكريم في سورة الحج: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[8] وكان هذا الخطاب القرآني لنبي الله إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام، والله تعالى أعلم.

الحكمة من مشروعية الأذان

لقد شُرع الأذان للمسلمين في السنة الأولى من الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، والحكمة من مشروعيته هي تعريف المسلمين بالأوقات، حيث تشاور المسلمون فيما بينهم لوضع علامة تدل على دخول كل وقت من أوقات الصلوات الخمس في اليوم والليلة، فاجتمع رأيهم في نهاية المطاف على النداء بالناس بصيغة معينة تدل على دخول وقت الصلاة، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّه قال: “كانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ، وليسَ يُنَادِي بهَا أحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا في ذلكَ فَقالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وقالَ بَعْضُهُمْ: قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقالَ عُمَرُ أوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بالصَّلَاةِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا بلَالُ قُمْ فَنَادِ بالصَّلَاةِ”[6] والله تعالى أعلم.[9]

اقرأ أيضًا: من هو اول من يقرع باب الجنة

أقوال عند سماع الأذان

يُستحب من المسلم أن يكثر من الذكر عند سماع الأذان وأن يقول كما يقول المؤذن في أذانه، وقد ورد في صحيح السنة النبوية المباركة الكثير من الأحاديث التي تبيِّن أفضل الأذكار المستحبة عند سماع الأذان في الإسلام، وهذه الأذكار هي:[10]

  • عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:إذا قالَ المُؤَذِّنُاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، فقالَ أحَدُكُمْ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ قالَ: أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الصَّلاةِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: حَيَّ علَى الفَلاحِ، قالَ: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، قالَاللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مِن قَلْبِهِ دَخَلَ الجَنَّةَ”[11].
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال:مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ”[12].
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ”[13] والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: متى اضيفت الشهاده الثالثه الى الاذان

ما هي فضائل الأذان في الإسلام

إنَّ للأذان في الإسلام فضائل كثيرة وعظيمة، تتجلَّى هذه الفضائل فيما يأتي:

  • إن الأذان يطرد الشيطان بإذن الله، قال أبو هريرة رضي الله عنه: “إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أقْبَلَ حتَّى يَخْطُرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ يقولُ له: اذْكُرْ كَذا واذْكُرْ كَذا لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِن قَبْلُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ ما يَدْرِي كَمْ صَلَّى. وفي رواية: بمِثْلِهِ غيرَ أنَّه قالَ: حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إنْ يَدْرِي كيفَ صَلَّى”[14]
  • إن المؤذن هو أطول الناس عنقًا يوم القيامة كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • إن في الأذان ذكر الله والصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
  • إن الأذان يغفر للمؤذن بقدر مدر صوته، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “المؤذِّنُ يغفِرُ لَهُ بمدِّ صَوتِهِ، ويشهَدُ لَهُ كلُّ رَطبٍ ويابِسٍ”[15].

صيغة الأذان الصحيحة

إنَّ صيغة الأذان الصحيحة في الإسلام هي الصيغة التي ثبتت عن الصحابي الجليل عبد الله بن زيد بن عبد ربه:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

قد يهمك أيضًا: من هو اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

إلى هنا نختم هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن تعريف الأذان في الإسلام وسلَّطنا الضوء على من اول من اذن في السماء وتحدَّثنا عن أول من أذن في الإسلام وأول من أذن في الأرض بشكل عام، ثمَّ ذكرنا بعض المواضيع امهمة التي تتعلَّق بالأذان بشكل عام.

المراجع

  1. سورة التوبة , الآية 3.
  2. سورة المائدة , الآية 58.
  3. wikiwand.com , أذان , 24/08/2021
  4. سورة الجمعة , الآية 9.
  5. صحيح البخاري , البخاري، مالك بن الحويرث، 628، صحيح.
  6. صحيح مسلم , مسلم، عمر بن الخطاب، 377، صحيح.
  7. islamweb.net , الحديث الدال على أول المؤذنين , 24/08/2021
  8. سورة الحج , الآية 26، 27.
  9. ar.islamway.net , الأذان والإقامة , 24/08/2021
  10. alukah.net , ما يقال عند سماع الأذان , 24/08/2021
  11. صحيح مسلم , مسلم، عمر بن الخطاب، 385، صحيح.
  12. صحيح البخاري , البخاري، جابر بن عبد الله، 614، صحيح.
  13. صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمرو، 384، صحيح.
  14. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 389، صحيح.
  15. صحيح النسائي , الألباني، أبو هريرة، 644، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *