من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه

من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه سؤالٌ يجول بخاطر الكثير من المسلمين المهتمّين بالتّاريخ الإسلامي، فصحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هم خير البشر بعد الأنبياء، وهم اللبنة الأولى في بناء الدّعوة الإسلامية، فهم من نقل الإسلام من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لكافّة المسلمين، وقد بذلوا في ذلك الغالي والنّفيس، حتى بشّر الله بعضهم بالجنّة، وسيقوم موقع المرجع بالتّعريف بمن هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنة.

من هم العشرة المبشرين بالجنة

قبل معرفة من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه سيتمّ التّعرّف على من هم العشرة المبشرين بالجنة، وهم من خيرة صحابة -رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- فالكثير من النّاس قد بُشّروا بالجنّة والفضل الكبير، لكنّ الله اختصّ هؤلاء العشرة من الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- فتمّ ذكرهم في الحديث النّبويّ الشّريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: “أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ ، وعمرُ في الجنَّةِ ، وعُثمانُ في الجنَّةِ ، وعليٌّ في الجنَّةِ ، وطَلحةُ في الجنَّةِ والزُّبَيْرُ في الجنَّةِ ، وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ في الجنَّةِ ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجنَّةِ ، وسَعيدُ بنُ زيدٍ في الجنَّةِ ، وأبو عُبَيْدةَ بنُ الجرَّاحِ في الجنَّةِ”.[1] ومن الجدير بالذّكر أنّ الكثير من الصّحابة والصّحابيّات قد بُشّر بالجنّة، وأمّا سبب تسمية هؤلاء بالعشرة المبشّرين بالجنّة لأنّ أسمائهم أتت في حديثٍ واحد والله ورسوله اعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي تعلم لغة اليهود في 15 يوم

من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه

إنّ آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث كان سعد بن أبي وقّاص أحد الصّحابة المعمّرين فقد توفّي في السّنة الخامسة والخمسين من الهجرة النّبويّة الشّريفة، وكان آخر من توفّي من المهاجرين، وقد أتته المنية وهو يلبس جبّة من صوف بالية، أمر بها ليلبسها بالرّغم أنّ الله قد مدّه بالمال الكثير، لكنّها جبّةً كان قد شهد فيها بدراً، وأراد أن يلقى الله بها، وعندما وافته المنيّة كان ابنه جالساً يبكي فال له ما يبكيك يا بنيّ إنّي من أهل الجنة وإن ربّي لن يعذّبني ابداً، فكان إيمانه ببشرى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كبيراً، توفّي سعد بن أبي وقّاص في قصره بالعقيق على بعد خمسة أميالٍ من المدينة المنوّرة، فكان بذلك آخر من مات من العشرة المبشّرين بالجنة، كان سعد بن أبي وقّاص ثالث من أسلم كما روي، وقيل أنّه السّابع، وقد كان من أخوال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد شهد بدراً وأُحد والكثير من الغزوات مع المسلمين، ومع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان سعد أوّل من رمى سهماً في الإسلام، ولقد كان أحد أعظم القادة المسلمين في معارك الإسلام ضد الشرك وأهله، وقد اعتزل الفتنة الحاصلة بين علي ومعاوية رضي الله عنهم جميعاً.[3]

شاهد أيضًا: اول مولود في الاسلام من الانصار بعد الهجرة هو

سعد بن أبي وقاص

بعد أن أجبنا عن السّؤال الّذي يقول: من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه، سنتكلّم عن نسب سعد بن أبي وقاص وعن إسلامه ونشأته ، فأمّا عن نسبه فهو سعد بن مالك بن أهيب، ولد في مكّة المكرّمة في العام الثّالث وعشرين قبل الهجرة النّبويّة المباركة، وجدّه أهيب بن عبد مناف، هو عمّ آمنة بنت وهب أمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد نشأ سعدٌ في مكة المكرّمة بين القرشيين، وعمل بصناعة الأسهم والقسيّ، وكان يتعلّم ويجمع العلوم من خلال الحجيج الّذين يحجّون إلى بيت الله تعالى في كلّ عام، وكان سعدٌ رضي الله عنه من أكثر الفتية في قريش مؤهلٌ ليكون فارساً ورامياً ماهراً نظراً لاشتغاله بمهنة صناعة السّهام، ولقد أسلم على يد أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وكان عمره وقت إسلامه سبعة عشر عاماً، وعندما أسلم أقسمت أمّه على ترك الطّعام والشّراب حتّى يكفر بدين الإسلام ويعود إلى الشّرك والكفر، ولكنّه أبى ذلك ولم يطعها، وتركها لحالها، فنزل فيه قول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[4] وعُرف عن سعد رضي الله عنه حبّه للجهاد في سبيل الله، وكان أوّل من رمى سهماً في سبيل الله تعالى، كذلك كان من السّتّة أصحاب الشّورى، رضي الله عنه وأرضاه، وإنّ من مناقب سعدٍ رضي الله عنه أنّه كان من الّذين دعا لهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فكانت دعوته مستجابة، كما كان رسول الله يقول بأن سعداً هو خاله نسبةً لقرابته من جهة أمّه، كما كان أوّل من أراق دماً في سبيل الله تعالى والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ذكر في القرآن

أعمال سعد بن أبي وقاص

بعد الحديث عن من هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه، لا بدّ من ذكر أعمال هذا الصّحابي الجليل رضي الله عنه، ولقد كانت له الكثير من الإنجازات والاعمال الّتي سطّرها التّاريخ الإسلاميّ، لما تمتّع به سعد بن أبي وقّاصٍ من الحكمة وحسن القيادة والورع والتّقوى الشّديدة، ومن أعماله نذكر ما يأتي:[6]

• اعتزاله الفتنة والتزامه بقصره في العقيق، عندما اندلعت الفتن إثر قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان رضي الله عنه.
• قاد العددي من الغزوات في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقاد العديد من المعارك في الخلافة الرّاشدة، ومنها معركة القادسيّة.
• استلم قيادة الجيوش لفتح العراق واستلم إمارتها وإمارة الكوفة.
• فتح العديد من البلاد وتوسّعت البلدان الإسلاميّة على يديه.
• رفض الخلافة وزهد الولاية واعتزل في قصره بالعقيق حتّى توفّي رضي الله عنه.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الملقب بأسد الله

من هو أول صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه

إنّ معرفة من هو آخر صحابي توفي من العشرة المشرين بالجنة يدفع المسلم للبحث عن من هو أول صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنة، وهو عبد الله بن أبي قحافة أبو بكر الصّديق، أول خليفةٍ لرسول  الله -صلى الله عليه وسلّم- ولد بمكّة وكان سيّداً من سادات قريش وأغنيائهم، أُطلق عليه لقب الصّدّيق في الإسلام لأنّه صدّق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مسألة الإسراء والمعراج، وقد لازم النّبيّ قبل الهجرة وهاجر معه ولزمه بعد الهجرة، وقد كانت له مواقف مشرّفة في نشر الإسلام، فشهد المشاهد كلّها واحتمل الصّعاب وبذل النّفس والمال في سبيل الدّعوة، كانت مدّة خلافته وحكمه للمسلمين سنتين وثلاثة أشهر، توفّي في الدينة المنوّرة ودفن بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في السّنة الثالثة عشرة للهجرة، عن عمرٍ يناهز الثّلاث وستين سنة.[7]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

قدّمنا في هذا المقال مقتطفاتٍ من سيرة الصّحابيّ الجليل سعد بن أبي وقّاص، وأنّه هو آخر صحابي توفي من العشرة المبشرين بالجنه، كما تحدّثنا عن العشرة المبشرين وأول من مات منهم رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.