دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين مكتوب

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين مكتوب ، من الأمور التي يبحث النّاس عنها، لما تمّ سماعه عن فضل هذا الدّعاء وبركته، ولأنّ الصحابي الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من الشّخصيّات الهامّة، ومن الأشخاص أصحاب الحكمة والبلاغة والفصاحة، وله تأثيرٌ كبير في التّاريخ الإسلامي، فكلّ ما يرد ويُنسب إليه يُشكّل فضولًا وميلًا لدى المسليمين للتّعرف عليه واستكشافه، وفي هذا المقال يعرّف موقع المرجع بالدّعاء الذي نُسب لأمير المؤمنين وهو دعاء الاحتجاب.

علي بن أبي طالب أمير المؤمنين

قبل الاطّلاع على دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين لا بدّ من التّعرف على شخصيّة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين -رضي الله عنه- وهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ويصل نسبه لمعد بن عدنان، أمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهي كفيلة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وعلي بن أبي طالب هو ابن عمّه، رباه النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وزوّجه ابنته فاطمة الزهراء، وهو صحابيٌّ جليل رابع الخلفاء الراشدين وأحد المبشّرين بالجنّة، ولد في مكّة المكرّمة في الثّالث عشر من شهر رجب قبل الهجرة بثلاثة وعشرين سنة، يعدّ واحدًا من السّباقين للإسلام وهو أوّل من أسلم من الغلمان، حضر المشاهد كلها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدا في غزوة تبوك، وقد عُرف بشدّته في القتال، فكان أحد أهمّ الشّخصيّات الإسلاميّة.[1]

شاهد أيضًا: كم كان عمر علي بن أبي طالب عندما أسلم

خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

بعد مقتل الخليفة الرّاشدي الثّالث واستشهاده على يد قاتليه من الخوارج، سعى المسلمون لاختيار خليفةٍ لهم يقودهم ويحكمهم، وكان عديد الصّحابة مرشّحون لهذا المنصب لكنّ كلّ واحدٍ منهم نأى بنفسه، وكان اسم علي ابن أبي طالب هو الأقوى والأكثر من مال نحوه من المسلمين، حيث توجّه إليه المهاجرون والأنصار وأخبروه أنّه الأحق بالخلافة وإنّ المسلمين بحاجةٍ لمن يقودهم، ولم يكن علي بن أبي طالب راغبًا في الخلافة حينئذٍ، وطلب منهم أن يختاروا خليفةً غيره ويكون هو وزيره وأهل نصيحته ومشورته، لكنّ الوضع السّائد والفوضى التي انتشرت بين المسلمين وضغط أهالي الأمصار، جعله يقبل بهذا الأمر خوفًا من انتشار الفتنة، وقد اشترط بذلك أن تكون البيعة على نظام الشّورى باشتراك الصّحابة جميعًا وأهل بدر خاصّة، فبايعه النّاس في المسجد في يوم الجمعة 24 / ذي الحجة/ 35 هـ، وصار الخليفة الشرعي للمسلمين وأمير المؤمنين.[2]

شاهد أيضًا: حكم القاضي للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة الدرع الذي

ما هو دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

قد يتساءل الكثير من المسلمين ما هو دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، والذي هودعاءٌ قيل أنّه وارد عن أمير المؤمنين الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ويُقال أنّه سمعه من النّبي -صلى الله عليه وسلّم- وكان يردّده في الكثير في الكثير من الأوقات، في وقت البلاء وفي وقت الشّدة وحدوث المصيبة، ولكن ما ورد عن أهل العلم أنّه لم يرد أيّ دليلٍ يُثبت صحّة نسبة دعاء الاحتجاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا لأيّ أحدٍ من أصحابه والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: دعاء من تعار من الليل

دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين مكتوب

إنّ دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ورد كما سيتمّ ذكره فيما يأتي:

اِحتَجَبتُ بِنورِ وَجهِ اللهِ القَديمِ الكامِل، وتَحَصَّنتُ بحِصِنِ اللهِ القَوِيّ الشّامِلِ، وَرَمَيتُ مَن بَغى علي بِسَهِمِ الله، وَسَيفِهِ القاتِلِ. اَللّهُمَ ياغالباًعَلى اَمِرِه، ويا قائمِاً فَوقَ خَلقِهِ، وَيا حائلاً بَينَ المَرءِ وَقَلَبِهِ، حُل بَيني وَبَينَ الشيَطانِ وَنَزغِهِ، وَبينَ مالا طاقَةَ لي بِهِ مِن اَحدٍ مِن عِبادِكَ، كُفَّ عَنّي ألسنتهم، واغلل أيديهم وأرجلهم، وَاجعَل بَيني وَبَينَهم سَدّاً مِن نورِ عظمتِكَ، وَحِجاباً مِن قُوَّتك، وَجُنداً مِن سُلطانِكَ؛ فَاِنَّكَ حَيَّ قادِرٌ. اَللهمَّ أغش عَنّي أبصار الناظِرينَ حَتى أرد الموَارِدَ، وأغش عَنّي أبصار النورِ، وأبصار الظّلمِةَ وأبصار المريدينَ لَي السّوءَ حَتّى لا أُبالي مِن أبصارهم يَكادُ سَنا بَرقه يَذهَب بِالأبصارِ يقَلّب اللهُ اَللَيلَ وَالَّنهارَ إن في ذلِكَ لَعِبرة لأولى الأبصارِ، بِسمِ الله الرَحمَن الرحَيمِ، كهيعص، كفايتُنا، وهو حسبي بِسمِ الله الرَحَمن الرَحيمِ حمعسق حمايتُنا وهو حسبي، كَماءٍ أنزلناه مِنَ السَّماءِ فاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرضِ فأصبح هَشيماً تَذروهُ الرّيِاح، هوَ اللهُ اَلَذي لااِلهَ اِلاهوَ عالم الغَيب وَالشهادةِ، هوَ الرَّحمن الرحَيمُ، يَومَ الآزِفةِ إذا القُلوبُ لَدَى الحَناجِرِ كاظِمينَ ما للِظالمِين مِن حَميمٍ وَلاشَفيٍع يُطاعُ، عَلِمَت نَفسٌ ما أحضَرَت فَلا اَقسِمُ بِالخُنَّس الجَوارِ الكُنسَّ وَاَللّيِل إذا عَسعَسَ وَالصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ، ص وَالقُرانِ ذي الذِكِر بَل الَذينَ كَفَرو في عِزةٍ وشِقاق (شاهَتِ الوُجوهُ ) ثلاث مرات، وَكَلَّتِ الألسُنُ، وَعَمِيَتِ الأَبصارُ، اَللهُمَّ اجعَل خَيرَهم بَينَ عَينَيهِم، وَشَرَّهُم تَحتَ قَدَمَيهِم، وخاتَمَ سُلَيمانَ بَينَ أكتافهم، فسيكفيكم الله وَهوَ السَّميعُ العَليم، صِبغَةَ اللهِ وَمَن أحسن مِنَ اللهِ صِبغَة، كهيعص، اكِفِنا، حمعسق احِمِنا، سُبحانَ القادِرِ القاهِرِ الكافي، وَجَعَلنا مِن بَينِ أيديهم سَداً ومَنِ خَلفِهم سَدّاً فَاَغشَيناهُم فَهم لا يبصِرونَ، صمٌ بكمٌ عميٌ فَهم لا يعقِلونَ، أولئك الّذَينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلوِبهِم وَعَلى سَمعِهِم وأبصارهم وأولئك هُم الغافِلوُنَ، تَحَصَّنتُ بذِيِ الُملكِ والمَلكَوتِ، وَاعتَصَمتُ بذِي العِزِ وَالعَظَمِة والجَبَروتِ، وَتَوَكَّلتُ عَلى الحَيّ الّذي لا يَموت دَخَلتُ في حرِزِ اللهِ، وَفي حِفِظِ اللهِ، وَفي أمان اللهِ مِن شَرّ البَريَّة أجمعين، كهيعص، حمعسق، ولا حَولَ وَلاقُوَّة اِلا باِلله العِلي العَظيِم، وَصَلى اللهُ عَلى محُمدٍ وَآلِهِ الطاهِرينَ، بِرَحمَتِكَ يا اَرَحَمَ الراحِمينَ.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا

فوائد دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين

إنّ دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين له عدّة خصائص وفوائد، حيث أنّه يعود على صاحبه بالكثير من الأمور الإيجابية، حيث يلتمسها كلّ من يدعو به في حياته، من تلك الفوائد:

• بدعاء الاحتجاب يتقرّب العبد من ربّه -جلّ جلاله- ويلجأ إليه في السّراء والضّراء.
• بدعاء الاحتجاب يحصل العبد على الأجر والثّواب والتمكين من الله سبحانه وتعالى.
• بدعاء الاحتجاب يقوم المسلم بطلب خيري الدّنيا والآخرة من الله -سبحانه وتعالى- عندما يقف على أعتابه ويطرق بابه.
• يساعد دعاء الاحتجاب على ردّ سوء القضاء عن العبد، وكذلك يردّ الله به المحن والمصاعب، ويعطي الله به السّائل مسألته.
• يدفع دعاء الاحتجاب العبد ليتوكّل على الله في كلّ أموره.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم بك أصبحنا وعليك توكلنا وأنت خير الحافظين

أهمية الدعاء في حياة المسلم

بعد الاطّلاع على دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، سيتمّ بيان أهمية الدعاء في حياة المسلم، فالدّعاء أمرٌ ذو شأنٍ كبيرٍ في الإسلام، وله مكانته الكبيرة، ومنزلته العالية، ومن أهميّته:[4]

• الدعاء غذاء الرّوح ودواء النفس ودعم الكيان وقوّةٌ للبنيان.
• بالدّعاء يستعين العاجز وهو العبد بالقوي وهو الله -سبحانه وتعالى- ويستغيث الملهوف بالرّب الرّؤوف.
• إنّ الدّعاء من أعظم العبادات في الإسلام وأعظم القربات وأجلّ العبادات، وقال عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه هو العبادة.
• إنّ الدعاء من أكرم الأمور على الله فهو طاعةٌ له وامتثالٌ لأوامره، فهو من أمر عباده بالدّعاء ووعدهم بالإجابة.
• بالدعاء يرفع الله البلاء عن العباد وهو سبب لرفع غضبه وعقابه.
• يكون الدّاعي في معيّة الله وحفظه، وذلك أنّ الله -سبحانه وتعالى- يكون عند حسن ظنّ عبده به.

شاهد أيضًا: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي مكتوب

آداب الدعاء وشروطه

للدّعاء آداب وشروط  لا بدّ للمسلم أن يلتزم بها، وذلك ليستجيب الله -سبحانه وتعالى- له دعاءه، ومن آداب الدعاء ما يأتي:[5]

• على الدّاعي أن يكون موحّدًا لله في ربوبيّته وألوهيّته وصفاته، والتّوحيد شرطٌ لاستجابة الدّعاء.
• أن يكون الدّعاء لله وحده لا شريك له فيه، وأن يكون خالصًا لوجهه الكريم.
• أن يتوسّل المسلم لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا.
• قيام العبد المسلم الدّاعي بالثّناء على الله بما هو أهله وحمد وشكره قبل الدّعاء.
• الإكثار من الصّلاة على النّبي صلى الله عليه وسلّم قبل الدّعاء وأثنائه وبعده.
• التّوجه نحو القبلة أثناء الدّعاء واستقبالها.
• أن يرفع المسلم يديه أثناء الدّعاء، فيكون باطن الكفّ نحو السّماء، ويكون العبد على صفة المتذلّل الفقير.
• الإيمان بالله تعال واليقين بالإجابة من الله، فيطلب العبد من ربّه الخير في الدّنيا والآخرة وبحضور قلبه.
• الإلحاح على الله في الطّلب والمسألة فالله يحبّ العبد اللحوح، وعدم الاستعجال في الإجابة اليأس منها.
• الجزم بالدّعاء وعدم التّخيير فيه، وتكرار الدّعاء ثلاثًا، وهو ما سُنّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أن يحرص الدّاعي على أن يكون مأكله من حلال ومشربه من حلال وملبسه من حلال.

شاهد أيضًا: دعاء استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه وفضله

أوقات استجابة الدعاء

إنّ الله أمر عباده بالدّعاء ووعدهم بالإجابة وقد أخبر على لسان نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بأفضل الأوقات التي يتمّ فيها إجابة الدّعاء، وهي أوقاتٌ مباركة يكون فيها فضل الدّعاء واستجابته أكبر من غيرها من الأوقات، وإنّ أفضل أوقات استجابة الدعاء ما سيتمّ ذكره فيما يأتي:[6]

• الدعاء عند نزول الغيث وعند اشتداد القتال حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اطلبوا إجابةَ الدعاءِ عندَ التقاءِ الجيوشِ ، وإقامةِ الصلاةِ ، ونزولِ المطر”.[7]
• الدّعاء في ليلة القدر وهي من أعظم الليالي وأكثرها بركة.
• الدّعاء في جوف الليل، وذلك في وقت السّحر حيث أنّ فيه ساعةٌ يتنزّل الله -سبحانه وتعالى- إلى السماء الدنيا فيقضي حوائج السائلين.
• الدعاء دبر الصلوات المكتوبة وبين الأذان والإقامة وعند الأذان فكلها أوقاتٌ مباركة يكون فيها الدّعاء مستجابًا.
• الدعاء في ساعة يوم الجمعة، فيوم الجمعة فيه ساعةٌ لم توافق دعاء عبدٍ قط إلا استجاب الله له.
• عند شرب ماء زمزم فزمزم لما شربت له.
• في السجود فهو الموضع الذي يكون فيه العبد قريبٌ من ربّه.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم سخر لي الارض ومن عليها

وفاة أمير المؤمنين

إنّ الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- هو من نُسب إليه دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين، وقد كانت وفاته مقتولًا على يد عبد الرحمن بن ملجم الذي ضربه في صلاة الفجر وقيل أنه ضربه وهو في طريقه للمسجد، وكانت ضربته بسيفٍ مسمومٍ على رأسه، ليأمر علي بن أبي طالب أن يُطعم ويُشرب وأن ينتظر المسلمون حتّى يهدأ حاله فإن تعافى نظر في أمره، وإن مات قتلوه قصاصًا، ونهى عن تعذيبه أو تكبيله، وظلّ أمير المؤمنين يعاني من السّم ثلاثة أيّامٍ متواصلة، حتّى توفّي في ليلة 21/ رمضان/ سنة 40هـ وقد بلغ من العمر أربعًا وستّين سنة.[8]

شاهد أيضًا: من هو قاتل علي بن ابي طالب

وهنا نصل لنهاية مقال دعاء الاحتجاب لامير المؤمنين مكتوب والذي تمّ فيه الاطّلاع على سيرة ونسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وخلافته، وذكر المقال دعاء الاحتجاب وفضل الدّعاء فيه، كما بيّن أهميّة الدّعاء في حياة المسلم، وذكر المقال أداب الدعاء وأوقات الاستجابة، ثم تحدّث عن وفاة أمير المؤمنين.